رسالة في بيان أجمع آية في القرآن

إنضم
03/06/2010
المشاركات
38
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الأردن
الأخوة في ملتقى أهل التفسير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه المشاركة الأولى في هذا الملتقى المبارك ، سائلاً الله سبحانه وتعالى الخير لكل القائمين على هذا الملتقى ، وكذلك المشاركين فيه والمتابعين له .
وبعد :
هذه الرسالة مقتبسة من كتابي (التفسير البياني لما في سورة النحل من دقائق المعاني) وهذا التفسير يقع في حوالي أربعمئة صفحة ، وهو أول إصدار ضمن سلسلة (الريحان في تفسير القرآن)
والرسالة في المرفقات
بارك الله فيكم
 
الأخ الفاضل الشيخ الكريم سامي وديع عبد الفتاح القدومي جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الهام وهو ينفع الخطباء والوعاظ بارك الله فيك
ولى ملاحظتان تسمح لي بذكرهما ؟
أما الأولى فلا تشغل بالك بالسجع وقد كنت اهتم به ولكني أختار ما تيسر منه وقدكتبت بحثا في تفسير آية الكرسي وعنونت له بعنوان راحة النفس في تفسير آية الكرسي لأني كنت أرد على الملحدين والعلمانيين ولكن بطريقة برهان الخلف أي أذكر الحق وأذكر الشبهة خفية في الهامش فلما كنت أتحدث مع الدكتور عبدالفتاح خضر قال قد نصحني الدكتور إبراهيم سلامة بترك السجع وقال قد ولى زمنه -لعله يقصد أن نشغل بالنا به أكثر من اللازم فتركت السجع وقلت " تفسير آية الكرسي" مباشرة وذلك طلبا لبركة المشورة والنصيحة والحب في الله
والملاحظة الثانية تتعلق بالاستثناء في بيان مكية سورة النحل فأرجو أن تقرأ تفسير ابن كثير فقد بين أن الآية مكية وقد تكون ذكرت في هذا الموقف تذكيرا لا نزولا بارك الله فيك وفي أهل الأردن الكرام وزدنا من أبحاثك لنستفيد منهاا إن شا ء الله
 
سورة النحل مكية إلا آيات مستثناة

سورة النحل مكية إلا آيات مستثناة

بارك الله فيك على لطفك وحسن عبارتك ، وجزاك الله عني كل خير .

فهمتُ منك أن لا توافقني على أن في سورة النحل المكية آيات مدنية ، وقد أرشدتني إلى مراجعة تفسير ابن كثير ، وقد رجعتُ إليه رغم أنني كنت قد رجعتُ إليه من قبل ؛ خوفاً من أن يكون فاتني شيء ؛ فنحن البشر مفطورون على النقص ، والكمال لله جل في علاه ، فلم أجد كلاماً لابن كثير يخالف ما قلتُه بخصوص مكية سورة النحل إلا آيات مستثناة ، وإليك أيها العزيز ما كان من ابن كثير​
:

لقد ضعف ابن كثير​
- (تفسيره ج 2: ص 782) - بعض ما رُوي في أسباب النزول التي تدل على مدنية بعض آيات سورة النحل ، ولكنه ذكر ما رواه عبد الله بن أحمد ولم يُعقِّب عليه ، ونص الحديث كما في المسند طبعة دار الرسالة ، بإشراف الشيخ شعيب - عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ قُتِلَ مِنَ الْأَنْصَارِ أَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ رَجُلًا، وَمِنَ الْمُهَاجِرِينَ سِتَّةٌ، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَئِنْ كَانَ لَنَا يَوْمٌ مِثْلُ هَذَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، لَنُرْبِيَنَّ عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ قَالَ رَجُلٌ لَا يُعْرَفُ: لَا قُرَيْشَ بَعْدَ الْيَوْمِ، فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمِنَ الْأَسْوَدُ وَالْأَبْيَضُ إِلَّا فُلَانًا وَفُلَانًا، نَاسًا سَمَّاهُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ}[النحل: 126] فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نَصْبِرُ وَلَا نُعَاقِبُ "

وقد حسّن الشيخ شعيب سنده​
.

وهناك لفظ آخر فعن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ​
: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أُصِيبَ مِنْ الْأَنْصَارِ أَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ رَجُلًا وَمِنْ الْمُهَاجِرِينَ سِتَّةٌ فِيهِمْ حَمْزَةُ فَمَثَّلُوا بِهِمْ .

فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ​
: لَئِنْ أَصَبْنَا مِنْهُمْ يَوْمًا مِثْلَ هَذَا لَنُرْبِيَنَّ عَلَيْهِمْ قَالَ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى ) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (

فَقَالَ رَجُلٌ​
: لَا قُرَيْشَ بَعْدَ الْيَوْمِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كُفُّوا عَنْ الْقَوْمِ إِلَّا أَرْبَعَةً .

رواه​
( الترمذي : 3054 ) و(أحمد (زوائد ابنه عبد الله) ، رقم : 21229) بسند حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب من حديث أُبي بن كعب . ورواه أيضاً ابن حبان في (صحيحه ج2/ص239) ومن طريقه رواه الحاكم في ( المستدرك على الصحيحين ج2/ص484) ورواه غيرهم .

وقد وقفتُ على سند الحديث فوجدته حسناً ، وقد حسَّن هذا الحديث غير واحد من أهل العلم​
.

وأذكر آية مدنية أخرى وهي قوله تعالى​
(ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (النحل : 110) ، لما روى الطبري في تفسيره (ج20/ص133) بسند صحيح عن ابن عباس قال :

كان قوم من أهل مكة أسلموا وكانوا يستخفون بإسلامهم ، فأخرجهم المشركون يوم بدر معهم فأصيب بعضهم وقتل بعض ، فقال المسلمون​
: كان أصحابنا هؤلاء مسلمين وأكرهوا فاستغفروا لهم ، فنزلت (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ ...)(النساء : 97) إلى آخر الآية.

قال​
: فكتُب إلى من بقي بمكة من المسلمين بهذه الآية : أن لا عذر لهم ، فخرجوا فلحقهم المشركون ، فأعطوهم الفتنة ، فنزلت فيهم هذه الآية (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ...) (العنكبوت : 10) إلى آخر الآية ، فكتب المسلمون إليهم بذلك ، فخرجوا وأيسوا من كل خير ، ثم نزلت فيهم (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)

فكتبوا إليهم بذلك​
: إن الله قد جعل لكم مخرجاً ، فخرجوا فأدركهم المشركون فقاتلوهم حتى نجا من نجا وقتل من قتل .

وهذه الرواية وإن كانت موقوفة على ابن عباس​
رضي الله عنه إلا أنها في حكم المرفوع لأنها بيان لواقع نزول الآيات .

إلى هنا وأقول لك​
: بارك الله فيك وجزاك الله خيراً أيها الأستاذ الفاضل . آمين !

 
عودة
أعلى