بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / زهرة الإسلام – حفظه الله
كنت قد أعددت هذا الجواب ، لكن شغلني شاغل عن إرساله في حينه - ونسأل الله أن لا يجعلنا من الذين تلهيهم التجارة والبيع عن ذكر الله – ثم رأيت إجابة الدكتور مساعد – حفظه الله . فرأيت إجابتي لا تخرج عن إجابته إلا في زيادة اٌلكلام ، فلعلي أستفيد منها قبل أن تستفيد أنت ، وعذراً للدكتور مساعد :
جاء تخصيص التجارة بالذكر لكونها أقوى الصوارف عندهم عن الصلاة والطاعات ، فجاء ذكر النوع العام الذي يشتمل على أفراد متنوعة ، أي لا يشغلهم نوع من أنواع التجارة ولا فرد من أفراد البياعات ، وإن كان في غاية الربح ، وإفراده بالذكر مع اندراجه تحت التجارة للإيذان بإنافته على سائر أنواعها ، لأن ربحه متيقن ناجز ، وربح ما عداه متوقع ، فلم يلزم من نفي إلهاء ما عداه نفي إلهائه ، ولذلك كررت كلمة لا ، لتذكير النفي وتأكيده ، وهذا يكون من باب ذكر الخاص بعد العام ، كما في قوله تعلى : ( فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) [ الرحمن:68 ] وكقوله تعالى : ( مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ) [ البقرة:98 ] ، فالنخل والرمان من الفاكهة ، وجبريل وميكال من الملائكة .
. و نقل عن الواقدي أن المراد بالتجارة هو الشراء ، لأنه أصلها ومبدؤها ، اطلاقاً لاسم الجنس على النوع .
وقيل هو الجلب لأنه الغالب فيها ، ومنه يقال تجَر في كذا أي جلبه . أي لا تشغلهم تجارة في السفر ، ولا بيع في الحضر .
______
انظر : تفسير أبي السعود . والنسفي . والبغوي.
عبد الله إبراهيم