جيهان غالي
New member
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
زاوية بأقلامهن ..(رفقاً بالكبار )
منذ عدة سنوات كتبت مقالا بعنوان (رفقاً بالصغار)، عنيت فيه ضرورة أن ينتبه الزوجين أثناء خلافاتهما الزوجية من أثار هذه الخلافات على الأطفال الصغار. وقد كان دافعي آن ذاك تنبيه الأباء والأمهات الذين يفتقدون الوعي الثقافي والتربوي فى فقه التعامل مع المشكلات الخاصة و تأثير ذلك تأثيراً نفسياً خطيراً على الأبناء. وإنني اليوم أكتب موضوعاً مشابهاً يتعلق هو أيضاً بمايحدث من مشكلات بين الزوجين لكنني أسلط فيه الضوء على زاوية أخرى هي:
زاوية أثر الخلافات الزوجية على أباء وأمهات الزوجين وخاصة إن كانوا يعيشون مع أبنائهم في نفس المنزل أو في نفس البناية أو حتى بالقرب منهم.
فمايحدث أن بعض الاأناء سواء كانوا رجال أو نساء يحمٌلون أبائهم فوق طاقتهم من الأعباء النفسية فى مشكلاتهم ونجد أن الكثير منهم لايتورع عند الغضب عن الإطاحة بكل من فى البيت من زوجة وأبناء او حتى الآباء والأمهات ويعمية الغضب حتى على أتفه الأسباب الى الصياح والصراخ وربما السباب وبالتالى تكدير كل من فى البيت ولايراعون كبر سن آبائهم وعدم تحملهم الى هذه المشكلات التى تمتلئ بها البيوت..
فيصاب الأبوين كبار السن بالفزع والاضطراب وارتفاع ضغط الدم وربما حدوث مشكلات بالقلب أو مشكلات صحية نتيجة هذا التنغيص المستمر من أبنائهم ..
وقد يكون مجرد عناد من الزوجين مع بعضهما لبعض .أو مشكلات مع أبنائهم الصغار لاتستدعى كل هذا القدر من الغضب والصياح..
بالإضافة الى أن بعض الأبناء ما أن يحدث لهم أى مشكلة صغيرة كانت أم كبيرة فإنهم يسارعون قبل التفكير بحلها الى نقلها الى أبائهم وأمهاتهم فى الحال!
وقد لاتحتاج المشكلة الى أكثر من شخص لحلها ولكنه عدم تحمل المسؤلية من الأبناء..
فنجد أحياناً أن الابن حين يحدث له أمر ما فى عمله وقد يكون خلاف مع مدير أو زميل أغضبه يرفع سماعة
الهاتف فينقل وهو فى حالة الغضب الشديد الى أبيه أو أمه ويضخم لهم الأمر فيصيبهم بفزع وقلق من أجله بلا داعى ..
بل أنى أعرف أبناء يعيشون فى بلاد بعيدة عن آبائهم ولايتوانون عن نقل كل مشاكل غربتهم الى آبائهم,
فقط المشاكل وكل السلبيات ولايتذكرونهم فى المباهج والمسرات !!
حتى أن أحدهم ما أن يصدم سيارته او يأخذ مخالفة سرعة او غرامة يسارع بالإتصال بوالدية وإفزاعهم وتحميلهم الهم والقلق من أجل غرامة أوقضية مرور بحجة اشراكهم فى الحدث أو التبرك بدعائهم!
والمؤسف انه حين ٌتحل هذه القضية وٌتقضي الغرامة ينسى ذاك الإبن البار ابلاغ والديه بانتهاء كربته حتى يسرهم ويطمئنهم كما أقلقهم. وكأنه لا يعلم أنه قد نغص حياتهم من أجل همومه.
ولهذا فإننى أدعو الأبناء عموماً والأزواج خصوصاً بأن يراعوا الله فى آبائهم كبار السن ويتقوا الله فيهم,,
وألايحملوهم فوق طاقتهم من الأعباء النفسية بسبب مشكلاتهم الخاصة ويكفيهم تحملهم لتربيتهم صغاراً وشباباً وأنهم فى مرحلة من العمر يحتاجون كل رعاية واهتمام وعناية من الأبناء ,لا التكدير والتنغيص خاصة مع كبر السن الذى قد يصاحبه أمراض الشيخوخة التى تحتاج الى معاملة خاصة واهتمام وعناية ..
وأتمنى أن يكثف الأبناء من اهتمامهم بآبائهم الكبار ويعطوهم من وقتهم وحبهم ورعايتهم وأن يجنبوهم الإنفعال الزائد بمشكلاتهم الخاصة أو تنغيصهم بها..
فالله عز وجل قد أوصانا بالوالدين فى كتابة العزيز مرات عديدة {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }الإسراء23
وحثنا رسولنا الكريم على الإحسان إليهم وحسن مصاحبتهم وطاعتهم وبرهم مالم يكن فى إثم أو مخالف لما أمر الله به.
فهذه دعوة للبر بمناسبة اقتراب شهر البر شهر رمضان المبارك الى الأبناء بأخذ العهد على انفسهم بإسعاد الوالدين وإدخال السرور على قلوبهم وعدم افزاعهم أبداً أوتنغيصهم أو تكديرهم بالمشكلات الخاصة قدر الاستطاعة قربة الى الله وابتغاء الأجر منه.
أسأل الله عزوجل أن يبارك فى آبائنا وأمهاتنا ويرحمهما كما ربيانا صغارا.
بلغنا الله وإياكم رمضان وأعاننا على حسن الصيام والقيام ..اللهم آمين.
جيهان غالى
** أشكر الأخت الحبيبة (بنت اسكندرانى) مشرفة زاوية بأقلامهن
على دعوتها لى للكتابة وعلى دعمها وتشجيعها ومساعدتها لى
وللجميع بارك الله في جهدها ووفقها والجميع لكل الخير.
زاوية بأقلامهن ..(رفقاً بالكبار )
منذ عدة سنوات كتبت مقالا بعنوان (رفقاً بالصغار)، عنيت فيه ضرورة أن ينتبه الزوجين أثناء خلافاتهما الزوجية من أثار هذه الخلافات على الأطفال الصغار. وقد كان دافعي آن ذاك تنبيه الأباء والأمهات الذين يفتقدون الوعي الثقافي والتربوي فى فقه التعامل مع المشكلات الخاصة و تأثير ذلك تأثيراً نفسياً خطيراً على الأبناء. وإنني اليوم أكتب موضوعاً مشابهاً يتعلق هو أيضاً بمايحدث من مشكلات بين الزوجين لكنني أسلط فيه الضوء على زاوية أخرى هي:
زاوية أثر الخلافات الزوجية على أباء وأمهات الزوجين وخاصة إن كانوا يعيشون مع أبنائهم في نفس المنزل أو في نفس البناية أو حتى بالقرب منهم.
فمايحدث أن بعض الاأناء سواء كانوا رجال أو نساء يحمٌلون أبائهم فوق طاقتهم من الأعباء النفسية فى مشكلاتهم ونجد أن الكثير منهم لايتورع عند الغضب عن الإطاحة بكل من فى البيت من زوجة وأبناء او حتى الآباء والأمهات ويعمية الغضب حتى على أتفه الأسباب الى الصياح والصراخ وربما السباب وبالتالى تكدير كل من فى البيت ولايراعون كبر سن آبائهم وعدم تحملهم الى هذه المشكلات التى تمتلئ بها البيوت..
فيصاب الأبوين كبار السن بالفزع والاضطراب وارتفاع ضغط الدم وربما حدوث مشكلات بالقلب أو مشكلات صحية نتيجة هذا التنغيص المستمر من أبنائهم ..
وقد يكون مجرد عناد من الزوجين مع بعضهما لبعض .أو مشكلات مع أبنائهم الصغار لاتستدعى كل هذا القدر من الغضب والصياح..
بالإضافة الى أن بعض الأبناء ما أن يحدث لهم أى مشكلة صغيرة كانت أم كبيرة فإنهم يسارعون قبل التفكير بحلها الى نقلها الى أبائهم وأمهاتهم فى الحال!
وقد لاتحتاج المشكلة الى أكثر من شخص لحلها ولكنه عدم تحمل المسؤلية من الأبناء..
فنجد أحياناً أن الابن حين يحدث له أمر ما فى عمله وقد يكون خلاف مع مدير أو زميل أغضبه يرفع سماعة
الهاتف فينقل وهو فى حالة الغضب الشديد الى أبيه أو أمه ويضخم لهم الأمر فيصيبهم بفزع وقلق من أجله بلا داعى ..
بل أنى أعرف أبناء يعيشون فى بلاد بعيدة عن آبائهم ولايتوانون عن نقل كل مشاكل غربتهم الى آبائهم,
فقط المشاكل وكل السلبيات ولايتذكرونهم فى المباهج والمسرات !!
حتى أن أحدهم ما أن يصدم سيارته او يأخذ مخالفة سرعة او غرامة يسارع بالإتصال بوالدية وإفزاعهم وتحميلهم الهم والقلق من أجل غرامة أوقضية مرور بحجة اشراكهم فى الحدث أو التبرك بدعائهم!
والمؤسف انه حين ٌتحل هذه القضية وٌتقضي الغرامة ينسى ذاك الإبن البار ابلاغ والديه بانتهاء كربته حتى يسرهم ويطمئنهم كما أقلقهم. وكأنه لا يعلم أنه قد نغص حياتهم من أجل همومه.
ولهذا فإننى أدعو الأبناء عموماً والأزواج خصوصاً بأن يراعوا الله فى آبائهم كبار السن ويتقوا الله فيهم,,
وألايحملوهم فوق طاقتهم من الأعباء النفسية بسبب مشكلاتهم الخاصة ويكفيهم تحملهم لتربيتهم صغاراً وشباباً وأنهم فى مرحلة من العمر يحتاجون كل رعاية واهتمام وعناية من الأبناء ,لا التكدير والتنغيص خاصة مع كبر السن الذى قد يصاحبه أمراض الشيخوخة التى تحتاج الى معاملة خاصة واهتمام وعناية ..
وأتمنى أن يكثف الأبناء من اهتمامهم بآبائهم الكبار ويعطوهم من وقتهم وحبهم ورعايتهم وأن يجنبوهم الإنفعال الزائد بمشكلاتهم الخاصة أو تنغيصهم بها..
فالله عز وجل قد أوصانا بالوالدين فى كتابة العزيز مرات عديدة {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }الإسراء23
وحثنا رسولنا الكريم على الإحسان إليهم وحسن مصاحبتهم وطاعتهم وبرهم مالم يكن فى إثم أو مخالف لما أمر الله به.
فهذه دعوة للبر بمناسبة اقتراب شهر البر شهر رمضان المبارك الى الأبناء بأخذ العهد على انفسهم بإسعاد الوالدين وإدخال السرور على قلوبهم وعدم افزاعهم أبداً أوتنغيصهم أو تكديرهم بالمشكلات الخاصة قدر الاستطاعة قربة الى الله وابتغاء الأجر منه.
أسأل الله عزوجل أن يبارك فى آبائنا وأمهاتنا ويرحمهما كما ربيانا صغارا.
بلغنا الله وإياكم رمضان وأعاننا على حسن الصيام والقيام ..اللهم آمين.
جيهان غالى
** أشكر الأخت الحبيبة (بنت اسكندرانى) مشرفة زاوية بأقلامهن
على دعوتها لى للكتابة وعلى دعمها وتشجيعها ومساعدتها لى
وللجميع بارك الله في جهدها ووفقها والجميع لكل الخير.