زاوية بأقلامهن: (رياح الثورة وصلت إلى منزلي)

سهاد قنبر

New member
إنضم
01/06/2011
المشاركات
388
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
رياح الثورة وصلت إلى منزلي

كانت تعتقد أن رياح الثورة والتغيير التي تجتاح العالم العربي لن تستطيع الاقتراب من منزلها الآمن، فهي تحكم أفراد المنزل منذ وفاة والدهم فيه بقبضة من حديد، وكانوا دائمي الشكر والتقدير على خدماتها الدائمة والمتواصلة، فهي بالرغم من صرامتها أم حنون؛ تسهر على راحة أبنائها، وتأمين احتياجاتهم المادية والمعنوية، وكانت تغرقهم بالعطايا وهم يواظبون على الامتثال لأوامرها وكأنها جزء من مقدساتهم العقدية ،فلماذا يثورون ؟وعلام يثورون؟ فهي حاكم عادل، ولا شك أن ثورة العالم العربي في ذهنها أقرب ما تكون إلى ثورة جياع، وأبناؤها متخمون مترفون فهي بمأمن من الخطر، وياللمفاجأة بدأت بوادر الثورة تتسلل إلى منزلها؛ الابنة الوسطى أوصلت مطالبها بلهجة حادة فهي تطالب بالعدل لأن الأكبر سناً يحصلون على امتيازات وحريات أكثر؛منها استخدام الشبكة العنكبوتية بحرية.انتقلت العدوى إلى أختها الجامعية التي رفعت لافتة تطالب فيها بإصلاحات داخلية ملائمة لروح العصر؛ فهي ليست ملزمة منذ الآن بتقديم تقرير مفصل كلما أرادت التأخر أو الخروج من المنزل ،وهي ليست ملزمة برفع قائمة للأم بأسماء الصديقات، الصغار اعتبروا أنفسهم من الفئات المهمشة التي لا يستمع لها في منزل مكتظ بالمراهقين أصحاب الأصوات العالية؛ وجرت العادة أن لا تؤخذ مطالب المهمشين بعين الاعتبار فهم يضيعون في تعقيدات الأنظمة السائدة. ارتفعت حدة الخلافات وبعدت الشقة بين الأم والشعب أقصد الابناء ، وألقت الأم خطاباً رناناً بهذه المناسبة تحسباً من انتقال العدوى للباقين الصامتين، حمل الخطاب من التهديد والوعيد ما حمل، وأوصلت رسالة قاطعة للأبناء أنها لن تقوم بأية إصلاحات، وأنها ليست كالحكام العرب، فهي ستستغني عن الشعب ببساطة إن واصل التمرد، جاءها جواب الثورة حاسماً عندها لن تكوني حاكمة بلا أبناء ،فلا يوجد حاكم بلا شعب.
تصرف الذكور في العائلة بصورة أكثر راديكالية فقد اعتبروها مستقيلة واعتبروا أنفسهم بلا قانون ولا حاكم، أفلتت الأمور من يدها أكثر وأكثر تعالت حدة اللهجات المعارضة في المنزل، ألقت الأم خطاباً آخر خففت فيه من التهديد والوعيد وحاولت ان تبين لهم أن ديكتاتوريتها هي لمصلحتهم، جاءها الجواب قاطعاً لا نريد مصلحتنا نريد أن نشعر أننا أصحاب قرار أننا أناس لا آلات في فضائك حتى لو كان في هذا ضررأكيد لنا ،نريد لمرة أن نتسنم أنسام الحرية، بدأ الأمر يزداد خطورة لم يعد هناك بد من الحوار طلبت الأم من الأبناء أن يضعوا لائحة مطالبهم التي تراوحت بين المطالبة بإصلاحات مالية وإدارية واقتصادية وسياسية داخل المنزل رأت الأم أنه من المستحيل تنفيذها ؛فقررت التنحي بهدوءعن منصبها وتم تسليم الأمور المالية للابنة الوسطى والإدارية للكبرى والتنفيذية للصغرى، وبقي الذكور خارج المعادلة فهم لا يؤمنون بالتظاهر السلمي فقد كانت مطالبهم حجة للخروج عن النظام.
عمت الفوضى أياماً، طالبت الأم بالعودة لمنصبها دفعها الحب والعاطفة، ووعدت باحترام العقول الصغيرة، ووعدت بتفعيل سياسة الحوار، ووعدت بإلغاء سياسة الحكم المنفرد، وإرساء مبدأ شورى غير ملزم بشرط زيادة فاعلية الأبناء في المنزل فالقيادة تكليف لا تشريف، بالرغم من نية الأم الداخلية بالعودة إلى ديكتاتوريتها العادلة إلا انها تعلمت درساً لن تنساه؛تعلمت أنها لم تهيئ للأبناء أسباب القيادة التي سيصلها كل واحد منهم حتماً، ولم تعلمهم على ممارستها، تعلمت أن التغيير سنة الحياة لهذا ينبغي بين الحين والآخر مراجعة سياسات المنزل ووضع سياسات أكثر ملاءمة للعصر ،فدراسة الواقع وإعادة جدولة الأهداف وترتيب الأولويات عمليات مهمة في وضع القوانين المنزلية .
 
سلمت يمينك أختي الكريمة على هذا الإبداع...
موضوع جميل يستحق من قائد كل أسرة أن يتأمله.
فالحرية تكون مدمرة أحيانا. كما أن الشدة منفرة جداً.
أعان الله كل راع على حسن رعاية رعيته. وجزاك الله خيرا
 
لكن أخشى ما أخشاه أن على الشعوب العربية أيضاً أن تقنع بأنهم غير جاهزين للحرية التي ثاروا من أجلها... وأن حكم الجلاد خير لهم من الفوضى!!
بالرغم مما في القصة من رمزية، إلا أنني مؤمنة أن جاهزية الشعوب ليست مشكلة رئيسة، فالشعوب قادرة على اختزال الأزمان؛ بشرط انزياح التآمر الدولي الذي ترزح تحته.
 
أثني بالشكر الوافر للأستاذة الأديبة حفصة اسكندراني ، على متابعتها هذه الزاوية وحسن إدارتها لها ، وأشكر مقدماً بقية الأخوات الفاضلات على موافقتهن على الكتابة فيها ، وفق الله الجميع لكل ما يحب ويرضى .
أخي الكريم مدير إشراف الملتقى العلمي المفتوح... باسمي وباسم جميع الأخوات في الملتقى نشكر لك تخصيصك لنا هذه المساحة الحرة لكي نعرض فيها كتاباتنا, ولنناقش فيها بعض اهتماماتنا وجملة من قضايانا, ونلقي الضوء فيها على آلامنا وآمالنا ورؤانا, وذلك في بادرة جديدة لاستكتاب وتشجيع الأقلام النسائية المميزة, والتي كانت فيما مضى تركن إلى الصمت أغلب الأحيان.
فبارك الله فيكم وفي أفكاركم وجهودكم, ونسأل الله أن يوفقنا ويعيننا على إثراء هذه الزاوية ونحن مستحضراتٍ إخلاص النية لله في انتقاء كل ما يعود بالنفع على القارئ الكريم.​
 
بورك قلمك ..
وبالفعل.. رياح الثورة هبت في كلّ اتجاه.. وتأثر بها كل أحد..
وليتها تقف عند حدّ المناداة بالحقوق.. والهتاف بالواجبات.. دون أن تستغل بقصد وبغير قصد لهدم القيم والثوابت..​
 
بارك الله في قلمك أستادتنا الفاضلة (سهاد قنبر ) ...

بورك قلمك ..

وبالفعل.. رياح الثورة هبت في كلّ اتجاه.. وتأثر بها كل أحد..

وليتها تقف عند حدّ المناداة بالحقوق.. والهتاف بالواجبات.. دون أن تستغل بقصد وبغير قصد لهدم القيم والثوابت..​

أحسنتِ ... (ولكن أكثر الناس لايعلمون ) .

 
الحمدلله وحده حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه
والصلاة والسلام التامين الأكملين علي من لا نبي بعده

باديء ذي بدأ نتوجه بخالص الشكر ووافر التقدير لكل من فكر وشارك واحتضن تلك الأقلام التي كادت أن يجف مدادها ليس لعجزها ولكن إجلالا لهذه الأمانة التي أختص المولي عز وجل بها القائمين علي هذا الملتقي المبارك، ففعلا البعض آثرن السكوت والوقوف بعيدا في صمت وهن يراقبن ويستفدن من كل جديد يعرض ومن كل علم يقدم، يقفن بعيدا بعيدا لأنهن يعرفن قدرهن في وسط تلك الثلة المباركة من أهل العلم والفضل(أتحدث عن نفسي)، فنحن وإن كنا محبون لهم ولعلمهم فلا يجب أن نزاحمهم فيما يحسنونه هم ولا نحسن نحن، ومن ثم كانت تلك الزاوية التي تفضلتم بها علينا إشراقة أمل جديد ستجعل أقلاما نعرفها تفيض علينا بما يرقي أذواقنا ويدغدغ مشاعرنا ويحترم عقولنا ووالله كنا أحوج ما يكون لهذا فجزاكم الله عنا خيرا

وأشكركم شكرا ثانيا علي إختياركم الصائب للأخت بنت اسكندراني فهذا من توفيق الله عز وجل لكم أسأل الله أن يعينها علي تأدية هذه الأمانة علي أكمل وجه .
 
أختنا سهاد جزاكي الله خيرا وبارك في مجهودك هذا الذي تمتعنا به كثيرا
والله كان الله في عون الأبناء وهدي الله أبناء المسلمين جميعا إلي سبيل الرشاد في ظل هذه الظروف التي تعيشها أمتنا العربية والإسلامية فلما لا يثورون وكل شيء حولنا ثائر ونحن أصلا أصبحنا ثائرون علي أنفسنا نبحث عن كرامتنا التي سرقت ودهست بأقدام هؤلاء الذين ذهب بعضهم إلي مزابل التاريخ وسيلحق بهم أسلافهم من الطغاة والجبابرة بإذن الملك جل جلاله عاجلا غير آجل .
 
سبحان الله ..لعلي آخر من اطلع على الموضوع..
مع كثرة انشغالي كنت اتفقد البداية المباركة لهذه الزاوية..لكن توقعت أن تكون كعنوان فرعي تحت عنوان اللقاء المفتوح في الصفحة الرئيسية..فلم ادخل هذه الفترة في باب اللقاء المفتوح واكتفيت بالنظرة السطحية..وفي كل مرة أقول : لم تُفتتح الزاوية بعد..فلما استبطأتها دخلت ..فوجدت ان المبادرة الأولى بدأت وفاتني الركب الأول منها...لكن لا ضير..المهم أني هنا الآن..
بارك الله فيك أختي سهاد..وبارك الله لأختي حفصة جهودها..وأسأل الله ان يديم علينا هذه النعمة ويزيدنا من فضله..
إنه جواد كريم...في انتظار المزيد من ابداعات الاخوات الفاضلات..
 
بورك فيك أختي الفاضلة على هذه الافتتاحية القيمة لهذه الزاوية الجديدة. مقال رائع وفيه وقفات تستحق أن يفرد لكل واحة منها حوار مستقل.
المراجعة مطلوبة في كل حين لأن التعود على نمط معين لمدة طويلة يجعله نوع من الديكتاتورية غير المقصودة وإنما تصبح مكتسبة بحكم الأمر الواقع. أما رياح الثورة التي تهب من هنا وهناك فما أجملها لو كانت مقاصدها واضحة ومحددة الأهداف مسبقاً وليست عملاً انفعالياً نتيجة الظروف المحيطة أو بعض الأوضاع التي تتناقض أحياناً مع مصالحنا الشخصية.
والحرية رائعة بشرط أن نعلم أن حدودها تقف عند بدء حرية الآخرين فلا نتعدى عليها تحت أي مبرر.
وقانا الله وإياكم شر رياح التغيير ورزقنا خيرها
بداية موفقة لهذه الزاوية، شكراً للأخ فهد الجريوي على هذه المساحة الحرة والشكر موصول لقائدة هذه الثورة النسائية الأخت حفصة، وفق الله الجميع لكل خير
 
عودة
أعلى