نور الدين الغزالي
New member
إن أعذب رومانسية قد ينبض بها قلب و تطرب لها روح هي رومانسية الإنسان المسلم .. هي رومانسية جميلة جدا و عميقة جدا و سامية جدا .. هي رومانسية تعكس خلاصة تفاعل روح المسلم مع جماليات الإبداع الإلهي في الكون و الحياة و الخلود .. هي رومانسية تستمد طاقتها من نفخة الروح الإلهي في أعماقه و تأخذ مادتها من روعة الجمال الإلهي في الوجود .. و هي رومانسية تنتج عن تعارف روحاني طاهر و مقدس : " الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها إئتلف " متجاوزة بهذا السر التعارفي مظاهر الجسم و عوائق المادة إلى فضاء روحاني لا يزال يمتد انفساحا ممزوجا بمعاني الجمال و الجلال إلى ما لا ندرك .. و ما السر في عذوبة هذه الرومانسية و عمقها و جمالها إلا أن المسلم إنسان يتمتع بروح شفيفة بينها و بين فطرة الوجود و الكون و الحياة وشائج دقيقة جدا و مرهفة جدا , و هذا ما يساعد المسلم على تلقي دفقات الجمال الأبدي المكنون في النفس و الوجود و تذوق معانيه و ايحاءاته , لينعكس كل هذا على شخصيته الذاتيه , فإذا هو يهتز رقة و حنانا و يتألق اشراقا و جمالا , و لهذا لا تجد مسلما قد تشربت روحه معاني الإسلام إلا صورة علاقته مع زوجته قد اكتسبت روعة فارعة و جمالا ساحرا و لذاذة ماتعة , حتى في النظرة الحالمة و الإبتسامة المشرقة و الكلمة الموحية و الحركة الماتعة و الموقف النبيل .. و لكن للأسف الأسيف لقد شوه الكثير من الملتزمين و الملتزمات هذا المعنى في قلوبهم , فصار الواحد إذا سمعت كلمة رومانسية استعاذ من الشيطان الرجيم كأنك ذكرت له كلمة الكفر , و أمثلهم طريقة من يظن أن دليل التفاهة و آية الفراغ في قلب الإنسان , و أن المسلم الجاد الذي ينتظره القبر و الحشر لا يليق به هذه " الرومانسيات الحالمة " , حتى صارت كل فتاة تعشق ممارسة معاني الرومانسية في حياتها الزوجة تتوجس من قبول الشاب الملتزم , و الأمر كذلك بالنسبة للشاب مع الفتاة الملتزمة .. و ما عليك إلا أن تلقي نظرة في حياة الرسول صلى الله عليه و سلم و الصحابة و العلماء الأولين لتدرك و تشاهد جماليات الرومانسية مرسومة في فصول علاقاتهم الزوجية .. هذه الرومانسية الجميلة في حياة النبي صلى الله عليه و سلم و حياة الصحابة و العلماء من بعدهم ( اقرأ ان شئت كتاب : غزل الفقهاء ) لم تكن تقتصر على ما يسبق اليه الذهن حين يسمع هذه الكلمة : غزل , دلال , هدية .. إلخ , بل تجاوز الأمر إلى شتى تجليات العلاقة الزوجية , حتى خصوص علاقة التماهي الروحي و الجسدي " الجنس " , تلك العلاقة التي تعتبر في حس كثيرين منا لا تعدو أن تكون علاقة جسدية بحتة الغرض منها قضاء الوطر ثم لا شئ بعده .. اطلاقا .. فما خبر أن النبي صلى الله عليه و سلم حينما كان يجامع زوجته يهمس في أذنها : عليك بالسكينة , إلا تنبه عميق الدلالة على رهافة الحس النبوي و جمال شعور الرومانسي .. هذه الرومانسية الحالمة التي يتمتع بها الإنسان المسلم في علاقته بزوجته تساعده على تجاوز حدود الأرض و قيود الجسد إلى فضاءات فسيجة جدا و إلى آفاق سامية جدا , حيث لا معنى إلا معاني الروح بما تحمل من جمال و اشراق و ما تتدفق به من سكينة و عذوبة .. إن رومانسية المسلم نتيجة و سبب .. هي نتيجة لما قلنا بسبب حسن تفاعل مع اصداء الجمال و روعة الإبداع الإلهي في الكون و الحياة و الخلود .. و هي سبب لأنها تساعده على تثوير دفائن كينونته الشخصية في ذات نفسه و أعماق زوجته , و بهذا التثوير لمعاني الروح في نفسه و معاني الأنوثة السامية في اعماق زوجته يستطيع ممارسة حياته اليومية في مستوى نظيف طاهر و بتوازن مادي و روحي في شخصيته .
إن المسلم الذي يمتثل أمر الله في التفكر في روائع الإبداع في الكون و الحياة لا يمكنه إلا أن يكون أعذب إنسان رومانسي في هذاالعالم , فليت شعري لماذا لم يعد الملتزم و الملتزمة يهتمون بمثل هذه الرومانسيات الجميلة علما أنها تعكس حسن تفاعلهما مع معاني الإسلام الخالدة ؟! و أين هما من عمق الإيحاءات الإلهية في الآية القرآنية التي رسم فيها الحق تعالى منهاج العلاقة الزوجية المرضية للمسلم : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [الروم21] ؟؟ و بالله عليك يا صاحبي تأمل هذه الكلمات و كيف يأخذ بعضها برقاب بعض في انسيابية رائعة تتدفق جمالا و روعة و تملؤ المسلم شوقا الى الزواج و رغبة ؟ بل قل لي لأجل أي معنى جاءت هذه الآية بهذا النظم البديع في هذه السورة بالذات ؟؟
إن المسلم الذي يمتثل أمر الله في التفكر في روائع الإبداع في الكون و الحياة لا يمكنه إلا أن يكون أعذب إنسان رومانسي في هذاالعالم , فليت شعري لماذا لم يعد الملتزم و الملتزمة يهتمون بمثل هذه الرومانسيات الجميلة علما أنها تعكس حسن تفاعلهما مع معاني الإسلام الخالدة ؟! و أين هما من عمق الإيحاءات الإلهية في الآية القرآنية التي رسم فيها الحق تعالى منهاج العلاقة الزوجية المرضية للمسلم : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [الروم21] ؟؟ و بالله عليك يا صاحبي تأمل هذه الكلمات و كيف يأخذ بعضها برقاب بعض في انسيابية رائعة تتدفق جمالا و روعة و تملؤ المسلم شوقا الى الزواج و رغبة ؟ بل قل لي لأجل أي معنى جاءت هذه الآية بهذا النظم البديع في هذه السورة بالذات ؟؟