أحمد التابعي
New member
- إنضم
- 26/06/2011
- المشاركات
- 40
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
محمد بن حميد الرازي : هو محمد بن حميد بن حيان التميمي الحافظ أبو عبد الله الرازي ، أكثر شيخ المفسرين ابن جرير الطبري من الرواية عنه إذ أنه من مشايخ الطبري ، وقد تضاربت فيه أقوال أهل العلم تعديلا وتجريحا ، وتوثيقا وتضعيفا ، ففي "تهذيب التهذيب" (9/112 :114) وثقه أو عدّله الإمام أحمد بن حنبل وروى عنه هو وعبد الله ابنه ، وكذلك عدَّله محمد بن يحيى الذهلي وروى عنه ، ووثقه يحي بن معين غير مرة وقال ثقة لا بأس به رازي كيس ، ونسب ما في بعض رواياته مما تُكلم فيها إلى شـيوخه الذين حدث عنهم ، وقال أيضا : قدم علينا بغداد فأخذنا منه كتاب يعقوب القمي ففـرقنا الأوراق بيننا ومعنا أحمد فسمعناه ولم نر إلا خيرا ، قلت : فهؤلاء من وثقوه ، فأما من ضعفوه وتكلموا فيه فالبخاري تركه وقال : في حديثه نظر ، وقال النسائي : ليس بثقة ، وقال مرة : ليس بشـيء (البتة) ، وقال في موضع آخر كذاب وكذا قال بن وارة ، وقال ابن حبان : ينفـرد عن الثقات بالمقلوبات ، وقال الجوزجاني : ردئ المذهب غير ثقة ، وكان ابن خزيمة لا يروي عنه ، وكذلك جرَّحه إسحاق بن منصور الكوسج جرحا مُفسـرا فحكى أنه يروي عن بعضهم دون أن يسمع منهم ، وكذلك جرحه صالح بن محمد الأسدي وقال : كان كلما بلغه عن سفيان يحيله على مهران وما بلغه عن منصور يحيله على عمرو بن أبي قيس ، ثم قال كل شـيء كان يحدثنا بن حميد كنا نتهمه فيه ، وقال في موضع آخر كانت أحاديثه تزيد وما رأيت أحدا أجرأ على الله منه كان يأخذ أحاديث الناس فيقلب بعضه على بعض ، وقال أيضا ما رأيت أحدا أحذق بالكذب من رجلين سليمان الشاذكوني ومحمد بن حميد كان يحفظ حديثه كله ، وقال محمد بن عيسـى الدامغاني : لما مات هارون بن المغيرة سألت محمد بن حميد أن يخرج إلى جميع ما سمع فأخرج إلي جزازات فأحصيت جميع ما فيه ثلاثمائة ونيفا وستين حديثا ، قال جعفـر وأخرج ابن حميد عن هارون بعدُ بضعةَ عشـر ألف حديث ، وأما أبو زرعة فوثقه ابتداءا ثم جرحه كما قال أبو القاسم بن أخي أبي زرعة : سألت أبا زرعة عن محمد بن حميد فأومى بإصبعه إلي فمه ، فقلت له : كان يكذب ؟، فقال برأسه : نعم ، فقلت له:كان قد شاخ لعله كان يُعمل عليه ويُدلس عليه ، فقال : لا يا بني كان يتعمد ، ومن أجمع ما قيل فيه ما قاله أبو نعيم بن عدي سمعت أبا حاتم الرازي في منزله وعنده بن خراش وجماعة من مشائخ أهل الري وحفاظهم - قلت : أهل مكة أدري بشعابها ، وهم بلديه وأعلم الناس به ) - فذكروا ابن حميد فأجمعوا على أنه ضعيف في الحديث جدا وأنه يحدث بما لم يسمعه وأنه يأخذ أحاديث أهل البصـرة والكوفة فيحدث بها عن الرازيين ، وقال أبو حاتم : حضـرت محمد بن حميد وعنده عون بن جرير فجعل بن حميد يحدث بحديث عن جرير فيه شعـر ، فقال عون : ليس هذا الشعـر في الحديث إنما هو من كلام أبي ، فتغافل بن حميد ومر فيه ، وقال أبو العباس بن سعيد : سمعت داود بن يحيى يقول : حدثنا عنه أبو حاتم قديما ثم تركه بآخره ، وقال أبو حاتم عنه أيضا : كذاب لا يحسن أن يكذب ، قلت : فالراجح أن محمد بن حميد الرازي ، متروك لا أنه ضعيف فحسب ، أي ليس كما ذكر الحافظ في التقـريب ، ويُجاب عن توثيق يحيى بن معين إياه أنه لم يكن يدري حاله أو أن ابن حميد الرازي لم يكن قد ظهر منه ما ظهر فقد قال أبو حاتم الرازي : سألني يحيى بن معين عن ابن حميد من قبل أن يظهر منه ما ظهر فقال : أي شـيء ينقمون منه ؟ ، فقلت : يكون في كتابه شـيء فيقول ليس هذا هكذا فيأخذ القلم فيغيره ، فقال: بئس هذه الخصلة ، ويُجاب عن تعديل أحمد بن حنبل إياه بما قاله ابن خزيمة : إنه لم يعـرفه ولو عـرفه كما عـرفناه ما أثنى عليه أصلا .
ولا يُغتر كما هو معلوم عند أهل العلم بمجرد كونه قد روي له أبو داود ، والترمذي ، وابن ماجة وغيرهم فليس هذا بتوثيق أو تعديل له إجماعا .
فانظر كيف لم يبق لابن حميد توثيق موثق ، أو تعديل معدل ، أو حتى قبول مقبول !! ، ولو كان بقي له شـئ من ذلك ، لقُدّم قولُ من جرحه على قول من وثقه لاسيما والجرح مفسـر مشـروح ، فجمهور المحدثين قديما وحديثا على أن الجرح المفسـر مقدم على التعديل ، وإنما اختلفوا اختلافا يسيرا في الجرح غير المفسـر ، بما لا يتسع الكلام لذكره هنا ، أما تقديم الجرح المفسـر على التعديل فمشهور منثور ومسبور في كتب أهل العلم لاسيما كتب المصطلح والعلل .
وبهذا يتبين أن كلام ابن حجر فيه كان لينا ، وإلا فابن حميد متروك واه جدا لا يُقبل حديثه ، كما قال الذهبي في "الكاشف في معـرفة من له رواية في الكتب الست" (2/166) : "وثقه جماعة والأولى تركه "، وقد أطلت في هذا النقد ، لكثرة مرويات محمد بن حميد الرازي لاسيما عند ابن جرير الطبري ، إذ أنه شـيخه ، ولسكوت العلامة المحقق المدقق المحدث / أحمد شاكر -رحمه الله-عنه في تعليقاته على تفسير الطبري ، بل ونصه على أن ابن حميد الرازي ثقة !! ، كما في تعليقه على تفسير الطبري (2/46) قال : " محمد الرازي ، وهو ثقة "، قلت : يعنى محمد بن حميد الرازي ، وقال أيضا (3/485) : " فإن ابن حميد - شـيخ الطبري- هو : محمد بن حميد الرازي، سبق توثيقه : 2028 ، 2253 " .
والله تعالى أعلى وأعلم
وكتبه / أحمد التابعي
ولا يُغتر كما هو معلوم عند أهل العلم بمجرد كونه قد روي له أبو داود ، والترمذي ، وابن ماجة وغيرهم فليس هذا بتوثيق أو تعديل له إجماعا .
فانظر كيف لم يبق لابن حميد توثيق موثق ، أو تعديل معدل ، أو حتى قبول مقبول !! ، ولو كان بقي له شـئ من ذلك ، لقُدّم قولُ من جرحه على قول من وثقه لاسيما والجرح مفسـر مشـروح ، فجمهور المحدثين قديما وحديثا على أن الجرح المفسـر مقدم على التعديل ، وإنما اختلفوا اختلافا يسيرا في الجرح غير المفسـر ، بما لا يتسع الكلام لذكره هنا ، أما تقديم الجرح المفسـر على التعديل فمشهور منثور ومسبور في كتب أهل العلم لاسيما كتب المصطلح والعلل .
وبهذا يتبين أن كلام ابن حجر فيه كان لينا ، وإلا فابن حميد متروك واه جدا لا يُقبل حديثه ، كما قال الذهبي في "الكاشف في معـرفة من له رواية في الكتب الست" (2/166) : "وثقه جماعة والأولى تركه "، وقد أطلت في هذا النقد ، لكثرة مرويات محمد بن حميد الرازي لاسيما عند ابن جرير الطبري ، إذ أنه شـيخه ، ولسكوت العلامة المحقق المدقق المحدث / أحمد شاكر -رحمه الله-عنه في تعليقاته على تفسير الطبري ، بل ونصه على أن ابن حميد الرازي ثقة !! ، كما في تعليقه على تفسير الطبري (2/46) قال : " محمد الرازي ، وهو ثقة "، قلت : يعنى محمد بن حميد الرازي ، وقال أيضا (3/485) : " فإن ابن حميد - شـيخ الطبري- هو : محمد بن حميد الرازي، سبق توثيقه : 2028 ، 2253 " .
والله تعالى أعلى وأعلم
وكتبه / أحمد التابعي