رأي لسيد قطب فيه جسارة حول هارون وموسى

إنضم
03/04/2003
المشاركات
38
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أيها الإخوة ، أنا أنقل عمّن ينقل عن "في ظلال القرآن" لبعده عني الآن ..

وهو رأيٌ لسيد قطب في هارون بعد أن حرّق موسى عليه السلام عجل السامريّ، يقول سيد قطب رحمه الله تعالى :

وهكذا نجدُ هارونَ أهدأ أعصابًا وأملكَ لانفعالِهِ من مُوسَى ، فهو ‏يَلْمَسُ في مَشَاعِرِهِ نُقطةً حسَّاسَةً، ويجيء لهُ من ناحيةِ الرَّحْمَةِ وهي أشدُّ ‏حساسيَّةً ويعرضُ له وجهةَ نظرهِ في صورةِ الطَّاعَةِ لا حسب تقديرهِ, وأنَّهُ ‏خَشِيَ إِنْ هُوَ عالَجَ الأمورَ بالعنفِ أنْ يتفَرَّقَ بنوُ إسرائيل شِيعًا بعضُهَا معَ ‏العِجْلِ وبعضُها مع نصيحةِ هارون, وقَدْ أمرَهُ ‏بأنْ يُحافِظَ على بني إسرائيل ولا يُحْدِث فيهم أمْرًا .

إن صحّ هذا القول عن سيدقطب فلا غرو أن فيه جسارة.
 
سيد قطب رحـمـه الله لقي ربه وأفضى إلى ما قدم,ونحن لا زلنا في دائرة التكليف ولا يعلم بعضنا, بل كلنا هل سيموت على الإيمان أم يـُسلَبـُه قبل الموت - أجارنا الله وعافانا - ..!!
فرحم الله سيد قطب وعفا عنه هذه الزلة,وأنت يا أخي ما دمت أدركت أنها جسارة فادرأها حفظك الله وبين خطاها,لتبرا بذلك منك الذمة وتتحقق النصيحة,وكفى!!
 
أرجو من الأخوة الفضلاء توضيح الجسارة الموجودة في كلام سيد رحمه الله فقد غابت عني .
 
الأخ الكريم الشيخ محمد الشنقيطي جزاك الله خيرا وحفظك ..

أخي الكريم أنا لم أضع هذه الملحوظة شماتةً أو بيانًا لخطأ وقعت عيني عليه، وإنما هذا الرأي ينقله بعض من له عناية بالعلم دون أن يُبيِّن ما وقع فيه سيد قطب رحمه الله.

وطرحي لهذا الموضوع إنما لأرى مدى موافقة المشايخ الكرام أهل التخصص لما قلتُهُ، وتراني _حفظك الله_ في داخل الموضوع قلتُ : إن صحّ هذا القول عن سيدقطب فلا غرو أن فيه جسارة.

وبيان هذا الرأي والموافقة عليه لا ينقص من قدر سيد قطب جعله الله في الفردوس الأعلى.

ولعل سؤال الأخ الكريم إسلام بن منصور يجعل أن ما قلتُهُ ليس متَّفقًا عليه.
 
بارك الله بك , شكراً أخي الكريم
][`~*¤!||!¤*~`][أخي أبو إبراهيم الحائلي أظن أن سؤال الأخ أبو منصور سؤال مهم يحتاج إلى جواب ليس أنه لايوافقك . إنني حقا لم أرى جسارة ونرجو منكم التوضيح . (كل إنسان يأخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر وأشار إمام دار الهجرة إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ).][`~*¤!||!¤*~`][
 
الأخ الكريم حمدي :

الجسارة هي في أن هارون أملك لأعصابه من موسى عليهما السلام وأضبط لانفعاله.

وللفائدة: بعض الأساتذة الدكاترة في علوم القرآن والتفسير يرى أن هذا الأسلوب لا يصلح مع الأنبياء وفيه تعدٍّ عليهم، والبعض يخالف. وبغض النظر عن الأسماء فأنا ذكرت الكلام هنا لمناقشة وجه الخطأ إن وُجِد.
 
ما هذا يا إبراهيم, بارك الله فيك, اثـبـُت على قول:
أنت مرة تجزم وتؤكد أن في القول جسارة, فتقول: (إن صحّ هذا القول عن سيدقطب فلا غرو أن فيه جسارة)

وأخرى تتردد وتشترط في مناقشة الخطإ وجوده في كلام سيد قطب رحمه الله, فتقول : (فأنا ذكرت الكلام هنا لمناقشة وجه الخطأ إن وُجِد)

فبأي قوليك نأخذ قبل المناقشة..؟؟

وهل وصف موسى بالغضب خطيئة ؟ أم الإشكال عندك في أفعل التفضيل في قول سيد رحمه الله (أملك لغضبه وأضبط لانفعاله) فلا يلزم من هذا أن يكون الكمال والفضل في ملك الأعصاب وضبط الإنفعال ..؟؟
 
السلام عليكم
ونحن إذ نعالج نصوص سيد قطب في تفسيره،لابد أن نراعي أولا تلك الظروف التي كتب فيها غالب تفسيره ،وثانيا كونه كان أديبا بالدرجة الأولى ؛وهذا الأمرقد أثر عليه كثيرا وهو يعبر عن معاني القرآن ،والأديب ـ كما تعلمون ـ قد يطلق العنان لقلمه ،وهو في ذلك كله يسبح في خيال لا حد له ،مما يوقعه في بعض الأحيان في مجازفات خطيرة وهو لا يشعر، ونحن إذ نقرأ الظلال لا يسعنا إلا أن نستحضر ذينك العاملين في حياة سيد ،فنحمل كلامه على أحسن المحامل،ونلتمس له الأعذار ،وهل هو إلا بشر يصيب تارة ويخطئ أخرى .
أخوكم محمد نذير الجزائري
 
السلام عليكم ورحمة الله
إن محل النزاع في هذا المقام ليس متعلقا بذات سيد قطب حتى نعذر له ونقول أنه أفضى إلى ما قدم, أو أنه مر في ظروف صعبة وأنه أديب فهذه أعذار أوهى من بيت العنكبوت
فعلى هذا نحن ملزومون على عدم ذكر أخطاء من سبق والرد عليها لإن كثيرا من العلماء قد مات وأفضى إلى ماقدم , وكل العلماء مروا بظروف هي أصعب مما كان عليه سيد قطب
وحتى لا أبتعد عن المراد فأقول:
- والجميع يعلم هذا- أن كتب سيد قطب مليئة بالجسارة على الأنبياء والصحابة,
ولكن لا أعلم لماذا يغيب التحقيق العلمي عند بعض المتخصصين إذا كانت المسألة متعلقة بأسماء مقدسة عندهم ,
وأخيرا أقول لأخي الحائلي إن الخطأ سيكون شنيعا لو أنك لم تذكر إسم المخطأ. والله الموفق
 
يا جماعة أنا مش عارف ما هذا التشتت الذي أنتم فيه !!!!
وكأن كل واحد عنده تعليق بيضعه بغض النظر عن الموضوع الذي وضعه فيه !!!!
ما لنا علاقة بسيد قطب ولا بغيره ، نحن أمام عبارة فيها جسارة أو فيها ما فيها ، فما الذي فيها ؟
أما بالنسبة لتعدي سيد قطب على الصحابة والأنبياء فهو قول من لا يعلم عن سيد قطب إلا ما سمعة عن غيره !! فهو مقلد والمقلد لا يسعه إلا أن يردد ما سمعه بغض النظر عن مدى صحته أو ضعفه ، لذلك فإني أتحدى من يزعم تعدي سيد قطب على الصحابة والأنبياء بنموذج واحد يثبت ذلك بشرط أن يكون هذا النموذج من كتيه التي كتبها بعد موت حسن البنا ، ومن لا يعرف سبب ذلك فلا يفضح نفسه بالكلام ، وبشرط آخر وهو ألا يكون في هذه المشاركة ، ولتكن هذه المشاركة فيما وضعت له ، وهو بيان موضع الجسارة في العبارة المنقولة عن سيد قطب بالدليل الشرعي الواضح ، بغض النظر عن سيد قطب والظروف المزعومة التي كتب فيها معظم كتبه وهي حجة واهية ، فالخطأ خطأ ، وهب أنه كتب عبارات خاطئة في ظروف أفضل هل هذا يمنع من كونها خطأ ؟!
أما العذر فإننا نلتمسه للجميع بغض النظر عن ظروفه .
ثم لماذا ننشغل بعين رجل مات وقضى إلى ربه في نفس الوقت الذي لا ننشغل بأعيان أشخاص أظهروا ما لا يختلف إنسان على حكمه بحجة عدم الحديث على الأعيان ؟!
المهم يا جماعة أرجو أن نركز في الموضوع ...
ما هو الخطأ في العبارة المذكورة بالدليل الشرعي ؟
 
ما هذا يا إبراهيم, بارك الله فيك, اثـبـُت على قول:
أنت مرة تجزم وتؤكد أن في القول جسارة, فتقول: (إن صحّ هذا القول عن سيدقطب فلا غرو أن فيه جسارة)

وأخرى تتردد وتشترط في مناقشة الخطإ وجوده في كلام سيد قطب رحمه الله, فتقول : (فأنا ذكرت الكلام هنا لمناقشة وجه الخطأ إن وُجِد)

فبأي قوليك نأخذ قبل المناقشة..؟؟

وهل وصف موسى بالغضب خطيئة ؟ أم الإشكال عندك في أفعل التفضيل في قول سيد رحمه الله (أملك لغضبه وأضبط لانفعاله) فلا يلزم من هذا أن يكون الكمال والفضل في ملك الأعصاب وضبط الإنفعال ..؟؟

الشيخ محمود الشنقيطي أودع الله قلبك برْد اليقين..

لا زلتُ -رعاك الله- على قولٍ واحد وهو أنّ الكلام فيه جسارة بحق موسى عليه السلام ، هذا أولاً ..

ثانيًا: كوني أعرضُ هذا الرأي أمامكم بطريقة الجزم بالعنوان؛ أو بقولي: (فأنا ذكرت الكلام هنا لمناقشة وجه الخطأ إن وُجِد) لأني على يقين بأنَّ فهمي لهذا الكلام لا يُقوِّمُهُ إلا أصحاب التخصص، وأحسبُ أنَّ أهل هذا المكان المبارك من أهل التخصص.
ثالثًا: قولك -أدام الله عليك نعمه-: ( أم الإشكال عندك في أفعل التفضيل في قول سيد رحمه الله (أملك لغضبه وأضبط لانفعاله) فلا يلزم من هذا أن يكون الكمال والفضل في ملك الأعصاب وضبط الإنفعال ..؟؟) ليتك أتيت به في أول تعقيب لك هنا، لأنه كلامٌ جيّد في الجواب عن معنى كلام سيِّد قطب رحمه الله هنا.

وأنا بانتظار وصالك في تفنيد كون تعبير سيد -رحمه الله- هنا غير ملائم.
 
الأخ الكريم المؤمن -زادك الله إيمانًا-

كلامك في غاية الإتقان والحُسن..

ولعله هو المعنى الذي أراده الشيخ محمود الشنقيطي في أول تعقيبٍ له..

وأقول لك ولأخي الكريم العنزي: لكي يكتمل إحقاق الحق فإننا حينما نعالج نصوص سيّد قطب رحمه الله بما ذكرت فإنه ينبغي علينا بيان الحق وبيان ضده مع الاعتذار له ما دام العذر لا يخالف القواعد الشرعية في بيان الأحكام أو تفسير النصوص الشرعية.

شكر الله سعيكما.
 
الأخ الكريم إسلام بن منصور

سأذكر لك أوجه من فَهِمَ أن سيِّد تجاسر في قصة موسى مع أخيه هارون:

الوجه الأول: أنّ موسى عليه السلام في قصته مع أخيه هارون والسامري هو في مقامٍ من مقامات النبوَّة، ولا يستقيم أن يُقال هذا الكلام -وهو أن هارون أملك لأعصابه من موسى- في هذا المقام.

الوجه الثاني: فحوى هذه المقارنة بين هارون وموسى يوغر الصدر على تصرف موسى عليه السلام في إحراقه للعجل ودعوته على السامري وإنكاره على ما أتى قومه من بعده، وأنّ تهدأةَ أخيه له كانت أحق من هذه التصرفات.

الوجه الثالث: أنّ التفرق حصل في قوم موسى، وهو ما ذكره سيد رحمه الله في الغاية من تصرف هارون عليه السلام، فلا مزيّة في التفضيل هنا إذًا.

ولعلّ المخالف يُبيّن مناقضة هذا الكلام أو الرد عليه.
 
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب أبا إبراهيم الحائلي ، ولكن كما ذكرت في آخر مشاركتك ولعلّ المخالف يُبيّن مناقضة هذا الكلام أو الرد عليه .
والحقيقة أنه ليس مردود بمعنى أنه باطل ، وليس مقبول بمعنى أنه حق ، ولكن لا شك أن كل ما ذكرته لا يمثل جسارة على نبي الله موسى عليه السلام ، لأن ما ذكرته هو مجرد مفهوم العبارة ولازمها ، ولازم المذهب ليس بمذهب ، وكذلك مفهوم الكلام ينبغي أن يرد على قائله فإن قبله وأقره فو هو ، وإلا فلا .
وهذا ما ذكره فضيلة الشيخ ابن عثيمين في القواعد المثلى عند قاعدة المطابقة والتضمن واللزوم .
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى :
أنَّ القول بأن هارون أملك لأعصابه من موسى في مقام النبوة غير لائق ، مردود بعدة وجوه :
الأول: أن موسى نفسه أقر لهارون بالأفضلية في الفصاحة واللسان في مقام النبوة والبلاغ ، كما في قوله تعالى (وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فارسله معي ردءا يصدقني) .
الثاني: أن كون هارون أملك لأعصابه من موسى لا يعني التفضيل من كل الوجوه وأنه أفضل منه بإطلاق ، كما في الأية السابقة ، ولقد سمعت في أحد الأشرطة لفضيلة الشيخ ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين كلاما مؤداه : أن علي أفضل من أبي بكر من جهة أنه ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم- وزوج ابنته ووالد أحفادة ، وهذا كله ليس لأبي بكر - رضي الله عنه- وهذا لا يعني أنه أفضل من أبي بكر بإطلاق ، وهذا مثله مثل حديث [ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَزَادَنِي غَيْرُ عُتْبَةَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ قَالَ بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ]
قال ابن حجر :
عَلَى أَنَّ حَدِيث " لِلْعَامِلِ مِنْهُمْ أَجْر خَمْسِينَ مِنْكُمْ " لَا يَدُلّ عَلَى أَفْضَلِيَّة غَيْر الصَّحَابَة عَلَى الصَّحَابَة , لِأَنَّ مُجَرَّد زِيَادَة الْأَجْر لَا يَسْتَلْزِم ثُبُوت الْأَفْضَلِيَّة الْمُطْلَقَة , وَأَيْضًا فَالْأَجْر إِنَّمَا يَقَع تَفَاضُله بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا يُمَاثِلهُ فِي ذَلِكَ الْعَمَل فَأَمَّا مَا فَازَ بِهِ مَنْ شَاهَدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ زِيَادَة فَضِيلَة الْمُشَاهَدَة فَلَا يَعْدِلهُ فِيهَا أَحَد .اهـ
ثالثا: أن هدوء أعصاب هارون نظرا لما يعلمه من قوم موسى إذا فعل ما فعل موسى بعد ذلك من تحريق العجل مما جعله يعلم أنهم سيفترقون بخلاف ما لو كان موسى موجود أصلا كما كان الحال ، فشدة موسى كانت مناسبة في مكانها ، وهدوء أعصاب هارون التي هي بدون شك يتفضل فيها عن موسى كانت في موقفها المناسب ، من أجل هذا ذكر ابن كثير في تفسير هذه الأية في سورة الأعراف حديث [ليس الخبر كالمعاينة] .
وكلام العلماء في تفسير الآية يؤيد ما ذكره سيد ولا يعارضة فقط أنصح بالرجوع إلى التفاسير كابن كثير على سبيل المثال ، وستجدوا أن سيد مصيب جدا في عبارته ، بل صاغ كلام المفسرين بأسلوبه الأدبي فاجاد العبارة .
وهذا ليس مهناه أنه مصيب في كل عباراته طبعا ، ولكننا أمام عبارة معينة .
والله تعالى أعلم .
 
بارك الله فيكم أخي الكريم إسلام على إفادتك وفوائدك .. وأعتذر عن التأخر في الحوار معك ..

أنَّ القول بأن هارون أملك لأعصابه من موسى في مقام النبوة غير لائق ، مردود بعدة وجوه :
الأول: أن موسى نفسه أقر لهارون بالأفضلية في الفصاحة واللسان في مقام النبوة والبلاغ ، كما في قوله تعالى (وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فارسله معي ردءا يصدقني) .
الثاني: أن كون هارون أملك لأعصابه من موسى لا يعني التفضيل من كل الوجوه وأنه أفضل منه بإطلاق ، كما في الأية السابقة ، ولقد سمعت في أحد الأشرطة لفضيلة الشيخ ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين كلاما مؤداه : أن علي أفضل من أبي بكر من جهة أنه ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم- وزوج ابنته ووالد أحفادة ، وهذا كله ليس لأبي بكر - رضي الله عنه- وهذا لا يعني أنه أفضل من أبي بكر بإطلاق ، وهذا مثله مثل حديث [ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَزَادَنِي غَيْرُ عُتْبَةَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ قَالَ بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ]
قال ابن حجر :
عَلَى أَنَّ حَدِيث " لِلْعَامِلِ مِنْهُمْ أَجْر خَمْسِينَ مِنْكُمْ " لَا يَدُلّ عَلَى أَفْضَلِيَّة غَيْر الصَّحَابَة عَلَى الصَّحَابَة , لِأَنَّ مُجَرَّد زِيَادَة الْأَجْر لَا يَسْتَلْزِم ثُبُوت الْأَفْضَلِيَّة الْمُطْلَقَة , وَأَيْضًا فَالْأَجْر إِنَّمَا يَقَع تَفَاضُله بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا يُمَاثِلهُ فِي ذَلِكَ الْعَمَل فَأَمَّا مَا فَازَ بِهِ مَنْ شَاهَدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ زِيَادَة فَضِيلَة الْمُشَاهَدَة فَلَا يَعْدِلهُ فِيهَا أَحَد .اهـ

مسألتنا ليست كما ذكرتَ في هاتين النقطتين، لأن التفضيل من أوجه دون أخرى ليس واردًا هنا، ولسنا في مقام الحكم المطلق أيضًا..

نحن أمام موقف موسى عليه السلام وموقف هارون عليه السلام مقابل تصرف واحد من قوم موسى من بعده.
هارون لم يفعل ما فعله موسى، فسيد قطب رحمه الله فضَّل موقف هارون مقابل هذا التصرف على موقف موسى مقابل هذا التصرف أيضًا.

إذًا التفضيل هنا من قبل سيد قطب جاء على موقف واحد، وليس أن هارون كان أفصح من موسى أو أن موسى أفضل من جهة كذا وهارون أفضل من جهة كذا
..


ثالثا: أن هدوء أعصاب هارون نظرا لما يعلمه من قوم موسى إذا فعل ما فعل موسى بعد ذلك من تحريق العجل مما جعله يعلم أنهم سيفترقون بخلاف ما لو كان موسى موجود أصلا كما كان الحال ، فشدة موسى كانت مناسبة في مكانها ، وهدوء أعصاب هارون التي هي بدون شك يتفضل فيها عن موسى كانت في موقفها المناسب ، من أجل هذا ذكر ابن كثير في تفسير هذه الأية في سورة الأعراف حديث [ليس الخبر كالمعاينة] .

ما ذكرته هنا هو على العكس من كلام سيد قطب الذي امتدح فعل هارون، لأن المفسدة التي خشيها هارون حصل ما هو أكبر منها ! وهي اتباع السامري واتخاذ العجل. فلا وجه لتفضيل هدوء أعصاب هارون على تصرف موسى مع وجود هذه النتيجة التي أغضبت موسى عليه السلام.

وكلام العلماء في تفسير الآية يؤيد ما ذكره سيد ولا يعارضة فقط أنصح بالرجوع إلى التفاسير كابن كثير على سبيل المثال ، وستجدوا أن سيد مصيب جدا في عبارته ، بل صاغ كلام المفسرين بأسلوبه الأدبي فاجاد العبارة .
وهذا ليس مهناه أنه مصيب في كل عباراته طبعا ، ولكننا أمام عبارة معينة .
والله تعالى أعلم .

تكرمًا انقل لنا ما يؤيد سيد قطب من كلام المفسرين ..

وللحديث صلة معك أخي الحبيب
..
 
عودة
أعلى