سألني عن القرآن فأجبته (2) . . حول قول الله " و يكلم الناس في المهد و كهلا "

إنضم
11/11/2016
المشاركات
19
مستوى التفاعل
1
النقاط
3
الإقامة
المملكة العربية
مضمون السؤال :

قال السائل ما مفاده

في قول الله تبارك و تعالى في سورة آل عمران آية وهي

{ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) }

الله عز وجل وصف عيسى عليه السلام بقوله ( وكهلا )

بينما وجدت اقوال العلماء ان عمر عيسى عليه السلام هو اربعين عاما ثلاث وثلاثون عاشها قبل ان يرفع الى الله عز وجل وسبع سيعيشها حين نزوله آخر الزمان

فأشكل علي لفظ( وكهلا ) مع العلم ان من عمره اربعين يعتبر شابا

_________

الرد بحول الله :



بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله



بخصوص سؤالكم الكريم





1- من جهة اللغة . . الكهولة لا تعني بالضرورة الشيخوخة:



إن لفظ الكهل في اللغة العربية كما ينقل ذلك جمهور المعجميين هو لفظ يطلق على مرحلة اكتمال القوة بدء من الشباب ووصولا إلى الشيخوخة



" والكهل : هو الشخص الذى اجتمعت قوته وكمل شبابه . وهو مأخوذ من قول العرب اكتهل النبات إذا قوى وتم "

التفسير الوسيط - العلامة الدكتور محمد سيد طنطاوي رحمه الله و غفر له



" الكهل من الرجال الذي جاوز الثلاثين ووخطه الشيب "

[ الصحاح - للجوهري ]



" الكَهْلُ : مَنْ وخَطَهُ الشَّيْبُ ورأيتَ له بَجالَةً أو من جاوَزَ الثلاثينَ أَو أربعاً وثلاثين إلى إحْدَى وخمسينَ "

[ القاموس المحيط - الفيروزأبادي ]

___

2- من جهة المعنى : المسيح عليه السلام تكلم فعلا بعد تجاوز الثلاثين و هي أول الكهولة و كذلك سوف يتكلم مرة أخرى بعد نزوله في آخر الزمان و هذا أيضا داخل في الكهولة



الآية فيها بشارة لمريم أنه سوف يتكلم في المهد , و ليس هذا فحسب . . بل إنها تحمل في طياتها معنى أنه سوف يعيش حتى يشب و يتجاوز الشباب و يتكلم كهلا



كما أنه معلوم أنه عليه السلام لم يُقْتَل أو يُصْلَب لذا سوف ينزل مرة أخرى آخر الزمان فريما كان هذا أيضا داخل في مراد الآية , و إن كان قد تحقق كلامه في كهولته قبل رفعه عليه السلام



هذا و الله أعلم بمراده تعالى , يعلم ما في نفوسنا ولا نعلم ما في نفسه

___

3- القول الذي تفضلتم بذكره ليس قولا مجمعا عليه بل هو محل اختلاف آراء :
و إن كان ما ذكرتم هو أحد الأقوال الواردة المحتملة و العلم عند الله تعالى و ليس هذا محل تفصيل فيه.

رحاب صبري
 
عودة
أعلى