سؤالي عن القيمة العلمية لتفسير العلامة الألوسي؟

إنضم
18/04/2006
المشاركات
6
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
اشتهر كثيرا بين العلماء ،فما يميزه عن كتب التفسير ؟
فهل يعنى بحل الإشكالات التي ترد على بعض الآيات ،أم هو جمع للأقوال مع محاولة الترجيح بينها ؟
المقصود ما هي أهم مميزات تفسير روح المعاني ؟
جزاكم الله خيرا.
 
يعد تفسير الألوسي (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني) من أجود كتب التفسير المتأخرة ، حيث صنفه مؤلفه وهو في الثلاثين من عمره تقريباً ، وقد حرر الكلام فيه على كثير من المسائل لسعة علمه ومعرفته ، وشخصيته بارزة في كتابه وليس مجرد ناقل ، وقد عيب عليه عنايته بكلام أهل التصوف في التفسير ، فهو ينقل كلامهم الذي يجده في التفسير بعد ذكره للتفسير الظاهر للآيات ، وقد سمى تفسيرهم تفسير أهل الإشارة . وقد ذكر في الفائدة الثانية من مقدمته حكم التفسير بالرأي وتفسير السادة الصوفية ، وأوضح أنه يقصد تفسيرهم المقبول ، الذي لا يعارض التفسير الظاهر للآيات ، ودافع عنهم في كلام طويل تجده في كتابه .
فالخلاصة أنه تفسير جيد لطالب العلم فيه علم كثير ينتفع به من أراد الله به خيراً، ولكن لا يصلح لكل أحد فليتنبه لهذا ، وقد عرضت منهجه ومميزاته في حلقة من برنامج (أهل التفسير) ربما تعرض اليوم الإثنين 27/4/1428هـ ، ذكرت فيها سبب تأليفه للكتاب ، والباعث له عليه ، وكيف صنفه ، ومن الذي سماه بهذا الاسم وغير ذلك من الفوائد .
 
على حد علمي أن تفسير الآلوسي كتبه الآلوسي الأب وقد كان صوفياً أو محباً لهم واعتنى كما تفضل الدكتور عبد الرحمن بكلامهم ثم لم يتم التفسير فقد عاجلته المنية قبل ذلك ثم أتمه ابنه وكان منتمياً للمدرسة السلفية التيمية - كما يبدو أو كما أظن وليس لدي في هذا الموضوع معلومات دقيقة - وقد سار فيه على النهج السلفي الظاهري ، ولذا اختلف تفسيره بين شطريه الأول والآخر منه . وأعيد القول بأنني أضع هذا الكلام بين أيدي المختصين لبيان رأيهم فيه
وقد اقترحت على أحد طلاب الدراسات العليا تناول ذلك في رسالة علمية : تفسير الآلوسي بين المنهج السلفي والمنهج الصوفي أو بين التصوف والتسلف .
والله أعلم .
 
الجانب الصوفي في تفسير روح المعاني

د. أكرم علي حمدان
بريطانيالندن

المصدر : (مجلة الجامعة الإسلامية (سلسلة الدراسات الإسلامية) المجلد الرابع عشر- العدد الثاني، ص 75 ـ 128 ، يونيو 2006 م.

حمل البحث من المرفقات:
 
لا يوجد دليل على أن الألوسي لم يتم تفسيره. الذي أعرفه من خلال دراستي في كتب مناهج المفسرين أن الألوسي قد أتم تفسيره, وإذا أردت أن تعرف قيمة التفسير فهو تفسير قيم جدا يتكلم في الآية وما تحويه من المسائل الدقيقة بعناية , لا يترك صغيرة ولا كبيرة, وهو واسع الاطلاع إلى حد كبير جدا , وإقرأ مثلا له في تفسير سورة الكهف في قصة موسى والخضر عليهما السلام تجده يمكث العشر صفحات في خمس آيات أو أقل أو أكثر , ويطرح المسائل المهمة. ثم هو يتكلم في بلاغة القرآن وقد تجد عنده مالا تجد عند غيره فكل مفسر تدبره واستنباطاته مع كتاب الله.
أما المأخذ على تفسيره فكثيرة, يحذر منها القائل, وهي أولا الجانب الصوفي فيه الذي لم يخلوا من شطحات , منها قوله بالحقيقة المحمدية, وثناؤه على غلاة الصوفية كابن عربي وابن فارض , وأنه يرى التسليم للسادة الصوفية , وأن يتهم المخالف لهم ذهنه, وهذا خطأ, فأقوال الصوفية وغيرهم تحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , وغير ذلك الكثير من موافقة الألوسي للصوفية.
لكن يلاحظ غضب الألوسي على الصوفية في موضوع القبور والإستغاثة بغير الله, فتراه يحمل عليهم , ويسفههم , وارجع ألى أقواله في تفسيره , ابحث على كلمة: قبور الصالحين, وأنقل لكم هذا الموضع من كلامه , يقول:[FONT=&quot]قال الألوسي:[/FONT][FONT=&quot]واستدل بالآية على جواز البناء على قبور الصلحاء واتخاذ مسجد عليها وجواز الصلاة في ذلك وممن ذكر ذلك الشهاب الخفاجي في حواشيه على البيضاوي وهو قول باطل عاطل فاسد كاسد ... ثم بين الألوسي الأدلة على بطلان هذا القول, إلى أن قال: [/FONT][FONT=&quot]وبالجملة لا ينبغي لمن له أدنى رشد أن يذهب إلى خلاف ما نطقت به الأخبار الصحيحة والآثار الصريحة معولاً على الاستدلال بهذه الآية, فإن ذلك في الغواية غاية, وقد رأيت من يبيح ما يفعله الجهلة في قبور الصالحين من إشرافها, وتعليق القناديل عليها, والصلاة إليها, والطواف بها, واستلامها, والاجتماع عندها في أوقات مخصوصة, إلى غير ذلك محتجاً بهذه الآية الكريمة وبما جاء في بعض روايات القصة من جعل الملك لهم في كل سنة عيداً, وكل ذلك محادة لله تعالى ورسوله وإبداع دين لم يأذن به الله عز وجل, ويكفيك في معرفة الحق تتبع ما صنع أصحاب رسول الله في قبره عليه الصلاة و السلام وهو أفضل قبر على وجه الأرض.[/FONT]
وقد تأثر بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في ذلك.
وأما بالنسبة لعقيدة الألوسي, فهو يصرح في تفسيره أن أبا الحسن الأشعري رجع عن أشعريته. لكنه أول بعض الصفات, وبالجملة هو متردد في باب الصفات.
 
عودة
أعلى