( رباني ) هل هي لفظة عربية أم سريانية ؟

إنضم
02/10/2010
المشاركات
140
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
مكة المكرمة
قيل في معنى الربانيين عند علماء التفسير: الفقهاء العلماء الحكماء [SUP]([1])[/SUP] ، أو ولاة الناس وقادتهم [SUP]([2]) [/SUP]. وأختار الطبري أن هذه المعاني منسوبة إلى (الربَّان) حيث قال: "وأولى الأقوال عندي بالصواب في"الربانيين" أنهم جمع"رباني"، وأن الرباني المنسوب إلى"الرَّبَّان"، الذي يربُّ الناسَ، وهو الذي يُصْلح أمورهم، ويربّها، ويقوم بها ... و"الربّاني" هو المنسوب إلى من كان بالصفة التي وصفتُ وكان العالم بالفقه والحكمة من المصلحين، يَرُبّ أمورَ الناس، بتعليمه إياهم الخيرَ، ودعائهم إلى ما فيه مصلحتهم وكان كذلك الحكيمُ التقيُّ لله، والوالي الذي يلي أمور الناس على المنهاج الذي وَليه المقسطون من المصْلحين أمورَ الخلق، بالقيام فيهم بما فيه صلاحُ عاجلهم وآجلهم، وعائدةُ النفع عليهم في دينهم، ودنياهم كانوا جميعًا يستحقون أن يكونوا ممن دَخل في قوله عز وجل:"ولكن كونوا ربانيين". فـــ"الربانيون" إذًا، هم عمادُ الناس في الفقه والعلم وأمور الدين والدنيا. ولذلك قال مجاهد:"وهم فوق الأحبار"، لأن"الأحبارَ" هم العلماء، و"الرباني" الجامعُ إلى العلم والفقه، البصرَ بالسياسة والتدبير والقيام بأمور الرعية، وما يصلحهم في دُنياهم ودينهم" [SUP]([3]) [/SUP].
وذهب آخرون إلى أن الرباني هو العالم بدين الله العامل بعلمه [SUP]([4])[/SUP] ، وهذا القول يؤيده من نسب إلى (الرب) وهو الله تعالى ، لأن من كان هذا وصفه ، فإن له مزيد اختصاص بنسبته إلى الرب تعالى ، لأن النسب إلى الشيء إنما يكون لمزيد اختصاص المنسوب بالمنسوب إليه " [SUP]([5])[/SUP] .


([1]) وهو قول مجاهد في تفسيره (254) وسفيان الثوري في تفسيره (78) ، وقول عبد الرزاق في تفسيره (1/ 400) وقول ابن عباس وعطاء وابي رزين والحسن البصري وقتادة والسدي ويحي بن عقيل والضحاك . ذكره الطبري في تفسيره جامع البيان (6/ 541- 542) ، والثعلبي في الكشف والبيان (3/ 102) .

([2]) وهو قول ابن زيد ، ذكره الطبري في جامع البيان (6/ 543) ، والثعلبي في الكشف والبيان (3/ 102) .

([3]) جامع البيان: للطبري (6/ 544) .

([4]) وهو قول مقاتل بن سليمان في تفسيره (1/ 186) ، والحسن البصري ، ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره (2/ 691) ، وقول سعيد بن جبير ، ذكره الطبري في تفسيره جامع البيان (6/ 541- 542) ، والثعلبي في الكشف والبيان (3/ 102) .

([5]) انظر: التحرير والتنوير : (3/ 295) .


وورد فى كتاب لغات القبائل الواردة فى القرآن : قوله تعالى : (( كونوا ربانيين )) : يعني علماء وافقت لغة السريانية [SUP]([1])[/SUP] . وجزم أبو القاسم بأنها سريانية، قاله فى الإتقان [SUP]([2])[/SUP] .
وقال أبو عبيد [SUP]([3][/SUP]) : "أحسب الكلمة ليست بعربية، إنما هي عبرانية، أو سريانيّة، وسواء كانت عربية أو عبرانية، فهي تدل على الإنسان الذي علم وعمل بما علم، واشتغل بتعليم طرق الخير" [SUP]([4]) [/SUP]، وقال: "وذلك أن عبيدة[SUP] ([5])[/SUP] زعم أن العرب لا تعرف الربانيين" [SUP]([6]) [/SUP]. واستحسن الراغب الأصفهاني ذلك [SUP]([7])[/SUP] ، ولم يرتضي السمين اختياره ، وقال : "وقد اختار غير المختار، لأنا متى وجدنا لفظًا موافقًا للأصول اشتقاقًا ومعنًى، فأي معنًى إلى ادعاء السريانية فيه؟ " [SUP]([8][/SUP]) .

([1]) لغات القبائل الواردة فى القرآن: لأبُو عُبَيْد (4) .

([2]) الإتقان في علوم القرآن: للسيوطي (2/ 133) .

([3]) لأبي عبيد القاسم بن سلام

([4]) مفاتيح الغيب : للرازي (8/ 271) .

([5]) معمر بن المثنى

([6]) زاد المسير: لابن الجوزي (1/ 298) .

([7]) المفردات: للراغب الأصفهاني (337) مادة (رب) .

([8]) عمدة الحفاظ: للسمين الحلبي (2/ 62) .



فما الراجح في هذا اللفظ ( أهو لفظ عربي أم أعجمي ؟ )
ومالدليل على ذلك بوركتم ؟
وجزاكم الله خيراً
 
قيل في معنى الربانيين عند علماء التفسير: الفقهاء العلماء الحكماء [SUP]([1])[/SUP] ، أو ولاة الناس وقادتهم [SUP]([2]) [/SUP]. وأختار الطبري أن هذه المعاني منسوبة إلى (الربَّان) حيث قال: "وأولى الأقوال عندي بالصواب في"الربانيين" أنهم جمع"رباني"، وأن الرباني المنسوب إلى"الرَّبَّان"، الذي يربُّ الناسَ، وهو الذي يُصْلح أمورهم، ويربّها، ويقوم بها ... و"الربّاني" هو المنسوب إلى من كان بالصفة التي وصفتُ وكان العالم بالفقه والحكمة من المصلحين، يَرُبّ أمورَ الناس، بتعليمه إياهم الخيرَ، ودعائهم إلى ما فيه مصلحتهم وكان كذلك الحكيمُ التقيُّ لله، والوالي الذي يلي أمور الناس على المنهاج الذي وَليه المقسطون من المصْلحين أمورَ الخلق، بالقيام فيهم بما فيه صلاحُ عاجلهم وآجلهم، وعائدةُ النفع عليهم في دينهم، ودنياهم كانوا جميعًا يستحقون أن يكونوا ممن دَخل في قوله عز وجل:"ولكن كونوا ربانيين". فـــ"الربانيون" إذًا، هم عمادُ الناس في الفقه والعلم وأمور الدين والدنيا. ولذلك قال مجاهد:"وهم فوق الأحبار"، لأن"الأحبارَ" هم العلماء، و"الرباني" الجامعُ إلى العلم والفقه، البصرَ بالسياسة والتدبير والقيام بأمور الرعية، وما يصلحهم في دُنياهم ودينهم" [SUP]([3]) [/SUP].
وذهب آخرون إلى أن الرباني هو العالم بدين الله العامل بعلمه [SUP]([4])[/SUP] ، وهذا القول يؤيده من نسب إلى (الرب) وهو الله تعالى ، لأن من كان هذا وصفه ، فإن له مزيد اختصاص بنسبته إلى الرب تعالى ، لأن النسب إلى الشيء إنما يكون لمزيد اختصاص المنسوب بالمنسوب إليه " [SUP]([5])[/SUP] .


([1]) وهو قول مجاهد في تفسيره (254) وسفيان الثوري في تفسيره (78) ، وقول عبد الرزاق في تفسيره (1/ 400) وقول ابن عباس وعطاء وابي رزين والحسن البصري وقتادة والسدي ويحي بن عقيل والضحاك . ذكره الطبري في تفسيره جامع البيان (6/ 541- 542) ، والثعلبي في الكشف والبيان (3/ 102) .

([2]) وهو قول ابن زيد ، ذكره الطبري في جامع البيان (6/ 543) ، والثعلبي في الكشف والبيان (3/ 102) .

([3]) جامع البيان: للطبري (6/ 544) .

([4]) وهو قول مقاتل بن سليمان في تفسيره (1/ 186) ، والحسن البصري ، ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره (2/ 691) ، وقول سعيد بن جبير ، ذكره الطبري في تفسيره جامع البيان (6/ 541- 542) ، والثعلبي في الكشف والبيان (3/ 102) .

([5]) انظر: التحرير والتنوير : (3/ 295) .


وورد فى كتاب لغات القبائل الواردة فى القرآن : قوله تعالى : (( كونوا ربانيين )) : يعني علماء وافقت لغة السريانية [SUP]([1])[/SUP] . وجزم أبو القاسم بأنها سريانية، قاله فى الإتقان [SUP]([2])[/SUP] .
وقال أبو عبيد [SUP]([3][/SUP]) : "أحسب الكلمة ليست بعربية، إنما هي عبرانية، أو سريانيّة، وسواء كانت عربية أو عبرانية، فهي تدل على الإنسان الذي علم وعمل بما علم، واشتغل بتعليم طرق الخير" [SUP]([4]) [/SUP]، وقال: "وذلك أن عبيدة[SUP] ([5])[/SUP] زعم أن العرب لا تعرف الربانيين" [SUP]([6]) [/SUP]. واستحسن الراغب الأصفهاني ذلك [SUP]([7])[/SUP] ، ولم يرتضي السمين اختياره ، وقال : "وقد اختار غير المختار، لأنا متى وجدنا لفظًا موافقًا للأصول اشتقاقًا ومعنًى، فأي معنًى إلى ادعاء السريانية فيه؟ " [SUP]([8][/SUP]) .

([1]) لغات القبائل الواردة فى القرآن: لأبُو عُبَيْد (4) .

([2]) الإتقان في علوم القرآن: للسيوطي (2/ 133) .

([3]) لأبي عبيد القاسم بن سلام

([4]) مفاتيح الغيب : للرازي (8/ 271) .

([5]) معمر بن المثنى

([6]) زاد المسير: لابن الجوزي (1/ 298) .

([7]) المفردات: للراغب الأصفهاني (337) مادة (رب) .

([8]) عمدة الحفاظ: للسمين الحلبي (2/ 62) .



فما الراجح في هذا اللفظ ( أهو لفظ عربي أم أعجمي ؟ )
ومالدليل على ذلك بوركتم ؟
وجزاكم الله خيراً



السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
جزاك [ي]خيرا على الموضوع فأراه مهم.

ارى انه لفظ عربي
الدليل من العربية امتلاكه ل مشتقاته


اما خلال الاية نفسها:
قوله تعالى :مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (79)سورة آل عمران
فجاءت من الاية عبارة من عباد لي دون الله ....يعني مفهوم لفظ الربانيين تتناقض مع عبارة عبادا لي من دون الله ....فمفهوم لفظ الربانيين له علاقة بعباد الله..




اما من القران :
*قوله تعالى:وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ﴾ [فصلت: ٤٤]
فالقرآن جاء بلسان عربي

و* قوله تعالى:إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)سورة يوسف


اما من ام القرآن و هي سورة الفاتحة
قوله تعالى: الحمد لله رب العالمين الاية ٢

و الله اعلم
 
القرآن كله عربيٌّ، ولا وجودَ للسريانيِّ ولا لباقي اللغاتِ فيه.
والسريانية لهجةٌ عربيَّة محوَّرةٌ عنها بطول الأمد، وكذلك العبريَّةُ، وكما شاء الله أن يحفظ للناس دينهم الأولَ ببعث الرُّسل والكتب، بعث لهم لغتهم الأولى بعد أن كادت تدرسُ وقَيَّضَ لها من الأسبابِ في أزمانها المتتاليةِ حتى تبقى إلى يوم الناس هذا.
واللغةُ العربيَّة مع المنطقِ السليمِ التَّامِّ متظافرانِ في خطة الخلق الموحدة التي أنشأها العزيز العليم سبحانه.
ومن رامَ أن يعلمَ علم اليقينِ أنَّ أصول اللغات الحديثة الوليدة اليومَ ومنها الإنجليزيةُ إنما هي لهجاتٌ محورة عن العربيَّةِ أيضا، وخالطها عُجمَة الخلقِ لاختلاط دينهم وفطرتهم وعمل الشياطين فيهم فليبحثْ فيما كتبَ جهابذة البحَّاثة في موضوع أصل اللغاتِ كالبوريني ومصطفى محمود وفتحية عبد العزيز والفلوجي وغيرهم من المسلمين وكذا من علماء اللغات والمستشرقين.
ومن تأمَّلَ بعينِ العلم والعقل والحكمة أَنَّ آدم تدَنَّى في المنزلة من العصمة إلى المعصية، ومن الستر إلى كشف العورة، ومن كمالاته في سائر أحواله في الجنَّة إلى النقص والعنت الأرضي، لزمَهُ أنْ لا يُفَوِّتَ ضرورة لازمَة الضعفِ اللغَويِّ واستبدال لغة الجنَّة بما هوَ أدنى كذلك.
وسأكتُبُ في منشورٍ مستَقِلٍّ إن شاء اللهُ تعالى المراحل الدَّقيقَة لحركة اللغات وبالأخص السامية وأخصها الجزيرية والعربية على وجه التحديد، المستوحاة ببراهينَ قاطعةٍ من النصوصِ الشرعية والبحوث العلميَّة الموثوقَة ليستَجلي من أرادَ قصدي فيما أسلفتُ.
 
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم .
لقد جمعت أقوال المفسرين حول ذلك لعلها توضح لنا الأصح والأرجح
وأحتاج آرائكم بارك الله فيكم

القول الأول : كان في الأصل ربي، فأدخلت الألف للتفخيم وهو لسان السريانية، ثم أدخلت النون لسكون الألف كما قيل: صنعاني وبحراني وداراني [SUP]([1]) [/SUP].
القول الثاني : أنها كلمة سريانية [SUP]([2])[/SUP] ، وقيل: "لم يعرف العرب الربانيين" [SUP]([3]) [/SUP].
القول الثالث : منسوب إلى (الرب) من حيث هو العالم ما علمه، العامل بطاعته، المعلم للناس ما أمر به، وزيدت الألف والنون مبالغة ، كما قالوا: لحياني وشعراني في النسبة إلى اللحية والشعر [SUP]([4])[/SUP] .
القول الرابع : منسوب إلى (الرَّبَّان) وهو معلم الناس، وعالمهم السائس لأمرهم، مأخوذ من رب يرب إذا أصلح وربى، وزيدت فيه هذه النون كما زيدت في غضبان وعطشان [SUP]([5])[/SUP] .
وأبرز من ذهب إلى قول المؤرج من السابقين واللاحقين : أبو عبيدة ، والثعلبي ، والبغوي ، واستحسنه الراغب الأصفهاني .


([1]) ذكره الثعلبي في الكشف والبيان (3/ 102) ، ومعالم التنزيل: للبغوي (1/ 463) .

([2]) وهو قول أبي عبيدة ، ذكره الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب (8/ 271) .

([3]) وهو قول أبو عبيدة في تفسيره مجاز القرآن (1/ 97) ، ذكره الثعلبي في الكشف والبيان (3/ 102) .

([4]) وهو قول سيبوية ، انظر: المحرر الوجيز: لابن عطية (1/ 462) ، وزاد المسير: لابن الجوزي (1/ 298) ، ومفاتيح الغيب: للرازي (8/ 271) ، والكشف والبيان: للثعلبي (3/ 102) ، وهو قول الزجاج في تفسيره معاني القرآن وإعرابه (1/ 435) .

([5]) وهو قول المبرد ، انظر: المحرر الوجيز: لابن عطية (1/ 462) ، مفاتيح الغيب: للرازي (8/ 271) .
 
وأختار الطبري أن هذه اللفظة منسوبة إلى (الربَّان) حيث قال: "وأولى الأقوال عندي بالصواب في"الربانيين" أنهم جمع"رباني"، وأن الرباني المنسوب إلى"الرَّبَّان"، الذي يربُّ الناسَ، وهو الذي يُصْلح أمورهم، ويربّها، ويقوم بها ... و"الربّاني" هو المنسوب إلى من كان بالصفة التي وصفتُ وكان العالم بالفقه والحكمة من المصلحين، يَرُبّ أمورَ الناس، بتعليمه إياهم الخيرَ، ودعائهم إلى ما فيه مصلحتهم وكان كذلك الحكيمُ التقيُّ لله، والوالي الذي يلي أمور الناس على المنهاج الذي وَليه المقسطون من المصْلحين أمورَ الخلق، بالقيام فيهم بما فيه صلاحُ عاجلهم وآجلهم، وعائدةُ النفع عليهم في دينهم، ودنياهم كانوا جميعًا يستحقون أن يكونوا ممن دَخل في قوله عز وجل:"ولكن كونوا ربانيين". فـــ"الربانيون" إذًا، هم عمادُ الناس في الفقه والعلم وأمور الدين والدنيا. ولذلك قال مجاهد:"وهم فوق الأحبار"، لأن"الأحبارَ" هم العلماء، و"الرباني" الجامعُ إلى العلم والفقه، البصرَ بالسياسة والتدبير والقيام بأمور الرعية، وما يصلحهم في دُنياهم ودينهم" [SUP]([1][/SUP]) .

([1]) جامع البيان: للطبري (6/ 544) .
 
الكلام لشيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله في مجموع الفتاوى(1 / 58 – 63) :

" وقال { وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير} الآيات والأكثرون يقرءون قاتل - والربيون الكثير عند جماهير السلف والخلف : هم الجماعات الكثيرة قال ابن مسعود وابن عباس في رواية عنه والفراء : ألوف كثيرة وقال ابن عباس في أخرى ومجاهد وقتادة : جماعات كثيرة وقرئ بالحركات الثلاث في الراء فعلى هذه القراءة فالربيون الذين قاتلوا معه : الذين ما وهنوا وما ضعفوا . وأما على قراءة أبي عمرو وغيره ففيها وجهان : - أحدهما : يوافق الأول أي الربيون يقتلون فما وهنوا أي ما وهن من بقي منهم لقتل كثير منهم أي ما ضعفوا لذلك ولا دخلهم خور ولا ذلوا لعدوهم بل قاموا بأمر الله في القتال حتى أدالهم الله عليهم وصارت كلمة الله هي العليا . والثاني : أن النبي صلى الله عليه وسلم قتل معه ربيون كثير فما وهن من بقي منهم لقتل النبي صلى الله عليه وسلم وهذا يناسب صرخ الشيطان أن محمدا قد قتل لكن هذا لا يناسب لفظ الآية فالمناسب أنهم مع كثرة المصيبة ما وهنوا ولو أريد أن النبي قتل ومعه ناس لم يخافوا ; لم يحتج إلى تكثيرهم بل تقليلهم هو المناسب لها ; فإذا كثروا لم يكن في مدحهم بذلك عبرة . وأيضا لم يكن فيه حجة على الصحابة ; فإنهم يوم أحد قليلون والعدو أضعافهم فيقولون ولم يهنوا ; لأنهم ألوف ونحن قليلون . وأيضا فقوله : {وكأين من نبي } يقتضي كثرة ذلك وهذا لا يعرف أن أنبياء كثيرين قتلوا في الجهاد . وأيضا فيقتضي أن المقتولين مع كل واحد منهم ربيون كثير وهذا لم يوجد ; فإن من قبل موسى من الأنبياء لم يكونوا يقاتلون وموسى وأنبياء بني إسرائيل لم يقتلوا في الغزو ; بل ولا يعرف نبي قتل في جهاد فكيف يكون هذا كثيرا ويكون جيشه كثيرا والله سبحانه أنكر على من ينقلب سواء كان النبي مقتولا أو ميتا فلم يذمهم إذا مات أو قتل على الخوف بل على الانقلاب على الأعقاب ولهذا تلاها الصديق رضي الله عنه بعد موته صلى الله عليه وسلم فكأن لم يسمعوها قبل ذلك . ثم ذكر بعدها معنى آخر : وهو أن من كان قبلكم كانوا يقاتلون فيقتل منهم خلق كثير . وهم لا يهنون فيكون ذكر الكثرة مناسبا لأن من قتل مع الأنبياء كثير وقتل الكثير من الجنس يقتضي الوهن فما وهنوا وإن كانوا كثيرين ولو وهنوا دل على ضعف إيمانهم ولم يقل هنا : ولم ينقلبوا على أعقابهم فلو كان المراد أن نبيهم قتل لقال فانقلبوا على أعقابهم لأنه هو الذي أنكره إذا مات النبي أو قتل فأنكر سبحانه شيئين : الارتداد إذا مات أو قتل والوهن والضعف والاستكانة لما أصابهم في سبيل الله من استيلاء العدو ; ولهذا قال : { فما وهنوا لما أصابهم } إلخ . ولم يقل : فما وهنوا لقتل النبي ولو قتل وهم أحياء لذكر ما يناسب ذلك ولم يقل : { فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله } ومعلوم أن ما يصيب في سبيل الله في عامة الغزوات لا يكون قتل نبي . وأيضا فكون النبي قاتل معه أو قتل معه ربيونكثير : لا يستلزم أن يكون النبي معهم في الغزاة بل كل من اتبع النبي وقاتل على دينه فقد قاتل معه وكذلك كل من قتل على دينه فقد قتل معه وهذا الذي فهم الصحابة ; فإن أعظم قتالهم كان بعد وفاته صلى الله عليه وسلم حتى فتحوا البلاد شاما ومصرا وعراقا ويمنا وعربا وعجما وروما ومغربا ومشرقا وحينئذ فظهر كثرة من قتل معه فإن الذين قاتلوا وأصيبوا وهم على دين الأنبياء كثيرون ويكون في هذه الآية عبرة لكل المؤمنين إلى يوم القيامة فإنهم كلهم يقاتلون مع النبي صلى الله عليه وسلم على دينه وإن كان قد مات والصحابة الذين يغزون في السرايا والنبي ليس معهم : كانوا معه يقاتلون وهم داخلون في قوله : { محمد رسول الله والذين معه } الآية وفي قوله : { والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم } الآية . ليس من شرط من يكون مع المطاع أن يكون مشاهدا للمطاع ناظرا إليه . وقد قيل في : { ربيون } هنا : إنهم العلماء فلما جعل هؤلاء هذا كلفظ الرباني وعن ابن زيد هم الأتباع كأنه جعلهم المربوبين .
والأول أصح من وجوه : -
(١) : أن الربانيين عين الأحبار وهم الذين يربون الناس وهم أئمتهم في دينهم ولا يكون هؤلاء إلا قليلا .
(٢) : أن الأمر بالجهاد والصبر لا يختص بهم . وأصحاب الأنبياء لم يكونوا كلهم ربانيين وإن كانوا قد أعطوا علما ومعهم الخوف من الله عز وجل .
(٣) : أن استعمال لفظ الرباني في هذا ليس معروفا في اللغة .
(٤) : أن استعمال لفظ الربي في هذا ليس معروفا في اللغة بل المعروف فيها هو الأول والذين قالوه قالوا : هو نسبة للرب بلا نون والقراءة المشهورة ( ربي بالكسر وما قالوه إنما يتوجه على من قرأه بنصب الراء وقد قرئ بالضم فعلم أنها لغات . (٥) : أن الله تعالى يأمر بالصبر والثبات كل من يأمره بالجهاد سواء كان من الربانيين أو لم يكن .
(٦) : أنه لا مناسبة في تخصيص هؤلاء بالذكر وإنما المناسب ذكرهم في مثل قوله : { لولا ينهاهم الربانيون والأحبار } الآية . وفي قوله : { ولكن كونوا ربانيين } فهناك ذكرهم به مناسب .
(٧) : قيل : إن الرباني منسوب إلى الرب فزيادة الألف والنون كاللحياني وقيل إلى تربيته الناس وقيل إلى ربان السفينة وهذا أصح فإن الأصل عدم الزيادة في النسبة لأنهم منسوبون إلى التربية وهذه تختص بهم وأما نسبتهم إلى الرب فلا اختصاص لهم بذلك بل كل عبد له فهو منسوب إليه إما نسبة عموم أو خصوص ولم يسم الله أولياءه المتقين ربانيين ولا سمى به رسله وأنبياءه فإن الرباني من يرب الناس كما يرب الرباني السفينة ولهذا كان الربانيون يذمون تارة ويمدحون أخرى ولو كانوا منسوبين إلى الرب لم يذموا قط وهذا هو الوجه
(٨) : أنها إن جعلت مدحا فقد ذموا في مواضع وإن لم تكن مدحا لم يكن لهم خاصة يمتازون بها من جهة المدح وإذا كان منسوبا إلى رباني السفينة بطل قول من يجعل الرباني منسوبا إلى الرب فنسبة الربيين إلى الرب أولى بالبطلان .
(٩) : أنه إذا قدر أنهم منسوبون إلى الرب : فلا تدل النسبة على أنهم علماء نعم تدل على إيمان وعبادة وتأله وهذا يعم جميع المؤمنين فكل من عبد الله وحده لا يشرك به شيئا فهو متأله عارف بالله والصحابة كلهم كذلك ولم يسموا ربانيين ولا ربيين وإنما جاء أن ابن الحنفية قال لما مات ابن عباس : اليوم مات رباني هذه الأمة وذلك لكونه يؤدبهم بما آتاه الله من العلم والخلفاء أفضل منهم ولم يسموا ربانيين وإن كانوا هم الربانيين وقال إبراهيم : كان علقمة من الربانيين ولهذا قال مجاهد : هم الذين يربون الناس بصغار العلم قبل كباره فهم أهل الأمر والنهي والإخبار يدخل فيه من أخبر بالعلم ورواه عن غيره وحدث به وإن لم يأمر أو ينه وذلك هو المنقول عن السلف في الرباني نقل عن علي قال : " هم الذين يغذون الناس بالحكمة ويربونهم عليها " وعن ابن عباس قال : " هم الفقهاء المعلمون " . قلت : أهل الأمر والنهي هم الفقهاء المعلمون . وقال قتادة وعطاء : هم الفقهاء العلماء الحكماء .

قال ابن قتيبة : وأحدهم رباني وهم العلماء المعلمون . قال أبو عبيد : أحسب الكلمة عبرانية أو سريانية
وذلك أن أبا عبيد زعم أن العرب لا تعرف الربانيين .

قلت :
اللفظة عربية منسوبة إلى ربان السفينة الذي ينزلها ويقوم لمصلحتها ولكن العرب في جاهليتهم لم يكن لهم ربانيون لأنهم لم يكونوا على شريعة منزلة من الله عز وجل .
" ا.هـ
 
عودة
أعلى