رسالة تزرع التـوحيـد زرعـا في القلـوب .... ؟ .... من أثر المجاهدات الفريدة ؟ ! !!

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع خلوصي
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

خلوصي

New member
إنضم
20/09/2008
المشاركات
377
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
عالم النور و الإيمان المكي
الموقع الالكتروني
www.nuronline.com
[align=center]
المقدمة

اعلم يقيناً أن أسمى غاية للخلق، وأعظم نتيجة للفطرة الانسانية.. هو ((الايمان بالله)).. واعلم ان أعلى مرتبة للانسانية، وافضل مقام للبشرية.. هو ((معرفة الله)) التي في ذلك الايمان.. واعلم ان أزهى سعادة للانس والجن، وأحلى نعمة.. هو ((محبة الله)) النابعة من تلك المعرفة.. واعلم أن اصفى سرور لروح الانسان، وانقى بهجة لقلبه.. هو ((اللذة الروحية)) المترشحة من تلك المحبة.

أجل! ان جميع انواع السعادة الحقة، والسرور الخالص، والنعمة التي ما بعدها نعمة، واللذة التي لا تفوقها لذة، انما هي في ((معرفة الله)).. في ((محبة الله)). فلا سعادة، ولا مسرة، ولا نعمة حقاً بدونها.

فكل من عرف الله تعالى حق المعرفة، وملأ قلبه من نور محبته، سيكون أهلاً لسعادة لا تنتهي، ولنعمة لا تنضب، ولأنوار واسرار لا تنفد، وسينالها إما فعلاً وواقعاً أو استعداداً وقابلية.
بينما الذي لا يعرف خالقه حق المعرفة، ولا يكنّ له ما يليق من حب وود، يصاب بشقاء مادي ومعنوي دائمين، ويظل يعاني من الآلام والأوهام ما لا يحصر.

نعم! ان هذا الانسان البائس الذي يتلوى ألماً من فقده مولاه وحاميه، ويضطرب من تفاهة حياته وعدم جدواها، وهو عاجز وضعيف بين جموع البشرية المنكودة.. ماذا يغنيه عما يعانيه ولو كان سلطان الدنيا كلها!!

فما اشد بؤس هذا الانسان المضطرب في دوامة حياة فانية زائلة وبين جموع سائبة من البشر ان لم يجد مولاه الحق، ولم يعرف مالكه وربه حق المعرفة!

ولكن لو وجد ربه وعرف مولاه ومالكه لالتجأ الى كنف رحمته الواسعة، واستند الى جلال قدرته المطلقة..
ولتحولت له الدنيا الموحشة روضة مؤنسة، وسوق تجارة مربحة.

[/align]
 
كلام كالدرر بارك الله فيكم

و إياكم بارك الله فيكم ..
و أرجو المتابعة فهذا شرح عجيب حقا من جهات عديدة !؟!


[align=center]


المقام الأول



كل كلمة من كلمات هذا الكلام التوحيدي الرائع تزف بشرى سارة، وتبث املاً دافئاً. وفي كل بشرى شفاء وبلسم.. وفي كل شفاء لذة معنوية وانشراح روحي.

الكلمة الأولى: [لا إله إلا الله]

هذه الكلمة تتقطر بشرى عظيمة واملاً بهيجاً كالآتي:

ان روح الانسان المتلهفة الى حاجات غير محدودة، والمستهدفة من قبل اعداء لا يُعدّون..
هذه الروح المبتلاة بين حاجات لا تنتهي واعداء لا يحصرون،
تجد في هذه الكلمة العظيمة منبعاً ثراً من الاستمداد، بما يفتح لها ابواب خزائن رحمة واسعة ترد منها ما يطمئن جميع الحاجات وتضمن جميع المطاليب..
وتجد فيها كذلك مرتكزاً شديداً ومستنداً رضياً يدفع عنها جميع الشرور، ويصرف عنها جميع الاضرار. وذلك بما تري الانسان من قوة مولاه الحق، وترشده الى مالكه القدير، وتدله على خالقه ومعبوده.
وبهذه الرؤية السديدة والتعرف على الله الواحد الأحد، تنقذ - هذه الكلمة - قلب الانسان من ظلام الوحشة والاوهام، وتنجي روحه من آلام الحزن والكمد، بل تضمن له فرحاً ابدياً، وسروراً دائماً.
[/align]
 
بارك الله فيكم ونفع بكم
كلام جميل
نسأل الله الأخلاص
 
بارك الله فيكم ونفع بكم
كلام جميل
نسأل الله الأخلاص

و فيكم بارك الله ... و أشكركم كثيرا على التفاعل البناء مع هذا الموضوع الحيوي ...

و أرجو منكم الصبر على بطئي المقصود فيه لأن الهدف هو

التفكر في هذه المعاني و تكرارها هي نفسها لاستنزالها من الأفكار إلى القلوب !؟!

جزيتم خيرا .
 
قال الامام أحمد بن حنبل -رحمه الله- في مقدمة كتابه الرد على الجهمية:
الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتل لإبليس فقد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس! وأقبح أثر الناس عليهم! ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا عقال الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، مجمعون على مفارقة الكتاب، يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يشبّهون عليهم -فنعوذ بالله من فتن الضالين.


قال الامام أبي إسماعيل الهروي في كتابه( ذم الكلام وأهله )

( باب " كراهية تشقيق الخطب, وترقيم الكلام, والتكلم بالأغاليط" )

105- عن واثلة -رضي الله عنه- قال: ( أقبل رجل عليه شورة حسنة, لا أدري متى رأيت أملأ في عيني منه؟!!, فقرأ على رسول الله- صلى الله عليه وسلم-, فجعل رسول الله-صلى الله عليه وسلم- لا يتكلم بكلام, إلا كلفته نفسه أن يأتي بكلام يعلو كلام رسولالله-صلى الله عليه وسلم-, فلما انصرف قال-صلى الله عليه وسلم-: ( إن الله لا يحب هذا وضرباءه, يلوون ألسنتهم للناس لي البقرة لسانها بالمرعى, كذلك يلوي الله ألسنتهم ووجوههم في النار ).

" مختصر تخريج المحقق: ( أورده الهثمي في مجمع الزوائد فقال: رواه الطبراني بأسانيد, ورجال أحدهما رجال الصحيح).
-قلت: يشهد له حديث ( إن الله يبغض البليغ من الرجال,الذي يتخلل بلسانه تخلل الباقرة بلسانها). السلسة الصحيحة برقم(880), نقلت الحديث من كتاب الادب المفرد –باب كثرة الكلام-في الحاشية-تحقيق الاباني.

115- عن الأعمش, عن إبراهيم قال: ( كانو يكرهون غريب الكلام, وغريب الحديث ).

116- قال الاوزاعي : ( عليك بآثار من سلف, وإياك وآراء الرجال!, وإن زخرفوه بالقول! ).
# من كتاب "ذم الكلام واهله" تحقيق عبدالرحمن الشبل-ط مكتبة العلوم والحكم-(1/110).

وقال الامام البخاري في كتابه " الأدب المفرد" :
345-باب كثرة الكلام-
-عن ابن عمر قال: قدم رجلان من المشرق خطيبان على عهد رسول الله-صلى الله عليه وسلم-, فقاما فتكلما ثم قعدا. وقام ثابت بن قيس, خطيب رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فتكلم, فعجب الناس من كلامهما. فقام رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يخطب, فقال: يا أيها الناس! قولوا قولكم, فإنما تشقيق الكلام من الشيطان ). ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن من البيان سحرا).
-صححه الالباني في الصحيحة (1731).

# ومن الأمور التي ألحقها الشاطبي بالبدع الإضافية:
-تحديث الناس بما لا يفقهون, وتكليمهم في دقائق العلوم وصعاب المسائل التي لا تصل إليها أفهامهم...
-من كتاب-حقيقة البدعة وأحكامها-تأليف سعيد الغامدي-(2/32).

- قال الأصمعي: ( كنت إذا سمعت أبا عمرو بن العلاء يتكلم, ظننته لا يعرف شيئا, كان يتكلم كلاما سهلا ).
سير أعلام النبلاء-(6/410).

والعجيب أن أباعمرو بن العلاء هو شيخ القراء والعربية!.
نفس المصدر(6/407).

ومن امثلة التنطع والتقعر في الكلام: ما جاء في ترجمة هشام بن عمرو المفوطي: أن رجلا أراد أن يسأل عن عمره فقال: كم تعد من السنين؟ قال من واحد إلى أكثر من ألف, قال: لم أرد هذا, كم لك من السن؟ قال: اثنان وثلاثون سنا, قال كم لك من السنين؟ قال: ما هي لي, كلها لله, قال ما سنك؟ قال: عظم, قال: فابن من انت؟ قال: ابن أم وأب, قال: فكم أتى عليك؟ قال: لو أتى علي شيء لقتلني, قال: ويحك! فكيف أقول؟ قال: قل كم مضى من عمرك؟

قال الامام الذهبي-رحمه الله- متعقبا هذا التكلف: ( هذا غاية ما عند هؤلاء المقعرين من العلم, عبارات وشقاشق لا يعبأ الله بها, يحرفون الكلم عن مواضعه قديما وحديثا. فنعوذ بالله من الكلام واهله ).سير أعلام النبلاء (10/547).

وهشام هذا من أئمة المعتزلة.

-نقلا عن كتاب "معالم في طريق طلب العلم" للشيخ عبدالعزيز السدحان"-صفحة (171)-دار العاصمة.

-قال أبو هلال العسكري: ( وأجود الكلام ما يكون جزلا سهلا لا ينغلق معناه, ولا يستبهم مغزاه, ولا يكون مكدودا مستكرها, ومتوعرا متقعرا, ويكون بريئا من الغثاثة, عاريا عن الرثاثة ).من كتاب الصناعتين (ص 67).

وقال العلامة محمد بن سليمان الكافيجي: ( إن السالك إلى دقائق المحاجة هو العاجز عن إقامة الحجة بالجلي من الكلام, فإن من استطاع أن يفهم بالأوضح الذي يفهم الاكثرين لم ينحط إلى الاغمض الذي لا يعرفه إلا الاقلون, إذا كان غرضه بيان الحق وإظهار الصواب.
فالله تعالى أخرج مخاطباته في محاجة خلقه في أجلى صورة, تشتمل على أدق دقيق, ليفهم العامة من جليها ما ينفعهم وتلزمهم الحجة, ويفهم الخواص أسرارها ودقائقها, قال تعالى: ( إن في ذلك لأيت لقوم يعقلون ).من كتاب التيسير في قواعد علم التفسير (ص 218).

وقال الخطابي رحمه الله: ( إني تدبرت هذا الشأن ( يعني الاغراب في الالفاظ), فوجت عظم السبب فيه أن الشيطان صار اليوم بلطيف حيلته, يسول لكل من أحس من نفسه بزيادة فهم وفضل وذكاء وذهن, ويوهمه أنه إن رضي في عمله ومذهبه بظاهر السنة واقتصر على واضح بيان كان أسوة للعامة وعد واحدا من الجمهور والكافة, فإنه قد ضل فهمه واضمحل لفظه وذهنه, فحركهم بذلك على التنطع في النظر والتبدع لمخالفة السنة والأثر, ليبينوا بذلك طبقة الدهماء ويتميزوا في الرتبة عمن يرونه دونهم في الفهم والذكاء, فاختدعهم بهذه المحجة حتى استزلهم عن واضح المحجة وأورطهم في شبهات تعلقوا بزخارفها ). من كتاب الغنية عن الكلام (ص93).
-نقلا عن كتاب النبذ في آداب طلب العلم- للشيخ حمد العثمان-(ص 202)-ط دار ابن حزم.
 
# يقول صاحب كتاب الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة: ( ولعل أخطر ما في الشريعة الصوفية هو منهجهم في التربية حيث يستحوذون على عقول الناس ويلغونها وذلك بادخالهم في طريق متدرج يبدأ بالتأنيس, ثم بالتهويل والتعظيم بشأن التصوف ورجاله ثم بالتلبيس على الشخص ثم بالرزق الى علوم التصوف شيئا فشيئا ثم بالربط بالطريقة وسد جميع الطرق بعد ذلك للخروج ). صفحة ( 40-41).


قال الشيخ محمد أحمد لوح في كتابه"جناية الـتأويل الفاسد على العقيدة الاسلامية" في الباب الثالث-جناية تأويلات الفلاسفة والصوفية على العقيدة-( ص 502-503) : ( المطلب الثاني: الاعتماد على بعض أصول الباطنية والفلاسفة:
من الأصول التي اشتهر بها الباطنية أصل : ( الباطن والظاهر ) حتى سموا بهذا الاسم, وقد قدمنا ما يتعلق عند الباطنية.... أما الصوفية فقد سلكوا في هذا الباب منهجا ضاهوا فيه الباطنية إلى حد يدهش التأمل, وكثيرا ما يطلقون على هذه القضية ( الحقيقة ) و ( والشريعة ) ولعل ذلك يعود إلى الحرص على أن تكون لهم خصوصية تميزهم عن الباطنية المحضة لانكشاف أمرهم للقاصي والداني....واستدخدموا العبارة ذاتها التي تتناقلها الرافضة والباطنية, وهي قولهم: ( لكل آية ظاهر وباطن, وحد ومطلع ).

-وقال في الفصل الرابع: جنة تأويلات الباطنية على العقيدة-المبحث الثالث- الأصول التي بنى عليها الباطنية منهجهم في التأويل ( 325) :
الأصل الأول: القصد إلى هدم أركان الدين الاسلامي:
إن هذا الاصل الذي أضمره الباطنية وتبنوه لم يكن باعثا لهم على الـتأويل فحسب, لكنه دفعهم إلى كل زندقة, وحماقة ارتكبوها في تاريخ الاسلام, فقد كشف علماء المسلمين طويتهم وصاحوا بهم في كل مكان لكي يعرف الجميع أن هؤلاء بيتوا نية خبيثة هي استئصال شأفة الاسلام لحقدهم الدفين على الانبياء, وما جاؤا به من تعاليم تنقذ البشرية من براثن الشرك والالحاد, كما ان الباطنية انفسهم اعترفوا بهذا المقصد في كتبهم ومراسلاتهم السرية,
يقول أبوحامد الغزالي: ( وغرضهم الأقصى إبطال الشرائع, فإنهم إذا انتزعوا عن العقائد موجب الظاهر قدروا على الحكم بدعوى الباطن على حسب ما يوجب الانسلاخ عن قواعد الدين, إذ سقطت الثقة بموجب الالفاظ الصريحة, فلا يبقى للشرع عصام يرجع اليه, ويعول عليه )." ينظر في الكتاب للفائدة.

-الاصل الثالث ( 363): تقسيم الدين الى ظاهر وباطن:
( كان ولازال هدف الباطنية إزالة الاسلام ونشر الفوضى, وإسقاط التكاليف, وإنكار المسؤلية الفردية, والالتزام الاخلاقي, والجزاء الاخروي, والدعوة الى اطلاق الشهوات والملذات, والاباحية المطلقة, واتخذوا لهدفهم الذي-لا يمكن اعلانه امام المسلمين-مدخلا خداعيا خبيثا, فقالوا بالتفرقة بين الظاهر والباطن, وسعوا الى ابقاء المصطلحات الاسلامية خاوية من مدلولاتها, وقد شعر هؤلاء ان المسلمين لا تنفع معهم الحرب العلنية السافرة, ولا تصح دعوتهم الى الالحاد السافر والكفر البواح, فإن هذا يلهب غيرتهم الدينية, لذلك اختاروا للوصول الى هدفهم اسلوبا لا يزعج المسلمين ولا يثيرهم, وهو اشاعة الفرق بين الظاهر والباطن حيث لا حظوا ان اصول العقيدة الاسلامية, واحكامها انما عرضت في اطار الفاظ وكلمات تدل عليها, وتعبر عنها, فكل كلمة من ( النبوة ) و ( الرسالة ) و ( الملائكة ) و ( والمعاد ) و ( ويوم القيامة ) و( الجنة ) و ( النار ) و ( الشريعة ) و ( الفرض ) و ( الصلاة ) و ( الزكاة ) و ( الصوم ) و ( الحج ) ونحوها تؤدي معنى خاصا, وتفهم منها مدلولات خاصة, لا يشك فيها مسلم, وادرك هؤلاء بخبثهم ان صلة المسلمين بماضيهم و منابعهم انما تبقى ببقاء مصطلحات دالة على معانيها الشرعية, فمتى انصرمت هذه الصلة بين الكلمات وبين المعاني, اصبحت لا تدل على معنى خاص, ومفهوم معين تسرب الشك والاختلاف اليها, واصبحت هذه الامة فريسة لكل دعوة مهما بعدت عن دعوة الاسلام الصافية ).

- وذكر في المطلب الثاني في المبحث الثالث ( 531)-نماذج من تأويلات الصوفية:
ومما أولوه على اساس الكشف الصوفي:
قوله تعالى: ( إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ), قالوا: ( بقرة كل إنسان نفسه, والله أمرك أن تذبحها ).
"لطائف المنن-لابن عطاء الله السكندري-ص 248.


# قال الشيخ ناصر بن عبدالكريم العقل في كتابه " رسائل ودراسات في الاهواء والبدع وموقف السلف منها" (1/374) :

3- ومن التعصب حرص أهل الاهواء على التعلق ببدعهم والدعوة اليهم وتفانيهم في ذلك:
المتأمل لحال أهل الاهواء يجد أنهم يتميزون بالتفاني والتكلف في الدعوة الى أهوائهم ونشرها وطلب الاتباع والمؤيدين. وهذا والله اعلم من تزيين أهوائهم لهم ومن خذلان الله لهم.....

ويقول الشاطبي في دعاة البدعة: ( وأما الداعي إليها فمظنة الاقتداء اقوى واظهر, ولا سيما المبتدع اللسن الفصيح الآخذ بمجامع القلوب, اذا اخذ في الترغيب والترهيب وأدلى بشبهته التي تداخل القلوب بزخرفها, كما كان معبد الجهني يدعو الناس الى ما هو عليه من القول بالقدر, ويلوي بلسانه نسبته الى الحسن البصري.
فروي عن سفيان بن عيينة أن عمرو بن عبيد سئل عن مسألة فأجاب فيها وقال : ( هو من رأي الحسن ) فقال له رجل : انهم يروون عن الحسن خلاف هذا. فقال: انما قلت لك: ( هذا من رأي الحسن ) يريد نفسه. والحسن الذي يوهم به عمرو بن عبيد هو الحسن البصري.
وقال محمد بن عبدالله الانصاري: ( كان عمرو بن عبيد اذا سئل عن شيء قال: ( هذا من قول الحسن ) فيوهم أنه الحسن ابن ابي الحسن وانما هو قوله.
-تنبيه من الحاشية, قال الشيخ ناصر: يظهر والله اعلم ان في الكلام سقطا لان معبد الجهني قتل سنة ( 80) والحسن توفي سنة (110) والذي كان يلوي بلسانه نسبة رأيه الى الحسن هو عمرو بن عبيد لا معبد كما ذكره الشاطبي هنا عن سفيان والانصاري.

# يتبع ان شاء الله شرح: ( حيث يستحوذون على عقول الناس ويلغونها وذلك بادخالهم في طريق متدرج يبدأ بالتأنيس ).
 
الفصل الخامس
الطرق والحيل التي يستعملها الباطنيون لإغواء الناس

من المبادئ الأساسية عند الباطنية تقديس النفاق والكذب والخداع، ومن الوصايا الهامة التي يجب أن يسير بموجبها كل داعية باطنية هي أن يجاري من يخاطبه، ويوافقه في مذهبه تماماً، بل ويحسِّن له الغلو فيه، ويريه أنه أحرص منه على التزامه به.
فإذا كان المدعو شيعياً فإنه يجب أن يكون مذهب الداعية شيعياً أيضاً، وإذا كان المدعو فاجراً مستهتراً أو ناسكاً متعبداً أو يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً فإن مذهب الداعي كذلك.
فإذا كان المدعو فاجراً حسَّن له الداعي انتهاب اللذات، وأن الحياة منتهية والدنيا فانية.
وإذا كان المدعو ناسكاً حسن له التعبد والزهد وعدم الالتفات إلى الدنيا.
وإذا كان المدعو يهودياً حسَّن له الداعي مذهبه، وأظهر له تعظيم السبت، وشتم النصارى والمسلمين جميعاً.
وإذا كان مجوسياً يظهرون عنده تعظيم النار والضوء والشمس وغير ذلك من مذهب المجوس .
ومن وجدوه نصرانياً يظهرون عنده الطعن في اليهود والمسلمين جميعاً، وأن القول بالأب والابن وروح القدس حق، ويعظمون الصليب عندهم.
ومن وجدوه فيلسوفاً فهو منهم وقد وصل الحبيب إلى المحبوب لاتفاق هؤلاء مع الفلاسفة في دعوى أن النصوص لها ظاهر وباطن، وإنكار الشرائع، وقالوا بسائر أقوال الفلاسفة مع قدم العالم، وإبطال المعاد والمعجزات وغيرها من أقوال الفلاسفة.
ومن وجدوه ثنوياً فقد ظفروا ببغيتهم فيدخلون عليه بإبطال التوحيد والقول بالسابق والتالي.
وهكذا فإن مذهبهم هو مذهب المدعوين، مهما كان هذا المذهب، يتلونون تلون الماء بالإناء الذي فيه والنتيجة من كل ذلك هو استجلاب المدعو ثم إخراجه من دينه إلى دين الباطنية.
ولهم حيل وطرق للوصول إلى قلوب الناس والتدرج بهم في الكفر شيئاً فشيئاً. وقد ذكرها الغزالي قائلا: ((ففي الاطلاع على هذه الحيل فوائد جمة لجماهير الأئمة))(57).
وسبب استتارهم وراء هذه الحيل هو الخوف من إظهار كفرهم بطريقة مكشوفة، وترتيب حيلهم هذه كما يلي:
الزرق والتفرس، ثم التأنيس، ثم التشكيك، ثم التعليق، ثم الربط، ثم التدليس، ثم التأسيس، ثم الخلع، ثم المسخ أو السلخ.

وفيما يلي تعريف موجز بهذه الحيل:

الحيلة الأولى:
وهي حيلة الزرق والتفرس، ومعناها: أن يكون الداعي ذكياً فطناً صاحب فراسة، يميز بين من يطمع في استدراجه لقبول دعوته، ومن لا يطمع في ذلك وله معرفة بتأويل النصوص وإخراجها عن معانيها الظاهرة إلى المعاني الباطنة، وأن لا يبدأ بالمخالفة للمدعو بل يوافقه ثم يستدرجه بعد ذلك على حسب الخطط الباطنية إذا تفرس فيه القبول.
الحيلة الثانية:
وهي التأنيس: والمراد بها الوصول إلى قلب المدعو واستمالته بلطف الحديث وذكر بعض الآيات والأحاديث والأشعار، وبحث جوانب من الأمور اليومية، وإلقاء خطب ومواعظ، ويظهر له كل أمر يزيد في الأنس بينهما ويقرِّب بين الأفهام.
الحيلة الثالثة:
هي التشكيك: وهي أن يسأل الداعي المدعو عن مسائل في أمور الدين، وهي مسائل يعجز المدعو عن الإجابة عنها لجهله، وذلك أن الدعاة الباطنيين يركزون دعوتهم في العوام .
وأيضاً لأن بعض تلك المسائل تعبدية قد لا تعرف الحكمة فيها، كأن يسأله عن متشابه القرآن، ومسائل يعجز المدعو عن الإجابة عنها لجهله، وذلك أن الدعاة الباطنيين يركزون دعوتهم في العوام.
وأيضاً لأن بعض تلك المسائل تعبدية قد لا تعرف الحكمة فيها، كأن يسأله عن متشابه القرآن، ومسائل فقهية: لم أمر بالغسل من المني، ومن الغائط والبول بالوضوء وهما أغلظ نجاسة؟ ولم أمرت الحائض بقضاء الصوم دون الصلاة وهما واجبان على السواء، ولم كانت أبواب الجنة ثمانية وأبواب النار سبعة؟ وعن رمي الجمار، والإحرام، والطواف، وعن الحروف التي في أوائل السور {آلمر}، و{كهيعص} وغير ذلك، ويعظمون أمرها ويدّعون أن لكل ذلك جواباً لا يعرفه كل أحد، بل علم ذلك إليهم وإلى إمامهم المستور بزعمهم.
الحيلة الرابعة:
وهي التعليق: فتتم بعد طرح تلك المسائل، فإذا طلب المدعو الاستفسار عنها، وتعلق قلبه بها وبمعرفتها قالوا له: إننا لا نخبرك بشيء حتى تعطينا العهد والميثاق، فإذا رضي بذلك نقلوه إلى الحيلة الخامسة، وهي الربط.
الحيلة الخامسة:
وهي الربط: وهي إحكام قبضتهم عليه بما يؤخذ عليه من العهود والمواثيق الغليظة في عدم إفشائه سراً من أسرارهم، وأنه إذا فعل ذلك فقد استوجب لعنة الله وغضبه، وأنه مخلد في النار أبد الآباد...إلى آخر تلك الإيمان الطويلة التي لا يؤمنون بها هم.
فإذا كان المدعو ذكياً موفقاً عرف أن هذه الأيمان كلها لا تطلب منه إلا لأن ما سيخبرونه به غير مرضي وليس فيه حق، لأن الحق لا يتكتم عليه أهله، ويتذكر قول الله تعالى:{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ}(58)، وآيات كثيرة يحذر الله فيها من كتمان العلم، وأن كتمانهم لعلمهم دليل على أنه مليء بالعورات والفضائح.
الحيلة السادسة:
وهي التأسيس: وهي إظهارهم تعظيم الشرع والرغبة في طلب العلم والمحافظة على أوامر الدين، وأن تلك العهود التي أعطاهم المدعو يجب احترامها، وهم في الواقع إنما يظهرون له هذه الأمور من أجل اصطياده، وإلا فهم لا يؤمنون بعهد ولا بميثاق.
ومنها اشتراطهم أخذ العلم عن الإمام المعصوم المستور الذي يزعمون أنه هو الطريق إلى علم النبي الناطق والوصي، وهو الأساس إلى علم الناطق، وزعمهم أنه مستور، لأنهم يعلمون أن لا وجود له، فلئلا يطالبهم المدعو بلقائه زعموا أنه مستور، وإنما هو دجل وتمويه وخداع للمدعو.
وقد ذكر الغزالي سبعة أمثلة لهذا المسلك وأطال في شرحها.
الحيلة السابعة:
التأسيس: وهي أنهم يضعون مقدمة لا تنكر في الظاهر، ولا تبطل الباطن، يستدرج فيها المدعو بحيث لا يدري، ويوهمونه أن الله تعالى جعل لكل شيء ظاهراً وباطناً، ويستدلون عليه بقوله تعالى: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْأِثْمِ وَبَاطِنَهُ }(59)، ونصوص أخرى.
ثم يقال له: الظاهر قشور والباطن هو اللب، والظاهر رمز والباطن المعنى المقصود، ثم يؤسسون في نفسه الشغف لمعرفة البواطن والإعراض عن ظواهر النصوص..لأنه وصل بزعمهم إلى مرتبة وهي طلب العلم الباطني.
الحيلة الثامنة:
وهي الخلع من الدين: فهي أن يقول الداعي للمدعو: إن فائدة الظاهر أن يفهم ما أودع فيه من علم الباطن لا العمل به، فمتى وقف المدعو على الباطن سقط عنه حكم الظاهر، وهو المراد –بزعمهم الكاذب- لقوله تعالى: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ}(60)، أي يضع عنهم هذه التكاليف الشاقة من صلاة وصيام وغيرها من شرائع الإسلام بعد أن يعرفوا بواطن النصوص التي تدعو إلى القيام بتلك التكاليف وهذا مثل خرافة غلاة الصوفية حين يصلون إلى اليقين بزعمهم.
الحيلة التاسعة:
الانسلاخ من الدين أو حيلة السلخ: فهي أنهم إذا أنسوا من المدعو الإجابة وصار منهم، أعلموه أنه قد أطلق من وثاقه وحل له كل ما حرم على غيره من الناس الذين لم يدخلوا مذهبهم: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ }(61)...وزالت عنه جميع التكاليف، ولا يحرم عليه شيء (62).


# نقلا عن كتاب-فرق معاصرة تنتسب الى الاسلام-للشيخ غالب العواجي- الباب الخامس- الباطنية-الفصل الخامس-( من اول الفصل الى الانتهاء من الحيل التسع) المجلد الثاني.

http://saaid.net/book/open.php?cat=89&book=2139
 
[align=center]

الكلمة الثانية: [وحده]

هذه الكلمة تشرق املاً وتزف بشرى سارة كالآتي:

ان روح البشر، وقلبه المرهقين بل الغارقين الى حد الاختناق تحت ضغوط ارتباطات شديدة واواصر متينة مع اغلب انواع الكائنات، يجدان في هذه الكلمة ملجأ اميناً، ينقذهما من تلك المهالك والدوامات. أي أن كلمة ((وحده)) تقول معنىً:

ان الله واحد أحد، فلا تتعب نفسك - ايها الانسان - بمراجعة الأغيار. ولا تتذلل لهم، فترزح تحت منتهم وأذاهم.. ولا تحني رأسك امامهم وتتملق لهم.. ولا ترهق نفسك فتلهث وراءهم.. ولا تخف منهم وترتعد أزاءهم..
لأن سلطان الكون واحد، وعنده مفاتيح كل شئ، بيده مقود كل شئ، تنحل عقد كل شئ بأمره، وتنفرج كل شدة باذنه.. فان وجدته فقد ملكت كل شئ، وفزت بما تطلبه، ونجوت من أثقال المن والاذى ومن أسر الخوف والوهم
.
[/align]


......
 
# ومن أراد معرفة من هو خلوصي الصوفي الباطني النورسي, فعليه بهذا الرابط:

http://www.shobohat.com/vb/showthread.php?t=549[/QUOT


جزاكم الله خير ووفقكم للرد على أهل البدع الملبسين اسئل الله أن ينتقم منهم
فهم يندسون في منتديات أهل السنة ليبثون شبهم
وخلوصي هذا تم طردة من الملتقى العلمي للعقيدة
اللهم اجرنا من الفتن ماظهر منها وما بطن
 
# ومن أراد معرفة من هو خلوصي الصوفي الباطني النورسي, فعليه بهذا الرابط:

http://www.shobohat.com/vb/showthread.php?t=549[/QUOT


جزاكم الله خير ووفقكم للرد على أهل البدع الملبسين اسئل الله أن ينتقم منهم
فهم يندسون في منتديات أهل السنة ليبثون شبهم
وخلوصي هذا تم طردة من الملتقى العلمي للعقيدة
اللهم اجرنا من الفتن ماظهر منها وما بطن

أرجو زيارة الرابط المشار إليه !!


أما الملتقى العلمي للعقيدة فتم فيه إيقاف خلوصي المسكين على حين غرة دون أي تنبيه أو لفت نظر أو إعلام بمخالفة ما و لمدة شهر !!

فاللهم لا تجعل قلوبنا أوعية إلا لتوحيدك أنت وحدك لا مكان فيه للعبودية إلا لك و لا خوف فيه إلا منك و لا حب إلا لحقائق دينك أنت لا شبهاتنا التي تلبس لبوس الدين و لا شهواتنا التي عجنتها سوابق أمزجتنا باسم الدين !!
 
[mark=CCFF00]أرجوكم بقوة[/mark] أيها الأساتذة و الإخوة الفضلاء أن تزوروا الرابط المشار إليه و لو أشغلكم لبعض الوقت عن واجباتكم فهو نموذج لحالتنا الراهنة في الحوار و تصحيح المفاهيم التي أطلقت في الأمة باسم السلف !
 
[align=center]
الكلمة الثالثة: [لا شريك له]

اي: كما لاندّ له ولا ضد في الوهيته لأن الله واحد، فان ربوبيته واجراءاته وايجاده الاشياء منزهة كذلك من الشرك. بخلاف سلاطين الأرض، اذ يحدث أن يكون السلطان واحداً متفرداً في سلطنته الاّ انه ليس متفرداً في اجراءاته، حيث أن موظفيه وخدمه يعدّون شركاء له في تسيير الامور وتنفيذ الاجراءات، ويمكنهم ان يحولوا دون مثول الجميع أمامه، ويطلبوا منهم مراجعتهم اولاً!
ولكن الحق سبحانه وتعالى وهو سلطان الازل والابد، واحد لا شريك له في سلطنته، فليس له حاجة قط في اجراءات ربوبيته ايضاً الى شركاء ومعينين للتنفيذ، اذ لا يؤثر شئ في شئ الاّ بأمره وحوله وقوته، فيمكن للجميع ان يراجعوه دون وسيط، لعدم وجود شريك أو معين. ولا يقال عندئذٍ للمراجع: لا يجوز لك الدخول في الحضرة الإلهية.

وهكذا تحمل هذه الكلمة في طياتها أملاً باسماً وبشارة بهيجة، فتقول:

ان الانسان الذي استنارت روحه بنور الايمان، ليستطيع عرض حاجاته كلها بلا حاجز ولا مانع بين يدي
ذلك الجميل ذي الجلال،
ذلك القدير ذي الكمال،
ويطلب ما يحقق رغباته، اينما كان هذا الانسان وحيثما حلّ. فيفرش حاجاته ومطاليبه كلها امام
ذلك الرحيم الذي يملك خزائن الرحمة الواسعة،
مستنداً الى قوته المطلقة،
فيمتلى عندئذ فرحاً كاملاً وسروراً غامراً.[/
color]
[/align]
 
[align=center]الكلمة الرابعة: له الملك

أي ان الملك كله له، دون استثناء.. وانت.. ايضاً ملكه، كما انك عبده ومملوكه، وانت عامل في ملكه..

فهذه الكلمة تفوح املاً وتقطر بشرى شافية، وتقول:

أيها الانسان! لا تحسب انك مالك نفسك.. كلا..
لانك لا تقدر على أن تدير امور نفسك..
وذلك حمل ثقيل، وعبء كبير،
ولا يمكنك ان تحافظ عليها، فتنجيها من البلايا والرزايا، وتوفر لها لوازم حياتك..
فلا تجرّع نفسك اذن الآلام سدىً، فتلقي بها في احضان القلق والاضطراب دون جدوى،
فالملك ليس لك، وانما لغيرك،
وذلك المالك قادر، وهو رحيم.
فاستند الى قدرته، ولا تتهم رحمته..
دع ما كدر، خذ ما صفا.. انبذ الصعاب والاوصاب وتنفـس الصعـداء، وحز على الـهـنـاء والسعادة.

وتقول ايضاً:

ان هذا الوجود الذي تهواه معنىً، وتتعلق به، وتتألم لشقائه واضطرابه، وتحس بعجزك عن اصلاحه..
هذا الوجود كله مُلك لقادر رحيم. فسلّم الملك لمولاه، وتخلّ عنه فهو يتولاه،
واسعد بمسراته وهنائه، دون أن تكدرك معاناته ومقاساته،
فالمولى حكيم ورحيم، يتصرف في ملكه كيف يشاء وفق حكمته ورحمته.

واذا ما اخذك الروع والدهشة، فأطل من النوافذ ولا تقتحمها، وقل كما قال الشاعر ابراهيم حقي:

لنرَ المولى ماذا يفعلُ

فما يفعل هو الأجمل
.
[/align]
 
[align=center]

الكلمة الخامسة: [له الحمد]

أي أن الحمد والثناء والمدح والمنة خاص به وحده، ولائق به وحده، لأن النعم والآلاء كلها منه وحده، وتفيض من خزائنه الواسعة، والخزائن دائمة لا تنضب.

وهكذا تمنح هذه الكلمة بشرى لطيفة، وتقول:

أيها الانسان! لا تقاسي الالم بزوال النعمة، لأن خزائن الرحمة لا تنفد،
ولا تصرخ من زوال اللذة، لأن تلك النعمة ليست الاّ ثمرة رحمة واسعة لا نهاية لها.
فالثمار تتعاقب ما دامت الشجرة باقية.

واعلم ايها الانسان انك تستطيع ان تجعل لذة النعمة اطيب واعظم منها بمائة ضعف،
وذلك برؤيتك إلتفاتة الرحمة اليك، وتكرمها عليك، وذلك بالشكر والحمد.

اذ كما ان ملكاً عظيماً وسلطاناً ذا شأن اذا ارسل اليك هديةً - ولتكن تفاحة مثلاً -
فان هذه الهدية تنطوي على لذة تفوق لذة التفاح المادية باضعاف الاضعاف،
تلك هي لذة الالتفات الملكي والتوجّه السلطاني المكلل بالتخصيص والاحسان،

كذلك كلمة ((له الحمد)) تفتح امامك باباً واسعاً تتدفق منه لذة معنوية خالصة
هي ألذ من تلك النعم نفسها بألف ضعف وضعف،
وذلك بالحمد والشكر، أي:
بالشعور بالإنعام عن طريق النعمة،
أي: بمعرفة المنعم بالتفكر في الإنعام نفسه،
أي: بالتفكر والتبصر في التفات رحمته سبحانه وتوجـهه اليك وشـفقته علـيـك، ودوام انـعامه عليك.
[/align]

...
 
[align=center]
الكلمة السادسة: [يحيى]

أي: هو الذي يهب الحياة، وهو الذي يديمها بالرزق، وهو المتكفل بكل ضروراتها وحاجاتها، وهو الذي يهيئ لوازمها ومقوماتها. فالغايات السامية للحياة تعود اليه، والنتائج المهمة لها تتوجه اليه، وتسع وتسعون بالمائة من ثمراتها ونتائجها تقصده وترجع اليه.

وهكذا فهذه الكلمة تنادى هذا الانسان الفاني العاجز، وتزجي له البشارة، نافخة فيه روح الأمل، وتقول:

أيها الإنسان!
لا ترهق نفسك بحمل اعباء الحياة الثقيلة على كاهلك الضعيف،
ولا تذهب نفسك حسرات على فناء الحياة وانتهائها.
ولا تظهر الندم والتذمر من مجيئك الى الحياة كلما ترى زوال نعيمها وتفاهة ثمراتها..
واعلم ان حياتك التي تعمر وجودك انما تعود الى (( الحي القيوم )) فهو المتكفل بكل حاجاتها ولوازمها. فهذه الحياة تعود اليه وحده، بغاياتها الوفيرة، ونتائجها الكثيرة.
وما أنت الاّ عامل بسيط في سفينة الحياة.
فقم بواجبك أحسن قيام، ثم اقبض اجرتك وتمتع بها،
وتذكر دائماً: مدى عِظمَ هذه الحياة التي تمخر عباب الوجود،
ومدى جلالة فوائدها، وثمراتها،
ومدى كرم صاحبها وسعة رحمة مولاها..
تأمل ذلك واسبح في فضاء السرور، واستبشر به خيراً،
وأدّ شكر ما عليك تجاه مولاك.
واعلم بأنك ان إستقمتَ في اعمالك تسجّل في صحيفتها اولاً نتائج سفينة الحياة هذه،

فتوهب لك حياة باقية، وتحيا حياة ابدية.
[/align]
 
[align=center]....
الكلمة السابعة: [ويميت]

اي: انه هوالذي يهب الموت، اي: هو الذي يسرّحك من وظيفة الحياة، ويبدل مكانك في الدنيا الفانية، وينقذك من عبء الخدمة، ويحررك من مسؤولية الوظيفة. اي: يأخذك من هذه الحياة الفانية الى الحياة الباقية.

وهكذا فهذه الكلمة تصرخ في اذن الانس والجن الفانين وتقول:

بشراكم..
الموت ليس اعداماً، ولا عبثاً ولا سدى ولا انقراضاً، ولا انطفاءً، ولا فراقاً ابدياً .. كلا فالموت ليس عدماً، ولا مصادفة، ولا انعداماً ذاتيا بلا فاعل..
بل هو تسريح من لدن فعال حكيم رحيم، وتبديل مكان، وتغيير مقام،
وسَوق نحو السعادة الخالدة.. حيث الوطن الأصلي..
أي هو باب وصال لعالم البرزخ.. عالم يجمع تسعةً وتسعين بالمائة من الاحباب.
[/align]
 
.
[align=center] الكلمة الثامنة: [وهو حي لا يموت]

اي: ان الكمال والحسن والاحسان الظاهر في الموجودات وسيلةً للمحبة.. يتجلى بما لا يمكن وصفه وبما لا يحده حدود وفوق الدرجات العلى من مالك الجمال والكمال والاحسان،
فومضةٌ من تجليات جماله سبحانه تعادل جميع محبوبات الدنيا باسرها..
هذا الإله المحبوب المعبود له حياة أبدية دائمة منزهة عن كل شوائب الزوال وظلال الفناء، مبرأة عن كل عوارض النقص والقصور.

اذن فهذه الكلمة تعلن للملأ جميعاً من الجن والانس وارباب المشاعر والفطنة وأهل العشق والمحبة وتقول:

اليكم البشرى..
اليكم نسمة أمل وخير،
ان لكم محبوباً ازلياً باقياً، يداوي الجروح المتمخضة من لوعة الفراق الابدي لمحبوبتكم الدنيوية ويمسها ببلسمه الشافي بمرهم رحمته..
فما دام هو موجوداً، وما دام هو باقياً فكل شئ يهون..
فلا تقلقوا ولا تبتئسوا. ..
فان الحسن والاحسان والكمال الذي جعلكم مشغوفين باحبائكم ليس الاّ لمحة من ظل ضعيف انشق عن ظلال الحجب والاستار الكثيرة جداً لتجلٍ واحدٍ من تجليات جمال ذلك المحبوب الباقي..
فلا يعذبنكم زوال اولئك وفراقهم، لانهم جميعاً ليسوا الاّ نوعاً من مرايا عاكسة، وتبديل المرايا وتغييرها يجدد ويجمّل انعكاسات تجلي الجمال وشعشعته الباهرة، فما دام هو موجوداً، فكل شئ موجود اذن.
[/align]
.
 
[align=center]...
الكلمة التاسعة: [بيده الخير]

أي: ان الخير كله بيده، واعمالكم الخيرة كلها تسجل في سجله، وما تقدموه من صالحات الاعمال جميعها تدرج عنده.

فهذه الكلمة تنادي الجن والانس، وتزف لهم البشرى، وتهب لهم الأمل والشوق فتقول:

أيها المساكين!
لا تقولوا عندما تغادرون الدنيا الى المقبرة: " أواه.. وا اسفاه.. واحسرتاه، لقد ذهبت اموالنا هباءً، وضاع سعينا هدراً، فدخلنا ضيق القبر بعد فسحة الدنيا! "
.. لا.. لا تصرخوا يائسين،
لأن كل ما لديكم محفوظ عنده سبحانه، وكل ما قدمتموه من عمل وجهد قد سجل ودوّن عنده،
فلا شئ يضيع ولا جهد ينسى، لأن ذا الجلال الذي بيده الخير كله سيثيبكم على اعمالكم،
وسيدعوكم للمثول امامه بعد ان يضعكم في التراب.. مثواكم الموقت.

فما أسعدكم انتم اذن، وقد اتممتم خدماتكم، وانهيتم وظائفكم، برئت ساحتكم.. وانتهت ايام المعاناة والأعباء الثقيلة. فانتم ماضون الآن لقبض الاجور واستلام الارباح.

أجل!. ان القادر الجليل الذي حافظ على البذور والنوى - التي هي صحف اعمال الربيع الماضي ودفاتر خدماته وحجرات وظائفه - ونشرها في هذا الربيع الزاهي وفي أبهى حلة، وفي غاية التألق، وفي اكثر بركة وغزارة، وفي أروع صورة... ان هذا القدير الجليل لا ريب يحافظ ايضاً على نتائج حياتكم ومصائر اعمالكم، وسيجازيكم بها أحسن الجزاء وأجزل الثواب)).
[/align]
 
.
الكلمة العاشرة: [وهو على كل شئ قدير]

أي: أنه واحد أحد. قادر على كل شئ، لا يشق عليه شئ، ولا يؤوده شئ، ولا يصعب عليه أمر، فخلق ربيع كامل - مثلاً - سهل ويسير عليه كخلق زهرة واحدة. وخلق الجنة عنده كخلق ذلك الربيع وبالسهولة واليسر الكاملين. فالمخلوقات غير المحدودة التي يوجدها ويجددها كل يوم، كل سنة، كل عصر، لتشهد كلها بألسنة غير محدودة على قدرته غير المحدودة.

فهذه الكلمة ايضاً تمنح املاً وبشرى وتقول:

ايها الانسان! ان اعمالك التي اديتها، وعبوديتك التي قمت بها، لا تذهب هباءً منثوراً، فهناك دار جزاء خالدة، ومقام سعادة هانئة قد هئ لك. فأمامك جنة خالدة متلهفة لقدومك، مشتاقة اليك. فثق بوعد خالقك ذي الجلال الذي تخر له ساجداً عابداً، وآمن به واطمئن اليه، فانه محال أن يخلف وعداً قطعه على نفسه، اذ لا تشوب قدرته شائبة أو نقص، ولا يداخل اعماله عجز أو ضعف، فكما خلق لك حديقتك الصغيرة ويحييها، فهو قادر على ان يخلق لك الجنة الواسعة، بل قد خلقها فعلاً، ووعدك بها. ولأنه وعد فسيفي بوعده حتماً ويأخذك الى تلك الجنة.

وما دمنا نرى أنه يحشر وينشر في كل عام على وجه البسيطة اكثر من ثلاثمئة الف نوع من انواع النباتات وامم الحيوانات وبانتظام كامل وميزان دقيق، وفي سرعة فائقة وسهولة تامة.. فلابد أن هذا القادر الجليل، قادر ايضاً على أن يضع وعده موضع التنفيذ.

وما دام القادر المطلق يوجد في كل سنة آلاف النماذج للحشر والجنة وبمختلف الانماط والاشكال..
وما دام أنه يبشّر بالجنة الموعودة، ويعد بالسعادة الابدية في جميع أوامره السماوية..
وما دامت جميع اجراءاته وشؤونه حقاً وحقيقة وصدقاً وصائبة..
وما دامت جميع آثاره تشهد على أن الكمالات قاطبة انما هي دلالات على أنه منزّه عن كل نقص أو قصور..
وما دام نقض العهد وخلاف الوعد والكذب والمماطلة هو من أقبح الصفات فضلاً عن أنه نقص وقصور..
فلابد أن ذلك القدير ذا الجلال، وذلك الحكيم ذا الكمال، وذلك الرحيم ذا الجمال سينفذ وعده حتماً مقضياً،
وسيفتح ابواب السعادة الابدية، وسيدخلكم - ايها المؤمنون - الجنة.. موطن ابيكم آدم عليه السلام
.​
..
 
عودة
أعلى