رجائي رضى ربي
New member
قيل في معنى الربانيين عند علماء التفسير: الفقهاء العلماء الحكماء [SUP]([1])[/SUP] ، أو ولاة الناس وقادتهم [SUP]([2]) [/SUP]. وأختار الطبري أن هذه المعاني منسوبة إلى (الربَّان) حيث قال: "وأولى الأقوال عندي بالصواب في"الربانيين" أنهم جمع"رباني"، وأن الرباني المنسوب إلى"الرَّبَّان"، الذي يربُّ الناسَ، وهو الذي يُصْلح أمورهم، ويربّها، ويقوم بها ... و"الربّاني" هو المنسوب إلى من كان بالصفة التي وصفتُ وكان العالم بالفقه والحكمة من المصلحين، يَرُبّ أمورَ الناس، بتعليمه إياهم الخيرَ، ودعائهم إلى ما فيه مصلحتهم وكان كذلك الحكيمُ التقيُّ لله، والوالي الذي يلي أمور الناس على المنهاج الذي وَليه المقسطون من المصْلحين أمورَ الخلق، بالقيام فيهم بما فيه صلاحُ عاجلهم وآجلهم، وعائدةُ النفع عليهم في دينهم، ودنياهم كانوا جميعًا يستحقون أن يكونوا ممن دَخل في قوله عز وجل:"ولكن كونوا ربانيين". فـــ"الربانيون" إذًا، هم عمادُ الناس في الفقه والعلم وأمور الدين والدنيا. ولذلك قال مجاهد:"وهم فوق الأحبار"، لأن"الأحبارَ" هم العلماء، و"الرباني" الجامعُ إلى العلم والفقه، البصرَ بالسياسة والتدبير والقيام بأمور الرعية، وما يصلحهم في دُنياهم ودينهم" [SUP]([3]) [/SUP].
وذهب آخرون إلى أن الرباني هو العالم بدين الله العامل بعلمه [SUP]([4])[/SUP] ، وهذا القول يؤيده من نسب إلى (الرب) وهو الله تعالى ، لأن من كان هذا وصفه ، فإن له مزيد اختصاص بنسبته إلى الرب تعالى ، لأن النسب إلى الشيء إنما يكون لمزيد اختصاص المنسوب بالمنسوب إليه " [SUP]([5])[/SUP] .
([1]) وهو قول مجاهد في تفسيره (254) وسفيان الثوري في تفسيره (78) ، وقول عبد الرزاق في تفسيره (1/ 400) وقول ابن عباس وعطاء وابي رزين والحسن البصري وقتادة والسدي ويحي بن عقيل والضحاك . ذكره الطبري في تفسيره جامع البيان (6/ 541- 542) ، والثعلبي في الكشف والبيان (3/ 102) .
([2]) وهو قول ابن زيد ، ذكره الطبري في جامع البيان (6/ 543) ، والثعلبي في الكشف والبيان (3/ 102) .
([3]) جامع البيان: للطبري (6/ 544) .
([4]) وهو قول مقاتل بن سليمان في تفسيره (1/ 186) ، والحسن البصري ، ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره (2/ 691) ، وقول سعيد بن جبير ، ذكره الطبري في تفسيره جامع البيان (6/ 541- 542) ، والثعلبي في الكشف والبيان (3/ 102) .
([5]) انظر: التحرير والتنوير : (3/ 295) .
وورد فى كتاب لغات القبائل الواردة فى القرآن : قوله تعالى : (( كونوا ربانيين )) : يعني علماء وافقت لغة السريانية [SUP]([1])[/SUP] . وجزم أبو القاسم بأنها سريانية، قاله فى الإتقان [SUP]([2])[/SUP] .
وقال أبو عبيد [SUP]([3][/SUP]) : "أحسب الكلمة ليست بعربية، إنما هي عبرانية، أو سريانيّة، وسواء كانت عربية أو عبرانية، فهي تدل على الإنسان الذي علم وعمل بما علم، واشتغل بتعليم طرق الخير" [SUP]([4]) [/SUP]، وقال: "وذلك أن عبيدة[SUP] ([5])[/SUP] زعم أن العرب لا تعرف الربانيين" [SUP]([6]) [/SUP]. واستحسن الراغب الأصفهاني ذلك [SUP]([7])[/SUP] ، ولم يرتضي السمين اختياره ، وقال : "وقد اختار غير المختار، لأنا متى وجدنا لفظًا موافقًا للأصول اشتقاقًا ومعنًى، فأي معنًى إلى ادعاء السريانية فيه؟ " [SUP]([8][/SUP]) .
([1]) لغات القبائل الواردة فى القرآن: لأبُو عُبَيْد (4) .
([2]) الإتقان في علوم القرآن: للسيوطي (2/ 133) .
([3]) لأبي عبيد القاسم بن سلام
([4]) مفاتيح الغيب : للرازي (8/ 271) .
([5]) معمر بن المثنى
([6]) زاد المسير: لابن الجوزي (1/ 298) .
([7]) المفردات: للراغب الأصفهاني (337) مادة (رب) .
([8]) عمدة الحفاظ: للسمين الحلبي (2/ 62) .
وذهب آخرون إلى أن الرباني هو العالم بدين الله العامل بعلمه [SUP]([4])[/SUP] ، وهذا القول يؤيده من نسب إلى (الرب) وهو الله تعالى ، لأن من كان هذا وصفه ، فإن له مزيد اختصاص بنسبته إلى الرب تعالى ، لأن النسب إلى الشيء إنما يكون لمزيد اختصاص المنسوب بالمنسوب إليه " [SUP]([5])[/SUP] .
([1]) وهو قول مجاهد في تفسيره (254) وسفيان الثوري في تفسيره (78) ، وقول عبد الرزاق في تفسيره (1/ 400) وقول ابن عباس وعطاء وابي رزين والحسن البصري وقتادة والسدي ويحي بن عقيل والضحاك . ذكره الطبري في تفسيره جامع البيان (6/ 541- 542) ، والثعلبي في الكشف والبيان (3/ 102) .
([2]) وهو قول ابن زيد ، ذكره الطبري في جامع البيان (6/ 543) ، والثعلبي في الكشف والبيان (3/ 102) .
([3]) جامع البيان: للطبري (6/ 544) .
([4]) وهو قول مقاتل بن سليمان في تفسيره (1/ 186) ، والحسن البصري ، ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره (2/ 691) ، وقول سعيد بن جبير ، ذكره الطبري في تفسيره جامع البيان (6/ 541- 542) ، والثعلبي في الكشف والبيان (3/ 102) .
([5]) انظر: التحرير والتنوير : (3/ 295) .
وورد فى كتاب لغات القبائل الواردة فى القرآن : قوله تعالى : (( كونوا ربانيين )) : يعني علماء وافقت لغة السريانية [SUP]([1])[/SUP] . وجزم أبو القاسم بأنها سريانية، قاله فى الإتقان [SUP]([2])[/SUP] .
وقال أبو عبيد [SUP]([3][/SUP]) : "أحسب الكلمة ليست بعربية، إنما هي عبرانية، أو سريانيّة، وسواء كانت عربية أو عبرانية، فهي تدل على الإنسان الذي علم وعمل بما علم، واشتغل بتعليم طرق الخير" [SUP]([4]) [/SUP]، وقال: "وذلك أن عبيدة[SUP] ([5])[/SUP] زعم أن العرب لا تعرف الربانيين" [SUP]([6]) [/SUP]. واستحسن الراغب الأصفهاني ذلك [SUP]([7])[/SUP] ، ولم يرتضي السمين اختياره ، وقال : "وقد اختار غير المختار، لأنا متى وجدنا لفظًا موافقًا للأصول اشتقاقًا ومعنًى، فأي معنًى إلى ادعاء السريانية فيه؟ " [SUP]([8][/SUP]) .
([1]) لغات القبائل الواردة فى القرآن: لأبُو عُبَيْد (4) .
([2]) الإتقان في علوم القرآن: للسيوطي (2/ 133) .
([3]) لأبي عبيد القاسم بن سلام
([4]) مفاتيح الغيب : للرازي (8/ 271) .
([5]) معمر بن المثنى
([6]) زاد المسير: لابن الجوزي (1/ 298) .
([7]) المفردات: للراغب الأصفهاني (337) مادة (رب) .
([8]) عمدة الحفاظ: للسمين الحلبي (2/ 62) .
فما الراجح في هذا اللفظ ( أهو لفظ عربي أم أعجمي ؟ )
ومالدليل على ذلك بوركتم ؟
وجزاكم الله خيراً
ومالدليل على ذلك بوركتم ؟
وجزاكم الله خيراً