رؤية حول الأحرف المقطعة أوائل السور القرآنية.

إنضم
18/01/2016
المشاركات
208
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
57
الإقامة
مصر
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا.
*
سؤال:
هل تجري الأحرف المقطعة أوائل السور القرآنية في القرآن مجرى الأمثال في الكلام.؟
رؤية حول الأحرف المقطعة.
 
الأحرف المقطعة أحرف لها الصدارة، لزم فيها القرآن الكريم وتيرة واحدة، افتتح بها السور، وليس في طياتها أو في أواخرها، ولو مرة واحدة؛ فعلام يدل هذا.؟
 
جاء على حرف واحد: ن، ق، ص.
وعلى حرفين: طه، طس، يس، حم.
وعلى ثلاثة: ألم، ألر، طسم، عسق.
وعلى أربعة: ألمر، ألمص.
وعلى خمسة: كهيعص،
مكية ومدنية.
 
عجيبة الأحرف المقطعة في أوائل السور القرآنية:
جاءت الأحرف المقطعة كلها مكررة، إلا حرفين، هما: الكاف والنون، وهي حروف أمر التكوين، كلمة: "كن".
 
ما جاء من الأحرف المقطعة آية بنفسه، وما جاء منها بعض آية:
كل الم آية، وكل حم آية، وكذلك المص، طه، كهيعص، طسم، يس.
كل ألر بعض آية، وكذلك ألمر، طس، ص، ق، ن.
*
وردت "حم" في سبع سور متواليات، وهي:
غافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف،عرفت باسم: آل حم، أو الحواميم، وجميعها مكية.
*
وردت " الم " في ستّ سور، وهي:
البقرة، وآل عمران، والعنكبوت، والروم، ولقمان، والسجدة.
الزهراوان: البقرة وآل عمران مدنيتان، وأربع مكية.
*
جاءت " الر " في أوائل خمس سور مكية، وهي:
يونس، وهود، ويوسف، وإبراهيم، والحجر.
أربعة أنبياء، والحجر ديار نبي الله صالح خامسهم، عليهم السلام.
*
تلك هي الطَّواسِين:
"طسم" مفتتح سورة الشعراء والقصص، و "طس" مفتتح سورة النمل.
مكيات ثلاثتها.
*
وردت " يس " أول سورتها، و " كهيعص " أول سورة مريم، و " طه " أول سورتها، وهي مكيات ثلاثتها.
وجاءت " المر " في أول سورة الرعد، وهي مدنية.
*
أول ما نزل من القرآن: "إقرأ باسم ربك"، وأول ما نزل من الأحرف: "ن والقلم وما يسطرون" في أول سورة القلم، و "ق" أول سورتها، و "ص" أول سورتها، وهي مكيات كلها.
*
افتتح سورة الأعراف المكية، وهي من السبع الطوال، بآية: "المص"، وكأنه وصل حرف الصاد زيادة على أخواتها من طولى الطولين: "الم"، البقرة وآل عمران.

 
أربع سور قرآنية بأسماء حروفها، وهي سور يس وطه وصاد وقاف، وفي هذا تخريج لقول علمائنا بأن الأحرف المقطعة هي أسماء للسور.
وليس ذلك على إطلاقه.
 
بلغ عدد الأحرف 14 حرفا، وبلغ عدد المقاطع 14 مقطعا، وبلغ عدد السور 29 سورة ودورانها:
م =5.
ا، ل، س =4.
ص، ط =3.
ر، ع، ق، هـ، ي =2.
ح، ك، ن =1.
*
جاء حرف: (م) في مقاطع: الم، المص، المر، طسم، حم.
وجاء حرفا: (ا، ل) في مقاطع: الم، المص، الر، المر.
وجاء حرف: (س) في مقاطع: طسم، طس، يس، عسق.
وجاء حرف: (ص) في مقاطع: المص، كهيعص، ص.
وحرف: (ط) في مقاطع: طسم، طس، طه.
وحرف: (ر) في مقاطع: الر، المر.
وحرف: (ع) في مقاطع: كهيعص، عسق.
وجاء حرف: (ق) في مقاطع: عسق، ق.
وجاء حرف: (هـ) في مقاطع: كهيعص، طه.
وجاء حرف: (ي) في مقاطع كهيعص، يس.
وجاء حرف: (ح) في مقطع: حم.
وجاء حرف: (ك) في مقطع: كهيعص.
وجاء حرف: (ن) في مقطع: ن.
*
 
هل تمثل الأحرف المقطعة، بوجه من الوجوه، مراحل تطور اللغة وتدرج بنائها من مقطع أحادي انتهاء بمقطع خماسيّ وهو أقلها مقارنة بالثنائي والثلاثي.؟
*
أبنية المقاطع:
مقطع أحادي: ن، ق، ص.
مقطع ثنائي: حم، يس، طس، طه.
مقطع ثلاثي: الم، الر، طسم، عسق.
مقطع رباعي: المص، المر.
مقطع خماسي: كهيعص.
*
أكثر مقاطع الأحرف المقطعة دورانا في سور القرآن هي الثنائية والثلاثية، وكذلك الحال في الكلمة العربية؛ فالجذور الثنائية والثلاثية أكثرها دورانا.

 
تنوعت مقاطع الأحرف المقطعة في بنائها وحروفها المكونة لها تنوعا عجيبا يستدعي التأمل فيه والتوقف عنده.
لاحظ كهيعص مقطع متصل، وحم عسق من مقطعين.
*
لم تغير الألف واللام مواقعها عن صدر المقاطع الثلاثية والرباعية التي جاءت فيها وتكونت منها، ولزمت بناء واحدا في جميعها.
لاحظ الم، المص، الر، المر.
*
هل يرشح ذلك أن الألف واللام هي "أل" التعريف في اللغة العربية، التي هي من أهم خصائص اللغة وعوامل تماسكها، ومن علامات الإسمية والوصفية ونحوها.

 
خلا افتتاح سورة مريم: "كهيعص ذكر رحمت ربك.."، والعنكبوت: "الم أحسب الناس.."، والروم: "الم غلبت الروم" من الحديث عن القرآن مثل بقية سور الأحرف المقطعة.

 
وجه التسمية بالحروف المقطعة هو أنك تقرؤها مقطعة حرفا حرفا، كل حرف على حدته، مفصولا عن سابقه ولاحقه، مسرودة سردا، لا على سبيل الكلمة الواحدة.
"والأصْلُ في النُّطْقِ بِهَذِهِ الحُرُوفِ أنْ يَكُونَ كُلُّ حَرْفٍ مِنها مَوْقُوفًا عَلَيْهِ، لِأنَّ الأصْلَ فِيها أنَّها تِعْدادُ حُرُوفٍ مُسْتَقِلَّةٍ أوْ مُخْتَزَلَةٍ مِن كَلِماتٍ."، التحرير والتنوير، ابن عاشور.
"
وقِيلَ حُرُوفٌ مَسْرُودَةٌ عَلى نَمَطِ التَّعْدِيدِ ونُسِبَ إلى جَمْعٍ مِن أهْلِ التَّحْقِيقِ"، روح المعاني، الألوسي.
 
وهِم من وهم، من أجرى الحروف المقطعة مجرى الكلمة التامّة، والتمس لكلمتها معنى في ذاتها، ولو في غير لغتها، كالسريانية أو الآرامية، أو غير ذلك.
*
الأحرف: ن، ق، ص، يس، حم، في معرض القسم:
"ن والقلم"، "ق والقرآن"، "ص والقرآن"، "يس والقرآن"، "حم والكتاب".
وليس فيما زاد على حرف أو حرفين قسم.
*
والأظهر أن هذه الحروف مقسم عليها، من باب التأكيد على معانيها؛ تعظيما لشأنها.
وجاء القسم بالقلم مع ن، وبالقرآن مع ق، وص، ويس، وبالكتاب مع حم.

 
ما جاء من الأحرف المقطعة في معرض الإشارة إلى الكتاب والقرآن والوحي.
"ذلك" و "تلك"، هي أسماء الإشارة التي جاءت مع الأحرف المقطعة في سور:
البقرة، لقمان، يونس، يوسف، الحجر، الرعد، الشعراء، النمل، القصص، والشورى.
المواضع:
"الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين"، البقرة.
"الم تلك آيات الكتاب الحكيم"، لقمان.
"الر تلك آيات الكتاب الحكيم"، يونس.
"الر تلك آيات الكتاب المبين"، يوسف.
"الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين"، الحجر.
"المر تلك آيات الكتاب"، الرعد.
"طسم تلك آيات الكتاب المبين"، الشعراء والقصص.
"طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين"، النمل.
"حم عسق كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم"، الشورى.
وربما اتفق فيها مطلع السورة واختلف الحرف الذي جاء مفتتحها.
*
بيان ما اتفق فيه الحرف ومطلع السورة:
جاء ذلك في
ستّ سور وحرفين هما "حم" و "طسم".
"حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم"، الجاثية والأحقاف.
"حم والكتاب المبين"، الزخرف والدخان.
"طسم تلك آيات الكتاب المبين"، الشعراء والقصص.

 
من وجهة نظر الأحرف المقطعة أوائل السور:
"آل حم" أو "الحواميم" هي "سبع مثاني" باعتبار أنها سبع سور بدأت بمثنى من الحروف، وهما "حم" في جميعها.
*
ورد في الخبر وصف الفاتحة بأنها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيه نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم باعتبار أنها هي أم الكتاب.
*
وكذلك قيل بأن السبع الطوال هي السبع المثاني.
 
ما جاء من الأحرف المقطعة دلالة على أنها كتاب:
"المص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين"، الأعراف.
"الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير"، هود.
"الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد"، إبراهيم.
 
جاءت سور ال حم أو الحواميم مرتبة بحسب نزولها، ومرتبة بحسب وضعها في العرضة الأخيرة في المصحف، وبدأت بسورة غافر أو المؤمن، وانتهت بسورة الأحقاف.
*
وسورة الشورى هي مفتاح سور آل حم أو الحواميم:
﴿حم عسق كَذَٰلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.
 
الحشر والمصير من مشتركات الوحي في سور الحواميم، ومن مشتركات الوحي في النبوات والرسالات.
وكثيرا ما يربط القرآن الإيمان بالله بالإيمان باليوم الآخر: "من آمن بالله واليوم الآخر".
*
الجاثية حال الأمم يوم القيامة: "وترى كل أمة جاثية"، والدخان علامة مرتقبة: "فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين"، وهود عليه السلام بالأحقاف أنذر قومه: "إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم".
*
في الزخرف: "وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة خير للمتقين"، ويوم الجمع في الشورى: "لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير"، والله غافر: "لا إله إلا هو إليه المصير".
*
وفصّلت شهادة المرء على نفسه: "حتى إذا ما جاؤها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون".
الحواميم هي حق اليقين لأحداث اليوم الآخر.
 
المصير بمعنى المرجع والمآب فهو إلى الله، والمصير بمعنى تصريف الأمور فهو إلى الله، والمصير بمعنى التصيير إلى المنازل حسب الجزاء فهو إلى الله.
وكل هذه المعاني متحققة في الحواميم.
*
طرق الوحي الثلاثة في سورة الشورى:
"وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا، أو من وراء حجاب، أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء؛ إنه عليّ حكيم".
*
في الأحقاف أولو العزم من الرسل جاءت وصاياهم في الشورى: "شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى".
*
فسرت السورة نفسها قوله تعالى: "كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك" على طريقة الوحي وكيفيته، وعلى مادة الوحي ومضمون رسالات الله لأنبيائه ورسله.
*
الإشارة في قوله تعالى: "كذلك" بعد أن ذكر الحروف المقطعة قبلها؛ يدل على أن الوحي من نحو ما اقتضته تلك الحروف من معاني وما رمزت إليه من دلالات.
*
جاءت الإشارة إلى القرآن في البداية: "وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها"، وفي النهاية: "وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا".
*
تعددت الإشارة إلى اليوم الآخر وبيان ما يقع فيه من أحداث وأهوال وجزاء ومصير، مثل عرض الظالمين على النار: "خاشعين من الذّل ينظرون من طرف خفيّ".
*
انفردت سورة الشورى عن الحواميم بذكر الميزان وهو من أصول الوحي ورمز العدل في الدنيا ورمز العدل في الآخرة: "الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان".
*
الساعة هي مشترك أكبر بين سور الحواميم، إذ لم تخل سورة منها من ذكر الساعة، وكذلك الساعة هي مشترك أكبر بين جميع الرسالات، فهي من قواسم الوحي.
*
غافر: "إن الساعة لآتية"، فصلت: "إليه يرد علم الساعة"، الزخرف: "وعنده علم الساعة"، الجاثبة: "ويوم تقوم الساعة"، الأحقاف: "إلا ساعة من نهار".
في سورة الدخان، جاءت الساعة بلفظ الميقات في قوله تعالى: "إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين"، وفي الشورى جاءت الإشارة إلى قربها: "لعل الساعة قريب".
*
موضع واحد في سورة الشورى جمع كل تلك الإشارات:
"الله الذي أنزل الكتاب بالـ(ح)ق والـ(م)يزان، وما يدريك لـ(ع)ـل الـ(س)ـاعة (ق)ـريب"، في "حم عسق".
 
"حم":
أصول مرتكزات الوحي في النبوات والرسالات هي:
الحشر والمصير وفق الحق والميزان والساعة ميقات ذلك وموعده،
وهي ما توحي به حروف الحاء والميم في سور "آل حم" أو الحواميم.
 
سورة الشورى مكية، قال فيها: "وما يدريك لعل الساعة قريب"، وقال في سورة الأحزاب المدنية: "وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا"، وفيها يجيب عن وقت قيام الساعة حيث استقر اليقين بها، لأنه في الأحزاب قال: "يسألك الناس عن الساعة".
*
وجاء إنكار القوم لشأن الساعة في حم الجاثية: "وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين".
*
============================================
الحواميم وحدة موضوعية خلاصتها:
حم: حشر وحساب وميزان ومصير، عسق: لعل الساعة قريب.
علّ ولعلّ لغتان.
والرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم علامة قرب الساعة،
والشورى اجتماع الآراء، والساعة يوم الجمع للحساب والمصير.
============================================
والله أعلم.
 
*
﴿يس ۝ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ۝ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ۝ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ۝ تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ﴾.
يس: يا ثم سين،
"والقرآن الحكيم": المقسم به،
"إنك لمن المرسلين": المقسم عليه،
"على صراط مستقيم": تتمة المقسم عليه،
"تنزيل العزيز الرحيم": بيان مصدر ذلك كله.
*
"ولهم ما يدّعون سلام قولا من رب رحيم":
أعظم أماني ونعيم أهل الجنة أن الله تبارك وتعالى يسلم عليهم بنفسه، ويلقي عليهم تحية السلام من غير حجاب.
*
هكذا: ﴿ يَدَّعُونَ ۝ سَلَامٌ ﴾.
ي: يدّعُون، س: سلام.
يدعون: طلب أمنية،
(يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم تنزيل العزيز الرحيم).
 
يشبه مطلع سورة طه مطلع سورة يس كثيرا في أنه بدأ أولا بالأحرف، ثم الكلام على الرسالة، ثم الكلام على نزول القرآن، واستعمل فيهما لفظ المصدر تنزيل.
مطلع سورة طه:
﴿ طه ۝ ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ۝ إلا تذكرة لمن يخشى ۝ تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى ۝﴾:
طه : طا ثم ها.
ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى: تقرر أن القرآن هو مصدر السعادة وطريق الهداية.
إلا تذكرة لمن يخشى: تقرر أن أهل القرآن هم أهل الخشية وأهل التقوى.
تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى: تقرر أن القرآن يعلو ولا يعلى عليه.
ثم جاء بعد ذلك آية تدل على الكمال كله: "الرحمن على العرش استوى".
*
أول ما ذكر في سورة طه بدأ بذكر قصة كليم الله موسى عليه السلام بالواد المقدس، وهو بذلك يذكر النبيّ الكريم وهو بالغار يتعبد الليالي ذوات العدد في مكة.
كان موسى في الوادي يلتمس طريق الهدى، وكذلك كان نبينا الكريم يلتمس طريق الهدى في الغار.
وكلم الله موسى في الوادي ونزل جبريل بالوحي على محمد عليه الصلاة والسلام في الغار.
لمّا طوى الوادي المقدس موسى بداخله، طويتك أنت يا أيها النبي الكريم بهداي ونور هدايتي، وهو القرآن الكريم: "فمن اتّبع هُداي فلا يضل ولا يشقى".
وكما طوى موسى الوادى وسار بأهله، طويت عن الأرض هدايتي، وختمت بك النبوة والرسالة؛ فأنت رسول الله وخاتم النبيين، وأنت صاحب الصراط السوي ومن اهتدى.
*
طه:
ط: طُوى، هـ: هُداي.
طواك هداي، كما طوى الوادي المقدس موسى، أحاط واحتضن.
وطويت هداي كما طوى موسى الوادي المقدس بأهله، قطع ورحل.
طوى رحاله.
*
فواصل هدى:
"أجد على النار هدى"، "والسلام على من اتبع الهدى"، "أعطى كل شيء خلقه ثم هدى"، "وما هدى"، "ثم اهتدى"، "فتاب عليه وهدى"، "ومن اهتدى".
لاحظ التجانس بين: "ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى"، وقوله تعالى: "قال اهبطا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن اتّبع هداي فلا يضل ولا يشقى".
وبين: "إلا تذكرة لمن يخشى"، وقوله تعالى: "فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى".
 
الطور واد مقدس، ومكة واد مقدس، لا يقربه المشركون الأنجاس: "إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام"، والقرآن مقدس: "لايمسه إلا المطهرون".

 
*
طس النمل:
﴿طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ﴾:
وكتاب مبين فيه إشارة إلى كتاب نبي الله سليمان إلى ملكة سبأ، الذي بدأه بالبسملة، وكذلك القرآن.
*
الهدهد طائر من الجند، كان رسول السلام بين الملك سليمان وملكة سبأ، وكان له الفضل بإذن الله تعالى في إسلام أمة ومملكة بأسرها: "وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين".
*
حظي ذكر الطير في قصة سليمان مع سبأ بالقدر الكبير والنصيب الأوفى، والهدهد هو أستاذ العقيدة في جامعة التوحيد لنبي الله سليمان: "ألا يسجدوا لله".
*
طس:
ط: طير، س: سليمان وسبأ.
لاحظ ذكر الطير في هذه السياقات:
قوله تعالى: "يا أيها الناس علمنا منطق الطير"، وقوله تعالى: "وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون"، وقوله تعالى: "وتفقد الطير".
*
لاحظ المجانسة بين: "وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم"، وقول سليمان للهدهد: "اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم"، وقولها لقومها: "إني إلقي إلىّ كتاب كريم".
 
الطواسين: طسم الشعراء والقصص.
﴿طسم ۝ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾:
صور من طغيان سلطان الملك والمادة والمال، وتطاول أصحابها، وفسادهم.
*
في سورة القصص: يمثل فرعون طغيان وتطاول سلطان الملك: "إنه كان من المفسدين"، ويمثل قارون طغيان وتطاول سلطان المال: "إن الله لا يحب المفسدين".
تأمل قول فرعون: "وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري"، وتأمل قول قارون: "قال إنما أوتيته على علم عندي"، من قبيل العلو والفساد في الأرض.
لاحظ الختام: "تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ".
*
سورة الشعراء: صور هلاك قوم فرعون، وقوم إبراهيم، وقوم نوح، وقوم هود، وقوم صالح، وقوم لوط، وأصحاب لئيكة.
"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".
*
وفي ختام سورة الشعراء جاءت الإشارة إلى طغيان وسحر الكلمة: "والشعراء يتبعون الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون".
"وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون"،
يقرر: طريق السمع معزول عن الشياطين لهذا القرآن لأنه محفوظ من الله سبحانه وتعالى..
 
المص الأعراف:
﴿ المص ۝ كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾.
أ ل م ص.
كتابٌ أُنزل: كتاب بسياق التنكير، وأنزل بالبناء لما لم يسم فاعله، والغرض من ذلك هو توجيه الفكر وإمعان النظر في مضمون رسالة القرآن وفحوى خطابه.
أعاد نفس الفعل "أُنزل" بالبناء لما لم يسم فاعله في الآية بعدها: "اتبعوا ما أُنزل إليكم من ربكم"، وهذا تأكيد على أنه كتاب غني بنفسه عن التعريف.
"فلا يكن في صدرك حرج منه": الحرج والحياء قرينان، فقد تتحرج من فعل شيىء وتحجم عنه إذا استحييت منه، وخص الصدر بالذكر لأنه وعاء العلم والأخلاق.
"لتنذر به وذكرى للمؤمنين": وظيفتان أضاف إليهما الهدى والرحمة في موضع: "ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون" من نفس السورة.
*
دفع الحرج عن الكتاب حال الإنذار والتذكير به جاء بيانه في آخر السورة، وهو ولاية الله لرسوله: "إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين".
بشرى عظيمة لأهل الصلاح: "وهو يتولى الصالحين"، وهناك بشرى ثانية لأهل الإصلاح: "والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين".
تأمل كيف ربط الصلاح والإصلاح بالكتاب في الموضعين؛ ليدل على أن هذا القرآن هو نهج الصالحين ومنهج المصلحين، وعلى المصلحين أن يستمسكوا بهذا الكتاب.
الرسل مصلحون، وعرجت سورة الأعراف على طائفة من الرسل مع أقوامهم، تعرض الآيات رسالة النبي، وتعرض ردّ قومه عليه، ومن ذلك: "وإلى عاد أخاهم هودا".
كان رد عاد على هود: "قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين"، وهو نفس جواب قريش للنبيّ في سورة ص.
عجب هنا في سورة الأعراف: "أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم"، وعجب هناك في سورة ص: "أجعل الألهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب".
تأتي سورة الأعراف بعد سورة ص في ترتيب النزول وكأن الله يسرّي عن رسوله بما كان من جواب قومه وردّهم على رسالته: "ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك".
وهذا أدعى لنفي الحرج في صدر النبيّ الكريم، لاحظ:
أ: أجئتنا، ل: لنعبد الله وحده، م: ونذر ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا، ص: إن كنت من الصادقين.​
 
المص:
المصلحون الذين يصلحون ما أفسد الناس، الصالحون إذا فسد الناس، وهم الرسل وأتباع المرسلين، ودعوتهم هي: "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها".
=================================
 
جزاك الله خيرا،
أحسنْ بالنظر في معاني الحروف المقطعة،
ألا ترى أن هذه الطريقة تضاهي حل الكلمات المتقاطعة؟
 
وجزاك الله خيرا كثيرا، أخي الكريم.
وأحسن الظن بأخيك، باختصار:
أنا اعتمد أسلوب التحليل البياني على مستوى الحرف وعلى مستوى الكلمة، وأعتمد أسلوب التحليل الموضوعي على مستوى الوحدة وعلى مستوى البناء ثم الاستقراء العام وأراعي في التناول أن الأحرف المقطعة أوائل السور هي بمثابة ملخص للسورة التي هي منها بما يتفق مع المقاصد العامة للسورة محل البحث، وكذلك المقاصد والقضايا الكلية الجوهرية للقرآن الكريم والترابط بين السور والموضوعات وغير ذلك.
هل هناك ترابط بين الأحرف وبين السورة نفسها، وهو ما أحاول أن اتلمسه وأتدبره وأكشف عنه بإذن الله تعالى.
هل لنا أن تعتبر أن الأحرف المقطعة هي رسالة مختصرة ومختزلة وتشير إلى شيىء بعينه، والقرآن قسمها إلى مجموعات: الم ، الر، حم، ..، إلخ.
هل هناك رابط ما بين مجموعة الأحرف وبين مجموعة السور الواردة فيها مثلا.
هل هناك قضايا محورية مشتركة بين مجموعة الأحرف ومجموعة السور.؟
وغير ذلك من الأسئلة حول الأحرف المقطعة فقد أمرنا الحق تبارك وتعالى أن نتدبر القرآن، والأحرف المقطعة من القرآن الكريم.
ربما طريقة التناول هذه غير مألوفة لديك، ولم ترق لك، ولم تلحظ فيها ما يفيدك، وربما وجد غيرك غير ذلك.
على أي حال هي رؤية منضبطة بقواعد حول الأحرف المقطعة، وأسأل الله الهدى والسداد، وسوف أجتهد في إكمال البحث فيها وتلخيص الرؤية حولها في نهاية البحث إن شاء الله تعالى.
تحياتي ومودتي.
 
وفقك الله، لا اظن بك الا خيرا،
إنما الامر متعلق بأداة الاستنباط.
 
المر الرعد:
﴿المر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ﴾.
*
ذكر الكتاب في مواضع:
"والذين آتيناهم الكتاب يفرحون"، "لكل أجل كتاب"، "وعنده أم الكتاب"، "قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب".
*
تكرر قوله تعالى: "ويقول الذين كفروا" في هذه السورة ثلاث مرات، وكانت جملة القول: "لولا أنزل عليه آية من ربه" في موضعين، والثالث: "لست مرسلا".
*
كذب القوم بأمر الرسول: "ويقول الذين كفروا لست مرسلا"، ولكن الله كذبهم بقوله: "إنما أنت منذر"، وشهد على ذلك: "قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم".
*
"ومن عنده علم الكتاب" يشهد بأنك رسول، وهو وصف ينطبق بالأصالة على الروح الأمين، جبريل عليه السلام الذي نزل بالوحي على قلبك لتكون من المنذرين.
*
العلماء من بني إسرائيل يعلمون أنك رسول الله حقا: "أولم يكن لهم آيه أن يعلمه علماء بني إسرائيل"، وكذلك أخذ الله لك ميثاق النبيين بصدق رسالتك:
قوله: "وإذا أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرونه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين".والتأكيد على صدق رسالتك بقوله تعالى: "كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلوا عليهم الذي أوحينا إليك".
هؤلاء هم شهداء النبيّ في دعواه بالرسالة: الله سبحانه وتعالى، والروح الأمين من الملائكة، وعلماء أهل الكتاب، والرسل من قبله، وكفى بالله شهيدا.
*
في الإسراء: "وإن مّن شيىء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم"، وصرّح هنا بتسبيح الرعد: "ويسبح الرعد بحمده"، ثم عطف: "والملائكة من خيفته".
فائدة التصريح بذكر تسبيح الرعد بحمده ليدل على عظيم الآية في الرعد بخاصة، وتدل إشارة العطف بالملائكة على أن الرعد ملَك عظيم من الملائكة؛ ولذا أفرد بالذكر.
*
وقع الجدال في أمر الرعد، ما هو؟؛ وجاء ختم الآية نفسها بذكر الجدال في الله سبحانه وتعالى: "وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال" مناسبة لطيفة.
والأرجح أن الألف واللام في الرّعد هي "أل" التخصيص، ومن أغراض التخصيص البلاغية الرعاية والاهتمام وجذب الانتباه وتوجيه الأنظار للشيىء المخصوص.
*

 
"أُمّ الكتاب" مصطلح قرآني يربط بين سور آل عمران، والرعد، والزخرف.
أم الشيىء: أصله وأسّه وأساسه، ورأسه، ومستقره ومستودعه، والجامع الحاوي له.
في آل عمران: "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات.."، وفي الرعد: "يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب"، وفي الزخرف: "إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعليّ حكيم".
والظاهر من تتبع السياقات فيها أن الكتاب هو كتاب الوحي والرسالات، و
المحو والإثبات في الكتاب هو إشارة إلى نسخ الشرائع السماوية بعضها البعض، وأن الله سبحانه يشرع لكل أمة بلسانها ما يصلح لهم: "لكل أجل كتاب".
*
"إن الله لا يخلف الميعاد" جاءت في الرعد بعد حديث عن القرآن: "ولو أن قرآنا سيرت به الجبال"، وجاءت كذلك في آل عمران بعد حديث عن القرآن: "هو الذي أنزل عليك الكتاب".
*
من ثوابت القرآن المقررة في سورة الرعد:
"ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب"، ولاحظ الشبه بينها وبين آية غافر:
"وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ".
والأرجح أنها هي ترجمة " ا ل م ر " على نحو:
إرسال رسل لهم أزواج وذرية وليسوا ملائكة، وأن الآيات من ربهم، وأنه ما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله سبحانه وتعالى.
*
تأمل قوله تعالى: "ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر"، أي ليس لك أن تأتي بآية إلا بإذن الله سبحانه وتعالى.
وقوله تعالى في نهاية السورة: "ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب" ويفهم منه أن الله يشهد أني لكم رسول من عنده، وأنه ليس لي أن آتيكم بآية إلا من بعد إذنه وسلطانه.
ويكون مجموع الصفتين وحاصله: أنت لهم منذر، ورسول من ربهم، ولا تأتيهم بآية إلا بإذن الله جل وعلا، كما هي سنة الله سبحانه في الرسل من قبلك.
والله أعلم
 
الر يوسف:
﴿ الر تلك آيات الكتاب المبين ۝ إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون﴾.
سورة أحسن القصص كما وصفها القرآن: "نحن نقص عليك أحسن القصص".
*
قال: "أحسن القصص" في مطلع السورة، وجاء في نهايتها بيان الغرض من ذكر أحسن القصص: "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ..".
*
بدأت قصة يوسف بالألف في : "إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت.."، وانتهت القصة بالراء في: "رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث..".
*
حرف اللام محرك أساس في القصة كما في: "إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا."، وفي: "وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث."
*
سورة باسم يوسف عليه السلام، واللامات التي من حظ يوسف هي محطات رئيسة وفارقة في القصة كما في: "وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء."، ولام: "كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله"، ولاحظ اللام في: "رأيتهم لي ساجدين"، وفي النهاية: "وخروا له سجدا..".
*
مدار سورة يوسف على الرؤى وعلى التأويل والتعبير لها، ولاحظ أن الرؤيا الصالحة هي بقية المبشرات من النبوة والرسالة كما جاء في الأحاديث الشريفة:
"لن يبقى بعدي من النبوة إلا المبشرات فقالوا وما المبشرات يا رسول الله قال الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة".
*
لاحظ أن:"ا ل ر" في يوسف ظاهر جدا أن تكون اختزال كلمة الرؤى أو الرؤيا التي هي أحسن قصص القرآن على الإطلاق، فليس أحسن القصص غير قصة سورة يوسف.





 
السلام عليكم ورحمة الله اعلم اخي الفاضل كلمة الر افتتحت بها اربع سور اخرى غير سورة يوسف وهي يونس الحجر ابراهيم وهود ومواضيعها مختلفة عن الرؤيا لكن المشترك بينها هو تسميتها باسماء انبياء الرحمن وهم يوسف ويونس وصالح (الحجر) وابراهيم وهود عليهم السلام لذا قد تكون هذه الفواتيح اختزال لاسم الرحمن ( الر حم ن ) والله اعلم
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
سبق وأن أشرت إلى أن "الر" مقطع لسور تسمت بأسماء أنبياء، وذلك في الاستقراء العام لها، ولاحظ أنني خصصت الحديث هنا عن "الر" يوسف وحدها، وسوف أوالي بقية سور "الر" تباعا إن شاء الله تعالى.
أما مسألة أنها اختزال إلى اسم الرحمن سبحانه وتعالى مع مقطع "حم" ومقطع "ن" ، فاسم الرحمن مذكور صراحة في سور القرآن الكريم.
والوجه الذي تفضلت به أنت قد قيل به، ولا أراه كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

تحياتي ومودتي.
 
بعد التحيه لا اجد جوابكم مقنعا واورد لكم دليلا مقنعا على أن الر حم ن اختزال لاسم الرحمن
754ace71a376cf331128d6cec24986fc.jpg
 
وعليكم السلام ورحمة الله، أخي الكريم: نجيب الشرقي.
أولا:
سورة الرحمن:
السورة الوحيدة في القرآن التي بدأت بذكر اسم من أسماء الله الحسنى، وختام السورة صفات هذا الاسم أنه مبارك، وأنه ذو جلال وذو إكرام.
ثانيا:
أنت لم تعتد ولم تعتبر بترتيب النزول للسور التي ردت بها مقاطع "الر"، و "حم"، و "ن"؟.
ثالثا:
لاحظ أن مقطع: "الر" تكرر في أكثر من سورة، وكذلك مقطع: "حم"، وأنت اعتبرت السورة الأولى التي ورد بها المقطع، واكتفيت به في حسابك.
رابعا:
أنني قلت بأن الوجه الذي تفضلت أنت به قد قيل به، وأنني لا أراه، ولم أنكر عليك أخي الحبيب.
خامسا:
لقد أحصيت من الأسماء والصفات، التي يمكن تأليفها من الحروف المقطعة، أكثر من ثلاثين اسما ورد ذكرها في القرآن الكريم.
والله أعلم.
ولك التحية والتقدير.


 
بارك الله فيك اخي الكريم الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ونعذر بعضنا بعضا لان اجتهاد الفرد له حالتين أما صحيحا يحتمل الخطأ أو خطأ يحتمل الصواب وسوف اعقب ان شاء الله لاحقا على موضوع تكرار حروف الهجاء ١٤ التي تتكون منها الحروف المقطعة والذي كنت قد اشرت اليه في بداية بحثكم
 
كيف اثبت لك أن المقصود سورة الرحمن بإحصاء الحروف المقطعه ستجد أن عدد حروفها 36 حرف من غير تكرار و78 حرف مع تكرارها في ال 29 سورة الملاحظات اولا ان 78 هو عدد آيات سورة الرحمن
ثانيا أضف حروف البسملة عددها 19 إلى العدد 36 تحصل على 55 رقم سوره الرحمن في المصحف
ثالثا أصف حروف البسملة عددها 19 إلى 78 تحصل على 97 هو ترتيب التنزيل لسورة الرحمن
هذا والله اعلم
 
كيف اثبت لك أن المقصود سورة الرحمن بإحصاء الحروف المقطعه ستجد أن عدد حروفها 36 حرف من غير تكرار و78 حرف مع تكرارها في ال 29 سورة الملاحظات اولا ان 78 هو عدد آيات سورة الرحمن
ثانيا أضف حروف البسملة عددها 19 إلى العدد 36 تحصل على 55 رقم سوره الرحمن في المصحف
ثالثا أصف حروف البسملة عددها 19 إلى 78 تحصل على 97 هو ترتيب التنزيل لسورة الرحمن
هذا والله اعلم
سورة الرحمن هي عروس القرآن
 
عودة
أعلى