بسم الله الرحمن الرحيم ذو القرنين وحكمه في أهل العين
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين ، وبعد: قال الله تعالى: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88))الكهف في هذه الآية خير الله ذو القرنين في أولئك القوم ، ولا شك أن هذا التخيير كان بوحي من الله تعالى ، وهذا الوحي قد يكون مباشرة إلى ذي القرنين ويكون بذلك نبياً من أنبياء الله تعالى ، وقد يكون بواسطة نبي من أنبياء الله ، كما كان في بني إسرائيل النبوة في شخص والملك في آخر ، وقد تجتمع النبوة والملك في شخص واحد كما هو الحال مع داود وسليمان عليهما السلام. والذي أميل إليه هو أن ذا القرنين لم يكن نبيا وإنما كان أنموذجا للملك العادل الممكن في الأرض . ولي مع هذا التخيير وقفات: الأولى : أن الله قال "إما أن تعذب" ، ولم يقل تعذبهم ، وهذا يدل على أن التعذيب لا بد أن يكون لسبب يستحق أن يعذب عليه. الثانية: قوله " وإما أن تتخذ فيهم حسنا " فيه توجيه إلى معاملتهم بما يؤدي إلى تجنيبهم العذاب ، وهذا من رحمة الله تعالى ولطفه بخلقه. أما قوله: "أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا" فالظلم هنا ـ والله أعلم ـ ظلم خاص ، وهو الكفر ، وقلت الكفر: لأنه الظلم الذي تجتمع عليه العقوبتان : عقوبة الدنيا والآخرة ، ولأنه ذكره مقابل الإيمان في الآية التالية. والتعذيب لا يكون إلا بعد بيان الحق وقيام الحجة ، ومن اختار الكفر بعد بيان الحق وقيام الحجة فهو ظالم مستحق للعقوبة. والتعذيب هنا إما أن يكون بالقتل أو بغيره.والراجح والله أعلم أنه هو القتل وقد سماه الله تعالى عذابا: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ) التوبة(14)، ولأنا لا نعلم عذابا في الشرع بسبب الكفر إلا القتل. وفي هذه الآية قدم جزاء الدنيا لأنه يقع أولا وأن الكفار يجتمع عليهم عذاب الدنيا والآخرة. أما قوله تعالى: "وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا" ففيه أن ذا القرنين قد اتخذ فيهم حسنا ، فدعاهم إلى الإيمان والعمل الصالح وبينه لهم وأقام عليهم الحجة. وفيه أن الإيمان والعمل الصالح متلازمان ، ففقد أحدهما دليل على عدم الآخر. وأنه لا نجاة مع التمكن إلا بهما. وقدم جزاء الآخرة هنا لأنه هو الأهم ، فمن أدرك الحسنى في الآخرة لا يضره فوات متاع الدنيا ، ومن فاتته الحسنى فلا ينفعه ما نعم به في الدنيا. هذا والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
السلام عليكم
كنت قد كتبت موضوعا فى هذا الملتفى تساءلت فيه عن أهمية ذكر ان العين حمئة ... ولم أكمله آنذاك .
وأنت شجعتنى الآن أن أكمله
أرى أن العين تلوثت بمخلفات القوم ورضوا أن يشربوا من عين تلوثت بمخلفاتهم مما أوجب العقاب لهم جميعا أو على الأقل عقاب كبار المفسدين - من ظلم -
والآن اسمح لى أخى الكريم أن أعرض رؤية مغايرة بغية الوصول للمغزى من ذكر القصة فى كتاب الله
لم يكن ذو القرنين فى مهمة دعوية ... ولكنه كان فى مهمة تمكينية يُعدى ما مكنه الله فيه للمجتمعات الضعيفة المتخلفة التى مر بها ؛ فالأُول قوم يعيشون فى بيئة ملوثة بفعل بعضهم " من ظلم "؛ والثانون قوم لا يعلمون كيف يستظلون من الشمس،والثالثون قوم لايعلمون كيف يواجهون من يفسد أرضهم ...
".... قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86)قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا " بمجرد بلوغه العين وعلمه بحمئتها وسببها خُير .. ولو كانت مهمته دعوية لكان الأمر على سنة الأنبياء والدعاة من قبله ولكان الأمر بالاصلاح والامهال والصبر ؛ ولم يؤمر أو يخير بين تعذيب واصلاح
والعذاب عقوبة لمن تعمد افساد المجتمع والبيئة فهو ظالم ولايجدى معه النصح ؛
ومن آمن بخطة الاصلاح وعمل بها فهو معنا ؛ ... فسنجزيه الحسنى من عندنا الآن ؛...نلاحظ أنه لم يقل : سيكون له الجنة فى الآخرة... وبالتالى فليس المقصود الايمان بالله واتباع شريعة معينة فى العمل
ووصفه العذاب أنه " عذابا نكرا " أى هو نفسه لايعلم ماهي عقوبة هذا الظلم فى الآخرة ، ولو كان المقصود الكفر بالله لما وصف العذاب " نكرا " لآن عذاب الكفر عند الله هو عذاب النار وهو معلوم وليس نكرا
والاستدلال على أن الظلم فى الآية هو الكفر لأنه الذى تجمع له عقوبتان فى الدنيا والآخرة ؛ أراه بعيدا
لأنه لاعقوبة على الكفر فى الدنيا الآن .
إذن المقضود هو اصلاح البيئة واقامة قانون يعاقب من يفسدها ويكافئ من يصلحها
والله أعلم
أخانا الفاضل مصطفي سعيد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أسعد الله أيامنا وأيامك ذو القرنين يمكن أن تتعلم البشرية من قصته الكثير ما قصه الله تعالى علينا في غاية الإيجاز وفي غاية الإعجاز ويمكن أن يستخلص من الآيات التي قصها الله علينا من ذكره أشياء مختلفة ولكن الشيء الذي يجب أن نضعه في اعتبارنا إذا اعتبرنا ذا القرنين مصلحا وهو كذلك أن إصلاحه كان يقوم على أسس وأن هذه الأسس مستمدة من وحي السماء ، وهذا ما تشير إليه الآيات بوضوح. ثم حتى نصل إلى استنباطات صحيحة من الآيات يجب أن نعود إلى قواعد الاستنباط ومنها: الرجوع إلى قواعد اللغة التي نزل بها القرآن والرجوع إلى استعمال القرآن لمفردات وتراكيب هذه اللغة. أشكر لك مشاركتك ولي معها وقفة أخرى إن شاء الله تعالى.
السلام عليكم
بارك الله فيك
نعم أخى
بالنسبة للوحى
لماذا لانقول أنه امتحان وابتلاء له ؟
أمامك مسألة ، ماخيارك فيها ، أو بماذا يأمرك ايمانك ؟ وهذا مايمكن أن يكون لكل انسان .وهكذا تكون القدوة .
ولو كان أمر لأُمر افعل كذا
بالنسبة لمعانى المفردات فى القرآن
مثلا كلمة " حمئة "
الحمأ هو ماخلق منه الانسان .... هكذا هو فى القرآن ؛
ويمكن وصف مخلفات الانسان الجسمانية -سواءا فى حياته أو بعد موته - ، بأنها حمأ
وإذا ماحلت هذه البقايا فى عين جعلتها حمئة ، وتصبح عين حمئة
والله أعلم
السلام عليكم , والحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
والله أعلم إن العين هي جمع عيون أي إذا كان هناك عيون و عيون و عيون فكلها عين.
و مغرب الشمس (أقصى الغرب) هو ما يعرف الأن ب أيسلاند. وهي جزيرة محيطها حوالى ثلاث ألاف كيلومتر و بها ما يزيد على مئة و ثلاثين بركان و بها العين الحمئة (عيون و عيون و عيون مياة حاره) كثيرة جدا. و بها الرقيم ( جمع أو صفة) و هو الجبل الأسود الذي عليه الثلج الأبيض فهو كالكتاب و حمار الوحش اللاتي يسميها العرب الرقيم.
و الله أعلم أن أصحاب الكهف المؤمنين (الفتية الذين أفتوا بمسألة الأيمان بالله )كانوا فيها ثم اعتزلوا المشركين و ذهبوا إلى وادي في جريين لاند. و الله أعلم أنهم كانوا في وادي أسمه الأن قورطورلوب.
و بحثت في الموضوع و عندي المزيد إذا قبلتم ما أقول.