رد السلام منقوصا

د محمد الجبالي

Well-known member
إنضم
24/12/2014
المشاركات
405
مستوى التفاعل
49
النقاط
28
الإقامة
مصر
رَدُّ السلام مَنْقُوصًا

قال الله تعالى:
{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا}
(النساء 86)

من المعلوم أن إلقاء السلام سُنَّة عند جمهور العلماء وقد قال بعضهم أن إلقاء السلام واجب والصحيح أنه سُنَّة، أما رَدُّ السلام فإنه واجب بالإجماع.

والناظر في حال المسلمين اليوم يجد أنهم يُقَصِّرون في إفشاء السلام بينهم،
فهم يُقَصِّرون في إلقاء السلام،
ويُقَصِّرون في رد السلام
وقد قال رسول الله ﷺ:
"والذي نفسي بيده، لاتدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أوَلا أدُلُّكم على شيء إذا فعلتموه تحابَبْتُم، أفشوا السلام بينكم"

وتعالوا معي نتأمل الآية أعلاه وأحكام السلام فيها:
{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا}

إذا : ظرفية شرطية تقتضي وقوع الجواب عند وقوع الشرط.

حُيِّيتُمْ : الفعل مبني للمجهول ليشمل عموم كل مَنْ يُلْقِي عليك التحية.

بِتَحِيَّةٍ : نكرة للتقليل والشمول، أي وإن كانت تحية قليلة صغيرة، مثل رفع اليد بالتحية مثلا حتى وإن كان من غير كلام فذلك يستوجب الرد.

فَحَيُّوا : الفاء دليل على أن يكون الجواب فَوْرِيًّا مباشرا بعد إلقاء التحية دون تأخير. وقال العلماء: إن الأمر في الآية يفيد الوجوب.

بِأَحْسَنَ مِنْهَا :
أي أجيبوا بتحية أفضل وأحسن، فمَنْ حَيَّاكَ: [السلام عليكم]
فأجِبْ بزيادة: [وعليكم السلام ورحمة الله] فذلك أحسن، وأحسن من ذلك وأفضل الجواب بالسلام تاما: [وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته].

أَوْ رُدُّوهَا : أي مثلها، ليس أقل منها.
فمَنْ حَيَّاكَ: [السلام عليكم]،
فيجب أن تجيبه على الأقل: [وعليكم السلام].
ومَن حَيَّاكَ: [السلام عليكم ورحمة الله]،
فلا يكفي أن تجيبه: [وعليكم السلام]، لأنها أقل، بل إن الْمُجْزِئ أن تجيبه: [وعليكم السلام ورحمة الله]، وأفضل منها أن تجيبه: [وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته].
ومَنْ حَيَّاكَ بالسلام تامًّا: [السلام عليكم ورحمة الله وبركاته]،
فلا يُـجْزِئ إلا الجواب تاما: [وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته]، وقال بعضهم: وأحسن منه أن تزيد: [ومغفرته ورضوانه] عملا بقول الله تعالى: {فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا}.

والله أعلم
د. محمد الجبالي
 
عودة
أعلى