د محمد الجبالي
Well-known member
[FONT="]شرح حديث: "أَبْرِدُوا بالصلاة"[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ، [/FONT][FONT="]فَأَبْرِدُوا[/FONT][FONT="] بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ»[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]متفق عليه[/FONT]
[FONT="]المفردات: [/FONT]
[FONT="]اشْتَدَّ الْحَرُّ: [/FONT][FONT="]ذلك في وقت الظهيرة إذا كان الْحَرُّ شديدا[/FONT]
[FONT="]أَبْرِدُوا : [/FONT][FONT="]أَخِّرُوا ، وانتظروا حتى تَخِفَّ حرارة الشمس.[/FONT]
[FONT="]الصلاة : [/FONT][FONT="]المقصود صلاة الظهر.[/FONT]
[FONT="]فَيْحُ جَهَنَّم: [/FONT][FONT="]حرارة نار جهنم شدتها وانتشارها.[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]شرح الحديث:[/FONT]
[FONT="]مَعْلُومٌ لنا نحن المسلمين أنَّ الصلاة أَوَّلَ وقتها أفضل وأعظم أجرا ، لكن يُسْتَحَبُّ للمسلم تأخير صلاة الظهر إذا كان الْحَرُّ شديدا.[/FONT]
[FONT="][ إذا اشْتَدُّ الْحَرُّ ] [/FONT][FONT="]: إن [ إذا ] أَوَّلُ الحديث شَرْطِية رَبَطَتْ وعَلَّقَتْ تأخير صلاة الظهر بِشِدَّة الْحَرِّ، فإن لم يكن الجو حارا فلا سبب ولا حاجة لتأخيرها.[/FONT]
[FONT="]و[اشْتِدَّ الْحَر] مقصود بها وقت صلاة الظهر، فأَشَدُّ الْحَر لا يكون إلا في وقت الظهيرة. ولم يَرِدْ عن رسول الله أَمْرٌ وتَوْجِيهٌ بتأخير الصلاة لأي سبب آخر غير هذا السبب ، وهو خاص بصلاة الظهر دون غيرها.
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]والسؤال هنا:[/FONT]
[FONT="]لماذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتأخير صلاة الظهر إذا اشتد الحر؟[/FONT]
[FONT="]قال العلماء : لأنَّ الْحَرَّ الشديد يؤثر على خشوع المسلم في صلاته ، والخشوع أهم أركان الصلاة ؛ فَبِقَدْرِ خشوع المسلم في صلاته يكون أجره عليها.
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="][فَأَبْرِدُوا بالصلاة] : [/FONT][FONT="]أي أَخِّرُوا صلاة الظهر حتى تَنْكَسِرَ حرارة الشمس وتَبْرُد ، وعن أبي ذر قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأراد الْمُؤَذِّنُ أنْ يُؤَذِّن للظهر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]: [ أَبْرِدْ ]، ثم أراد أن يؤذن؛ فقال له[/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="][أَبْرِدْ ][/FONT][FONT="]، حتى رأينا فَيْءَ التُّلُول[/FONT]، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [FONT="]«إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ، [/FONT][FONT="]فَأَبْرِدُوا[/FONT][FONT="] بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ».[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]إن من أهم غايات الصلاة الرغبة في الثواب والأجر من الله عز وجل، والخشوع في الصلاة أساس تحقيق الأجر، وشدة الْحَرِّ ستؤثر على الخشوع ، فَأَمَرَ النبي صلى الله عليه بالإبراد بصلاة الظهر وتأخيرها قليلا حتى تنكسر حرارة الشمس وتَخِفُّ، فيصلي المسلمون خاشعين فَيُصِيبُون الأجر تَامًّا كاملا.
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]والسؤال هنا:[/FONT]
[FONT="]ما مِقْدَارُ وقت تأخير صلاة الظهر؟[/FONT]
[FONT="]والجواب نَسْتَنْتِجُهُ من قول راوي الحديث ، حيث قال: "[/FONT][FONT="]حتى رَأَيْنَا فَيْءَ التُّلُول[/FONT]"[FONT="] أي رَأَوْا ظِلَّ التِّلال [الْجِبَال][/FONT]
[FONT="]وقد قَدَّرَ العلماء طُولَ الظِّلِّ لِوَقْتِ الإبْرِاد بِثُلُثِ قَامَةِ الرجل ، أي حوالي 70 سنتمتر تقريبا.
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="][[/FONT][FONT="]فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ] : [/FONT][FONT="]تعليل وبيان للأمر بالإبْرَاد بصلاة الظهر، أي أنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ حين تنتشر في الأرض كأنها جزء من حرارة جهنم.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]مذاهب العلماء في الأمر بتأخير صلاة الظهر:[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]ذهب العلماء في الأمر بتأخير صلاة الظهر ثلاثة مذاهب:[/FONT]
[FONT="]الأول: الاستحباب ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أي استحباب تأخير صلاة الظهر إذا اشتد الحر، وهو رأي الجمهور وهو الراجح.[/FONT]
[FONT="]الثاني: الوجوب ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أي وجوب تأخير صلاة الظهر إذا اشتد الحر.[/FONT]
[FONT="]الثالث: التوجيه والإرشاد ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وأصحاب هذا الرأي ومنهم الشافعي يرى أن تقديم الصلاة في أول وقتها أفضل من تأخيرها ، فرأى أن الناس إذا أتوا المسجد من بعيد للصلاة فالأولى في حقهم التعجيل[/FONT].
[FONT="]والله أعلم[/FONT]
[FONT="]وهو عز وجل من وراء القصد[/FONT]
[FONT="]أخوكم: د. محمد الجبالي[/FONT]