بلال الجزائري
New member
- إنضم
- 08/02/2009
- المشاركات
- 614
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
في حوار أجرته صحيفة (سبق) الإلكترونية السعودية مع الدكتور محمد القنيبط، عضو مجلس الشورى الأسبق رئيس مجلس إدارة جمعية الاقتصاد السعودية سابقاً العضو السابق بمجلس هيئة حقوق الإنسان وحالياً أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة الملك سعود. وجه له سؤال حول الكراسي العلمية.
(قلتَ في إحدى تغريداتك "حدثت الجريمة الأكاديمية بتحوير مفهوم الكراسي العلمية إلى مشاريع بحثية حتى يتسنَّى اللعب بأموال المتبرعين".. هل أوضحت أكثر؟نعم، إن أكبر جريمة أكاديمية حدثت في جامعاتنا منذ نحو ست سنوات هو إيهام العامة بأن "الكراسي العلمية" في الجامعات مؤقتة، ومددها 3-5 سنوات، بعدها ينتهي الكرسي ما لم يدفع المتبرع مبلغاً جديداً للجامعة لتمديد "فترة صلاحية" الكرسي العلمي/ البحثي لسنوات محددة أخرى. وكما جاء في الحديث الشريف: "من سنَّ سُنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها، ومن سنَّ سُنّة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها"، فإن الإدارة السابقة لجامعة الملك سعود ووزارة التعليم العالي تتحملان وزر هذا التحوير الظالم وغير العلمي لمفهوم الكراسي العلمية في الجامعات، لا لشيء إلا ليتسنى لإدارة الجامعة في الغالب اللعب بأموال المتبرع بهدف إحداث فرقعات أكاديمية إعلامية بأسرع وقت ممكن، وكذلك لتنفيع بعض الأكاديميين المحسوبين على "معاليه".
الكراسي العلمية/ البحثية في الجامعات العريقة في العالم مستديمة المدة، وغير محددة بعمر زمني، في حين أنَّ التبرع للجامعات الذي ينتهي بعد سنوات محددة هو التبرع لمشاريع أو لهبات بحثية Research Grants؛ فهذا النوع من التبرع للجامعات يعلم الشخص المتبرع أنه لمشروع بحثي محدد لبحث في مشكلة بعينها. وللتدليل على كلامي، هناك كرسي الشيخ علي التركي لتعلم اللغة العربية بجامعة هارفارد، الذي أنشأه أبناؤه قبل 12 سنة بتبرعهم للجامعة، ولا يزال هذا الكرسي العلمي قائماً في هذه الجامعة الشهيرة؛ إذ تقوم الجامعة باستخدام العوائد السنوية للمبلغ الذي تبرَّعوا به لهذا الكرسي لتعيين عالم Scholar في اللغة العربية، يقضي سنة في جامعة هارفارد للتدريس والبحث في اللغة العربية.
بمعنى آخر، فإنَّ "أصل" المبلغ الذي يتبرع به شخص لكرسي علمي أو بحثي في جامعة لا يُمَس، بل يُستثمر هذا المبلغ، ويُستخدَم جزء من عوائده السنوية للغرض الذي أُنشئ لأجله الكرسي؛ وذلك ضماناً لاستمرار عمل الكرسي لأجل غير محدود. ولكن الذي حدث عندنا يناقض هذا تماماً؛ إذ توقَّف عدد كبير من الكراسي العلمية التي أعلنتها جامعة الملك سعود خلال السنوات الخمس الماضية بفرقعاتها الإعلامية؛ بسبب تبذير إدارة الجامعة للأموال التي تبرع بها الموسرون لهذه الكراسي، التي لا يعلم أغلبهم أنها مؤقتة، أو لإحجام المتبرعين عن دفع المبالغ المتبقية للكراسي التي أُنشئت بأسمائهم. أما الحقيقة الصارخة والمؤلمة جداً في موضوع الكراسي العلمية/ البحثية فهي وجود كرسي بحثي طبي، أُنشئ منذ 1431هـ بجامعة الملك سعود، وأُعلِن في كرنفال إعلامي، حضره مدير الجامعة وصاحب الكرسي، دون أنْ يدفع صاحب الكرسي حتى الآن ريالاً واحداً من مبلغ التمويل المُتفَق عليه!! فأي ثقافة كراسي علمية/ بحثية نؤسِّس لها في جامعاتنا!؟).
نشر بتاريخ: 16/ 12/ 1434هـ
أرجو من القائمين على الكراسي تأمل هذا الكلام.
(قلتَ في إحدى تغريداتك "حدثت الجريمة الأكاديمية بتحوير مفهوم الكراسي العلمية إلى مشاريع بحثية حتى يتسنَّى اللعب بأموال المتبرعين".. هل أوضحت أكثر؟نعم، إن أكبر جريمة أكاديمية حدثت في جامعاتنا منذ نحو ست سنوات هو إيهام العامة بأن "الكراسي العلمية" في الجامعات مؤقتة، ومددها 3-5 سنوات، بعدها ينتهي الكرسي ما لم يدفع المتبرع مبلغاً جديداً للجامعة لتمديد "فترة صلاحية" الكرسي العلمي/ البحثي لسنوات محددة أخرى. وكما جاء في الحديث الشريف: "من سنَّ سُنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها، ومن سنَّ سُنّة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها"، فإن الإدارة السابقة لجامعة الملك سعود ووزارة التعليم العالي تتحملان وزر هذا التحوير الظالم وغير العلمي لمفهوم الكراسي العلمية في الجامعات، لا لشيء إلا ليتسنى لإدارة الجامعة في الغالب اللعب بأموال المتبرع بهدف إحداث فرقعات أكاديمية إعلامية بأسرع وقت ممكن، وكذلك لتنفيع بعض الأكاديميين المحسوبين على "معاليه".
الكراسي العلمية/ البحثية في الجامعات العريقة في العالم مستديمة المدة، وغير محددة بعمر زمني، في حين أنَّ التبرع للجامعات الذي ينتهي بعد سنوات محددة هو التبرع لمشاريع أو لهبات بحثية Research Grants؛ فهذا النوع من التبرع للجامعات يعلم الشخص المتبرع أنه لمشروع بحثي محدد لبحث في مشكلة بعينها. وللتدليل على كلامي، هناك كرسي الشيخ علي التركي لتعلم اللغة العربية بجامعة هارفارد، الذي أنشأه أبناؤه قبل 12 سنة بتبرعهم للجامعة، ولا يزال هذا الكرسي العلمي قائماً في هذه الجامعة الشهيرة؛ إذ تقوم الجامعة باستخدام العوائد السنوية للمبلغ الذي تبرَّعوا به لهذا الكرسي لتعيين عالم Scholar في اللغة العربية، يقضي سنة في جامعة هارفارد للتدريس والبحث في اللغة العربية.
بمعنى آخر، فإنَّ "أصل" المبلغ الذي يتبرع به شخص لكرسي علمي أو بحثي في جامعة لا يُمَس، بل يُستثمر هذا المبلغ، ويُستخدَم جزء من عوائده السنوية للغرض الذي أُنشئ لأجله الكرسي؛ وذلك ضماناً لاستمرار عمل الكرسي لأجل غير محدود. ولكن الذي حدث عندنا يناقض هذا تماماً؛ إذ توقَّف عدد كبير من الكراسي العلمية التي أعلنتها جامعة الملك سعود خلال السنوات الخمس الماضية بفرقعاتها الإعلامية؛ بسبب تبذير إدارة الجامعة للأموال التي تبرع بها الموسرون لهذه الكراسي، التي لا يعلم أغلبهم أنها مؤقتة، أو لإحجام المتبرعين عن دفع المبالغ المتبقية للكراسي التي أُنشئت بأسمائهم. أما الحقيقة الصارخة والمؤلمة جداً في موضوع الكراسي العلمية/ البحثية فهي وجود كرسي بحثي طبي، أُنشئ منذ 1431هـ بجامعة الملك سعود، وأُعلِن في كرنفال إعلامي، حضره مدير الجامعة وصاحب الكرسي، دون أنْ يدفع صاحب الكرسي حتى الآن ريالاً واحداً من مبلغ التمويل المُتفَق عليه!! فأي ثقافة كراسي علمية/ بحثية نؤسِّس لها في جامعاتنا!؟).
نشر بتاريخ: 16/ 12/ 1434هـ
أرجو من القائمين على الكراسي تأمل هذا الكلام.