ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار

إنضم
21/09/2014
المشاركات
45
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
العمر
70
الإقامة
ج م ع
بسم1
استوقفنى قول الله عز وجل : { ذَ ٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَـٰفِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ} [الأنفال:١٤]
فظننت أن قوله : ذلكم ، المخاطب به المؤمنون ، حيث إن السياق لا يمنع ذلك ، وظننت أن المعنى إذ ذاك يكون :
ذلكم أيها المؤمنون ، وفاء الله بوعده إياكم بالنصر ، فذوقوه ، أى ذوقوا حلاوة النصر وحلاوة الإيمان ، فى مقابل أن للكافرين عذاب النار .
ثم بحثت فى التفاسير المختلفة ، فلم أجد من قال بمثل الذى ظننت ، إلا تفسيرا واحدا هو المنتخب فى التفسير لعلماء الأزهر ، ذكر ما نصه :
"ذلكم أيها المؤمنون هو القتال فذوقوه مع اليقين بالنصر والتأييد وأن للجاحدين بآياته عقاباً آخر يوم القيامة ، هو عذاب النار ."
فحمدت الله أن لم أبتدع شيئا فى تفسير كلام الله عز وجل .
ولعل ما ورد فى المنتخب لعلماء الأزهر مرجعه إلى أن السياق فى الآيات من أول السورة حتى قوله تعالى :
{ ذَ ٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَـٰفِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ} [الأنفال:١٤]
مدار الخطاب فيه موجه إلى النبى صلى الله عليه وسلم ، وإلى المؤمنين من خلال النبى صلى الله عليه وسلم بالأمر ب"قل " أو مباشرة كما يتضح من استعراض الآيات :
يسْـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلْأَنفَالِ ۖ قُلِ ٱلْأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ ۖ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَصْلِحُوا۟ ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١﴾ إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتُهُۥ زَادَتْهُمْ إِيمَـٰنًۭا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿٢﴾ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنفِقُونَ ﴿٣﴾أُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ حَقًّۭا ۚ لَّهُمْ دَرَجَـٰتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌۭ وَرِزْقٌۭ كَرِيمٌۭ ﴿٤﴾ كَمَآ أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنۢ بَيْتِكَ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًۭا مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ لَكَـٰرِهُونَ ﴿٥﴾ يُجَـٰدِلُونَكَ فِى ٱلْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى ٱلْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ ﴿٦﴾ وَإِذْ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحْدَى ٱلطَّآئِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ ٱلشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ ٱلْحَقَّ بِكَلِمَـٰتِهِۦ وَيَقْطَعَ دَابِرَ ٱلْكَـٰفِرِينَ ﴿٧﴾ لِيُحِقَّ ٱلْحَقَّ وَيُبْطِلَ ٱلْبَـٰطِلَ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُجْرِمُونَ ﴿٨﴾ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّى مُمِدُّكُم بِأَلْفٍۢ مِّنَ ٱلْمَلَـٰٓئِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴿٩﴾ وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِۦ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿١٠﴾ إِذْ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ أَمَنَةًۭ مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءًۭ لِّيُطَهِّرَكُم بِهِۦ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ ٱلشَّيْطَـٰنِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ ٱلْأَقْدَامَ ﴿١١﴾ إِذْ يُوحِى رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلَـٰٓئِكَةِ أَنِّى مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا۟ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ۚ سَأُلْقِى فِى قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ ٱلرُّعْبَ فَٱضْرِبُوا۟ فَوْقَ ٱلْأَعْنَاقِ وَٱضْرِبُوا۟ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍۢ ﴿١٢﴾ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ ۚ وَمَن يُشَاقِقِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ ﴿١٣﴾ ذَ ٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَـٰفِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ ﴿١٤﴾
والحديث عن الذين كفروا حتى هذه الآية جاء بصيغة الغيبة : { وَٱضْرِبُوا۟ مِنْهُمْ ..}، { ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ ..} .
والشاهد على هذا التأويل والله أعلم ، ما ورد فى سورة محمد صلى الله عليه وسلم ، قوله تعالى :
{ذَ ٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوْلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَأَنَّ ٱلْكَـٰفِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ }[محمد: ١١] فهو أشبه شيء بقوله عز وجل :
{ ذَ ٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَـٰفِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ} [الأنفال:١٤] .
والله أعلى وأعلم .​
 
بسم1
اخي الكريم
اما السياق: فهو في الكافرين في الاشارة: بذلك انهم شاقوا الله ورسوله، وقبلها في سالقي في قلوب الذين كفروا، ثم استانف الخطاب للمومنين بيا ايها الذين ءامنوا، والخطاب للكفار باتفاق اهل التاويل، واسم الاشارة راجع الى الضرب الماخوذ من قوله فاضربوا فوق الاعناق وهو مبتدا وخبره محذوف، فاما ان يقدر: ذلك هو العقاب الموعود، واما ان يكون مما دل عليه قوله بانهم شاقوا الله ورسوله فالتقدير: ذلك بانكم شاققتم الله ورسوله.
هذا وظاهر كلام الطبري في اسم الاشارة ذلكم انه بمعنى هذا والاشارة به الى العذاب المتقدم ذكره؛ وذلك انه قد يشار بذلك الى حاضر تعلق به بعض الغيبة، وبهذا الى غائب هو من الثبوت والحضور بمنزلة وقرب.
كما ان نظم الاية يقوي المعنى من ان هذا عذاب القتل ذوقوه عاجلا ولكم النار اجلا.
ولعل موضع الالتباس: التفريع على ذلكم ب فذوقوه، والتي هي اعتراض بين الجملة والمعطوف في قوله وان للكافرين، والاعتراض يكون بالفاء، على ما بين الامام الطاهر ابن عاشور.
وبعد فتاويل المجمع يظهر فيه انه خلاف للمجمع، وان لم يكن فهو ترك للفصيح الصريح.
اما التنظير باية القتال فغير ظاهر.
 
{ فَذُوقُوهُ } اعتراض وسط بين المعطوفين للتهديد

{ فَذُوقُوهُ } اعتراض وسط بين المعطوفين للتهديد

الحمد لله وحده ،

يروى الإِمام مسلم عن ابن عباس قال: " حدثنى عمر بن الخطاب قال: كان يوم بدر، نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، فاستقبل نبى الله - القبلة، ثم مد يديه فجعل يهتف بربه ويقول: اللهم أنجز لى ما وعدتنى، اللهم أنجز لى ما وعدتنى، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإِسلام لا تعبد فى الأرض، فما زال يهتف بربه مادا يديه حتى سقط رداؤه عن منكبيه فأتاه أبو بكر، فأخذ رداءه، فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من وراءه، وقال: يا نبى الله!! كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك. فأنزل الله - عز وجل -: { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ } " الآية فأمده الله بالملائكة.
وبخصوص الآية الكريمة { ذٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ } :
إنه مع كونه هو المسوق للوعيد بما ذكر ناطق بكون المراد بالعقاب المذكور ما أصابهم عاجلاً سواء جعل { ذٰلِكُمْ } إشارة إلى نفس العقاب أو إلى ما تفيده الشرطية من ثبوته لهم، فلأن الأظهر أن محله النصب بمضمر يستدعيه { فَذُوقُوهُ } والواو في { وَأَنَّ لِلْكَـٰفِرِينَ } بمعنى مع ، فالمعنى باشروا ذلكم العقاب الذي أصابكم فذوقوه عاجلاً مع أن لكم عذاب النار آجلاً، فوقع الظاهر موضع الضمير لتوبيخهم بالكفر وتعليل الحكم به ، وأما على الثاني: فلأن الأقرب أن محله الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، وقوله سبحانه وتعالى: و { أَنَّ } معطوف عليه، والمعنى حكم الله تعالى ذلكم
أي ثبوت هذا العقاب لكم عاجلاً وثبوت عذاب النار آجلاً، وقوله تعالى: { فَذُوقُوهُ } اعتراض وسط بين المعطوفين للتهديد، والضمير على الأول لنفس المشار إليه وعلى الثاني لما في ضمنه ، فالفاء في قوله تعالى ( فذوقوه ) عاطفة لا زائدة أو جزائية ، والله أعلم .
 
بسم1

قوله تعالى :{ ذَ ٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَـٰفِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ} :

ما أجمع عليه عامة المفسرين فى حمل الخطاب ب"ذلكم " على الكافرين ، تفسير صحيح لا مرية فيه ولا طعن عليه .
ولكن حمل الخطاب ب"ذلكم" على المؤمنين ، كما قرره تفسير المنتخب لعلماء الأزهر، وجه له اعتباره ووجاهته أيضا ،وذلك لما يلى :
1-أن هذا التفسير لا يخل بمقتضى اللغة ، ولا يتعارض مع حديث نبوى ، ولا يصطدم معناه مع سياق الآيات .
2-من المسلم به أن من أوجه إعجاز القرآن الكريم اشتمال المبنى القليل على كثير من المعانى ، طالما أن اللغة تحتملها بدون تعسف .
3-أن السياق من بداية السورة ، الخطاب فيه موجه إلى المؤمنين خاصة ، سواء من الله مباشرة أو عن طريق رسوله صلى الله عليه وسلم ب "قل "، وذلك حتى قوله : { ذَ ٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَـٰفِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ} ، وبذلك تدخل "ذلكم " فى هذا الخطاب .
4- أن حمل الآيات على الظاهر مقدم على تأويلها ما لم تكن هناك قرينة تحتم التأويل ، أو كان حملها على الظاهر يخل بالمعنى .
5- الحديث عن الكافرين كان عرضيا وليس هو الهدف الرئيس من السورة التى نزلت لتهذيب سلوك المؤمنين وتربيتهم ، وحثهم على قتال الكافرين ، وقد تكرر النداء فيها " يا أيها الذين آمنوا " كثيرا ,
6- معلوم أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، لذلك فإن اعتبار الخطاب موجه إلى المؤمنين ، سيضيف معنى متجددا ، مفاده :
ياأيها الذين آمنوا إذا أطعتم الله ورسوله ، وإن وثقتم فى موعود الله لكم بالنصر ، فإن الله سيهيئ لكم أسبابه ، فإذا كنتم كذلك فذلكم فذوقوه ، وإن لم تكونوا كذلك فلن تذوقوا النصر والتأييد من الله ، وذلك فى كل زمان .
أما اعتبار الخطاب موجه للكافرين فإنه يقف باختصاص الآية بغزوة بدر لا يتعداها ، اللهم إلا ما كان لدرس العبرة منها .
والمعنى الأول أوسع دلالة من الثانى لأنه يحمل فى طياته العبرة المستفادة من غزوة بدر أيضا .
7- قوله تعالى : { إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ } [الأنفال:19] :
يتضمن معنى [ ذوقوا أيها الكافرون الضرب والقتل ] ، وبالتالى فقد أغنى عن هذا التأويل ، وأغنى عن وجود تكرار للمعنى نفسه .
8- يمتن الله على عباده المؤمنين بأن أنجز لهم وعده ، وأجاب استغاثتهم إياه ، وغشاهم النعاس ليذوقوا الأمن ، أفلا يمتن عليهم بأن أذاقهم النصر ؟

وبعد فهذه خواطر قد أخطئ فيها وقد أصيب ، ولكنى مطمئن أنى أضعها بين يدى رجال آتاهم الله من العلم ما يستطيعون به تقويم المعوج وتصحيح الصحيح ، ولله الحمد من قبل ومن بعد .
 
عودة
أعلى