رد بليغ للسكاكي على الطاعنين في القرآن

هشام البوزيدي

فريق إشراف ملتقى الانتصار للقرآن
إنضم
05/01/2013
المشاركات
30
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده,
وبعد,
لقد ابتليت أمتنا في هذه الأزمنة المتأخرة بطائفة منتكسة تنكرت لدينها فارتدت على أدبارها مرتكسة, إنهم ملاحدة الشبكة الذين لا يكاد معظمهم يجاوز عتبة الأمية في إلمامهم بالعربية, ومن العجائب أن تأمرهم أحلامهم بالتطاول على القرآن. ترى أحدهم يكتب المقالة لو قرأها العرب الأقحاح لما حسبوها إلا فارسية. فإذا ما كلفت نفسك عناء نفض غبار اللحن الفاحش عنها, صعقت لأن اللحان المتعالم إنما لفق مقالته الركيكة ليهاجم القرآن. ومن رحمة الله بهذه الأمة أن علماءها الأقدمين لم يألوا جهدا في إبطال كيد أمثال هؤلاء الأغمار المحاربين, وتسفيه مقالاتهم, وبيان تهافتهم.
وقد وقفت على كلام للإمام سراج الدين السكاكي رحمه الله يعرض فيه لحال هؤلاء الطعانين الجهلة. فعجبت لانطباق وصفه لهم على من ابتلينا بهم في هذا الزمان. فدونكم كلام هذا الإمام اللغوي العلم وتأملوا كيف وضع القوم وأقذع لهم القول وحقر شأنهم بأبلغ كلام, وبين في خلال ذلك جملة من العلوم التي يفتقر إليها أولئك الطاعنون:

قال السكاكي في مفتاح العلوم:
سبحان الحكيم الذي يسع حكمته أن يخلق في صور الأناسي بهائم أمثال الطامعين أن يطعنوا في القرآن ثم الذي يقضي منه العجب أنك إذا تأملت هؤلاء وجدت أكثرهم لا في العير ولا في النفير ولا يعرفون قبيلا من دبير أين هم عن تصحيح نقل اللغة؟ أين هم عن علم الاشتقاق؟ أين هم عن علم التصريف؟ أين هم عن علم النحو؟ أين هم عن علم المعاني؟ أين هم عن علم البيان؟ أين هم عن باب النثر؟ أين هم عن باب النظم؟ ما عرفوا أن الشعر ما هو؟ ما عرفوا أن الوزن ما هو؟ ما عرفوا ما السجع؟ ما القافية؟ ما الفاصلة؟ أبعد شيء عن نقد الكلام جماعتهم لا يدرون ما خطأ الكلام وما صوابه ما فصيحه وما أفصحه ما بليغه وما أبلغه ما مقبوله وما مردوده وأين هم عن سائر الأنواع إذا جئتهم من علم الاستدلال وجدت فضلاءهم غاغة ما تعلك إلا أليفاظا وإذا جئتهم من علم الأصول وجدت علماءهم مقلدة ما حظوا إلا بشم روائح وإذا جئتهم من نوع الحكمة وجدت أئمتهم حيوانات ما تلحس إلا فضلات الفلسفة وهلم جرا من آخر وآخر لا إتقان لحجة ولا تقرير لشبهة ولا عثور على دقيقة ولا اطلاع على شيء من أسرار ثم ها هم قد أولا كم سودوا من صفحات القراطيس بفنون هذيانات ولربما ابتليت بحيوان من أشياعهم يمد عنقه مد اللص المصلوب وينفخ خياشيمه شبه الكير المستعاد ويطيل لسانه كالكلب عند التثاؤب آخذا في تلك الهذيانات الملوثة لصماخ المستمع ما أحلم إله الخلق لا إله إلا أنت تعاليت عما يقول الظالمون علواً كبيرا (...)
مفتاح العلوم, تأليف أبي يعقوب يوسف بن محمد بن علي السّكاكي المتوفى سنة 626 هجرية, تحقيق الدكتور عبد الحميد هنداوي, طبعة دار الكتب العلمية, صفحة: 708
 
جزاكم الله خيرا
وأذكركم بما قال قبلها معنفاً الطاعنين ببلاغة ولغة القرآن الكريم
ناسبين ذاك الضعف إلى بشرية مصدره المزعوم: محمد صلى الله عليه وسلم
قال السكاكي:
" أضلُّ الخلق عن الاستقامة في الكلام، إذا اتفق أن يعاود كلامه مرة بعد أخرى، لا يعدم أن ينتبه لاختلاله فيتداركه..
قدِّروا أنْ لم يكن نبياً، وقدِّروا أنْ كان نازل الدرجة في الفصاحة والبلاغة، وقدِّروا أنْ كان لا يتكلم إلا خطأً..
أوَ قد بلغتم من العمى إلى حيث لم تقدروا أنْ يتبين لكم أنه عاش مدة مديدة بين أولياء وأعداء؟..
ألم يكن له وليٌّ فينبهه ـــ فعلَ الأولياء ـــ؛ إبقاءً عليه أن يُنسَب إلى نقيصة ؟ ولا عدو فينقص عليه ؟ ".
 
عودة
أعلى