رواية حفص عند الإمام الطبري

إنضم
22/04/2010
المشاركات
63
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
بسم الله الرحمن الرحيم​
تتبعت ما اختص به حفص دون سائر القراء في تفسير الامام الطبري واعتمدت بحث الاستاذ الدكتور أحمد القضاة "ما اختص به حفص دون سائر القراء العشرة ورواتهم " في تحديد هذه الكلمات التي انفرد حفص بها
وهي سبع وخمسون كلمة وخلصت أن الأمام الطبري لم يذكر ما رواه حفص عند ذكره لهذه الكلمات المختلف في قراءتها في تفسيره إلا في أربع كلمات ولم ينسب القراءة في هذه المواضع التي ذكرها الى الإمام عاصم وذكرها بصيغة "روي، ذكر " المبني للمفعول إلا واحدة وهذا يشير أن رواة حفص غير مشتهرة عند الامام الطبري ولم تصل إليه ولم يسمعها ..
1) قال أبو جعفر: واختلفت القرأة في قراءة قوله:"من الذين استحق عليهم الأوليان" .
فقرأ ذلك قرأة الحجاز والعراق والشأم: مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ ، بضم"التاء".
وروي عن علي، وأبيّ بن كعب، والحسن البصري أنهم قرءوا ذلك: مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ ، بفتح"التاء".
2)وأما قوله:( سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ ) فإن قرّاء الأمصار على رفع "سواءٌ بالعاكف، والعاكف به، وإعمال جعلناه في الهاء المتصلة به، واللام التي في قوله للناس، ثم استأنف الكلام بسواء،
وقد ذُكر عن بعض القرّاء أنه قرأه نصبا على إعمال جعلناه فيه، وذلك وإن كان له وجه في العربية، فقراءة لا أستجيز القراءة بها لإجماع الحجة من القرّاء على خلافه

3) " إِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا" الاحزاب 13

وقوله:(لا مُقامَ لَكُمْ فارْجِعُوا) بفتح الميم من مقام. يقول: لا مكان لكم، تقومون فيه،........................ والقراءة على فتح الميم من قوله:(لا مَقَامَ لَكُمْ) بمعنى: لا موضع قيام لكم، وهي القراءة التي لا أستجيز القراءة بخلافها، لإجماع الحجة من القرّاء عليها.
وذُكر عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قرأ ذلك(لا مُقامَ لَكُمْ) بضم الميم؛ يعني: لا إقامة لكم.


4)"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23) يونس
)وبرفع "المتاع" قرأت القراء سوى عبد الله بن أبي إسحاق ، فإنه نصبه ، بمعنى: إنما بغيكم على أنفسكم متاعًا في الحياة الدنيا، فجعل "البغي" مرفوعًا بقوله:(على أنفسكم) ، و"المتاع" منصوبًا على الحال.

وقد قسمت تتبعي لرواة حفص في تفسير الإمام الطبري ثلاثة أقسام على النحو التالي:

أولا:إذا انفرد حفص برواية وجه واتفق القراء على وجه آخر فإ ن الامام الطبري –رحمه الله-لا يذكر خلافا بين القراء إنما يأتي بتفسير الآية وهذا يشير أن الامام الطبري لم تصل إليه رواية حفص وأذكربعض الامثلة لذلك

قال الإمام الطبري عند قوله-تعالى-
"يَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) النور

وقوله:( وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا )... الآية، يقول: والشهادة الخامسة: أن غضب الله عليها إن كان زوجها فيما رماها به من الزنا من الصادقين. ورفع قوله:( وَالْخَامِسَةُ ) في كلتا الآيتين، بأن التي تليها."
فالامام الطبري لم يذكر رواية حفص وهي بنصب " الخامسة"

قال الإمام الطبري عند قوله-تعالى-

قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112)
القول في تأويل قوله تعالى : { قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ "
يقول تعالى ذكره: قل يا محمد: يا رب افصل بيني وبين من كذّبني من مشركي قومي وكفر بك ، وعبد غيرك ، بإحلال عذابك ونقمتك بهم ، وذلك هو الحقّ الذي أمر الله تعالى نبيه أن يسأل ربه الحكم به ، وهو نظير قوله جلّ ثناؤه( رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ )"

و في هذه الآية لم يذكر الإمام الطبري ما قرأ به حفص ورواية حفص " قَالَ رَبِّ"على أنه فعل ماض وأما القراء اللآخرون فقرأوا "قل " على أنه فعل أمر

ثانيا: إذا انفرد حفص برواية وجه واختلف القراء في أكثر من وجه فإن الامام الطبري لا يذكر الوجه الذي رواه حفص بينما يذكر الوجوه التي اختلف فيها القراء

قال الإمام الطبري عند قوله-تعالى-
وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (32) القصص
واختلف القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء أهل الحجاز والبصرة:(مِنَ الرَّهَب) بفتح الراء والهاء. وقرأته عامة قرّاء الكوفة:(مِنَ الرُّهْبِ) بضم الراء وتسكين الهاء، والقول في ذلك أنهما قراءتان متفقتا المعنى مشهورتان في قراء الأمصار، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب."
لم يذكر الامام الطبري ما قرأ به حفص وهو " الرهب " بفتح الراء وسكون الهاء

قال الإمام الطبري عند قوله-تعالى-
"وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)
واختلف القراء في قراءة قوله( تَسَّاقَطُ ) فقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة والبصرة والكوفة( تَسَّاقَط) بالتاء من تساقط وتشديد السين، بمعنى: تتساقط عليك النخلة رطبًا جنيا، ثم تُدغم إحدى التاءين في الأخرى فتشدّد (1) وكأن الذين قرءوا ذلك كذلك وجهوا معنى الكلام إلى: وهزِّي إليك بجذع النخلة تساقط النخلة عليك رطبًا : وقرأ ذلك بعض قراء الكوفة( تَساقَطُ ) بالتاء وتخفيف السين، ووجه معنى الكلام، إلى مثل ما وجه إليه مشدّدوها، غير أنهم خالفوهم في القراءة. ورُوي عن البراء بن عازب أنه قرأ ذلك( يُساقِط) بالياء."

لم يذكر الامام الطبري ما قرأ به حفص " تُسَاقِطْ" بضم التاء وكسر القاف
ثالثا: إذا انفرد حفص بوجه وانفرد شعبة بوجه واختلف القراء فإن الامام الطبري لايذكر رواة حفص ويذكر رواية شعبة وينسبها إلى قارئها عاصم ومثال ذلك:

قال الإمام الطبري عند قوله-تعالى-
وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)
واختلفت القرّاء في قراءة قوله(لِمَهْلِكِهِمْ) فقرأ ذلك عامَّة قرّاء الحجاز والعراق: "لِمُهْلَكِهِمْ" بضمّ الميم وفتح اللام على توجيه ذلك إلى أنه مصدر من أهلكوا إهلاكا ، وقرأه عاصم: "لِمَهْلَكِهِمْ" بفتح الميم واللام على توجيهه إلى المصدر من هلكوا هلاكا ومهلكا.
وأولى القراءتين بالصواب عندي في ذلك قراءة من قرأه: "لِمُهْلَكِهِمْ" بضمّ الميم وفتح اللام لإجماع الحجة من القرّاء عليه، واستدلالا بقوله:( وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ ) فأن يكون المصدر من أهلكنا، إذ كان قد تقدّم قبله أولى. وقيل: أهلكناهم، وقد قال قبل:( وَتِلْكَ الْقُرَى ) ، لأن الهلاك إنما حلّ بأهل القرى، فعاد إلى المعنى، وأجرى الكلام عليه دون اللفظ."

لم يذكر الامام الامام الطبري ما قرأ به حفص وهو" لِمَهْلِكِهِمْ" بفتح الميم وكسر اللام وأما ماذكره عن عاصم " وقرأه عاصم: "لِمَهْلَكِهِمْ" بفتح الميم واللام" فهي رواية شعبة

إن عدم ذكر الإمام الطبري ما رواه حفص يشير أن رواة حفص لم تصل للإمام الطبري ولم يعرفها وهذه المواضع التي ذكر الإمام الطبري رواة حفص ولم ينسبها للإمام عاصم وذكرها بصيغة "روي، ذكر " المبني للمفعول الذي يشير أنها غير مشتهرة عنده
 
عودة
أعلى