رحلتي مع حفظ كتاب الله وتدبر وتفسيره

إنضم
28/05/2006
المشاركات
34
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً .... والصلاة والسلام على من بعثه الله مبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا..
بعد شكر الله عزّ وجلّ الذي له الحمد في الأولى والآخرة ملء السموات .. وملء الأرض .. وملء ما شاء من شيء بعد.. أشكر فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله تقديمه تفسيري (الدُّرة في تفسير سورة البقرة) والله اسأل أن يثيبه ويجزيه خير الجزاء.
وتوضيحاً لما ذكره الشيخ حفظه الله أودّ ذكر رحلتي مع حفظ وتفسير هذا الكتاب الجليل المنزل من لدن حكيم حميد، حيث بدأت رحلتي معه منذ أن فتح الله عليّ وهداني لحفظه، أدركت حينها أن الأمر يحتاج إلى صبر ومصابرة، وعزيمة وهمّة، ومجاهدة ومثابرة.
كانت البداية حفظ سور الأجزاء الأخيرة من القرآن الكريم (عمّ يتساءلون، وتبارك) وكان الأمر يسيراً ولم أحتج لكبير جهد، ولمَّا انتقلت لحفظ "سورة البقرة" وجدت عناءً في تفلُّت حفظها، وعناءً أكبر في خواتيم آياتها، وما إن انتهيت من حفظها وانشغلت بحفظ سورة "آل عمران" عن مراجعتها حتى وجدت تفلتاً في كثير من آياتها مما زاد في كربي وضيقي، حيث أني بذلت جهداً غير يسير في حفظها.
وبعد الاستعانة بالدعاء والصلاة والتفكر بطريقة أهتدي بها لتثبيت حفظي، وبما أني قد نشأت في أسرة تهتم باللغة العربية اهتماماً كبيراً، وكان عملي بالتدريس لسنوات خلت أمدني بتجربة تمكنني من الاستفادة منها. وبما أن القرآن الكريم لا ينفك بتاتاً عن اللغة العربية فقد نزل بلسان عربي مبين، وبفتحٍ من الله عليّ وبفضل منه هداني تبارك وتعالى ذِكْره، فعدت أدراجي لحفظ "سورة البقرة" بطريقة مختلفة؛ فقد قمت بتقسيم السورة إلى محاور رئيسة، ثم عمدت إلى كتب التفسير أستعين بها لمعرفة أسباب النزول ومعاني الآيات، وعلى ضوء ما يتبيّن لي أقسِّم موضوعات كل ثمن، فلاحظت أن بعضها يرتبط بما قبله أحياناً، وبما بعده أحياناً أخرى، فكنت أضم الآيات التي تندرج تحت موضوع واحد، فإذا انتهيت من موضوع وانتقلت لآخر حاولت تدبُّر الآيات ومدى ارتباط بعضها بعض ، ووجه المناسبة فيما بينها ، وكلّ ذلك باختصار وإيجاز؛ لأنّ همّي كان فهم الآيات فهماً عامّاً، وتثبيت حفظي من التفلت. ولم يكن لديّ علم بما يُسمَّى بالتفسير الموضوعي حيث كانت بضاعتي في علوم القرآن قليلة.
مكثت على ذلك ما يقارب السنوات الثلاث، حفظت خلالها القرآن كاملاً بهذه الطريقة، وعندما كنت أراجع ما حفظت أفرح فرحاً كبيراً ، وأردِّد قوله تعالى:[ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ](يونس: 58) ، لقد كان الحفظ ثابتاً وجيداً ، وقليلاً ما تتفلَّت مني الآيات، بل إن القراءة بالطوال من السور في الصلاة غيباً كان في غاية السهولة واليسر لثبات الحفظ، واجتماع القلب والفكر وارتباطهما بموضوعات السورة حتى لتجري السورة بسلاسةٍ كالماء السلسبيل، وكطائر يتنقل من فنَنٍ إلى فنَن في دوحة غنّاء.. بديعة التنسيق..
وعملاً بقوله صلى الله عليه وسلم : "خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه" انتقلت لتدريس وتحفيظ القرآن في مدارس الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم. وكنت خلال سنيِّ حفظي قد تلقيت التجويد وأتقنت فنّه إتقاناً طيباً. وهناك لاحظت عناء طالباتي فيما كنت قد عانيت منه سابقاً، بل إن الكثير من الحافظات كنَّ حافظات اسماً لا حقيقةً! وبعضهنّ يرددن عبارة أصبحت مشهورة: " نحن خاتمات ولسنا حافظات " .
مكثت على هذا المنوال قرابة عشر سنوات أتممنا خلالها ما يقارب العشرين جزءاً بنفس الطريقة نتذوق حلاوة كتاب الله بتدبر آياته، وفهم معانيه. وخلال هذه المدة لم أفترلحظة واحدة في التزوّد بما يعينني على طلب العلم الشرعي والتسلح بذخائره القيّمة وكنوزه العظيمة؛ جثوّاً على الركب في حلق العلم، ومدارسة الأشرطة العلمية لأهل العلم كفضيلة الشيخ العلامّة محمد بن صالح ابن عثيمين رحمه الله تعالى، والشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله، وغيرهم ، حيث كنت أقوم بتفريغ المادة من الشريط ودراستها، فإن أشكل عليّ شيء استعنت بأهل العلم والاختصاص.
ومنَّ الله عليّ فبدأت بتلقي علوم القراءات، فقرأت القرآن برواية حفص، وشعبة عن عاصم. وقرأت إلى سورة النحل برواية ورش عن نافع، وإلى سورة النساء برواية قالون. كما تلقيت أصول ابن كثير براوييه قنبل والبزّي، وقرأت البقرة وآل عمران. ولم يتسنَّ لي المتابعة بسبب كثرة انشغالي بتلقي العلم من جهة والتدريس من جهة أخرى. وبفضل الله وعونه أصبح لديّ حصيلة علمية جيدة في قواعد التفسير وأصوله، وأصول الفقه، والقواعد الفقهية، فضلا عن علوم القرآن حيث بدأت بدراسة المباحث للشيخ مناع القطان رحمه الله، ثم المناهل للزرقاني رحمه الله، ثم البرهان للزركشي، والإتقان للسيوطي، وقمت بدراسة مقدمة التفسير لابن تيمية رحمه الله.
لذلك كانت انطلاقتي من هنا؛ حيث بدأت أنهج طريقتي بتقسيم السور حسب موضوعاتها، مع تفسير إجمالي لمعاني الآيات، واستنباط بعض الفوائد منها، وكل ذلك كان يُملى شفوياً على الطالبات.
ومن الكتب التي استفدت منها كثيراً في علوم القرآن الكريم كتب الأستاذ الدكتور فهد الرومي حفظه الله، ككتاب منهج المدرسة العقلية في التفسير، ودراسات في علوم القرآن، وخصائص القرآن الكريم وغيرها. وكذلك كتاب التفسير والمفسرون للذهبي. والمفسرون بين التأويل والإثبات لآيات الصفات للمغراوي. ومن الكتب المفيدة جداً كتاب قاموس القرآن الكريم، وهو من إعداد نخبة من العلماء والباحثين، صادر عن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وقام بتقريظه صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت رحمه الله تعالى. وهو جامع لعلوم القرآن كما هو واضح من اسمه (قاموس القرآن الكريم).
اعتمدت بفضل الله في تفسيري على أمهات كتب التفسير، فلم أكن لأفسر آية حتى أقرأ تفسيرها من جميع ما تيسر لي منها ابتداء من تفسير الإمام الطبري: جامع البيان، وتفسير ابن كثير: القرآن العظيم ، والجامع لأحكام القرآن: للقرطبي، والبحر المحيط: لأبي حيان الغرناطي، وروح المعاني للألوسي، وفتح القدير للشوكاني، وفتح البيان للقِنوجي، والتفسير الواضح للشيخ الدكتور محمد محمود حجازي، وتفسير الجلالين، ومحاسن التأويل للقاسمي، وأضواء البيان: للشيخ الأمين الشنقيطي، وتفسير ابن سعدي: تيسير الكريم الرحمن، والتحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور، وأحكام القرآن الكريم لابن عثيمين، ودروس التفسير للشيخ ابن عثيمين رحمه الله حيث كنت أفرغ الأشرطة؛ لأنها لم تطبع بعد. وصفوة التفاسير للصابوني، والتفسير المنير للدكتور وهبة الزحيلي، وأيسر التفاسير للجزائري، وتوفيق الرحمن في دروس القرآن للشيخ فيصل آل مبارك. ومما أفادني بعد ذلك من التفاسير التي نهجت طريقة التفسير الموضوعي: في ظلال القرآن لسيد قطب، وتفسير "الأساس" لسعيد حوى، وتفسير الشيخ عبد الحميد طهماز، وأيسر التفاسير للشيخ عامر أحمد الشريف، وقد قدَّمه لي أحد الأخوة الأفاضل كان قد جلبه من السودان الشقيق. وأما في علوم المناسبات فكان مرجعي: نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي، وتناسق الدرر في تناسب السور للسيوطي، وغير ذلك من كتب التفسير.
وكانت مراجعي في إعراب القرآن الكريم: كتاب إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس، وكتاب الدر المصون في علوم الكتاب المكنون للسمين الحلبي، وإعراب ألفاظ القرآن الكريم .
ولم أغفل باقي العلوم الشرعية كالعقيدة، وعلوم السنة والحديث ومصطلحه وشروحه - قدر استطاعتي -، فضلا عن الكتب المختصة بالدعوة وأسسها وأصولها، وغير ذلك مما أستنير به للقيام بما أوجبه الله عليّ من الدعوة والتعليم وتزكية ما تعلمته واكتسبته... كل ذلك بفضل الله تعالى أولاً وآخراً.
وإني وإن كنت في ابتداء تدريسي أروم تثبيت الحفظ لدى الحافظات لكنه كان يثير قلقي ويفجر مشاعر الحزن في نفسي انكباب الكثير على حفظ القرآن دون تدبره وفهمه، حتى إنه ليتخرج سنوياً المئات ولكن الكثير لا يفقه معاني قصار السور فضلاً عن طوالها!! بل أصبح الاهتمام بدراسة التجويد أكثر من الاهتمام بفهم معاني الآيات وتدبرها! وليس هذا مراد الله تعالى من إنزال الكتاب؛ لأنه تعالى قال في محكم التنزيل: [كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَاب](ص: 29)، كما لم يكن هذا هدي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، ولا سلفنا الصالح، وبدأت أشعر بالغربة تجاه الانفصام بين الهدف المنشود وتطبيقه والغاية منه وبين واقعنا المؤسف بسبب وجود كثير من العقبات من الفتن وغيرها التي تقف أمام جيلنا الطالع، والبون الشاسع بينه وبين ما كان عليه سلفنا الكرام، حيث كان أحدهم قرآناً يمشي على الأرض. مما جعل همّ تعليم كتاب الله وُفق مراده سبحانه وتعالى يُثقل كاهلي، وشعرت بمسؤولية كبيرة تجاه هذا الأمر.
فبدأت أطور فكرتي وأبلورها بحيث يكون منهلنا لجميع علومنا الشرعية من مظانّه الصحيحة، وهي كتاب الله، وما حوى من العلم الشرعي في شتى الفنون، وهو أفضل ما تكتسبه النفوس، وتحصّله القلوب ويزيد العبد رفعة في الدنيا والآخرة؛ فشرف العلم بحسب شرف معلومه والحاجة إليه.
وعملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لايؤمن أحدكم حتى يُحبّ لأخيه ما يحب لنفسه"، وارتقاءً بالمستوى التعليمي لأخواتي في الله، وحبَّا في أن يعمَّ الخير كل من لم يتسنَّ لها طلب العلم الشرعي الأكاديمي استعنت بالله وبدأت أول دورة علمية شرعية شاملة، وكانت البداية حفظ وتفسير سورة البقرة، وكان هدفي أن تحصل الدارسة على علم شرعي جامع للعقيدة، والفقه، والحديث، وبعض قواعد التفسير وأصوله، وهكذا قمت بطباعة ملازم توزع على الطالبات وفيها تقسيم موضوعات السورة، والمناسبة ووجه الربط - إن وُجد - وشرح المفردات اللغوية، وشرح موضوع الآيات شرحاً إجمالياً، ثم هداية الآيات والفوائد المستنبطة منها ، وأوليت اهتماماً كبيراً بآيات الأحكام، حيث كنت أقوم بشرحها شرحاً مفصَّلاً وأتعرض لمسائلها، كما هو بيِّن في كتابي الدُّرة في تفسير سورة البقرة، وكما سيأتي إن شاء الله لاحقاً في تفسير سورة النساء، وسورة المائدة، حيث هما قيد الطبع.
كذلك حرصت على تدريس قواعد التفسير من خلال الآيات، كأن يعرض لي أثناء التفسير أكثر من معنى للآية فأذكر القاعدة في ذلك: وهي أنه إذا كان للآية أكثر من وجه في تفسيرها ولا تعارض بينها فتُحمل الآية عليها، وإن كان هناك تعارض عمدنا إلى الترجيح. وهكذا مع عامّة القواعد التي تمر بي خلال التفسير.
وركّزت كثيراً على فهم قاعدةِ مناسبةِ خاتمةِ الآية لسياقها، وأذكر اللطائف التي قد ترد في هذا الباب، وكنت أتوقف تقريباً مع خاتمة كل آية وأذكر وجه مناسبتها لسياقها، وذلك لما لمسته من ضعف شديد في حفظ خواتيم الآيات، والخلط بين خواتيم آية وآية أخرى، وما ذاك إلا لهذُّ الآيات هذّاً، ونثرها نثر الدّقل، وقلّة اعتياد تدبّرها وفهمها فهماً يعين على استنباط الخاتمة المناسبة لها.
كما اعتنيت بتأصيل قاعدة التعامل مع الإسرائيليات الواردة في بعض التفاسير كما بيَّنها ابن تيمية رحمه الله تعالى، وشرحها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى.
وهكذا في علوم السُّنَّة والحديث، حيث كنت ألزم الدارسات حفظ الشواهد من الأحاديث التي تمر بنا في التفسير، مما يعين الدارسة على تحصيل كمّاً لا بأس به من أحاديث الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم الصحيحة حفظاً ودراسة. وأتعرض لشيء من التفصيل عند مرورنا بآيات الغزوات وما يتعلّق بالسيرة النبوية. وكذلك العقيدة وما يتعلق بها من شرح قواعد الأسماء والصفات، وأصول الإيمان وغيرها...
ولم أغفل ما حوى كتاب الله مما يُحرك القلوب بالترغيب تارة والترهيب أخرى، وما فيه من المواعظ والحثّ على تقواه جلّ في علاه.
وحرصت كل الحرص على أن تُؤدَّى اختبارات تحصيليّة من قبل الطالبات في كل ما يُؤخذ وذلك لتثبيت المعلومات لدى الدارسات. ثم تسميع ما تمَّ حفظه وُفق التقسيم الموضوعي للسورة. كما حرصت على ألا أقبل إلا مَن كان لديها همّة في طلب العلم الشرعي دون من همّها الحفظ فقط، حتى أصبح شعار الدورة: "للجادات فقط".
والآن وبعد مضي ما يقرب من خمسة عشر عاماً على انبثاق تلك الفكرة وإخضاعها للواقع العملي التجريبي كانت الثمرة - بفضل الله، وتوفيقه، وكرمه، ومنّته - رائعة ، بل مُذهلة!!! ولا غرو .. فالمنهج مستمدّ من كتاب الله تعالى، وطريقة السلف الصالح؛ حيث كانوا لا يتجاوزون الآيات الخمس حتى يفهمونها ويتدبرونها ويعملون بها. وبهذا استطعت - بفضل الله - تحفيظ كتاب الله تعالى، والإعانة على تدبّره، وفهم بعض مراميه، والوقوف على بعض لطائفه وأسرار الشريعة فيه، كما أنه قد تحصَّل لدى الدارسات حصيلة علمية شرعية من الناحية العقدية والفقهية والأصولية واللغوية.
ونحن الآن قد انتهينا بفضل الله من تفسير سورة المائدة بالطريقة التي ذكرتها آنفا. كما قد تيسر خلال دورات الصيف الشرعية تفسير سورة "النور" ، وسورتي "الزمر" و "غافر" بالطريقة إياها كذلك، وهي قيد الطبع إن شاء الله تعالى.
وبعــد... ما سطرت هذا تطلّعاً لثناء أو حمد، لكني أسأل الله القبول والإخلاص، وما كنت لأخطه لولا مخافة جحد فضل الله، وما منَّ عليّ وفَتَح، عملا بقوله تعالى: [وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّث](الضحى:11). ثم خشية كتم العلم؛ فلعلّ هناك مَن يحب الاستفادة من هذه التجربة من خلال هذا الموقع المبارك (شبكة التفسير والدراسات القرآنية). وشحذاً لذوي الهمم ممن لم يتسنَّ لهم طلب العلم الشرعي لسبب من الأسباب بأن يسلكوا هذا المنهج في الارتقاء بأنفسهم والعمل على إصلاح مجتمعاتهم. وتطلعي من جهة أخرى لنصح أهل الاختصاص وإرشادهم، والاستفادة من آرائهم وتجاربهم.
وسأقوم بعرض تقسيم سورة البقرة ووجوه الربط إن شاء الله لاحقاً في هذا الملتقى المبارك... والله من وراء القصد.. وهو المستعان ... وعليه التكلان ..
أختكم في الله : ميادة بنت كامل الماضي
 
الأخت الكريمة :
تجربة ثرية , وبرنامج عملي , نفع الله بك , وننتظر ما وعدتي به من عرض للكتاب ليكن عندنا تصور أوضح حول هذه التجربة .
 
بارك الله فيك ، ونفع بعلومك ، ولكن كيف يمكنني الحصول على الكتاب ،لا أدري هل تم توفيره في المكتبات لدينا في اليمن أم لا ؟
كما أرجوا منكِ أن تتحفينا بما استطعت على صفحات هذا المنتدى، حتى تعم الفائدة لمن لم يتيسر له الحصول على الكتاب، وجزاك الله خيرا.
 
أشكر الأخ الدكتور أحمد البريدي، والأخ يسري خلف تفاعلهما مع ما كتبته عن رحلتي مع كتاب الله - حفظاً، وتدبرًا، وتفسيراً - والله أسأل أن ينفعنا بما علمنا وينفع بنا ويرزقنا القبول والإخلاص.
أخي الكريم يسري: بريدي الالكتروني: [email protected] بإمكانك تزويدي برقم صندوق بريدك لأرسل لك الكتاب. ولعله قريباً يتم توفيره في المكتبات من قبل الناشر كما وعدت بذلك.
 
مشا الله بارك الله الى الامام والله يوفقكم ويرعاكم
 
أرى أن هذا من توفيقِ الله لكِ ، فهنيئا لكِ ، وأقول : أبصرتِ فالزمي .
 
الأخت الكريمة:
السلام عليكم عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية:
بقدر الكدِّ تكتسب المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن رام العلا من غير كدِّ أضاع العمر في طلب المحال
حقيقة يعجز اللسان عن وصف هذا العمل العظيم، الذي يحتاج إلى مجهود كبير، هذا المجهود الذي قد يعجز عنه كثير من الشباب، فالحمد لله الذي ألهمك بداية التفكير في مثل هذا العمل، والحمد لله الذي وفقك في القيام به أتم قيام، وأسأل الله لك الثبات عليه، وأن يرزقك الصبر على طاعته، والعمل على خدمة كتابه، وحقيقة يجب على الإنسان دائماً وأبداً أن يسأل الله عزوجل الثبات على الطاعة وفعل الخير، وألا ينسى فضل الله عليه؛ حتى لا يقع في حبائل الشيطان، وينسب الفضل إلى نفسه، وينسى تثبيت الله عزوجل له على مثل هذا العمل.
نفع الله بك، وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك يوم القيامة.
 
السلام عليكم .... الاستاذه مياده غفر الله لكي ... كأني قرأت عن هذه الطريقه في كتاب توزعه بعض دور القرآن اظن اسمه : دليل فهم القران المجيد . نشرته مكتبة الرشد . فهل وقفتي عليه ؟ .
 
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لم أقف على الكتاب الذي ذكرت، وسأجتهد للاطلاع عليه إن شاء الله تعالى.
أخي الكريم تجربتي عملية تطبيقية فتح الله علي بها بفضله وكرمه ، استنبطتها من واقع احتياجي لحفظ كتاب الله تعالى وتدبره والغوص في مراميه، ثم أصلتها تأصيلاً علمياً بعد ذلك. فلله الحمد الذي ينسب له الفضل أولاً وآخرا.
 
بوركت وجزيت الجنة ونفع الله بك وجعل عملك لله خالصا
 
السر في القصة ـ بعد توفيق الله ـ الصبر .. ثم الصبر ..
المشكلة في بعض الإخوة أنهم يرومون نجاحاً وثمرات يانعة ، وعلى مستوى من النضج والقوة بطريق (البيض المسلوق) !! وهيهات هيهات !
هذا كتاب الله، هذا كتاب رب العزة ، ((( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا))) ، وما تذكرت ـ وأنا أقرأ أسطر الأخت ميادة وفقها الله ـ إلا مقولة سفيان الثوري رحمه الله( ذاك الإمام الرباني ):
كان يقال يا حملة القرآن لا تتعجلوا منفعة القرآن، وإذا مشيتم إلى الطمع فامشوا رويداً.

فوصيتي لنفسي ولمن منّ الله عليهم بالحرص على هداية الناس وربطهم بالأصل الأول للهداية (القرآن) : لا تعجلوا ثم أبشروا ..
ستجدون من يثبط،
أو من يُخَذّل،
بل ستجدون من يَخْذلكم أثناء سيركم في طريقكم،
فامضوا واثبتوا،
وراجعوا سيركم ومسيرتكم،
صححوا الخطأ ، ولكن لا تقفوا عند بنيات الطريق ، فإن الزمان قصير ، وعند لقاء الله ـ لمن صحّت نيته ـ سيحمد العبد العاقبة.

أكرر شكري للأخت ميادة ، ونحن بانتظار تجربتها العملية.
 
تجربة رائدة ، جزاك الله خيرا ونفع بك ، وتقبل منك .
 
وفقك الله وسدد خطاك وبارك في علمك وعملك
 
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
بارك الله للأخت الفاضلة في علمها وعملها وجعل عملها خالصا لوجهه الكريم وثقل به موازينها يوم القيامة
موضوع رائع يستحق أن يثبت حتى يطلع عليه أكبر عدد ممكن فهو والله يشحذ الهمم ويقوى العزائم ويدفع إلى التنافس في الخير.
 
.. بارك الله فيك وبارك لك..
قليل من يحوّل المحن إلى منح.. وكذلك فعلت!! حين حولت محنة عدم ثبات الحفظ إلى منحة..
أبارك لك هذا العمل الجبّار الرائد..
أسأل الله تعالى أن يجعله عملا خالصا لوجهه.. وأن ينفع بك..وأن يعيننا على الانتفاع بما سطّرت.. فقد أيقظت منّا الهمم..
..​
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
أما بعد:
بارك الله تعالى للأخت الفاضلة في حفظها لكتاب الله تعالى ولا حرمها ثمرته في الدنيا والآخرة .
وقد قالت :
" مكثت على ذلك ما يقارب السنوات الثلاث، حفظت خلالها القرآن كاملاً بهذه الطريقة،وعندما كنت أراجع ما حفظت أفرح فرحاً كبيراً ، وأردِّد قوله تعالى:[ قُلْ بِفَضْلِاللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّايَجْمَعُونَ](يونس: 58) ، لقد كان الحفظ ثابتاً وجيداً ، وقليلاً ما تتفلَّت منيالآيات، بل إن القراءة بالطوال من السور في الصلاة غيباً كان في غاية السهولةواليسر لثبات الحفظ، واجتماع القلب والفكر وارتباطهما بموضوعات السورة حتى لتجريالسورة بسلاسةٍ كالماء السلسبيل، وكطائر يتنقل من فنَنٍ إلى فنَن في دوحة غنّاء.. بديعة التنسيق..
وعملاً بقوله صلى الله عليه وسلم : "خيركم من تعلّم القرآنوعلّمه" انتقلت لتدريس وتحفيظ القرآن...." أهـ
روى البخاري رحمه الله بإسناده في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
" قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
بِئْسَ مَا لأَحَدِهِمْ أَنْ يَقُولَ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ بَلْ نُسِّيَ وَاسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنْ النَّعَمِ . "
فمن أقبل على كتاب الله تعالى بالمحافظة والتعاهد يسّرّ الله تعالى له حفظه وثباته ، ومن أعرض عنه وترك تعهده تفلّت منه .
ونرى أن طريقة الاخت موفقة والأوفق أن يربط الحافظ حفظه بالفهم والعمل ، ومن خلال ماروته عن نفسها رأيت أنها تعهدت القرآن بالمراجعة سواء عن طريق حفظها أو تعليمها فهي لم تترك القرآن ليتفلت منها ، وهذا ما نصحنا به الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق ، والله أعلم وأحكم.
 
وأنا أتصفح المواضيع الجديدة في الملتقى المبارك إستوقفني عنوان موضوع أختنا الفاضلة ميادة زادها الله علما ووفقنا وإياها إلى ما يحب ويرضاه ولأن حفظ كتاب الله تعالى مطمح كل من يروم طلب العلم الشرعي فوجدتني واحدا من هؤلاء وأحببت ان أطلع على هذه التجربة لعلّي ألقى فيها شيئا من الكثير الذي أضيّعه ...وفعلا وجدتها تجربة جديرة بالاهتمام بل قرأت من خلالها حرص الأخت الكريمة على طلب العلم وانتهاج المنهج الصحيح إلى ذلك فبلا شك أن هذه التجربة شاحذة للهمم مذللة لكثير من الصعوبات في طلب العلم عموما وحفظ القرآن خصوصا ...ولا ريب أن هذا الاخير هو باب العلم بل والله لو أننا اعتنينا بالقرآن الكريم فهما وحفظا وتلاوة وتدبرا لفتح الله علينا فتوح العارفين ...كيف لا والقرآن العظيم منبع كل العلوم ؟
وأنا شاكر لأختنا الكريمة على هذه الهدية التي هي حصاد لسنوات من الكد والجد والعناء وضعتها بين أيدينا سهلة يسيرة لطيفة العبارة والحمد لله الذي وفقها إلى كل ذلك ونسأل الله تعالى لنا ولها كل خير .
وأطلب منها إن أمكن أن ترسل لنا الكتاب مأجورة إن شاء الله .
وهذا بريدي الالكتروني : [email protected]
 
الله..الله ..أختنا ميادة..أغبطك حقاً ..أسألك الدعاء بأن يوفقنا الله لما وفقك إليه..صدقاً هذه التجارب تثير في النفس الشوق لكتاب الله ولخدمته بكل طريقة..
دعواتكم بكل خير..وفقك الله ونفع بك وجعلك عنده ممن ينادون بأهل القرآن واخاصته..اللهم آمين
 
لفت انتباهي رؤية اسم الأخت الفاضلة ميادة في مشاركة لها بالأمس في أحد المواضيع, ولما استغربتُ الاسم قمتُ فورا بالاطلاع على جميع مواضيعها في الملتقى
وفي الحال أدركتُ أن في الملتقى شخصيات رائعة تختبئ في أرشيفه, ولا أعلم لم يحجبون عنا شمس
إبداعاتهم وتجاربهم المميزة والرائدة كأمثال هذه التجربة.
لذا أقول: أختي الفاضلة ميادة:
نرجو ألا تحرمينا من مشاركتك معنا في ملتقى أهل التفسير بارك الله فيك وكتب أجرك.​
 
أختي ميادة.. بارك الله فيك.. موضوعك يشحذ الهمة..خصوصا أن دخولي الى هذا المنتدى المبارك كان بسبب بحثي عن طريقة جيدة لحفظ كتاب الله..اللهم وفقنا لذلك...
 
عودة
أعلى