ذكر الخوف في قصة موسى عليه السلام:

إنضم
12/01/2013
المشاركات
701
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
العمر
53
الإقامة
مراكش-المغرب
بسم1
ذكر الخوف في قصة موسى عليه السلام:
بتتبع آيات القرآن الكريم نجد أن موسى عليه السلام ذكر الخوف في قصته أكثر من غيره من الأنبياء و الرسل: قال تعالى:
" فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (18)" -القصص-
" فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21)" –القصص-
" فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25)" –القصص-
" يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ (31)" -القصص-
" يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10)" –النمل-
" قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21)" -طه-
" فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68)" -طه-
فما السبب في تكرر ذكر الخوف في قصة كليم الرحمن موسى عليه السلام؟
من خلال آيات القرآن الكريم التي وردت في قصة موسى عليه السلام يلاحظ أن الأمر لا يتعلق بموقف واحد بل بمواقف عدة، منها:
- معجزة العصا التي أمر عليه السلام بإلقائها فإذا هي حية تسعى، و لا ريب أن هذا أمر عظيم و هول كبير يوجب الخوف، لذلك طمأنه ربه و ثبته بقوله جل في علاه:" يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ (31)" -القصص-
- قتله عليه السلام للقبطي، و علمه بتآمر الأقباط عليه لقتله، فلا شك أن هذا الموقف يستدعي خوفه و خروجه من أرض مصر خائفا،كما قال تعالى:" " فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21)" –القصص-
لكن يلاحظ أن ذكر الخوف إنما ورد في قصته عليه السلام قبل إرساله و بعثته، أما قوله تعالى:" " فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68)" -طه-، فكان خوفا على قومه أن ينساقوا خلف فرعون حينما عاينوا ذلك السحر العظيم الذي أتى به سحرته، كما قال الحافظ :" وقوله: { فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى } أي خاف على الناس أن يَفْتَتِنوا بسحرهم ويغتروا بهم قبل أن يلقي ما في يمينه"-تفسير ابن كثير:5/302-، و هو قول مقاتل كما حكاه عنه العلامة الألوسي في تفسيره:" خاف عليه السلام من أن يعرض للناس ويختلج في خواطرهم شك وشبهة في معجزة العصا لما رأوا من عصيهم ."- روح المعاني:2/213-.
و هناك من تأول قوله تعالى:" فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى" بأنه خوف على نفسه، بمقتضى طبع الجبلة البشرية عند رؤية الأمر المهول وهو قول الحسن رحمه الله تعالى،و هناك أقوال أخر.
كما يلاحظ أنه ليس هناك ذكر لخوفه من الطاغية فرعون رغم جبروته و ظلمه، بل على العكس الذي قصه الله علينا هو قوة موسى عليه السلام و محاداته لفرعون بل و إغلاظ القول معه كما في قوله:" إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (102) "-الإسراء-.
إذن فلا يصح تعليل خوفه عليه السلام بطغيان فرعون و جبروته و قوة بطشه، كما قد يظن البعض.
و أرجو من كان لديه شيء بخصوص هذه الجزيئة من قصة موسى عليه السلام أن يدلو بدلوه و لا يبخل، و الله أعلم و أحكم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي / ناصر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما اطلعت على الايات التى سقتها ، كانت اول خاطره لي هي البلاء
فدلت الايات الكريمه على شدة وعظم ما احاط بكليم الله (موسى عليه الصلاة والسلام ) من البلاء قال تعالى ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين ) وقوله صلى الله عليه وسلم (أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتد به بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة. أخرجه الإمام أحمد وغيره.

وجزاك الله خيرا اخي / ناصر على التدبر
 
عودة
أعلى