رحمة القرآن الكريم مكوِّناتها، وسبل استنزالها، واستثمارها تربويًّا ودعويًّا

إنضم
25 يناير 2013
المشاركات
94
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
مصر
الحمد لله عظيم المنّ واسع المغفرة، كتب على نفسه الرحمةَ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأشهد أنَّ محمدًا عبده المصطفى ونبيُّه المجتبى، خاتم النبيين، والمبعوث رحمةً للعالمين، عليه أفضل الصلاة والسلام، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد؛
فقد وصف الله تعالى القرآن بأوصافٍ كثيرةٍ، وكلُّها يحمل من المعاني ما يُبيِّن وجهًا أو أكثر من وجوهِ تفرُّد القرآن وعظمته وإعجازه. وإنَّ من أخصِّ الصفات التي وُصِف بها القرآن صفة الرَّحمةِ، يدلُّ على خصوصيتها تكرُّرُ الوصف، وتنوُّع سياقاته بين إفرادها وقَرْنها بغيرها من الصفات، وجعلها غاية التنزيل، وغاية القيام بحقوق التنزيل، وإسناد التنزيل إلى اسمي الرحمن والرحيم... إلى غير ذلك.
ولعلَّ لهذه الصفة الجليلة أثرًا كبيرًا في الإعجاز التأثيريّ للقرآن الكريم، فلا يُضاهى به كلامٌ. ولا يُساميه بلاغٌ، يتلتذُّ به المؤمنون، ويخضعُ له الكافرون. فشتَّان بين تنزيل الرحمن الرحيم، وبين كلام مَن قُصاراه شيءٌ من جزءٍ من مائة جزءٍ من الرحمة التي أنزلها الله عز وجل.
ولـمَّا كان القرآن هو دستور الإسلام، ومنهج دعوتِه، ومصدر أخلاقه؛ فإنَّ اتصافه بالرحمةِ لَمِن أكبر مقوِّمات صلاح شِرعة الإسلام لكلِّ زمانٍ ومكانٍ، فإذا عَلِمَ دعاةُ الإسلام ذلك كانوا متأهلين للتصدِّي للجهاد به جهادًا كبيرًا، والدعوة به، وتبليغه، والنُّصح له، وكانوا أقومَ الناس بحقوقه.
أهداف البحث:
وقد عقدتُّ ذلك البحث لأربعة أهداف رئيسة؛ هي:
· الكشف عن معنى صفة من أخصِّ صفات القرآن الكريم، وهي صفة الرحمة.
· بحث مكوِّنات رحمة القرآن الكريم؛ لإثبات تفرُّده بجماعها، واختصاصه بلبابها.
· بيان السبل القيِّمة التي ينبغي على المسلم سلوكها لتحصيل رحمة القرآن الكريم.
· بيان كيفية استثمار رحمة القرآن تربويًّا ودعويًّا، وتبسيط ذلك في صورة صالحة للتطبيق العمليِّ.
منهج البحث:
اتَّبعت في سبيل تحقيق مقصود البحث عدة مناهج، فنهجتُ منهج الاستقراء باستهداء الوحيين – قدر الإمكان – مستخرجًا النصوص التي نوَّهت برحمة القرآن صراحةً أو إشارةً، لفظًا أو معنىً، ثمَّ حلَّلتُ تلك النصوص مستنبطًا مكوِّنات رحمة القرآن، وعَمَلِها في الإعجاز التأثيري له، وسبل استنزال تلك الرحمة، وكيفية استثمارها تربويًّا ودعويًّا، ثمَّ بَنَيتُ من مضمَّن ذلك نموذجًا تطبيقيًّا للتقويم والتعاهد.
والتزمتُ في سبيل ذلك عزوَ النصوص، وتخريجَ الأحاديث؛ فإن كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما اكتفيتُ بتخريجه منه، وإن كان في غيرهما عزوته اختصارًا؛ مبيّنًا درجته، مسترشدًا بأقوال أئمة هذا الفنِّ قديمًا وحديثًا، كما التزمت بعزو النقول؛ فإن كانت بنصِّها ذكرتُ مصدرها، وإن كانت بتصرّفٍ أشرتُ إلى ذلك، وإن كانت بمعناها قلتُ: يُنظر.
خطة البحث:
وإضافةً إلى تلك المقدمة فقد نظمت البحث على تمهيدٍ وثلاثة مباحث وخاتمة، وبيانها كما يأتي:
التمهيد؛ وفيه مطلبان:
· المطلب الأول: معنى الرحمة لغةً واصطلاحًا.
· المطلب الثاني: وصف القرآن بالرحمة.
المبحث الأول: مكوِّنات رحمة القرآن؛ وفيه أربعة مطالب:
· المطلب الأول: أنَّ القرآن الكريم تنزيل من الرحمن الرحيم.
· المطلب الثاني: أنَّه منزَّل على الموصوف بالرحمةِ صلى الله عليه وسلم.
· المطلب الثالث: رحمة القرآن الـمُضمَّنة في سائر أوصافه.
· المطلب الرابع: رحمة القرآن الـمُضمَّنة في خصائصه.
المبحث الثاني: سبل استنزال رحمة القرآن؛ وفيه خمسة مطالب:
· المطلب الأول: اتّباع القرآن.
· المطلب الثاني: الاعتصام بالقرآن
· المطلب الثالث: الاستشفاء بالقرآن.
· المطلب الرابع: استماع القرآن والإنصات له.
· المطلب الخامس: تلاوة القرآن ومدارسته.
المبحث الثالث: الاستثمار التربوي والدعوي لرحمة القرآن؛ وفيه ثلاثة مطالب:
· المطلب الأول: الاستثمار التربويّ لرحمة القرآن.
· المطلب الثاني: الاستثمار الدعويّ لرحمة القرآن.
· المطلب الثالث: نموذجٌ تطبيقيٍّ مُقترحٌ لتقويم استثمارِ رحمة القرآن وتعاهده، وقياس أثرِه.
الخاتمة: وفيها أهم النتائج والتوصيات.
والله أسأل أن يوفِّقنا إلى ما يحبه ويرضاه، وأن يغفر لنا ويرحمنا ويتوب علينا، وأن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا وأحزاننا، وأن يجعلنا من أهل القرآن أهل الله وخاصته. آمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
حمل البحث من المرفقات
 
عودة
أعلى