سؤالات عن أحكام القرآن للإمام ابن العربي

إنضم
08/02/2009
المشاركات
614
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
سؤالات عن أحكام القرآن للإمام ابن العربي
1/ ماهي القراءة التي كانت الأصل في تفسيره؟
وهذا إشكالية في كتب التفسير، ألا وهي معرفة القراءة التي اعتمد عليها المفسر في تفسيره، لا سيما إن كان لايشير إلى غيرها ـ لم كن هذا من منهجه ـ، فقد تجده يفسر على قرائته، فيأتي أحد ( المحققين) فيتعقبه بأن المعنى بعيد ونحو ذلك.
وهذه الإشكالية بعينها واردة في كتب شروح الحديث، فحسبما أعلم فإن فتح الباري المطبوع، المتن الذي أثبت فيها ليس هو المتن ( أعني الرواية) التي اعتمد الحافظ في شرحه، فلذا ربما يستغب القارئ إذا وجد الحافظ يشرح لفظة و عبارة ليست في متن الحديث!
وبحث قراءات المفسرين بحث لطيف، بالإضافة إلى جانبه العلمي، فله تعلق بتاريخ القراءات وانتشارها في الأقاليم في المراحل التاريخية المختلفة.
مع ملاحظة أن الإمام ابن العربي قد درس القراءات قبل رحلته المشرقية، ثم هو يشير إلى القراءات الأخرى، وهذا المنهج يساعد في تحديد قرائته، بخلاف الذي لا يذكر إلا قراءة واحدة.
 
أحسنتَ أخي بِلال , وهذه مُلاحظةٌ ظاهرةٌ مُشكلةٌ جداً في كُتب التفاسير , وهي أكثرُ إشكالاً في كُتب الوقف والابتداءِ منها في التفاسير وشُروح السنَّـة , حيثُ لا حظتُ أن المؤلِّفَ يَستحسِنُ الوقفَ على قراءةٍ غير موصوفةٍ ويمنعُهُ في أخرى , ويبقى القارئُ الذي لا يعرفُ رواية المؤلفِ التي اعتمدَها مُحتاراً لأنَّ محقق الكِتاب أثبتَ القراءةَ لحفصٍ في الموضعين.
 
هل بحثت هذه المسألة؟ إن لم تكن كذلك، فهي تستحق بحثا ودراسة، وأعتقد أنها ستكون دراسة لطيفة وماتعة.
وهل من مجيب يا أحبابنا يا أهل القرااءات؟!
 
السؤالات (2)

السؤالات (2)

من اللطائف عدم ظهور علاقة ما بين الإمامين ابن العربي وابن عطية، مع أنهما أندلسيين، الأول إشبيلي، والآخر غرناطي، ( أي كلاهما من جنوب الأندلس)، وكلاهما كتب تفسيراً، ثم إن كليهما قاضٍ، وكان لهما حضور ما في دولة المرابطين، وقبل ذلك هما متقاربين جدا في تاريخ الوفاة، فابن العربي توفي بعد ابن عطية بسنة واحدة 542هـ/ 543هـ، مع وجود فرق ليس بالكبير بينهما في تاريخ الميلاد فابن العربي أسن منه فقد ولد سنة 468هـ، بينما ولد ابن عطية سنة 481هـ، فينهما (13) سنة، لكن عدم إشارة أحدهما للآخر في تفسيره، ـ ربما يكون قد أشار إليه في كتبه الأخرى؟! ـ لفتت انتبهي واستثارت السؤال في نفسي، وقد يكون عند المتخصصين في تاريخ الأندلس والمطلعين على سير علمائها جواب عن هذا. والله الموفق.
 
يبدو أن الإمام أبا بكر بن العربي كان له اختيار خاص في القراءة، لكنه كان ينطلق من قراءة نافع برواية قالون، وهذا الذي يفهمه قوله:
"والذي أختاره لنفسي - إذا قرأت - أكثرُ الحروف المنسوبةِ إلى قالون، إلا الهمز؛ فإني أتركه أصلا، إلا فيما يحيل المعنى، أو يلبسه مع غيره، أو يسقط المعنى بإسقاطه.
ولا أكسر باء "بيوت" ولا عين "عيون"؛ فإن الخروج من كسر إلى ياء مضمومة لم أقدر عليه.
ولا أكسر ميم "مت".
وما كنت لأمد مد حمزة ولا أقف على الساكن وقفته.
ولا أقرأ بالإدغام الكبير لأبي عمرو ولو رواه في تسعين ألف قراءة، فكيف في رواية بحرف من سبعة أحرف؟!.
ولا أمد ميم ابن كثير.
ولا أضم هاء "عليهم" و"إليهم" وذلك أخف.
وهذه كلها أو أكثرها عندي لغات لا قراءات؛ لأنها لم يثبت منها عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء، وإذا تأملتها رأيتها اختيارات مبنية على معان ولغات"اهـ
العواصم من القواصم: 363، 364. بتحقيق الدكتور عمار طالبي.
 
يبدو أن الإمام أبا بكر بن العربي كان له اختيار خاص في القراءة، لكنه كان ينطلق من قراءة نافع برواية قالون، وهذا الذي يفهمه قوله:
"والذي أختاره لنفسي - إذا قرأت - أكثرُ الحروف المنسوبةِ إلى قالون، إلا الهمز؛ فإني أتركه أصلا، إلا فيما يحيل المعنى، أو يلبسه مع غيره، أو يسقط المعنى بإسقاطه.
ولا أكسر باء "بيوت" ولا عين "عيون"؛ فإن الخروج من كسر إلى ياء مضمومة لم أقدر عليه.
ولا أكسر ميم "مت".
وما كنت لأمد مد حمزة ولا أقف على الساكن وقفته.
ولا أقرأ بالإدغام الكبير لأبي عمرو ولو رواه في تسعين ألف قراءة، فكيف في رواية بحرف من سبعة أحرف؟!.
ولا أمد ميم ابن كثير.
ولا أضم هاء "عليهم" و"إليهم" وذلك أخف.
وهذه كلها أو أكثرها عندي لغات لا قراءات؛ لأنها لم يثبت منها عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء، وإذا تأملتها رأيتها اختيارات مبنية على معان ولغات"اهـ
العواصم من القواصم: 363، 364. بتحقيق الدكتور عمار طالبي.
وللفائدة حول هذه المسألة
يراجع كتاب د. عبد الهادي حميتو
"زعيم المدرسة الأثرية في القراءات وشيخ قراء المغرب والمشرق الإمام أبو القاسم الشاطبي" صـ9-12
 
شكرا للأخ ايت عمران
لكن هل من تحليل وتعليق على كلام الإمام ابن العربي؟
هل كان له اختيار في القراءة؟ وهل له ذلك؟ أم أن على القارئ الالتزام بقراءة واحدة؟
ومن الناحية التاريخية هل هناك دراسات حول التوزع الجغرافي والتاريخي للقراءات؟
وهل كانت الأندلس أيامه على قراءة قالون عن نافع؟
وهل كان ذلك على سبيل الجملة أم أن هناك تنوع؟
 
وهذه كلها أو أكثرها عندي لغات لا قراءات؛ لأنها لم يثبت منها عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء، وإذا تأملتها رأيتها اختيارات مبنية على معان ولغات"اهـ
العواصم من القواصم: 363، 364. بتحقيق الدكتور عمار طالبي.
هل يسلم له بهذا الكلام أن خلافات القراء كلها أو أكثرها لغات وليست قراءات ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هي اختيارات مبنية على معان ولغات؟
وهل قال بهذا القول غيره من الأئمة؟
 
هل هذا صحيح؟!
نعم يا شيخ بلال، ما ذكره الشيخ محمد صحيح.
والكتاب مستل من موسوعة الدكتور حميتو المسماة: "قراءة الإمام نافع عند المغاربة..." ومطبوع في مجلد بدار أضواء السلف سنة 1425هـ.
 
هل يسلم له بهذا الكلام أن خلافات القراء كلها أو أكثرها لغات وليست قراءات ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هي اختيارات مبنية على معان ولغات؟
وهل قال بهذا القول غيره من الأئمة؟
لا أظن أنه يقصد خلافات القراء كلها، بل يظهر من كلامه أنه يقصد ما نص عليه من بعض الأوجه الأدائة الراجعة إلى ما يسمى الأصول، وكنت رأيت له تفصيلا في المسألة غاب عني مكانه الآن.
وقال الدكتور عبد الهادي حميتو تعليقا على كلامه السابق الذكر:
"فالرجل إذن خبير بالفن ومن أهل الجهة ـ كما يقال ـ فلا يتهم في مقاله بالخوض فيما لا يعلم، ومهما يكن رأي بعض المتأخرين من علماء القراءة فيما ذهب إليه (1) فإنه مع ذلك قد نبه في زمنه على خطورة الاستمرار على ما كان سيؤول إليه الحال من اتساع الشقة في مسائل الخلاف، ولهذا نرى من جهتنا إنصافا له أن وراء اختياره لما اختاره من القراءات إلا ما استثناه منها، ودعوته إلى التقليل من الروايات والطرق والوجوه اشعارا بمقدار حرصه على الانضباط والاجتماع إلى أمر جامع في أصول القراءة والأداء يقتصر فيه على السائر المشهور من جهة، وعلى ما هو أسلس في المنطق وأيسر من جهة أخرى".
**********************
(1) - حذر الشيخ أبوعبد الله بن غازي وغيره من الأخذ بمذهب ابن العربي في الموضوع، فقال في "إرشاد اللبيب" 283: "لعلك تقف على كلام القاضي أبي بكر بن العربي في كتاب القواصم والعواصم" (كذا) حيث طعن في بعض المقارئ السبعة، فأعطه الأذن الصماء، فإن يد الله مع الجماعة، وقد حدثنا الأستاذ أبو عبد الله الصغير عن شيخه الأستاذ أبي العباس بن أبي موسى الفيلالي أنه كان يحذر من ذلك كثيرا".
 
وهذه المسألة - فيما يظهر - مبنية على مسألة:
هل الأحرف والقراءات نزلت من عند الله تعالى أم أذن فيها؟
وفيها خلاف قديم، حكاه أبو الليث السمرقندي (تـ 373هـ) واختار أن بعض القراءات أذن فيها، وهذا نص كلامه:
"اختلف الناس في الآية التي قرئت بقراءتين؛ قال بعضهم: بأن الله تعالى قال بقراءة واحدة، إلا أنه قد أذن بأن يقرأ بقراءتين، وقال بعضهم: إن الله تعالى قال بهما جميعاً، والذي صح عندنا - والله أعلم - أنه لو كان لكل قراءة تفسير بخلاف تفسير القراءة الأخرى فقد قال بهما جميعاً؛ فصارت القراءتان بمنزلة آيتين، مثل قوله تعالى: {ولا تقربوهن حتى يطهرن} و {حتى يتطهرن} وكذلك كل ما كان نحو هذا.
وأما إذا كانت القراءتان تفسيرهما واحد مثل البُيُوت والبِيُوت، ومثل المُحْصَنات والمُحْصِنات بالفتح والكسر فإنما قال بأحدهما وأجاز القراءة بهما؛ لكل قبيلة على ما تعود به لسانهم.
فإذا قيل: إذا صح أنه قال بإحدى القراءتين فبأي القراءتين قال؟
قيل له: إنما قال بلغة قريش لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان من قريش والقرآن نزل بلغتهم، ألا ترى إلى ما روى وكيع عن سفيان عن مجاهد قال: نزل القرآن بلغة قريش"اهـ من بستان العارفي للسمرقندي ص 327.
قال الزركشي في البرهان 1/326:
"...اختلفوا في الآية إذا قرئت بقراءتين على قولين:
أحدهما: أن الله تعالى قال بهما جميعا.
والثاني: أن الله تعالى قال بقراءة واحدة إلا أنه أذن أن يقرأ بقراءتين.
وهذا الخلاف غريب رأيته في كتاب البستان لأبي الليث السمرقندي.
ثم اختاروا في المسألة توسطا وهو أنه إن كان لكل قراءة تفسير يغاير الآخر فقد قال بهما جميعا، وتصير القراءات بمنزلة آيتين، مثل قوله: {وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} وإن كان تفسيرهما واحدا كالبِيوت والبُيوت والمحصِنات والمحصَنات بالنصب والجر فإنما قال بأحدهما وأجاز القراءة بهما لكل قبيلة على ما تعود لسانهم.
فإن قيل: إذا صح أنه قال بأحدهما فبأي القراءتين قال؟ قيل: بلغة قريش. انتهي".
وقال السيوطي في الإتقان 1/218:
"وقد حكوا خلافا غريبا في الآية إذا قرئت بقراءتين؛ فحكى أبو الليث السمرقندي في كتاب البستان قولين:
أحدهما: أن الله قال بهما جميعا.
والثاني: أن الله قال بقراءة واحدة إلا أنه أذن أن نقرأ بقراءتين، ثم اختار توسطا، وهو أنه إن كان لكل قراءة تفسير يغاير الآخر فقد قال بهما جميعا وتصير القراءتان بمنزلة آيتين مثل حتى يطهرن.
وإن كان تفسيرهما واحدا ك البيوت و البيوت فإنما قال بإحداهما وأجاز القراءة بهما لكل قبيلة على ما تعود لسانهم.
قال فإن قيل: إذا قلتم: إنه قال بإحداهما فأي القراءتين هي؟
قلنا التي بلغة قريش. انتهى".
 
نعم يا شيخ بلال، ما ذكره الشيخ محمد صحيح.
والكتاب مستل من موسوعة الدكتور حميتو المسماة: "قراءة الإمام نافع عند المغاربة..." ومطبوع في مجلد بدار أضواء السلف سنة 1425هـ.
لا زال التساؤل (قائماً) هل هذا صحيح... [ أبو القاسم الشاطبي]!!!
نعرف أهل القراءات أنهم مضرب المثل في الدقة
 
لا زال التساؤل (قائماً) هل هذا صحيح... [ أبو القاسم الشاطبي]!!!
نعرف أهل القراءات أنهم مضرب المثل في الدقة
لعلك أخي الكريم تقصد ( أبو القاسم الشاطبي )
أنَّ الإمام الشاطبي اسمه : القاسم
عهدتي أنني نقلتُ عنوان الكتاب كما هو
هكذا: ( زعيم المدرسة الأثرية في القراءات وشيخ قراء المغرب والمشرق الإمام أبو القاسم الشاطبي )
وقد ذكر د.
عبد الهادي حميتو صـ17 في ترجمة الإمام الشاطبي: ( هو القاسم بن فيرة بن خلف بن أحمد أبو القاسم ، ويقال أيضاُ أبو محمَّد الرعيني الشاطبي الأندلسي الضرير ) ا.هـ.
فبهذا يكون اسمه القاسم، وكنيته أبو القاسم
فلعل الإشكال هنا قد زال، وإلا وضَّح إشكالك وتساؤلك أكثر، كما قال أخي الكريم ايت عمران
وضح إشكالك يا شيخ بلال حتى نتمكن من حله!.
 
الشيخ ايت عمران شكراً لكم على التوضيح، ولكن كلامه واضح بأنه يقصد خلافات القراء، على الأقل ما يتعلق بالأصول، من خلال الأمثلة المذكورة، والله تعالى أعلم.
 
شكرا

شكرا

شكرا للأخوين محمد وأبي إسحاق، وقد (حُل) التساؤل (لا الإشكال) بحمد لله، في كنية الإمام القاسم بن فيره
حيث عجبت من اتفاق اسمه وكنيته، ولم أراجع ترجمته، وإنما كتبت ذلك من (وحي) الخاطر.
 
السؤالات ( 2 )

السؤالات ( 2 )

أذكر بالسؤال الثاني وهو طبيعة العلاقة بين الإمامين الكبيرين ابن العربي وابن عطية، لا سيما والقواسم المشتركة بينهما كثيرة، من ناحية البلد أو المذهب العقدي أو الفقهي أو الاتجاه السياسي.
فأرجو من المتخصصين في تراث الإمامين والمطلعين الإفادة حول ذلك...

وبالنسبة لقراءة ابن العربي لا تزال بحاجة إلى مزيد من الإيضاح،
وشكرا للأستاذ محمد، ولا نزال ننتظر منكم المزيد عن ابن العربي ( الفاسي) موتاً ومثوى.
 
السؤالات (3) عن كتبه في القراءات

السؤالات (3) عن كتبه في القراءات

للقاضي ابن العربي جزء مفرد في شرح حديث (أنزل القرآن على سبعة أحرف) وبيان اختلاف الناس في معناه.(ذكره في القبس: 1/ 364). ولعله مفقود!
وذكر له بعض المتأخرين، كتاباً في القراءات اسمه: (المقتبس من القراءات). (وهو حاجي خليفة كشف الظنون: 2/ 1792.)
وذكر له البغدادي في هدية العارفين: 2/ 90: قصيدةً في القراءة.
ثم عاد فنسبها في ص(103) إلى: أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد المعافري الأندلسي المالكي المقرئ المتوفى سنة (591 هـ). ولعله حفيد أبي بكر بن العربي.
والمرجو من أهل الاختصاص عن هذه الكتب، وهل لابن العربي ورود وذكر في كتب القراءات. وشكراً سلفاً.
 
عودة
أعلى