رسالة إلى المنتصر للقرآن.. توقع صدور الشتائم من مخالفك

إنضم
14/05/2012
المشاركات
1,111
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
الأردن
حين تتصدى للانتصار للقرآن الكريم فمن نافلة القول توقع صدور السخرية والاستهزاء عن بعض سفهاء مخالفيك
إنها سنة إلهية كونية، ستصيب كل منتصر مخلص: " لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ "[آل عمران: 186].
ولا ينبغي للمنتصر اتِّباع أساليبهم، ومقابلة السخرية بمثلها.
قال ابن تيمية : " إن الرد بمجرد الشتم والتهويل، لا يعجز عنه أحد. والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب، لكان عليه أن يذكر من الحجة ما يبيِّن به الحق الذي معه، والباطل الذي معهم ". [1]
يقال لأولئك الشاتمين وأمثالهم: " سلاماً سلاماً "، فنحن عباد الرحمن: "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا "[الفرقان: 63].
قال الخليل بن أحمد:
وَما شَيءٌ أَحَبَّ إِلى لَئيمٍ *** إِذا سَبَّ الكِرامَ مِنَ الجَوابِ
مُتارَكَةُ اللَئيمِ بِلا جَوابٍ *** أَشَدُّ عَلى اللَئيمِ مِنَ السِّبابِ
هكذا ضاقت بهم دائرة الجد فما وسعهم إلا فضاء الهزل، وهكذا أمعنوا في هزلهم حتى خرجوا عن وقار العقل. [2]
فبعد أن أبطل الله جل جلاله شبهاتهم حول القرآن الكريم، نراهم ازدادت شراستهم في العداء والطعن في مكانة رموز الإسلام الخالدة. فأدخلوا أنفسهم في ميادين الضلالة والبذاءة والدنايا.. فقاموا بإنتاج مختلف ألفاظ الشتم والسب والقدح بلا تورع.. عندما تأكد لهم أنهم لم ولن يستطيعوا إيجاد أي خطأ في القرآن الكريم.
هم أجبن من مقابلة الفكر بالفكر، أو الحجة بالحجة. وعندما أعيتهم حقائق الحق، وألوهية التنزيل.. أصروا على عنادهم في الكفر، وتحصنوا من وراء جدار الجبن.. هذه شيمة الكفار في مهاجمتهم للإسلام، وهذه أساليبهم في الطعن في القرآن طيلة عهود الزمان. فهم دوماً ينطلقون من فراغ الحقيقة، وفقر الدلالة.. فيهاجمون رموز الإسلام، من وراء جدار، جدار الشتائم والاستهزاء والسخرية..
 
فائدة جميلة، وتصلح أن تكون ضمن سلسلة آداب المنتصر للقرآن ..
 
اتذكر في هذا السياق ان اول تهديد ضد المستهزئين كان في ثاني او ثالث سورة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهي سورة القلم، بل فيها انواع من العلوم وتعرية النفوس الغليظة-من بداية مواجهتهم،وهي بداية تعلن مواجهتهم بالقضاء الرباني- وهي النفوس التي التي ديدنها الهزل والسخرية كما بين اخي عبد الرحيم بارك الله فيه
وليس هناك افضل من ايراد الآيات الأولى من السورة ففيها كلمات ذات رنين خطير، يتحقق موضوعها كل يوم مع اولئك الساخرين والساخرات ، المستهزئين، وسنن الله فيهم عجيبة
سورة القلم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7) فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُوم"
وتختم السورة بنفس الموضوع الأول وهي تدل على خطورة اولئك ورصد القضاء الرباني لهم
وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (52)
وقد بين الله وعده في نظير متقدم عليهم (سنسمه على الخرطوم) وهو تهديد لمثله، وبين لنا في نفس السورة لطف فعله القاهر مع الذين يمنعون الخير عن الناس، وهم يتخافتون، ثم اعقب ذلك بيان الإستدراج الرباني لهم ومعناه تعليمنا الصبر فإن الصبر مع النصر فقال تعالى:
) فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (47) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (50) وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (52)

-فأين يذهب المستهزئون استاذنا عبد الرحيم؟
لامجال للهروب ، ومهما يتخافتون بما هو اكبر مما تخافت حوله اصحاب القرية فإن الله لهم بالمرصاد.
خصوصا الذين يسخرون من رسالة الإسلام، ويغفلون او يتغافلون عن منافع هذه الرسالة العظيمة على العالم كله حتى اليوم، حتى في الماديات والتقنيا، والأدوية والصيدليات، والمعامل والمختبرات، والسيارات والقطارات والطائرات، والمكتبات والحدائق ، والحساب والرياضيات!، وقل ماشئت عن العلوم... والكل يعترف بفضل هذه الأمة على الناس فيها لقرون كثيرة(طويلة!)
ولاريد ان اطيل فحضارتنا الخارجة من قلب هذه الرسالة فوق الحضارات والمدنيات، ومنافعها للناس جميعا اعظم من منافع كافة الحضارات مجتمعة
وصدق الله اذ سمى محمدا محمدا واحمدا
فمما يسخرون؟
والقلم يسجل عليهم تخافتهم ومكرهم
وهم في شباك الإستدراج.....
 
شكرا لكما
العجيب في العلمانيين وشيوخهم المنصرين أنهم يتشدقون بالتزام منهج البحث العلمي
ولكنهم حين يحاجَجون بالعلم والمنطق
يلجأون للسخرية والاستهزاء.. والملوتوف!
 
العلمانيون يزعمون التزامهم بالمنهج العلمي من الناحية البحثية ومن الناحية الأخلاقية في طرحهم، وهذا صحيح من الناحية التنظيرية، وأما من ناحية عملية لواقع حالهم فإن بينهم وبين دعواهم ما بين المشرق والمغرب عندما يكون حوارهم مع الإسلاميين .
ومن الجميل رصد تناقضهم هذا في كتاباتهم لكشف عوارهم لمريديهم .
 
عودة
أعلى