لا يوجد دليل على أن الألوسي لم يتم تفسيره. الذي أعرفه من خلال دراستي في كتب مناهج المفسرين أن الألوسي قد أتم تفسيره, وإذا أردت أن تعرف قيمة التفسير فهو تفسير قيم جدا يتكلم في الآية وما تحويه من المسائل الدقيقة بعناية , لا يترك صغيرة ولا كبيرة, وهو واسع الاطلاع إلى حد كبير جدا , وإقرأ مثلا له في تفسير سورة الكهف في قصة موسى والخضر عليهما السلام تجده يمكث العشر صفحات في خمس آيات أو أقل أو أكثر , ويطرح المسائل المهمة. ثم هو يتكلم في بلاغة القرآن وقد تجد عنده مالا تجد عند غيره فكل مفسر تدبره واستنباطاته مع كتاب الله.
أما المأخذ على تفسيره فكثيرة, يحذر منها القائل, وهي أولا الجانب الصوفي فيه الذي لم يخلوا من شطحات , منها قوله بالحقيقة المحمدية, وثناؤه على غلاة الصوفية كابن عربي وابن فارض , وأنه يرى التسليم للسادة الصوفية , وأن يتهم المخالف لهم ذهنه, وهذا خطأ, فأقوال الصوفية وغيرهم تحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , وغير ذلك الكثير من موافقة الألوسي للصوفية.
لكن يلاحظ غضب الألوسي على الصوفية في موضوع القبور والإستغاثة بغير الله, فتراه يحمل عليهم , ويسفههم , وارجع ألى أقواله في تفسيره , ابحث على كلمة: قبور الصالحين, وأنقل لكم هذا الموضع من كلامه , يقول:[FONT="]قال الألوسي:[/FONT][FONT="]واستدل بالآية على جواز البناء على قبور الصلحاء واتخاذ مسجد عليها وجواز الصلاة في ذلك وممن ذكر ذلك الشهاب الخفاجي في حواشيه على البيضاوي وهو قول باطل عاطل فاسد كاسد ... ثم بين الألوسي الأدلة على بطلان هذا القول, إلى أن قال: [/FONT][FONT="]وبالجملة لا ينبغي لمن له أدنى رشد أن يذهب إلى خلاف ما نطقت به الأخبار الصحيحة والآثار الصريحة معولاً على الاستدلال بهذه الآية, فإن ذلك في الغواية غاية, وقد رأيت من يبيح ما يفعله الجهلة في قبور الصالحين من إشرافها, وتعليق القناديل عليها, والصلاة إليها, والطواف بها, واستلامها, والاجتماع عندها في أوقات مخصوصة, إلى غير ذلك محتجاً بهذه الآية الكريمة وبما جاء في بعض روايات القصة من جعل الملك لهم في كل سنة عيداً, وكل ذلك محادة لله تعالى ورسوله وإبداع دين لم يأذن به الله عز وجل, ويكفيك في معرفة الحق تتبع ما صنع أصحاب رسول الله في قبره عليه الصلاة و السلام وهو أفضل قبر على وجه الأرض.[/FONT]
وقد تأثر بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في ذلك.
وأما بالنسبة لعقيدة الألوسي, فهو يصرح في تفسيره أن أبا الحسن الأشعري رجع عن أشعريته. لكنه أول بعض الصفات, وبالجملة هو متردد في باب الصفات.