ذوات الهاء بين رؤوس الآي ووسطها أليس فيها تناقضا صارخا يامعشر القراء ؟

إنضم
10/08/2010
المشاركات
295
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
ذوات الهاء نحو : مرساها , منتهاها , ضحاها, بناها, دساها ...إذا وقعت رأس آية جاز فيها الوجهان مع تقديم الفتح رغم أنّ رؤوس الآي محلّ لتقديم الإمالة والتقليل لأجل المناسبة والتناسق في الصوت الجرس , بينما نفس هذه الكلمات إذا وقعت في وسط الآيات جاز فيها الوجهان كذلك لكن مع تقديم التقليل ...أليس الأولى أن يقدم التقليل في رؤوس الآي كذلك قياسا على وسطها لأنّه أولى بالتقليل منه ؟
أقول هذا الكلام بمجرد رأيي لأنّني استغربت هذا الاختلاف في التقديم ... ولعل للأساتذة الكرام ما يوجهه ويزيل هذه الشبهة عني وعن غيري ...جزاكم الله خير الجزاء
 
يزول الاستغراب مع استحضار:
وما لقياس في القراءة مدخل .....

مع أن الكلام الذي تفضلت به يحتاج إلى تحرير الطرق...
قال ابن الجزري:
(فالحَاصِلُ) أنَّ غَيْرَ ذَوَاتِ الرَّاءِ للأزْرَقِ عَنْ وَرْشٍ على أرْبَعَةِ مَذَاهِبَ:
(الأَوَّلُ): إمَالَةٌ بَيْنَ بَيْنَ مُطْلَقًا؛ رُؤوس الآيِ وغَيْرهَا، كان فِيهَا ضَمِيرُ تَأْنِيثٍ أوْ لم يَكُنْ، وَهَذَا مَذْهَبُ أبي طَاهِرٍ صَاحِبِ العُنْوَانِ، وَشَيْخِه، وأبي الفَتْحِ، وابْنِ خَاقَانَ.
(الثَّاني): الفَتْحُ مُطْلَقًا رُؤُوس الآي وغَيْرها، وهَذَا مَذْهَبُ أبي القَاسِمِ بْنِ الفَحَّامِ صَاحِبِ التَّجْرِيدِ.
(الثَّالِثُ): إمَالَةٌ بَيْنَ بَيْنَ في رُؤُوسِ الآيِ فَقَطْ سِوَى مَا فِيهِ ضَمِيرُ تَأْنِيثٍ فالفَتْحُ، وكَذَلِكَ مَا لَمْ يَكُنْ رَأْسَ آيَةٍ، وَهَذَا مَذْهَبُ أبي الحَسَنِ بْنِ غَلْبُونَ ومَكِّيٍّ، وجُمْهُورِ المَغَارِبَة.
(الرَّابِعُ): الإمَالَةُ بَيْنَ بَيْنَ مُطْلَقًا أيْ رُؤُوس الآيِ وَغَيْرهَا، إِلاَّ أَنَّ يَكُونَ رَأْسَ آيَةٍ فِيهَا ضَمِيرُ تَأْنِيثٍ، وهَذَا مَذْهَبُ الدَّانيِّ في التَّيْسِيرِ والمُفْرَدَاتِ.
 
قبل كل شيء :
ما هو الضابط العلمي في المقدّم في الأداء ؟
أخي الكريم : قدّم ما شئت وأخّر ما شئت ، فليس عليك حرج إن شاء الله .
 
ما ذكرتُه يا أستاذ (المقرئ المليجي) متعلق بالوجه المقدم عندنا وهو ما أشرت إليه في مداخلتك :
(الرَّابِعُ): الإمَالَةُ بَيْنَ بَيْنَ مُطْلَقًا أيْ رُؤُوس الآيِ وَغَيْرهَا، إِلاَّ أَنَّ يَكُونَ رَأْسَ آيَةٍ فِيهَا ضَمِيرُ تَأْنِيثٍ، وهَذَا مَذْهَبُ الدَّانيِّ في التَّيْسِيرِ والمُفْرَدَاتِ.
نعم ليس للقياس ها هنا مجال وهذا ما نقرأ به دون شك ولا تردد ولكن أردت أن أجد عندكم ما يفسّر هذا الذي حسِبته تناقضا كيف يقدم الفتح في رؤوس الآي وهو موطن للإمالة بينما يقدم التقليل في وسط الآي ؟ والله أعلم
استفسار من الأستاذ الجكني
قبل كل شيء :
ما هو الضابط العلمي في المقدّم في الأداء ؟
أخي الكريم : قدّم ما شئت وأخّر ما شئت ، فليس عليك حرج إن شاء الله .
هل هذا يعني أنّ اختيار الأوجه المقدمة في القراءة من الخلاف الجائز الذي لا يتعلق بالرواية (الخلاف الواجب)؟
 
الذي يظهر من كلام ابن الجزريّ المنقول أعلاه أنّ الفتح هو الأشهر إذ به أخذ أصحاب المذهب الثاني إلى الرابع بينما التقليل لم يأخذ به إلاّ أصحاب المذهب الأوّل. ولعلّ هذا ما يفسّر السبب الذي حمل الداني على الأخذ بوجه الفتح في التيسير مع أنّه قرأ على ابن خاقان بالتقليل كما يتّضح في المذهب الأوّل. وقراءة الداني عن ابن خاقان هي روايته في التيسير كما هو معلوم.
ولم يذكر المحققون والمحررون فيما يبدو امتناع أيّ وجه من وجهي ذوات الهاء مع أوجه البدل لعدم إمكان حصر مصادر الشاطبيّة كما بيّتنه غير ما مرّة. ولكن إن قرئ بتوسط البدل من طريق التيسير فالأصحّ أن يؤخذ بوجه التقليل في ذوات الهاء كما هي قراءة الداني على ابن خاقان.
والعلم عند الله تعالى.
 
ولكن إن قرئ بتوسط البدل من طريق التيسير فالأصحّ أن يؤخذ بوجه التقليل في ذوات الهاء كما هي قراءة الداني على ابن خاقان.

ولأنّ المقدم عندنا هو التوسط في البدل فالمقدم في ذوات الهاء هو التقليل ...
رغم أنّ ما جرى عليه العمل في ضبط ذوات الهاء في رؤوس الآي في مختلف المصاحف خلاف هذا ...
وعلى هذا الأساس لم يبقى لما حسبته تناقضا وجود لأنّ ذوات الهاء على هذا الأساس يصبح المقدم فيها التقليل مع توسط البدل سواء كانت وسط آية أو رأسها
فهل هذا الاستنتاج صحيح يا أستاذنا الكريم (محمد يحيى الشريف) حفظك الله ونفع بك؟
 
ولكن إن قرئ بتوسط البدل من طريق التيسير فالأصحّ أن يؤخذ بوجه التقليل في ذوات الهاء كما هي قراءة الداني على ابن خاقان.

ولأنّ المقدم عندنا هو التوسط في البدل فالمقدم في ذوات الهاء هو التقليل ...
رغم أنّ ما جرى عليه العمل في ضبط ذوات الهاء في رؤوس الآي في مختلف المصاحف خلاف هذا ...
وعلى هذا الأساس ينتفي ما حسبته تناقضا لأنّ ذوات الهاء يصبح المقدم فيها التقليل مع توسط البدل سواء كانت وسط آية أو رأسها
فهل هذا الاستنتاج صحيح يا أستاذنا الكريم (محمد يحيى الشريف) حفظك الله ونفع بك؟
 
اختلف الأئمّة في تقديم أحد أوجه البدل إلى مذهبين : الأوّل توسيطه وهو مذهب جمهور المغاربة لثبوته في كتاب التيسير ومن سلك مسلكه كابن برّي وغيره ولكونه الأشهر عند الداني لقراءته به على ابن خاقان وفارس ابن أحمد. والمذهب الثاني هو القصر لثبوته عند الجميع ما عدا الأزرق ولقوّته في القياس وهو مذهب الإمام الشاطبيّ عليه رحمة الله تعالى. فشهرة التوسط عند المغاربة نسبيّة برواية الداني ، فإذا نظرنا بهذا المنظار يمكن تقديم التقليل في ذوات الهاء بالتبعيّة لما رواه الداني عن ابن خاقان وفارس ابن أحمد في تقليل ذوات الهاء وتوسيط البدل.
ولكن إن نظرنا إلى الشهرة بمنظارها الواسع أي بالنسبة لجمهور القراء من جهة ، والقياس من جهة أخرى فيقدّم القصر مع الفتح.
وإذا نظرنا إلى المصادر التي اعتمد عليها ابن الجزري في نشره نجد أنّ طول البدل هو الأكثر ثبوتاً وبالتالي يمكن تقديمه من هذه الحيثيّة.
أقول : ثبوت توسط البدل مع التقليل عند المغاربة أو في قطر من الأقطار لا يعني أنّه الأقوى في الرواية إذا نظرنا بالمنظار الواسع.
فالمسألة اجتهادية محضة تحتاج إلى تأصيل وتقعيد إذ المذاهب متضاربة وأدلّتها معتبرة جميعاً.
والعلم عند الله تعالى.
 
المقدم في مد البدل وحكم باب ضحاها

المقدم في مد البدل وحكم باب ضحاها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
المقدم عند أهل الأداء من المغاربة هو التوسط كما ذكر السيد هاشم في حصنه، وهو المختار كما نصّ عليه الخرّاز في شرح البرّيّة، وكذا قدّمه إمامنا ابن برّي رضي الله عنه في قوله:
وبعدها ثبتت او تغيرت * فاقصر وعن ورش توسط ثبت
مع أنه اتّبع الشاطبي في جميع نظمه، إلا أنّه قدّم التوسّط ولم يذكر الإشباع ربما تبعا لإنكار الداني له على ما يظهر من جامعه أو لقول الشاطبي (وقد يروى لورش مطولا).
وبالعكس من ذلك أنكر ابن غلبون المد الزائد على القصر في البدل في تذكرته وأشار إليه الشاطبي في حرزه. وأغرب المنتوري في شرح الدرر فأنكر التوسط وأثبت الإشباع.
وقال الشيخ محمد بن عنتر البتروني وهو أحد شيوخ سند العلامة المقرئ محمد ابن أبي القاسم البوجليلي: وأما باب (ءامنوا) و(شيء) فبالتوسط فقط لورش قرأنا اهـ
وأحبّ هنا أن أسرد قول أحد علماء الجزائر وهو العلامة أحمد بن ثابت الشريف التلمساني في الرسالة الغرّاء في ترتيب اختلاف وجوه القراء حيث يقول: واختار الشاطبي القصر فيما وقع حرف المد بعد الهمزة نحو الآخرة وآمنوا، ورجّح الداني التوسط، ورجّح أبو محمد مكي الإشباع، وقرأت من القصيد بالثلاثة على حسب الترقّي (أي بتقديم القصر ثم التوسط ثم الطول هكذا صعودا)، وقرأت من الطيّبة بالتدلّي (أي بتقديم الطول ثم التوسط ثم القصر هكذا نزولا) اهـ
قلت والتوسط هو الذي ضبطت عليه مصاحف المغرب الأقصى والجزائر.
أما باب (ضحاها) من حيث علاقتها بالبدل، فقد قرأت مؤخرا رسالة في الكلمات الممالة لورش من طريق الحرز للعلامة عبد الرازق موسى رحمه الله وقد ذكر فيه صراحة أن هذا الباب ينطبق عليه التحرير المعروف أي القصر مع الفتح، والتوسط مع التقليل، والطول مع الوجهين، والله تعالى أعلم.
 
عودة
أعلى