رسالة ماستر الطالب عمارة سعد شندول: "الإعجاز العلمي للقرآن الكريم بين المؤيدين والمخالفين"

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع Amara
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

Amara

New member
إنضم
03/02/2009
المشاركات
576
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
رسالة ماستر الطالب عمارة سعد شندول: "الإعجاز العلمي للقرآن الكريم بين المؤيدين والمخالفين"

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
فإني أضع بين أيديكم رسالتي في الحصول على شهادة الماستر في الدراسات الإسلامية، من جامعة شنقيط العصرية- نواكشوط- موريتانيا، رجاء الإفادة والاستفادة من نقدكم.. والله من وراء القصد.
وقد ختمتها بما يلي:

الحمد لله بدءا وختاما. وصلى الله على سيدنا محمد النبي إيمانا وإسلاما. ولا حول ولا قوة إلا بالله توكلا واستسلاما.
وبعد،
فإن هذا القرآن هو كلام الله سبحانه وتعالى. وهو على تدبر من تدبره وتفسير من رام تفسير ألفاظه وشرح معاني آياته، يأتى يوم القيامة بكرا كأن لم يمس. وهو آخر كتاب يتلى، وآخر عهد بين الأرض والسماء، وآخر وحي يوحى.. من فاتته فرصته فقد خاب وخسر وانقطعت به السبل.
وهو باب الهدى وفيصل العلم وطريق الإيمان وسلامة العبادة وطيب المعاملات. وهو المعجز الذي امتنع عنه الاختلاف وامتنع عن الناس الإتيان بمثله أبدا.
وهو الحل المرتحل أبد الدهر في تلاوته وفي فهمه. فإنه كالبحر متجدد.
ولو حُدَّ معناه أو جاء بأسلوب واحد متضح لفهمه الأولون ولم يكن للمتأخرين فضل في تدبره، بل حظهم حينئذ منه التقليد. لكن مشيئة الله تعالى أن تتفاوت معاني عباراته وألفاظه فيفهمها كل أهل زمان لتجددها مع كل زمان. فما من أمر إلا ولله فيه حكم ولا مجال من مجالات الحياة إلا وفي القرآن له تغطية. وإنما يبقى في فهمه حظ يخص الله به بعض عباده دون بعض.
وقد اشتهر بين الناس كون القرآن معجزا. ولا يخفى على أحد أنه ما من قضية تشتهر بين الناس إلا ويقع فيها الاختلاف. وقد تفرق الناس حول قضية إعجاز القرآن إلى مؤيد وغالٍ ومنكر.
ولأن الغلو لما كان مرفوضا في الفروع، كان رفضه في الأصول أولى، أعرضت أن أتكلم في أثناء هذا البحث عن الغالين في مسألة إعجاز القرآن. واكتفيت بذكر المؤيدين والمنكرين.
وقد درج أغلب من كتب في إعجاز القرآن على تناول قضية المنكرين من خلال نقدهم المباشر بإظهار الإخلالات الواقعة في أقوالهم، أو تناولها من خلال الرد على الشبهات المثارة حول واقعية إعجاز القرآن.
وقد اخترت أن أذكر أقوال المنكرين وبسطها دون التدخل فيها، لكن في إطار يسمح للمطلع اكتشاف ضعفها وكثرة خللها ووهن بنائها.
كما ركزت على تقديم الأمثلة التي تشهد على واقع وجود الإعجاز القرآني.
وفي أثناء الكلام عن الإعجاز العلمي، فصلنا بعض ما يرتبط بالإعجاز اللغوي وإعجاز هجاء المصحف وإعجاز العدد وترتيب السور، وإعجاز التصوير في القرآن: من ذلك ما ذكرناه من ترابط التصوير القرآني في ضبط حركة الكون ومراحل خلقه مع تتابع الآيات القرآنية وترتيبها وتناسقها ومناسبتها.
ولابد لكل بحث مسبوق أن يقارن بما سُبِق. وقد ابتعدت ببحثي هذا عن تكرار ما كُتب حول الموضوع، وهو كثير، وحرصت أن أتحسس جديدا فيه يصلح أن ينظر في بعضه وتحريره تحريرا علميا مانعا.
وقد بينت بعض ما يثار حول الحقل الدلالي لكلمة (معجزة) من مسائل، منها:
- مسألة اللسان في القرآن. فقد درج الناس على وصف القرآن أنه باللغة العربية، ما يجرده من صفة العلم، والله تعالى يقول: فاعلموا أنما أنزل بعلم الله.
- مسألة الأمية في القرآن: فقد درج الناس على اعتبار الأمي من لا يقرأ ولا يكتب. فأنكر بعضهم بذلك أن يكون هجاء المصحف توقيفيا. فاجتهدوا أن يكتبوا المتون في الهجاء وحفظها وتحفيظها دون تدبر ذلك الهجاء نفسه، مع اتفاقهم حول ضرورة اتباعه وحِرمَة مناقضته. ومسألة الأمية في القرآن من المسائل التي يجب تحريرها واستبيان معانيها.
- مسألة العلم في القرآن: فإنه من الغريب أن يقسم الناس العلم إلى ديني ودنيوي، مع أن القرآن يجعله من الأعمال التعبدية. فلما كان كل عمل تعبدي يدور بين الأمر به والنهي عنه، وبين كونه حلالا أو حراما، ومستحق صاحبه للجزاء أو العقاب، كان العلم كذلك. ولذلك بين القرآن للناس ماذا يتعلمون وكيف يتعلمون ولماذا يتعلمون...
ثم إني في كل البحث، حرصت على استقراء نص القرآن. وكان منطلقي في الدليل على واقعية إعجاز القرآن من أمثلة، هي في الأصل استنباطات واستقراءات مباشرة، أو نقل دقيق عن بعض أستاذتي وزملائي في مجال إعجاز القرآن.
وإني أعترف بعجزي أمام عمق الموضوع وانبساط أرضه وبلوغها الأفق أمام ناظريَّ الصغيرتين. وإنه من العمق ما فاق جهدي أن أجمع كل ما يتعلق به في هذه الصفحات التي تسارعت خطوطها أمامي فلم ألحق بكثير من كلام كان في ذهني قوله، مع عزمي في البدء أن أكون لشتات الموضوع جامعا.
غير أني وأنا أكتب هذه الكلمات، أقيم الحجة على أن القرآن كلام الله. فإن الناس لا ينكرون قولا إلا إذا علموا أنهم يحسنون أصوب منه وأمتع وأروع وأجمل وأتقن.
وأعلم أن سيصوبني من يطلع على رسالتي هذه في كثير. وفوق كل ذي علم عليم. بل لو فُتِح للناس أن يأتوا بأحسن مما قدمت لأتى كثيرٌ بأحسن.
ومع ذلك فإنهم مع القرآن على ثلاث فرق:
- قوم نظروا في القرآن فوسعهم، وعلموا أن ما أشكل عليهم منه، إنما هو لحكمة غير معلومة، وأن لا طاقة لهم بتصحيح أو إتيان بأولى.
- وقوم نظروا في القرآن فوسعهم، وعلموا أن ما أشكل عليهم منه، إنما هو لحكمة وجب تدبرها واستبيانها، وأن لا طاقة لهم بتصحيح أو إتيان بأولى.
- وقوم نظروا في القرآن فأنكروه، وقالوا عنه بالشبه، فقيل لهم صححوه أو ائتوا بمثله فما استطاعوا ولا أقاموا دليلا عما قالوا.
فسبحان الذي جمع كتابه كل شيء، لا استثناء فيه لشيء، ولا استثناء فيه عن علم شيء، ولا استثناء فيه عن ذكر شيء.
اللهم أحسن ختامي.. ولا تخزني يوم العرض عليك.
الطالب: عمارة سعد شندول

يغفر الله لي ولكم
د. عمارة سعد شندول
 
عودة
أعلى