رسالة إلى المرأة المسلمة: لقد مللتُ من صلاتي.. فماذا عنكِ!!

إنضم
18/07/2010
المشاركات
537
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
الإقامة
المدينة المنورة
بسم1
رسالة إلى المرأة المسلمة: لقد مللتُ من صلاتي.. فماذا عنكِ!!

أخيتي الحبيبة..
لقد مللتُ من صلاتي.. وتعبتُ من حالي معها إلى حد أزعجني وعكر علي صفو حياتي..
وإني لأتساءل: أما مللتِ مثلي من صلاتك؟!, أما مللتِ مثلي من كثرة نقرها؟!
أما سئمتِ من العزم المرة تلو المرة على تحسين أداءكِ فيها، ثم إنك تتفاجئين بأنها تزداد سرعة وأنك تزدادين لها اهمالا؟!
أما يمزقكِ تيقنكِ بأنها تلقى في وجهكِ فور انتهاءكِ منها؟.. فأنى لمثلها أن تقدم إلى ملك الملوك وبها من العور ما الله به عليم!
ألا يخجلكِ ذلك؟
أما كرهتِ نفسكِ من كثرة ما تسجدين سجود السهو مرة عن زيادة، ومرات عن نقص ونسيان؟.. وفي بعض المرات حتى سجود السهو يطاله السهو والنسيان!
متى ستتخلصين من القراءة الآلية لقصار السور خاصة وأنكِ لا تذكرين بعد انتهاءكِ من الصلاة ما السور التي قرأتها في صلاتك سواء أكانت سرية أم جهرية؟!
متى لا تتفاجئين بنفسكِ وقد كبَّرتِ للركوع آليا وأنتِ لما تكملي تلاوة الآية التي تقرأينها بعد!.. وربما تجدي نفسكِ قد شرعتِ في الركوع وأنتِ لازلتِ تكملين اﻵيات فيه بدلا من التسبيح من شدة سرعتك ومن شدة غفلتك؟!
بل قولي بالله عليك.. أما تستحين من النوافل الشوهاء التي تقدمينها لجبر نقص الفريضة؟ أفتظنين أن النقص يجبر بالنقص والعور؟
فإلى متى ستقفين في مصلاكِ جسدا خاويا أجوف بينما عقلكِ يحوم في محادثة تركتها على جوالك، أو حول قدرٍ تركته في مطبخك؟!!ِ.. أو ربما مع تقييمٍ سريعٍ لأعمالكِ ومهامكِ التي أنجزتها خلال يومك، باﻹضافة إلى جدولة سريعة لما بقي منها!
إلى متى تصلّين بينما أذناك مصغية بعناية لصرخات أبناءكِ ولعبهم وأحاديثهم؟!.. وربما لصوت التلفاز!
إلى متى تصلّين بينما عيناكِ متحفزتان لتتبع كل شاردة وواردة تمر في محيط بصركِ؟! .. وأحيانا خارجه! ناهيك عن حركات عجيبة غريبة نقوم بها في حالات الطوارئ؟!
فإلى متى ستسوفين في مشروع تحسين صلاتكِ وتؤجلينه أيتها العاقلة؟!
أما تتوق نفسكِ لمحاكات بعض الصالحات من أمهاتنا وجداتنا القانتات في صلاتهن، أما تغبطيهن على تلذذهن في آدائها.. فلم لا تصبحين مثلهن؟
"أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ"؟؟
قولي: بلى يا رب قد آن!
انهضي من غفلتكِ - يا حبيبة - فأكثر أهل النار من النساء..
لا تستسلمي لكونكِ مشغولة ومهامكِ من كثرتها وتشعبها تشغلكِ عن الخشوع والتركيز في الصلاة، أو تكونين ممن ابتلوا بالطبع الحار فلا يطيقون البطء في انجاز أي مهمة صغرت أم كبرت.. وعلى هذا برمجت حياتهم حتى أصبحت السرعة دأبهم حتى في أداء الصلوات.
أخيتي الحبيبة صدقيني.. لابد لي ولكِ من وقفة جادة أمام هذه الكارثة التي نتكتم عليها ونعاني منها - وإن بدرجات متفاوتة –, أفنضمن أن نحسن من صلاتنا قبل أن تُقبض أرواحنا؟! وهل نضمن أن نستدرك حالنا قبل فوات الأوان؟!
لا والله ما نملك أية ضمانات, وقد تطول حياتنا لكن نتفاجئ بأن بالعافية التي فيها نرفل قد سُحب بساطها من تحت أقدامنا فجأة فنندم ولات حين مندم.
فهلمي إلى صلاتنا لنجعلها سببا في دخولنا الجنة.. ولنلزم أنفسنا بقراءة آية الكرسي دبر كل فريضة فلعلنا ندخل برحمة الله في حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام: "مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ، إِلا الْمَوْتُ"
هلمي معي لنبدأ في تحسين صلاتنا بثلاث:
*رفع الصوت في الصلاة حتى نسمعه فنعقله.
*ولننوع في الآيات التي نتلوها لنكسر الرتابة والبرمجة في اختياراتنا.
*ولنطل الركوع قليلا حتى تطمئن الجوارح، فبالتجربة إن أطلنا زمن الركوع استقام لنا زمن السجود وسائر الانتقالات بإذن الله.
ولا تنسي - أيتها المباركة - مع هذا كله وقبله وبعده.. أن تسألي الله في مواطن الإجابة وفي مواسمها وفي كل حين أن يعينكِ على طاعته وحسن عبادته.. سؤالا صادقا من قلبكِ لا سؤالا ينزلق من لسانكِ بلا تأمل ولا تفكير..
فاللهم برحمتك التي وسعت كل شيء حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وحبب إلينا طاعتك، وأعنا على حسن عبادتك، وارزقنا الخشوع في الصلاة وسائر العبادات، واستر عيوبنا، واعف عنا الزلل، وارفع عنا الغفلة، وارزقنا عملا زاكيا ترضى به عنا وعن المسلمين فترفع به بأسك وغضبك وبلاءك عن أمة حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم آمين.

بنت اسكندراني
 
عودة
أعلى