بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه... ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما و ملء ما شاء من شئ بعد ...
وأصلى وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين ... سيد الأولين و الآخرين ... محمد بن عبد الله قائد الغر المحجلين .... عليه أفضل الصلاة ... وأزكي التسليم ... وبعد...
رحلتي مع القرآن
سأحكي رحلتي مع كتاب ربي ... تمنيت لسنوات عديدة أن أحفظ كتاب الله عز وجل إلى أن يسر الله عز وجل فدخلت مركزاً لتحفيظ القرآن ، وختمت القرآن الكريم خلال ستة أشهر وكنت سعيدة جداً ، ولكن كنت أشعر بشئ غريب بداخلي ، كنت أشعر أن حفظ كتاب الله لا يكفي فلابد من شئ آخر ....أنا لم أدرِ ما هو ..؟ ولكن أقدار الله عز وجل أخذتني إلى ذلك المكان الذي وجدت فيه شيئاً مما يدور بداخلي، وجدت نفسي في جامعة الإيمان ، و فعلاً وجدت ذلك الشئ فيها ... أتدرون ما هو ؟؟ .... إنه نور الإيمان إنه ذلك الإحساس المرهف الذي إذا خالط بشاشة القلوب ملأها سعادةً وفرحاً... في ذلك المكان شعرت أني ولدت من جديد ... ليس شعوراً بل حقيقة لامستها بشغاف قلبي ... و أنا أقسم الآن بأن الشئ الغريب الذي كان يدور بداخلي هو شعور بأنك لا تعرف الله ، بأنك لم تذق حلاوة القرب من الله ولم تذق حلاوة الإيمان بعد ... لا يكفي أن تحفظ كتاب الله بل عليك يا حافظ القرآن أن تسعى لطلب العلم، لأن العلم هو النور الذي يضيء لك الطريق إلى الله ... ويا لها من سعادة... مهما وصفتها فلن أستطيع أن أنقل إليك حلاوتها لأن من ذاق عرف و من رأى ليس كمن سمع .
عشت هذه السعادة لفترة طويلة ... ثم عاد ذلك الشعور الغريب الذي يخبرني أن هناك شيئاً آخر ينقصني و لابد أن أسعى للحصول عليه... و يعلم الله عز وجل أني لا أملك لنفسي شيئاً ولا أدعي لها شيئاً، ولكن فضل الله عليّ وكرمه وجوده هو الذي يقودني إلى ذلك ... درست ثلاث سنوات في ذلك الصرح المهيب ... و أنا أشعر أني كل يوم في زيادة رغم وجود ذلك الشعور الغريب إلى أن وصلت إلى السنة الرابعة وهي سنة إختيار التخصص في العلوم الشريعة ، كنت أخطط لدخول قسم الحديث خاصة وأني بدأت في حفظ أحاديث الصحيحين و السنن و قطعت شوطاً كبيراً فيها ، فأردت أن أتخصص في قسم الحديث حتى ألم بشروح هذه الأحاديث ...ولكن الله عز وجل اختار لي قسم التفسير الذي ما خطر لي ببال إلا حينئذ... درست في السنة الرابعة ولم يكن هناك شيء جدير بالذكر... ولكن حينما وصلت إلى السنة الخامسة ودرست مادة التفسير التى كان يدرسها شيخ قدير له أسلوب رائع و متميز في تفسيره لآيات رب العالمين ، أحسست أني أعيش مع كل كلمة من كتاب الله ، وشعرت أن هذا العيش مع كتاب الله بتفسيره و سحر بيانه وروائع لمساته هو الشئ الذي كنت أشعر بنقصانه داخلي في المرة الثانية ...
أن تتعلم كتاب الله ، أن تفهم ماذا يريد الله منك، أن تعيش مع الله، أن تكون كما كان عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه حينما قال: لا توجد آيه في كتاب الله إلا و أنا أعلم متى أنزلت و فيما أنزلت.. أن تسعى كما سعى مجاهد تلميذ الإمام ابن عباس حبر الأمة و ترجمان القرآن ، حينما عرض على شيخه ابن عباس القرآن كاملاً ثلاث عرضات بوقفه فيها عند كل آية ... هذا هو الشئ الذي كنت أبحث عنه .
جلست افكر كثيراً... كم يسعى حفاظ القرآن أولاً لحفظ كتاب الله ثم أخذ إجازة السند التي تتعلق بإتقان المخارج و الوقوف على الآيات ثم أخذ علم القراءات السبع و العشر الصغرى و الكبرى على إختلاف طرقها ... ثم سألت نفسي ...؟! كم من حفاظ القرآن الذي يسعى لئن يأخذ إجازة في تفسير كتاب الله كاملاً على أيدي كبار الشيوخ و العلماء في هذا الباب ... لماذا أصبح هذا الباب من العلم على شرفه قليل الورود إن لم يكن معدوماً ؟..
ولماذا أصبح الإهتمام بالحفظ و السند والقراءات و التسابق على أخذ الإجازات فيها أكثر منافسة من الاهتمام بتفسير كتاب الله و فهم معانيه واستخراج كنوزه و ولآلئه و أخذ الإجازات فيه؟.
يبدوا أننا قد استوعبنا جميع ما يريد الله منا في كتابه حتى توقفنا عن أن ننهل من معين القرآن إلا من رحم الله... و الله عز وجل يقول (ا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ{57} قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ{58} فو الله لو لامست قلوبنا الفرحة بالقرآن وعشنا ذلك الفرح و الفضل لأفنينا أعمارنا في كتاب الله قراءةً و حفظاً و تدبراً و تفسيراً وفهماً...
ولسعينا جاهدين في الحصول على ذلك ...!
ولــــــــــــــكـــــن .....
ثم تسألت لما لا أحقق أنا هذا الحلم ... لما لا أبدأ بأخذ تفسير كتاب الله كاملاً على أيدي المتقنين من الشيوخ ... ثم أفتح حلقةً لتفسير القرآن الكريم وأعلم الآخرين ما تعلمته على أيدي الشيوخ، ثم أسعى لإقامة حلقة للتفسير في كل مركز لتحفيظ القرآن الكريم ويكون الطموح فيما بعد لإقامة مركز لإعطاء الإجازات في تفسير كتاب الله العزيز .
ما أجمل أن تكون سبباً في أن تصل الناس بربهم من خلال كتاب ربهم ...أن تعرف الناس بالله بكلام الله...والله إني أشعر بسعادة حينما أتعلم آية من كتاب الله ، حينما يفتح الله ما يفتح لي من التدبر و الفهم لآيات الله وأود أن يعيش الناس هذه السعادة ... فكم من حفاظ لكتاب الله و لكن كم هم الذين يعلمون ماذا يريد الله منا؟ كم هم الذين يعلمون أسرار كتاب الله وجزالة ألفاظه ويعلمون حسن صياغته وجمال معانيه وإعجاز آياته و سحر بيانه..؟! إن لم يكن هذا هو هم حفاظ القرآن فمن يحمل الهم إذاً ، من يمحو هذه الأمية أمية عدم فهم كتاب الله وفهم الفاظه قبل محو أمية التعليم بالكمبيوتؤ ما أجمل أن تكونوا يا حفاظ القرآن منارة هدى للناس ، يرجع إليكم الناس إذا استشكل عليهم فهم آية أوكلمة أو معنى من كتاب رب العالمين.
هذه الفكرة أحببت أن أطرحها و أنشرها وأدعو من يقرأها أن يسعى إليها حتى نكون خير أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين قال فيهم:( خيركم من تعلم القرآن و علمه)... وارجو من الله تعالى أن يرزقني الإخلاص و الصدق و أن أكون سببا في نصر الأمة و صلاحها... واعلموا تمام العلم يا حفاظ القرآن أنه لن يصلح أخر الأمة إلا ما أصلح أولها وهو القرآن..... ولن يصلحنا القرآن إلا إذا فهمنا ما يريد الله منا .
فالله ........ الله ............ يا أهل القرآن كونوا أنتم من يعيد للأمة مجدها وعزها وسؤددها...وأوصيكم بالدعاء... وبارك الله فيكم ... يا من اختاركم الله لخدمة كتابه .... جعلني الله منهم ... وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه... ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما و ملء ما شاء من شئ بعد ...
وأصلى وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين ... سيد الأولين و الآخرين ... محمد بن عبد الله قائد الغر المحجلين .... عليه أفضل الصلاة ... وأزكي التسليم ... وبعد...
رحلتي مع القرآن
سأحكي رحلتي مع كتاب ربي ... تمنيت لسنوات عديدة أن أحفظ كتاب الله عز وجل إلى أن يسر الله عز وجل فدخلت مركزاً لتحفيظ القرآن ، وختمت القرآن الكريم خلال ستة أشهر وكنت سعيدة جداً ، ولكن كنت أشعر بشئ غريب بداخلي ، كنت أشعر أن حفظ كتاب الله لا يكفي فلابد من شئ آخر ....أنا لم أدرِ ما هو ..؟ ولكن أقدار الله عز وجل أخذتني إلى ذلك المكان الذي وجدت فيه شيئاً مما يدور بداخلي، وجدت نفسي في جامعة الإيمان ، و فعلاً وجدت ذلك الشئ فيها ... أتدرون ما هو ؟؟ .... إنه نور الإيمان إنه ذلك الإحساس المرهف الذي إذا خالط بشاشة القلوب ملأها سعادةً وفرحاً... في ذلك المكان شعرت أني ولدت من جديد ... ليس شعوراً بل حقيقة لامستها بشغاف قلبي ... و أنا أقسم الآن بأن الشئ الغريب الذي كان يدور بداخلي هو شعور بأنك لا تعرف الله ، بأنك لم تذق حلاوة القرب من الله ولم تذق حلاوة الإيمان بعد ... لا يكفي أن تحفظ كتاب الله بل عليك يا حافظ القرآن أن تسعى لطلب العلم، لأن العلم هو النور الذي يضيء لك الطريق إلى الله ... ويا لها من سعادة... مهما وصفتها فلن أستطيع أن أنقل إليك حلاوتها لأن من ذاق عرف و من رأى ليس كمن سمع .
عشت هذه السعادة لفترة طويلة ... ثم عاد ذلك الشعور الغريب الذي يخبرني أن هناك شيئاً آخر ينقصني و لابد أن أسعى للحصول عليه... و يعلم الله عز وجل أني لا أملك لنفسي شيئاً ولا أدعي لها شيئاً، ولكن فضل الله عليّ وكرمه وجوده هو الذي يقودني إلى ذلك ... درست ثلاث سنوات في ذلك الصرح المهيب ... و أنا أشعر أني كل يوم في زيادة رغم وجود ذلك الشعور الغريب إلى أن وصلت إلى السنة الرابعة وهي سنة إختيار التخصص في العلوم الشريعة ، كنت أخطط لدخول قسم الحديث خاصة وأني بدأت في حفظ أحاديث الصحيحين و السنن و قطعت شوطاً كبيراً فيها ، فأردت أن أتخصص في قسم الحديث حتى ألم بشروح هذه الأحاديث ...ولكن الله عز وجل اختار لي قسم التفسير الذي ما خطر لي ببال إلا حينئذ... درست في السنة الرابعة ولم يكن هناك شيء جدير بالذكر... ولكن حينما وصلت إلى السنة الخامسة ودرست مادة التفسير التى كان يدرسها شيخ قدير له أسلوب رائع و متميز في تفسيره لآيات رب العالمين ، أحسست أني أعيش مع كل كلمة من كتاب الله ، وشعرت أن هذا العيش مع كتاب الله بتفسيره و سحر بيانه وروائع لمساته هو الشئ الذي كنت أشعر بنقصانه داخلي في المرة الثانية ...
أن تتعلم كتاب الله ، أن تفهم ماذا يريد الله منك، أن تعيش مع الله، أن تكون كما كان عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه حينما قال: لا توجد آيه في كتاب الله إلا و أنا أعلم متى أنزلت و فيما أنزلت.. أن تسعى كما سعى مجاهد تلميذ الإمام ابن عباس حبر الأمة و ترجمان القرآن ، حينما عرض على شيخه ابن عباس القرآن كاملاً ثلاث عرضات بوقفه فيها عند كل آية ... هذا هو الشئ الذي كنت أبحث عنه .
جلست افكر كثيراً... كم يسعى حفاظ القرآن أولاً لحفظ كتاب الله ثم أخذ إجازة السند التي تتعلق بإتقان المخارج و الوقوف على الآيات ثم أخذ علم القراءات السبع و العشر الصغرى و الكبرى على إختلاف طرقها ... ثم سألت نفسي ...؟! كم من حفاظ القرآن الذي يسعى لئن يأخذ إجازة في تفسير كتاب الله كاملاً على أيدي كبار الشيوخ و العلماء في هذا الباب ... لماذا أصبح هذا الباب من العلم على شرفه قليل الورود إن لم يكن معدوماً ؟..
ولماذا أصبح الإهتمام بالحفظ و السند والقراءات و التسابق على أخذ الإجازات فيها أكثر منافسة من الاهتمام بتفسير كتاب الله و فهم معانيه واستخراج كنوزه و ولآلئه و أخذ الإجازات فيه؟.
يبدوا أننا قد استوعبنا جميع ما يريد الله منا في كتابه حتى توقفنا عن أن ننهل من معين القرآن إلا من رحم الله... و الله عز وجل يقول (ا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ{57} قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ{58} فو الله لو لامست قلوبنا الفرحة بالقرآن وعشنا ذلك الفرح و الفضل لأفنينا أعمارنا في كتاب الله قراءةً و حفظاً و تدبراً و تفسيراً وفهماً...
ولسعينا جاهدين في الحصول على ذلك ...!
ولــــــــــــــكـــــن .....
ثم تسألت لما لا أحقق أنا هذا الحلم ... لما لا أبدأ بأخذ تفسير كتاب الله كاملاً على أيدي المتقنين من الشيوخ ... ثم أفتح حلقةً لتفسير القرآن الكريم وأعلم الآخرين ما تعلمته على أيدي الشيوخ، ثم أسعى لإقامة حلقة للتفسير في كل مركز لتحفيظ القرآن الكريم ويكون الطموح فيما بعد لإقامة مركز لإعطاء الإجازات في تفسير كتاب الله العزيز .
ما أجمل أن تكون سبباً في أن تصل الناس بربهم من خلال كتاب ربهم ...أن تعرف الناس بالله بكلام الله...والله إني أشعر بسعادة حينما أتعلم آية من كتاب الله ، حينما يفتح الله ما يفتح لي من التدبر و الفهم لآيات الله وأود أن يعيش الناس هذه السعادة ... فكم من حفاظ لكتاب الله و لكن كم هم الذين يعلمون ماذا يريد الله منا؟ كم هم الذين يعلمون أسرار كتاب الله وجزالة ألفاظه ويعلمون حسن صياغته وجمال معانيه وإعجاز آياته و سحر بيانه..؟! إن لم يكن هذا هو هم حفاظ القرآن فمن يحمل الهم إذاً ، من يمحو هذه الأمية أمية عدم فهم كتاب الله وفهم الفاظه قبل محو أمية التعليم بالكمبيوتؤ ما أجمل أن تكونوا يا حفاظ القرآن منارة هدى للناس ، يرجع إليكم الناس إذا استشكل عليهم فهم آية أوكلمة أو معنى من كتاب رب العالمين.
هذه الفكرة أحببت أن أطرحها و أنشرها وأدعو من يقرأها أن يسعى إليها حتى نكون خير أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين قال فيهم:( خيركم من تعلم القرآن و علمه)... وارجو من الله تعالى أن يرزقني الإخلاص و الصدق و أن أكون سببا في نصر الأمة و صلاحها... واعلموا تمام العلم يا حفاظ القرآن أنه لن يصلح أخر الأمة إلا ما أصلح أولها وهو القرآن..... ولن يصلحنا القرآن إلا إذا فهمنا ما يريد الله منا .
فالله ........ الله ............ يا أهل القرآن كونوا أنتم من يعيد للأمة مجدها وعزها وسؤددها...وأوصيكم بالدعاء... وبارك الله فيكم ... يا من اختاركم الله لخدمة كتابه .... جعلني الله منهم ... وجزاكم الله خيراً.