رشيد رضا ومستشرقين

طارق منينة

New member
إنضم
19/07/2010
المشاركات
6,330
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الكاتب : عجاج نويهض
ربيع الآخر - 1348هـ

أكتوبر - 1929م

هل هذه النهضة خاضعة لسلطان العلم ؟
محاضرة الأستاذ عجاج نويهض في مدرسة النجاح الوطنية
( تابع ما قبله )

لأجل الوقوف إجمالاً على شدة الحملة الحالية التي يقوم بها المبشرون على
هذه الأمة أذكر لكم هذه الكتب ، وأرجوكم أن تنظروا إليها ، وهي هذه الرزمة
الضخمة التي تباع في مكتبة واحدة من المكتبات ، ونظرة عامة على اسم كل كتاب
وروحه والغرض منه وعدد الطبعات التي طبعها كافية لكي تجعلنا نتصور وخامة
العاقبة .
وهذه الكتب هي :
1- العالم الإسلامي اليوم
The Moslim World Of To-day
وهو كتاب ضخم جمع ثلاثًا وعشرين مقالة مستفيضة لأشهر الكُتاب
التبشيريين ، وهذه المقالات هي بصدد الانقلاب في العالم الإسلامي ، وأن الفرصة
سانحة لإخضاع المسلمين وسط هذا الانقلاب إلى السلطة التبشيرية ، وقد جمع هذا
الكتاب ووضع له مقدمة وخاتمة الدكتور موط رئيس ( المجلس التبشيري الدولي )
ورئيس المؤتمر التبشيري العالمي الديني الذي عُقد على جبل الزيتون منذ زهاء
سنة ونيف ، وأمره لم يزل معروفًا ، وفي نهاية الكتاب المقررات التي كانت سرية
أولاً ، وهي مقررات مؤتمر سنة 1925 في القدس التي نُشرت وأُذيعت واطلع
عليها الناس ، وكان لها في العالم الإسلامي ذلك الصدى البالغ ، عدد صفحات هذا
الكتاب ( 420 ) صفحة ، وهذه النسخة التي بيدي من الطبعة الأولى سنة 1925 .
2- ( العالم الإسلامي في الثورة )
The Moslim World In Revolution
مؤلف هذا الكتاب هو معاون القس الأكبر للحملة المصرية وقت الحرب ، وقد
كان مقيمًا بمصر قبل الحرب ، وهو يقرأ ويكتب اللغة العربية ، ولما كان في الحملة
المصرية كان يراقب تأثير الحرب في المسلمين وكيف كانوا يخضعون للسلطة
الأجنبية العسكرية المتسلطة عليهم .
ولب لباب كتابه في الباب السابع الموسوم بـ ( الفرصة الجديدة للكنيسة )
وقد طبع هذا الكتاب لتتولى توزيعه ( ثماني جمعيات ) تبشيرية هي أكبر الجمعيات
من نوعها في العالم ، وطُبع هذا الكتاب سبع طبعات كما يلي :
الطبعة الأولى في مارس 1925
الطبعة الثانية في يونيو 1925
الطبعة الثالثة في يوليو 1925
الطبعة الرابعة في نوفمبر 1925 -
الطبعة الخامسة في فبراير 1926 - ? أربع طبعات في سنة
الطبعة السادسة في يوليو 1926 - ... واحدة بل في ثمانية أشهر
الطبعة السابعة في نوفمبر 1926 -
هذا عدا الطبعات التي تلت نوفمبر 1926 إلى هذا التاريخ وعدد صفحاته
160 صفحة .
3- انتشار الإسلام
The Expansion Of Islam
مؤلف هذا الكتاب هو مؤلف الكتاب السابق ( العالم الإسلامي في الثورة )
والنسخة التي بيدي هي من أول طبعة لسنة 1928 .
والغرض من هذا الكتاب لا يختلف في الجوهر عن سابقه ، غير أنه يطرق
الموضوع من نواحٍ أخرى ، ويتوسع في درس عوارض الإسلام الحالية العصرية ،
ويسوق نتيجتها إلى وجوب الاعتقاد أن الإسلام منحل متلاشٍ ، وينطوي هذا الكتاب
على ثلاثة عشر فصلاً ، أخبث هذه الفصول ( الفصل الثاني : الرجل محمد ) وعدد
صفحاته 304 وفيه مصور جغرافي للعالم الإسلامي .
وفي هذا الكتاب مقدمة كتبها المستشرق مرغليوث ، صاحب المؤلف المعنون
بـ ( محمد ) الذي ذكر فيه من النيل وسوء القصد ما يعلمه الذين يطالعون لهذا
المستشرق كتاباته عن الإسلام ، وأما الذين يظنون أن مرغليوث من ( أهل الخير )
من المستشرقين بدليل ما طبعه من بعض كتب الأدب والتاريخ - فظنهم في غير
محله ، وفي هذا الكتاب الذي نحن في صدده الآن ( انتشار الإسلام ) قال مرغليوث
مفتتحًا كلام مقدمته :
( لما أعلن مؤسس الإسلام أن مهمته ترمي إلى جعل نظامه ( ظاهرًا على
الدين كله ) فهو بلا شك قد عني أن يكون الظهورغلبة ونصرًا سياسيًّا على الأنظمة
السياسية الأخرى التي كانت في الوجود في ذلك العصر ) ومرغليوث هو كما يعرفه
الناس صاحب النظرية أن الشعر الجاهلي موضوع ، ويعرف الناس أيضًا ما كان
لهذا الرأي في مصر من أثر .
4- الإسلام الفتي في طريق السفر
Young Islam On Track

هذا الكتاب يبحث في اصطدام الإسلام وحضارته وجهازه الاجتماعي ،
بالحضارة المسيحية ، ويبين كيف تتخلل عناصر الحضارة المسيحية الحضارة
الإسلامية وتلاشيها ، وهو يتضمن سبعة فصول مشبعة أضرها الفصل المرسوم بـ
( ما هي الغاية ؟ ) وفي هذا الفصل يعلق المؤلف ( باسيل مثيو ) أهمية كبرى على
انقلاب الأزهر إلى جامعة إسلامية منظمة راقية ، ويخشى من وراء ذلك تجديد قوى
الإسلام ، كما أنه قد انتقد حالة الأزهر اليوم ووصف طرق التدريس فيه ونال منها
كثيرًا ، وعدد صفحات الكتاب 208 وفيه مصور جغرافي للعالم الإسلامي ، أول
طبعة منه كانت 1926 وطبع بعد ذلك طبعتين في سنة 1927 و1928 ، والنسخة
التي بيدي هي من الطبعة الأخيرة لسنة 1928 .
5- سيرة الإسلام
The Story Of Islam
مؤلفه لنت ثيودور السكرتير العام ( لجميعة نشر التبشير في السواد من الناس )
وكان سابقًا السكرتير التعليمي ( للجمعية الكنسية التبشيرية )
S . M . C
التي لها فرع في القدس ، وغير القدس في فلسطين .
وهذا الكتاب طُبع للمرة الثالثة سنة 1916 وهذه النسخة التي بيدي هي من
طبعة 1916 ، والغريب في أمر هذا المؤلف أنه مقدم إلى جهة لم تخطر على بال
أحد من أهل هذه البلاد ، وهذه عبارة التقديم بالحرف :
( مقدَّم إلى طلاب المدارس العامة في بلاد الإنكليز ، الذين عليهم أن يقوموا
إلى الآن بالدور المتعين عليهم القيام به في تبديل مستقبل سيرة الإسلام ) .
وفي هذا الكتاب 216 صفحة موزعة على 12 فصلاً كلها سم ناقع ، ومن
بعض عناوين الفصول تعلم روح الكتاب ، فهناك الفصل الأول وعنوانه ( النشء
وكيفية تعليمه ) وغاية هذا الفصل مربوطة بما جاء في عبارة التقديم المذكورة ،
وهناك الفصل الثالث عنوانه ( نبي بلاد العرب ) والفصل الخامس عنوانه ( السيف
المسلول ) والفصل الحادي عشر عنوانه ( الإسلام وكنيسة المسيح ) وقد كُتب هذا
المؤلَّف على طريقة خاصة قريبة من الطريقة المتبعة في تأليف كتب التدريس
للصفوف الابتدائية في المدارس ، وفي نهاية كل فصل أسئلة وأجوبة لتمكين الطالب
أو القارئ من ( الحقائق ) الموردة في ذلك الفصل .
6- توبيخ الإسلام
The Rebukeof Islam
قال صاحبه إنه يعني بتوبيخ الإسلام ما يلي : ( أن الإسلام هو أبدًا مذكِّر
للمسيحية بأنها عاجزة عن تمثيل الرب ، إذ لو لم يكن هذا لكان يجب أن يكون
محمد مسيحيًّا ، أما الآن فيجب رفع هذا العجز بالمبادرة إلى العمل ؛ لأن العالم كله
قد أصبح للمسيح ) .
وصاحب هذا الكتاب ينتمي إلى ( الجمعية التبشرية الكنسية ) التي تقدم ذكرها
ولها فروع في هذه البلاد ، ويقول المؤلف إن هذا الكتاب هو الطبعة الخامسة منقحة
والنسخة التي بيدي طبعة سنة 1920 .
وفي آخر الكتاب بيان للبلاد التي تنتشر فيها الجمعية المذكورة وهي كما يذكر
البيان على الإجمال :
1- الشرق الأدنى .
2- بلاد فارس
3- بلاد الهند و بلوخستان
4- البلدان الأفريقية حيث يسكن المسلمون والوثنيون معًا كبلاد سيراليون ،
و نيجيريا ، و أوغندة .
وعندما جاء ذكر نصيب فلسطين من ( خير ) هذه الجمعية قال البيان :
( فلسطين ! إنه وإن كان في فلسطين عدد من الجمعيات العاملة فإن الجمعية التبشيرية
الكنسية
S . M . C واضعة بالأكثر نصب عينها بذل الجهود للوصول إلى الأهالي
المسلمين ، وقد كان للجمعية قبل الحرب سبعة مراكز كبيرة ، أما الآن فقد استؤنف
العمل في غزة ، بناء على طلب السلطة العسكرية ، وفي القدس ، والناصرة ،
والسلط ، ويافا و نابلس ، وعدد الموظفين المسلمين يبلغ 42 موظفًا ، منهم الأطباء
والممرضات ) .
وعندما جاء ذكر مصر قال البيان :
( للجمعية خمسة مراكز في مصر ، والأعمال الطبية سائرة في مصر القديمة
ومنوف ، وأم درمان ، ودخل المستشفيات في مصر القديمة سنة 1918 ( 800 )
مريض ما عدا عددًا كبيرًا من النساء ، وفي السنة التي قبل شملت أعمال الجمعية
أكثر من 500 بلدة وقرية في مصر السفلى ، و450 بلدة وقرية في مصر العليا ،
والكثرة المطلقة من هؤلاء المرضى كانوا يبقون في المستشفى يعالجون لا أقل من
أسبوعين ، وفي القاهرة مدرسة للصبيان فيها 180 طالبًا ومدرسة للبنات يزداد
الإقبال عليها وكثرة طالباتها من المسلمات ، ويزداد افتتاح مراكز التبشير على
التوالي ، وفي مصر القديمة صارت السيدات المبشرات من الاستطاعة بحيث يتمكن
من القيام بالدروس المسيحية توًّا بلا تهيب حتى بحضور شيوخ المسلمين ) .
ويقول البيان إن نتيجة التبشير في فارس كانت كما يلي :
من سنة 1893 - 1902 تنصر 65 بالغًا ، ومن سنة 1903-1913 تنصر
145 بالغًا ، والفرص تزداد سنوحًا وصار العمل أجدى نفعًا وأقرب ثمرًا ، عدد
صفحات هذا الكتاب 248 صفحة .
7- العقلية الإسلامية
The Moslim Mentality
مؤلفه ليفونيان مدير المدرسة اللاهوتية في أثينا سابقًا ، وكان قبل ذلك
صاحب عمل في الآستانة ، وطُبع هذا الكتاب لأول مرة سنة 1928 وهو ضخم يقع
في 248 صفحة ، وقال مؤلفه : إن الغرض منه البحث في كيفية تقريب المسيحية
إلى ذهنية المسلمين ، والمؤلف يعرف التركية ، وقد أسرف كثيرًا في الطعن والقذف
واعتدى على التاريخ اعتداء فظيعًا بإيراده مسائل وأمورًا ليس لها ظل من الصحة .
ويقول المؤلف قبل مقدمة الكتاب ، في الصفحة الأولى هذه الملحوظة ، وهي :
لفت نظر
( حين كان هذا الكتاب يُطبع ، حصلت أحداث هائلة في دستور الجمهورية
التركية ، وأهم هذه الأحداث إلغاء المادة التي تقول إن الإسلام دين الجمهورية
التركية ، وبالتالي تم فصل الدين عن الدولة بعدما كانا نسيجًا واحدًا ، لحمة وسدى
وكان هذا الالتحام من فجر التاريخ الإسلامي أول مظهر تجلى به شكل الإسلام أنه
عقيدة وعمل ) .

(30/292)
.

 
عودة
أعلى