رسالة جوابها التضرع

إنضم
07/03/2012
المشاركات
71
مستوى التفاعل
1
النقاط
8
الإقامة
مكة المكرمة
الحمد لله رب العالمين ، الذي يقدر بحكمته وعدله ولطفه ما يشاء متى شاء وكيفما شاء ، والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي أنزل الله عليه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان .
أما بعد ، فإن الله أنزل القرآن فكانت آياته رسائل ينبغي أن يتعظ بها عباده أجمعون، فهي ليست لزمان دون زمان ، وليست لحال دون حال، ولا لخلق دون خلق ، ومن فقه هذه الرسائل وأدركها فاز وأفلح ، وأما من لم يفقها فهو من خاب وخسر.
ومن تلك الرسائل رسالة البأساء والضراء التي ينبغي أن يكون جوابها التضرع لله والرجوع إليه .
قال الله تعالى

-( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ) الانعام(42)
- ( فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الانعام(43)
-( قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) الانعام(63)
-( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) الاعراف﴿٥٥﴾
-(وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ ) الاعراف﴿94﴾
-( وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ) الاعراف ﴿205﴾
-( وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ) المؤمنون ﴿76﴾



  • البأساء والضراء رسالة، جوابها التضرع لله.
  • البأساء والضراء رسالة قد كانت لكل الأمم، وليس ثمة جواب لها إلا التضرع لله.
  • البأساء والضراء إن لم تكن سببا في طَرْقِ العباد لباب التضرع لله، فمتى سيطرق العباد هذا الباب؟
  • ما أقبح حال العباد حين يطرقهم البلاء، فلا يطرقون باب التضرع للرحمن.
  • مهما اشتدت الباسأء والضراء، فأصابت العباد في ليل أو نهار، أو في ظلمات البر أو البحر، لن يصرفها عن العباد إلا من أذاقهم إياها لعلهم يتضرعون.
  • ليس ثمة منجاة للعباد من تلك البأساء والضراء، إلا بذكر الله وطرق باب التضرع للرحمن.
  • لن ينتفع العباد بالتعلق بالعباد دون التعلق برب العباد، فالأمر بيد خالق العباد لا بيد العباد.
  • ليس للعباد حافظ لهم بالليل والنهار إلا الله، فمن عساه أن يُرجى دونه في أي زمان أو مكان؟.
  • من لم يقدر أن يصرف عن نفسه البأساء والضراء، فهو عن دفع البأساء والضراء عن غيره أعجز.
  • هي رسالة إن لم يُجبْ عنها العباد بتذكر القوي القدير والتضرع إليه، وإنما أجابوا عنها باللغو والسخرية والجرأة على معصيته، فما فقهوا الرسالة، وما اتعظوا بتلك الآية.
  • هلّا فقه العباد تلك الرسالة، فاستكانوا وتضرعوا قبل فوات الأوان.
  • قد ينجي الله من شاء من عباده بعد هذه البأساء متى شاء وكيفما شاء، إلا أن من فاز حقيقة ونجى هو من تضرع عند هذه الرسالة .
  • متى وجدت العباد قائمين على ما هم عليه من غفلة وقصور وإعراض، رغم شدة البأساء والضراء ، فاعلم أنما هي قسوة القلوب وتزيين الشيطان قد كن سببا في تلك الغفلة والإعراض.
  • بقدر ذكرك لله ، وتضرعك له ، وعدم غفلتك عنه ،ستفقه تلك الرسالة ،وستعتبر بتلك الآية .
  • متى قست القلوب ، وانخدعت بتزيين الشيطان للسيء من الأعمال ، لم تفقه رسالة البأساء والضراء ، فلم تلن ولن تتضرع.
  • تعاهد العباد لقلوبهم ومحاسبتهم لأنفسهم ،داعية لهم للتضرع لله برفع البأساء والضراء عنهم ،وفقه تلك الرسالة إليهم.
  • المداومة على الدعاء تضرعا وخفية ، والعزيمة على التوبة والإنابة ، من أسباب الإجابة لمن فقه الرسالة .
  • من القبيح أن لا يتضرع العباد إلى الله عند البأساء والضراء، والأقبح من ذلك أن يرجع العباد إلى الجحود بعد رفع البأساء والضراء ، لا بالشكر لله والثناء .
  • الاستكانة والتضرع وإظهار شدة الفاقة والحاجة هي عبادة ، متى أحسنّاها ، رفع الله عنا البأساء والضراء ، فهلّا فقهنا الرسالة ، وأحسنّا الإجابة .
  • وأخيرا أسأل الله السلامة والهداية والعافية
 
عودة
أعلى