بشير عبدالعال
Member
بسم الله الرحمن الرحيم .......
دِين الْعَجَائِزِ أو مَذْهَب الْعَجَائِزِ هي عبارة ترددت عن جماعة المتكلمين – فهم من تمنوا أن يموتوا على دين العجائز ....
جاء في الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم - للإمام المجتهد محمد بن إبراهيم الوزير (775-840) رحمه الله ........
قال القرطبي في ((شرح مسلم)) ما لفظه: ((وقد رجع كثير من أئمة المتكلّمين عن الكلام بعد انقضاء أعمار مديدة وأمداد بعيدة, فمنهم: إمام المتكلّمين أبو المعالي, فقد حكى عنه الثّقات أنّه قال: ((لقد خلّيت أهل الإسلام وعلومهم, وركبت البحر الأعظم, وغصت في الذي نهوا عنه, كلّ ذلك رغبة في طلب الحقّ وهرباً من التّقليد, والآن قد رجعت عن الكل إلى كلمة الحق, عليكم بدين العجائز, وأختم عاقبة أمري عند الرّحيل بكلمة الإخلاص, والويل لابن الجويني!)).
وكان يقول لأصحابه: ((يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام, فلو عرفت أنّ الكلام يبلغ بي ما بلغ ما تشاغلت به)).
وقال أحمد بن سنان: كان الوليد بن أبان الكرابيسي خالي, فلما حضرته الوفاة قال لبنيه: أتعلمون أحداً أعلم منّي؟ قالوا: لا. قال: أفتتهمونني؟ قالوا: لا. قال: فإنّي أوصيكم, أتقبلون؟ قالوا: نعم. قال: عليكم بما عليه أهل الحديث, فإنّي رأيت الحق معهم.
وقال أبو الوفاء بن عقيل: لقد بالغت في الأصول طول عمري, ثمّ عدت القهقري إلى مذهب المكتب.
قال القرطبي: وهذا الشّهرستاني صاحب ((نهاية الإقدام في علم الكلام)) وصف حاله فيما وصل إليه من الكلام وما ناله, فتمثّل بما قاله:
لعمري لقد طفت المعاهد كلّها ... وسيّرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعاً كفّ حائر ... على ذقن أو قارعاً سنّ نادم
ثمّ قال: ((عليكم بدين العجائز, فإنّه أسنى الجوائز)). انتهى ما حكاه القرطبي.
دِين الْعَجَائِزِ أو مَذْهَب الْعَجَائِزِ هي عبارة ترددت عن جماعة المتكلمين – فهم من تمنوا أن يموتوا على دين العجائز ....
جاء في الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم - للإمام المجتهد محمد بن إبراهيم الوزير (775-840) رحمه الله ........
قال القرطبي في ((شرح مسلم)) ما لفظه: ((وقد رجع كثير من أئمة المتكلّمين عن الكلام بعد انقضاء أعمار مديدة وأمداد بعيدة, فمنهم: إمام المتكلّمين أبو المعالي, فقد حكى عنه الثّقات أنّه قال: ((لقد خلّيت أهل الإسلام وعلومهم, وركبت البحر الأعظم, وغصت في الذي نهوا عنه, كلّ ذلك رغبة في طلب الحقّ وهرباً من التّقليد, والآن قد رجعت عن الكل إلى كلمة الحق, عليكم بدين العجائز, وأختم عاقبة أمري عند الرّحيل بكلمة الإخلاص, والويل لابن الجويني!)).
وكان يقول لأصحابه: ((يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام, فلو عرفت أنّ الكلام يبلغ بي ما بلغ ما تشاغلت به)).
وقال أحمد بن سنان: كان الوليد بن أبان الكرابيسي خالي, فلما حضرته الوفاة قال لبنيه: أتعلمون أحداً أعلم منّي؟ قالوا: لا. قال: أفتتهمونني؟ قالوا: لا. قال: فإنّي أوصيكم, أتقبلون؟ قالوا: نعم. قال: عليكم بما عليه أهل الحديث, فإنّي رأيت الحق معهم.
وقال أبو الوفاء بن عقيل: لقد بالغت في الأصول طول عمري, ثمّ عدت القهقري إلى مذهب المكتب.
قال القرطبي: وهذا الشّهرستاني صاحب ((نهاية الإقدام في علم الكلام)) وصف حاله فيما وصل إليه من الكلام وما ناله, فتمثّل بما قاله:
لعمري لقد طفت المعاهد كلّها ... وسيّرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعاً كفّ حائر ... على ذقن أو قارعاً سنّ نادم
ثمّ قال: ((عليكم بدين العجائز, فإنّه أسنى الجوائز)). انتهى ما حكاه القرطبي.