ذكر ما في سورة الفرقان من اختلاف القراءات

سمير عمر

New member
إنضم
06/06/2012
المشاركات
623
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
53
الإقامة
مراكش المغرب
قال ابن عبد البر رحمه الله:
.. ونحن نذكر جميع ما انتهى إلينا من القراءات عن السلف والخلف في سورة الفرقان؛ لما في حديثنا المذكور في هذا الباب من قول عمر بن الخطاب: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي رواية معمر عن ابن شهاب: يقرأ سورة الفرقان على حروف كثيرة غير ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيت ذكر حروف سورة الفرقان ليقف الناظر في كتابي هذا على ما في سورة الفرقان من الحروف المروية عن سلف هذه الأمة، وليكون أتم وأوعب في معنى الحديث، وأكمل فائدة إن شاء الله، وبه العون لا شريك له.
ذكر ما في سورة الفرقان من اختلاف القراءات على استيعاب الحروف وحذف الأسانيد​
فأول ذلك قوله تبارك وتعالى: {الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ}، قرأ عبد الله بن الزبير{عباده}، وقرأ سائر الناس {عبده}...تنظر التتمة في كتاب التمهيد 8/301.
وقال ابن حجر: لم أقف في شيء من طرق حديث عمر على تعيين الأحرف التي اختلف فيها عمر وهشام من سورة الفرقان، وقد زعم بعضهم فيما حكاه ابن التين أنه ليس في هذه السورة عند القراء خلاف فيما ينقص من خط المصحف سوى قوله: {وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً} وقرئ "سرجا" جمع سراج، قال: وباقي ما فيها من الخلاف لا يخالف خط المصنف. قلت: وقد تتبع أبو عمر بن عبد البر ما اختلف فيه القراء من ذلك من لدن الصحابة ومن بعدهم من هذه السورة، فأوردته ملخصا وزدت عليه قدر ما ذكره وزيادة على ذلك، وفيه تعقب على ما حكاه ابن التين في سبعة مواضع أو أكثر، قوله: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ} قرأ أبو الجوزاء وأبو السوار "أنزل" بألف...تنظر التتمة في فتح الباري 9/33.
ثم قال: قال أبو عمر بن عبد البر بعد أن أورد بعض ما أوردته: هذا ما في سورة الفرقان من الحروف التي بأيدي أهل العلم بالقرآن. والله أعلم بما أنكر منها عمر على هشام وما قرأ به عمر، فقد يمكن أن يكون هناك حروف أخرى لم تصل إلي، وليس كل من قرأ بشيء نقل ذلك عنه، ولكن إن فات من ذلك بشيء فهو النزر اليسير. كذا قال، والذي ذكرناه يزيد على ما ذكره مثله أو أكثر، ولكنا لا نتقلد عهدة ذلك، ومع ذلك فنقول يحتمل أن تكون بقيت أشياء لم يطلع عليها، على أني تركت أشياء مما يتعلق بصفة الأداء من الهمز والمد والروم والإشمام ونحو ذلك. ثم بعد كتابتي هذا وإسماعه وقفت على الكتاب الكبير المسمى "بالجامع الأكبر والبحر الأزخر" تأليف شيخ شيوخنا أبي القاسم عيسى بن عبد العزيز اللخمي الذي ذكر أنه جمع فيه سبعة آلاف رواية من طريق غير ما لا يليق. وهو في نحو ثلاثين مجلدة، فالتقطت منه ما لم يتقدم ذكره من الاختلاف فقارب قدر ما كنت ذكرته أولا وقد أوردته على ترتيب السورة قوله: {لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً} قرأ أدهم السدوسي بالمثناة فوق..تنظر التتمة في الفتح.
 
لفتة موفقة، وصنيع ابن حجر وقبله ابن عبد البر في جمع ما ورد في هذه السورة من خلافات =هو أسلوب علمي ذكي في الوصول إلى حل لهذه المسألة التي كثر حولها النقاش.
وبعض الباحثين يؤكد أن الخلاف بين عمر وهشام رضي الله عنهما لم يكن من قبيل الخلاف في اللغة، فكلهما قرشي، بل كان خلافًا فيما سوى ذلك مما كان نازلًا من الأحرف السبعة المحتملة لألفاظ مختلفة النطق والرسم ومترادفة المعنى (ينظر: من القضايا الكبرى في القراءات القرآنية. محمد حسن حسن جبل. ص:72).​
 
عودة
أعلى