رأي العثيمين في قوله تعالى: ( ...مما عملت أيدينا أنعاما )

إنضم
24/06/2007
المشاركات
90
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :

فعندي مسألة مشكلة وهي :
أن الشيخ العثيمين رحمه الله في تلخيص الحموية ذكر أمثلة واردة في إثبات اليد لله تعالى...
فقال : ( ومن أمثلة الجمع: قوله تعالى: { أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون} وقوله تعالى: {تجري بأعيننا} ) .

ولكنني لم أجد من ذكر هذا من المفسرين في أن المراد ب( أيدينا) اليد لله تعالى ....

ثم هل يفهم من قول العثيمين رحمه الله أن الأنعام خلقها الله بيده كآدم عليه السلام أم ماذا ؟ ؟

جزاكم الله خيرا
 
السلام عليكم
أرى أن ضمير الجمع " نا " يجب أن نعيد النظر فى مرجعيته .
فمثلا فى قوله تعالى " وَٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَٱبْنَهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ "
لاتقول أن الضمير فى "فنفخنا " يعود على الله ، لأننا نعلم أن الذى نفخ هو الملك الذى أرسل إليها .
 
اعتقاد أهل السنة والجماعة

اعتقاد أهل السنة والجماعة

بسم1
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-في كتابه: القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى (ص: 72):
"قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً}؟.
والجواب: أن يقال ما هو ظاهر هذه الآية وحقيقتها، حتى يقال: إنها صرفت عنه؟
هل يقال: إن ظاهرها أن الله تعالى خلق الأنعام بيده، كما خلق آدم بيده؟.
أو يقال: إن ظاهرها أن الله تعالى خلق الأنعام كما خلق غيرها، لم يخلقها بيده، لكن إضافة العمل إلى اليد والمراد صاحبها؛ معروف في اللغة العربية التي نزل بها القرآن.
أما القول الأول فليس هو ظاهر اللفظ لوجهين:
أحدهما: أن اللفظ لا يقتضيه بمقتضى اللسان العربي الذي نزل القرآن به، ألا ترى إلى قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}، وقوله: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، وقوله: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ}، فإن المراد: ما كسبه الإنسان نفسه وما قدمه وإن عمله بغير يده، بخلاف ما إذا قال: عملته بيدي، كما في قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}، فإنه يدل على مباشرة الشيء باليد.
الثاني: أنه لو كان المراد أن الله تعالى خلق هذه الأنعام بيده، لكان لفظ الآية: خلقنا لهم بأيدينا أنعاما. كما قال الله تعالى في آدم: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ}، لأن القرآن نزل بالبيان لا بالتعمية، لقوله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ}.
وإذا ظهر بطلان القول الأول، تعين أن يكون الصواب هو القول الثاني، وهو: أن ظاهر اللفظ أن الله تعالى خلق الأنعام كما خلق غيرها، ولم يخلقها بيده، لكن إضافة العمل إلى اليد كإضافته إلى النفس بمقتضى اللغة العربية، بخلاف ما إذا أضيف إلى النفس وعدي بالباء إلى اليد، فتنبه للفرق، فإن التنبه للفروق بين المتشابهات من أجود أنواع العلم، وبه يزول كثير من الإشكالات".أ.هـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-:
"والفرق بين قوله تعالى { لما خلقت بيدي } وقوله : { مما عملت أيدينا } من وجهين :
( أحدهما ) : أنه هنا أضاف الفعل إليه وبين أنه خلقه بيديه وهناك أضاف الفعل إلى الأيدي .
( الثاني ) : أن من لغة العرب أنهم يضعون اسم الجمع موضع التثنية إذا أمن اللبس كقوله تعالى : { والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما } أي : يديهما وقوله : { فقد صغت قلوبكما } أي : قلباكما فكذلك قوله : { مما عملت أيدينا }."
 
عودة
أعلى