نادر العنبتاوي
New member
- إنضم
- 24/02/2008
- المشاركات
- 7
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
[align=center]
الحمد لله الذي بحمده تتم الصالحات ، والصلاة والسلام والبركات على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .[/align]
ففي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي أنه قال : (أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ) .
وعن أبي صالح قال :
سمعت أبا الدرداء - و سئل عن ( الذين آمنوا و كانوا يتقون . لهم البشرى في
الحياة الدنيا ) ؟ - قال : ما سألني أحد قبلك منذ سألت رسول الله صلى الله
عليه وسلم عنها ، فقال : ما سألني عنها أحد قبلك هي الرؤيا الصالحة يراها العبد أو ترى له ) ، قال شيخنا الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 391 :: و هذا إسناد حسن.
وعن أبي الدرداء عن النبي عليه الصلاة والسلام : ( بشرى الدنيا الرؤيا الصالحة ) صحيح الجامع 2822.
وفي مسلم عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ مِنَ الْخَيْرِ وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عَلَيْهِ قَالَ « تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ ».
وفي بعض الروايات : الرؤيا الصالحة، يراها الرجل الصالح ، أو تُرَى له، فقيل: يا رسول الله! الرجل يعمل العمل لنفسه فيحمده الناس عليه، قال: ( تلك عاجل بشرى المؤمن ).
وقال البراء بن عازب : سئل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن قوله: { لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } [يونس:64]، فقال: ( هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح، أو تُرَى له ).
فلي رؤيا قديمة رأيتها في حق الشيخ المقرئ بكري الطرابيشي حفظه الله ، أسأل الله العظيم أن تكون من المبشرات:
[align=center]وهي أني ( نادر العنبتاوي ) رأيت الشيخ بكري الطرابيشي في صورة فتى في سن البلوغ تقريبا ، وعليه سمة الصلاح والوقار ، فسرت معه في الطريق حتى دخلنا إلى المسجد ، فتصدر الشيخ _ رغم صغر عمره_ حلقة الإقراء للقرآن الكريم في المسجد وكانت حلقة كبيرة ، فجلست بجانبه ، ورأيتني أقرأ عليه ثم طلبت منه الإجازة في القراءات فأجازني ، وكان يظهر عليه في الرؤيا الفرح والابتهاج ، انتهت الرؤيا .[/align]
ثم إن الله بفضله وكرمه صدّق الرؤيا بالحق _ إن شاء الله _ فبعد زمن من هذه الرؤيا أجازني الشيخ بكري الطرابيشي حفظه الله بالقراءات العشر وبالحديث الشريف ، كما أجاز كذلك أخي في الله الشيخ فوزي الزريقات الأردني بالقراءات والحديث .
ولما رأيت الشيخ بكري الطرابيشي حقيقة اقشعر جسدي واغرورقت عيني لتذكري تلك الرؤيا ، وقد كان الذي رأيته في المنام فتى صغيرا هو نفس الشيخ بكري كبيرا، فسبحان ربي وكأنه مقطع صور له في صغره.
وقد أولت هذه الرؤيا بما أسأل الله أن يكون حقا وخيرا :
فأولت صغر عمره في المنام : بطول عمره وأن الله قد بارك فيه وفي عمره ، وأسال الله أن يكون لصغره في الرؤيا تعبير عن تكفير الله لجميع ذنوبه وتجاوزه عنه ، فإنه في الرؤيا بعمر من لم يجر عليه القلم والله أعلم .
وكذلك تأويل رؤيا الشيخ في المنام بهذا السن مع تصدره لمجلس الإقراء أنه ملحق الأصاغر بالأكابر لعلو سنده في القراءات ، فهو في الحقيقة من حيث علو سنده من الشاطبية بمنزلة شيوخ الشيخ المعمر أحمد الزيات المولود سنة 7/5/1325 ه الموافق 7/5/1907م ، مع شهرة الزيات بعلو سنده ، وهذا فضل من الله وكرم على الشيخ بكري بأن مد في عمره وبارك فيه ، فكل من قرأ عليه من الشاطبية حسب مقدار القراءة من جهة علو السند بمنزلة الشيوخ الكبار المعمرين.
وأولت سيري مع الشيخ إلى المسجد : بسعيه ومسارعته لذكر الله وهو ممن يرفع ذكره ، وهي دليل على الصلاح والاستقامة على طريق الهدى والسعي لخدمة القرآن الكريم وأهله .
وأولت حلقة الإقراء : برفع الذكر الحسن والأجر العظيم ، فإن الله يرفع بهذا القرآن أقواما ويضع آخرين ، وببقاء ذكره محفوظا مرتبطا بكتاب الله عز وجل . وتأويل حلقة الذكر : ببقاء اتصال حلقة سلسلة إسناده بالقرآن الكريم ، جعلنا الله وإياه ممن يجعل له لسان صدق في الآخرين .
وجلوسه في حلقة الإقراء بالمسجد : أنه ممن يعمر مساجد الله عز وجل ظاهرا وباطنا .
وتأويل فرحه في الرؤيا : بالرضا بالله وبنعمه عليه الظاهرة والباطنة ، وأسأل العلي القدير أن يكون من الفرحين في الدارين ، وأن يطيل في عمره ويبارك لنا فيه ، وعندي مزيد تأويل للرؤيا لا أبثه ، والله أعلم .
وقد عرضت هذه الرؤيا على أحد الشيوخ الثقات المشهورين بتعبير المنامات والمشهود لهم بحسن التأويل ، فواق ما عبرته له ، وقال : صغره في المنام يعبّر عنه بالبركة وعظم القدر والحمد لله ، والله أعلم .
وفي الختام أسأل الله الكريم أن تكون هذه الرؤيا من المبشرات فهي مع صاحب للقرآن ، بل علم من أعلام القراءات مقرئ للقراءات العشر متفرد بالعلو ، فيها السعي للمسجد وإقراء القرآن الكريم بالمسجد وهي حلق الذكر كما في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ) رواه مسلم وأبو داود وغيرهما .
ولما زرت الشيخ بكري_ حفظه الله _ منذ فترة قريبة بصحبة الشيخين الفاضلين الشيخ عبد الله الصومالي _ وقد مدحه الشيخ بكري بحسن القراءة والأداء بما هو أهل له وقال لنا هو شيخنا تواضعا منه وشهد له بأنه ممن قرأ عليه _ والشيخ فوزي الزريقات حفظهما الله ، ثم إني قصصت على الشيخ هذه الرؤيا_ دون التأويل _ فرأيت على الشيخ بكري تباشير الفرح والمسرة وانشراح الصدر، ولولا البشارة في هذه الرؤيا ما قصصتها ، والحمد لله رب العالمين.
اللهم احفظ شيخنا الشيخ بكري الطرابيشي وبارك فيه وفي علمه ومتعه اللهم بالصحة والعافية واجعله اللهم ممن طال عمره وحسن عمله آمين .
[align=center]
صاحب هذه الرؤيا الفقير إلى عفو ربه نادر بن محمد غازي العنبتاوي ، غفر الله له ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين والمسلمات .
عضو هيئة تدريس بقسم الدراسات القرآنية كلية العلوم والآداب – جامعة القصيم
[/align].