ذِكرُ رَحمَتِ رَبِّكَ عَبدَهُ زَكَرِيّا ... من الرحمة وكيف تكون الجملة ؟

منيب عرابي

New member
إنضم
07/06/2010
المشاركات
143
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
ذِكرُ رَحمَتِ رَبِّكَ عَبدَهُ زَكَرِيّا

هل رحمة ربنا هي العبد زكريا ؟
أم أن القصة التي سنقصها عليك فيها رحمة ربنا على عبده زكريا ؟

تركيب الجملة جميل ... ولكنه صعب علي ... فهل من الممكن تفهيمه ؟ وما موقعها من الإعراب ؟
 
ذِكرُ رَحمَتِ رَبِّكَ عَبدَهُ زَكَرِيّا

هل رحمة ربنا هي العبد زكريا ؟
أم أن القصة التي سنقصها عليك فيها رحمة ربنا على عبده زكريا ؟

تركيب الجملة جميل ... ولكنه صعب علي ... فهل من الممكن تفهيمه ؟ وما موقعها من الإعراب ؟
قال بن عاشور رحمه الله :
"افتتاح كلام ، فيتعيّن أن { ذِكْرُ } خبر مبتدأ محذوف ، مثلُه شائع الحذف في أمثال هذا من العناوين . والتقدير : هذا ذكر رحمة ربّك عبده . وهو بمعنى : اذكر . ويجوز أن يكون { ذِكْرُ } أصله مفعولاً مطلقاً نائباً عن عامله بمعنى الأمر ، أي اذكر ذكراً ، ثمّ حول عن النصب إلى الرفع للدلالة على الثبات كما حُول في قوله { الحمد لله } وقد تقدم في [ سورة الفاتحة : 2 ] . ويرجحه عطف { واذكر في الكتاب مريم } [ مريم : 16 ] ونظائرِه ."
وقال الرازي رحمه الله:
"فيه مسائل :
المسألة الأولى : في لفظة ذكر أربع قراءات صيغة المصدر أو الماضي مخففة أو مشددة أو الأمر ، أما صيغة المصدر فلا بد فيها من كسر رحمة ربك على الإضافة ثم فيها ثلاثة أوجه : أحدها : نصب الدال من عبده والهمزة من زكرياء وهو المشهور . وثانيها : برفعهما والمعنى وتلك الرحمة هي عبده زكرياء عن ابن عامر . وثالثها : بنصب الأول وبرفع الثاني والمعنى رحمة ربك عبده وهو زكرياء . وأما صيغة الماضي بالتشديد فلا بد فيها من نصب رحمة . وأما صيغة الماضي بالتخفيف ففيها وجهان . أحدهما : رفع الباء من ربك والمعنى ذكر ربك عبده زكرياء . وثانيها : نصب الباء من ربك والرفع في عبده زكرياء وذلك بتقديم المفعول على الفاعل وهاتان القراءتان للكلبي ، وأما صيغة الأمر فلا بد من نصب رحمة وهي قراءة ابن عباس . واعلم أن على تقدير جعله صيغة المصدر والماضي يكون التقدير هذا المتلو من القرآن ذكر رحمة ربك .
المسألة الثانية : يحتمل أن يكون المراد من قوله رحمة ربك أعني عبده زكرياء ثم في كونه رحمة وجهان : أحدهما : أن يكون رحمة على أمته لأنه هداهم إلى الإيمان والطاعات . والآخر : أن يكون رحمة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى أمة محمد لأن الله تعالى لما شرح لمحمد صلى الله عليه وسلم طريقه في الإخلاص والابتهال في جميع الأمور إلى الله تعالى صار ذلك لفظاً داعياً له ولأمته إلى تلك الطريقة فكان زكرياء رحمة ، ويحتمل أن يكون المراد أن هذه السورة فيها ذكر الرحمة التي رحم بها عبده زكرياء ."


 
يعني كله وارد ...

ما رأي ابن عاشور في إعراب "عبده"؟ هل يرى أن الرحمة هي نفسها زكرياء ؟
 
يعني كله وارد ...

ما رأي ابن عاشور في إعراب "عبده"؟ هل يرى أن الرحمة هي نفسها زكرياء ؟
لا أعتقد لأنه قال بعد:
"و {إذ نادى ربه } ظرف ل { رحمتِ } . أي رحمة الله إياه في ذلك الوقت"
واعتقد أن هذا هو أرجح الأقوال حيث إن الحال الذي كان فيه زكريا عليه السلام يدل على ذلك.
قال الإمام الشنقيطي رحمه الله :
"وقد بين جل وعلا في هذه الآية : أن هذا الذي يتلى في أول هذه لسورة الكريمة هو ذكر الله رحمته التي رحم بها عبده زكريا حين ناداه نداء خفياً أي دعاه في سر وخفية ."
 
وأنا أميل إلى الرأي أن الرحمة هي رحمة الله على عبده زكريا لما يدل عليه السياق فيما بعد.
.... بهذا الرأي كيف تكون الجملة صحيحة ؟
يعني تركيب الجملة يوحي أن زكريا نفسه هو الرحمة. فهل تركيب الجملة - بأن تكون الرحمة نزلت على زكريا ولم يكن زكريا هو الرحمة نفسها - مقبول في كلام العرب ؟

مثلاً:
واذكر رحمةَ الله القرآنَ على عباده.
أو
رحمةُ الله القرآنَ هي رحمةٌ ما بعدها من رحمة.
(القرآن هنا بدل)

فهل - مثلاً - مسمح القول أن رحمة الله "على" القرآن ؟ هل هذه الصيغة مقبولة/معروفة في كلام العرب ؟

يعني كيف نوفق بين استنتاجنا/ترجيحنا وبين تركيب الجملة
 
أخي الفاضل..
يبدو أن المعنى أشكل عليك بسبب عدم تصورك لإعراب الآية، فالإعراب جزء المعنى كما يقول النحويون.
(ذِكْرُ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره (هذا) أي: هذا ذكر رحمة ربك (عبدَه) مفعول به منصوب، و(رحمة) مصدر، وهو يعمل عمل الفعل، وقد أضيف إلى فاعله (ربِّك) فهو الفاعل و(عبدَه) هو مفعوله.
فيكون المعنى: هذا ذكر رحمة ربك بعبده زكريا.

مثاله في كلامنا:
رحمة الأبِ أبناءَه > أي رحمته بهم.
وعلى هذا قِس ..
 
أخي الفاضل..

مثاله في كلامنا:
رحمة الأبِ أبناءَه
وعلى هذا قِس ..

إذا كانت الجملة باللون الأحمر مقبولة لغوياً ... فهذا يكفي ... لم أكن أعرف أن هذه الجملة صحيحة قواعدياً. أما وأن الأمر كذلك فزال اللبس.

جزاكم الله خيراً.
 
وإياك أخي الكريم.

والتعبير الذي أشرت إليه ليس مقبولا وصحيحا فحسب، بل وشائع مستعمل في القرآن الكريم وغيره.
ففي القرآن نجد قوله تعالى: (ولولا دفعُ اللهِ الناسَ بعضهم ببعض لفسدت الأرض)
وقوله: (فبما نقضهم ميثاقَهم لعناهم) وقوله: (...وأخذهم الربا وقد نهوا عنهم وأكلهم أموالَ الناس بالباطل) وغير هذا كثير.

فكل هذا من باب إضافة المصدر إلى فاعله، وهو من أبواب النحو المعروفة.
وقد وضعت في المرفقات عرضا يوضح هذا الباب لمن أراد الاستزادة.
 
عودة
أعلى