معاذ إحسان العتيبي
New member
- إنضم
- 23/09/2011
- المشاركات
- 17
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ؛ وبعد :
إنَّ العمرَ قصيرَ ، والعمل قليل ، والمشتغل في هذا الزمان لدينِ الله وسنة رسوله عزيز ، وليسَ كل امرئ يتطلع إلى دركِ العلا ، ولا في الحرصِ على نيلِ المنى ، فالغالبُ منَّا ينتظرُ مضمار العملَ ليطرقَ بابه ، وإن كثرة المعاذيرَ أودتْ إلى شرِّ المحاذير ، وإن سماعَ التسويف من أصحابنا قد بلغتْ الأشاسيف ، فالمقصِّر منا يتَّكل على العامل ، والمتباطئُ فينا يتواكلُ بحجَّة " ذاكَ بأعلى المنازل" !
أحبتي في الله: مَن مِنْ منكم أعدَّ العدةَ ؛ وشمَّر عن كفيْ ساعديه ، وقال بملإ فكَّية " أن حانَ وقتُ الجدِّ ، وحانَ وقت الكدِّ ، فبُعدًا بعدًا للكلل والملل ، وحيَّ هلاً بالعلم والعمل " ؟
أحبتي في الله: مَن مِنكم قصد اليمينَ على ألاَّ يحنثَ ، والقسم على ألاَّ يتوانى ، " أن حانَ وقت حفظِ القرآن الكريم كلِّه ، وحانَ وقتَ حفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحانَ وقت طلبِ العلم بجديَّة وعزيمةٍ ، وحانَ وقتَ خدمة الدين بما تملكُ يدايَ ، وتحمله قدماي " ؟
أحبتي في الله : لم أبكِّر في بلاغ الرسالة ، ولن أتنكَّر عن الجهار بها ، فالحصيف من كَثرتْ أمانيه وصدقَ بها ...ألا فكنْ:
فكنْ رَجُلاًَ رِجله في الثرى *** وهامةُ همَّه في الثريا
ولسانُ حالكَ:
لأستسهلنَّ الصعبَ أو أدركَ المُنى *** فما انقادتِ الآمالُ إلاَّ لصابرِ
وإياك واحذرْ أن تقربَ من هذا :
إذا همَّ لم تردع عزيمة همه ** ولم يأت ما يأتي من الأمر هائبا
إذا همَّ ألقى بين عينيه عزمه ** ونكب عن ذكر الحوادث جانبا
فالله الله! في استغلال الأوقات، واستكثار القربات، والإكثار من الطاعات، والوصول إلى أسنى أدرجات، فطوبى لمن سَعَى وجدَّ فَـ سَادَ ونال ، وبَئِس ويَئِسَ من تعلَّق قلبه بغير ما قال!
- أي أخيَّ ؛ ( لو رأيت إنساناً يحرق كل يوم مبلغاً زهيداً من المال فستقول عنه: إنه مجنون وسفيه، ولا بد أن يحجر عليه، لكن والله الذي لا إله إلا هو! إن الذي تضيع جزءاً من عمرها فيما لا ينفع هو أعظم سفهاً ممن يحرق المال؛ لأن المال يمكن أن يعوض، ولكن العمر إذا ذهب لا يعوض أبداً ).
- إن الأمةَ بضعفائها وجهالها وحمقائها لينادون من بعيدٍ: من بالقوةِ يُعزِّنا؟ ومن بالعلمِ يبصِّرنا؟ وبالحقِّ يُخرسنا؟ قد طالَ ليل الردى ، ومال عن الحقِّ والهدى ، بعدما
- فوصيتي يا أحبتي ؛ أن تبادرَ قبل أن تُبادر ، وألاَّ تُغادر حينَ تغادَر ، وأن تفاوتِ الأصلح فالأصلح قبل أن تفوت ، فالزمْ حلِق الذكرِ والعلم ، والزمْ مراكز التحفيظِ والمساجد ، ودعكَ من الأعباء التي تتحملها في ضياع الأوقات من الخزعبلات والهزالات ، والنفس إن لم تشغِلها بالطَّاعةِ شغلتكَ بالمعصية!
سجل مثلاً
في " دورة تحفيظ قرآن " أو " دورة تحفيظ السنة النبوية " أو " الدورات العلمية " أو " دورات الوعظ والخطابة " أو " دورات تعليم اللغة الإنجليزية " أو " التفرغ لأخذ الإجازات والأسانيد القرآنية " أو " التفرغ لختمِ كتبٍ علميةٍ منهجيةٍ " أو " التفرغ لمسجدكِ لقريتكِ بتعليمهم أمورَ الدين وتعليمهم قراءة القرآن " أو " رحلات العمرة " أو " التفرغ للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " وسبل الطاعات كثيرة جدًا لمن سأل عنها وحرص عليها.
وذلكَ كله: في قريتكَ أو دولتكَ أو دولةٍ أخرى كالسعودية –في الحرمِ المدني أو المكي أو الرياض أو الطائف- وغيرها من المتاح لديكَ في هذا الانفتاح العالمي.
اجعلْ لكَ هدفًا ساميًا ، وصبوًا سائدًا ، فصاحب الأهداف: صحيحُ النية ، صادقُ الطوية. ومن لا هدفَ له فذاك الرجل الذي يُعرف بـالحاسد!
- وأختمُ حديثي معكَ أيها الحبيب بحديثِ الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل، عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين أكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه)، وحديثه صلى الله عليه وسلم (نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ).
قال الشيخ محمد البشير الإبراهيمي ـ رحمه الله ـ:
" العلم .. العلم .. أيها الشباب! لا يُلهيكم عنه سمسارُ أحزاب ينفخ في ميزاب! ولا داعية انتخاب في المجامع صخاب! ولا يَلفتنَّكم عنه معلِّلٌ بسراب، ولا حاوٍ بجراب، ولاعاوٍ في خراب يأتمُّ بغراب , ولا يَفتننّكم عنه مُنْزَوٍ في خنقة، ولا مُلْتَوٍ في زَنقة، ولا جالسٌ في ساباط) على بساط يُحاكي فيكم سنّة الله /فكل واحد من هؤلاء مشعوِذ خلاّب! وساحر كذاب! إنكم إن أطعتم هؤلاء الغواة، وانصَعْتم إلى هؤلاء العُواة، خسرْتم أنفسكم وخسرَكم وطنُكم، وستندمون يوم يَجني الزارعون ما حصدوا، ولاتَ ساعة ندَم".
وخيرُ الكلامِ ما قلَّ ودلَّ....!
إنَّ العمرَ قصيرَ ، والعمل قليل ، والمشتغل في هذا الزمان لدينِ الله وسنة رسوله عزيز ، وليسَ كل امرئ يتطلع إلى دركِ العلا ، ولا في الحرصِ على نيلِ المنى ، فالغالبُ منَّا ينتظرُ مضمار العملَ ليطرقَ بابه ، وإن كثرة المعاذيرَ أودتْ إلى شرِّ المحاذير ، وإن سماعَ التسويف من أصحابنا قد بلغتْ الأشاسيف ، فالمقصِّر منا يتَّكل على العامل ، والمتباطئُ فينا يتواكلُ بحجَّة " ذاكَ بأعلى المنازل" !
أحبتي في الله: مَن مِنْ منكم أعدَّ العدةَ ؛ وشمَّر عن كفيْ ساعديه ، وقال بملإ فكَّية " أن حانَ وقتُ الجدِّ ، وحانَ وقت الكدِّ ، فبُعدًا بعدًا للكلل والملل ، وحيَّ هلاً بالعلم والعمل " ؟
أحبتي في الله: مَن مِنكم قصد اليمينَ على ألاَّ يحنثَ ، والقسم على ألاَّ يتوانى ، " أن حانَ وقت حفظِ القرآن الكريم كلِّه ، وحانَ وقتَ حفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحانَ وقت طلبِ العلم بجديَّة وعزيمةٍ ، وحانَ وقتَ خدمة الدين بما تملكُ يدايَ ، وتحمله قدماي " ؟
أحبتي في الله : لم أبكِّر في بلاغ الرسالة ، ولن أتنكَّر عن الجهار بها ، فالحصيف من كَثرتْ أمانيه وصدقَ بها ...ألا فكنْ:
فكنْ رَجُلاًَ رِجله في الثرى *** وهامةُ همَّه في الثريا
ولسانُ حالكَ:
لأستسهلنَّ الصعبَ أو أدركَ المُنى *** فما انقادتِ الآمالُ إلاَّ لصابرِ
وإياك واحذرْ أن تقربَ من هذا :
إذا همَّ لم تردع عزيمة همه ** ولم يأت ما يأتي من الأمر هائبا
إذا همَّ ألقى بين عينيه عزمه ** ونكب عن ذكر الحوادث جانبا
فالله الله! في استغلال الأوقات، واستكثار القربات، والإكثار من الطاعات، والوصول إلى أسنى أدرجات، فطوبى لمن سَعَى وجدَّ فَـ سَادَ ونال ، وبَئِس ويَئِسَ من تعلَّق قلبه بغير ما قال!
- أي أخيَّ ؛ ( لو رأيت إنساناً يحرق كل يوم مبلغاً زهيداً من المال فستقول عنه: إنه مجنون وسفيه، ولا بد أن يحجر عليه، لكن والله الذي لا إله إلا هو! إن الذي تضيع جزءاً من عمرها فيما لا ينفع هو أعظم سفهاً ممن يحرق المال؛ لأن المال يمكن أن يعوض، ولكن العمر إذا ذهب لا يعوض أبداً ).
- إن الأمةَ بضعفائها وجهالها وحمقائها لينادون من بعيدٍ: من بالقوةِ يُعزِّنا؟ ومن بالعلمِ يبصِّرنا؟ وبالحقِّ يُخرسنا؟ قد طالَ ليل الردى ، ومال عن الحقِّ والهدى ، بعدما
- فوصيتي يا أحبتي ؛ أن تبادرَ قبل أن تُبادر ، وألاَّ تُغادر حينَ تغادَر ، وأن تفاوتِ الأصلح فالأصلح قبل أن تفوت ، فالزمْ حلِق الذكرِ والعلم ، والزمْ مراكز التحفيظِ والمساجد ، ودعكَ من الأعباء التي تتحملها في ضياع الأوقات من الخزعبلات والهزالات ، والنفس إن لم تشغِلها بالطَّاعةِ شغلتكَ بالمعصية!
سجل مثلاً
في " دورة تحفيظ قرآن " أو " دورة تحفيظ السنة النبوية " أو " الدورات العلمية " أو " دورات الوعظ والخطابة " أو " دورات تعليم اللغة الإنجليزية " أو " التفرغ لأخذ الإجازات والأسانيد القرآنية " أو " التفرغ لختمِ كتبٍ علميةٍ منهجيةٍ " أو " التفرغ لمسجدكِ لقريتكِ بتعليمهم أمورَ الدين وتعليمهم قراءة القرآن " أو " رحلات العمرة " أو " التفرغ للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " وسبل الطاعات كثيرة جدًا لمن سأل عنها وحرص عليها.
وذلكَ كله: في قريتكَ أو دولتكَ أو دولةٍ أخرى كالسعودية –في الحرمِ المدني أو المكي أو الرياض أو الطائف- وغيرها من المتاح لديكَ في هذا الانفتاح العالمي.
اجعلْ لكَ هدفًا ساميًا ، وصبوًا سائدًا ، فصاحب الأهداف: صحيحُ النية ، صادقُ الطوية. ومن لا هدفَ له فذاك الرجل الذي يُعرف بـالحاسد!
- وأختمُ حديثي معكَ أيها الحبيب بحديثِ الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل، عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين أكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه)، وحديثه صلى الله عليه وسلم (نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ).
قال الشيخ محمد البشير الإبراهيمي ـ رحمه الله ـ:
" العلم .. العلم .. أيها الشباب! لا يُلهيكم عنه سمسارُ أحزاب ينفخ في ميزاب! ولا داعية انتخاب في المجامع صخاب! ولا يَلفتنَّكم عنه معلِّلٌ بسراب، ولا حاوٍ بجراب، ولاعاوٍ في خراب يأتمُّ بغراب , ولا يَفتننّكم عنه مُنْزَوٍ في خنقة، ولا مُلْتَوٍ في زَنقة، ولا جالسٌ في ساباط) على بساط يُحاكي فيكم سنّة الله /فكل واحد من هؤلاء مشعوِذ خلاّب! وساحر كذاب! إنكم إن أطعتم هؤلاء الغواة، وانصَعْتم إلى هؤلاء العُواة، خسرْتم أنفسكم وخسرَكم وطنُكم، وستندمون يوم يَجني الزارعون ما حصدوا، ولاتَ ساعة ندَم".
وخيرُ الكلامِ ما قلَّ ودلَّ....!