دَلائلُ الْإِعْجَازِ فِي الْقُرْآنِ

إنضم
21/12/2015
المشاركات
1,712
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
مصر
بِسْمِ اللَّهِ , وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَآلِهِ وَصَحِبِهِ . رَبِّ يَسِّرْ وَأَعِنْ بِرَحْمَتِك .
هذا الموضوع قديم كما لا يخفى على مُتابع –فالكلمة نفسُها أطلقها علماءُ المسلمين صريحة ومباشرة قديما - الْإِعْجَازِ فِي الْقُرْآنِ – وتناولوا قدر ما فتح اللهُ عليهم من فضله – فأنفقوا مما رزقهم الله علما واعتقادا .
جاء في البرهان في علوم القرآن للزركشي (المتوفى : 794هـ):
وكَانَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: لَوْ أُعْطِيَ الْعَبْدُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنَ الْقُرْآنِ أَلْفَ فَهْمٍ لَمْ يَبْلُغْ نِهَايَةَ مَا أَوْدَعَهُ اللَّهُ فِي آيَةٍ مِنْ كِتَابِهِ لِأَنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ وَكَلَامُهُ صِفَتُهُ وَكَمَا أَنَّهُ لَيْسَ لِلَّهِ نِهَايَةٌ فَكَذَلِكَ لَا نِهَايَةَ لِفَهْمِ كَلَامِهِ وإنما يَفهمُ كلٌ بمقدار مَا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ وَكَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ وَلَا تَبْلُغُ إِلَى نِهَايَةِ فَهْمِهِ فُهُومٌ مُحْدَثَةٌ مَخْلُوقَةٌ.
وكيف يعتقدُ جاهلٌ أو ماكر أن القرآن قاصرٌ على نوعٍ مُعين من الْإِعْجَاز ؟! كيف وهو كلامُ الله – خالق الأكوان وخالق الإنسان ؟
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ: أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْنُ تَيْمِيَّة في مجموع الفتاوى -عن الْمُسْلِمِينَ:
فَكُلُّ مَنْ اسْتَقْرَأَ أَحْوَالَ الْعَالَمِ وَجَدَ الْمُسْلِمِينَ أَحَدَّ وَأَسَدَّ عَقْلًا وَأَنَّهُمْ يَنَالُونَ فِي الْمُدَّةِ الْيَسِيرَةِ مِنْ حَقَائِقِ الْعُلُومِ وَالْأَعْمَالِ أَضْعَافَ مَا يَنَالُهُ غَيْرُهُمْ فِي قُرُونٍ وَأَجْيَالٍ وَكَذَلِكَ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ تَجِدُهُمْ كَذَلِكَ مُتَمَتِّعِينَ. وَذَلِكَ لِأَنَّ اعْتِقَادَ الْحَقِّ الثَّابِتِ يُقَوِّي الْإِدْرَاكَ وَيُصَحِّحُهُ قَالَ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى} وَقَالَ: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} {وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا} {وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} .
 
قوله تعالى في سورة النمل عن نبيه سليمان عليه السلام:
وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42)
وهذا العلمُ هو علم الدنيا وأسبابها لا مَحالة ......إذ هي وقتئذ كانت على كفرها.
جاء في البرهان في علوم القرآن للزركشي رَحِمَهُ اللهُ (المتوفى : 794هـ)::
وَفِي الْقُرْآنِ عِلْمُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ وَمَا مِنْ شَيْءٍ إِلَّا وَيُمْكِنُ اسْتِخْرَاجُهُ مِنْهُ لِمَنْ فَهَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.
وَكُلُّ عِلْمٍ مِنَ الْعُلُومِ مُنْتَزَعٌ مِنَ الْقُرْآنِ وَإِلَّا فَلَيْسَ لَهُ بُرْهَانٌ.
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: مَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْيُثَوِّرِ الْقُرْآنَ فَإِنَّ فِيهِ عِلْمَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْمَدْخَلِ وَقَالَ: أَرَادَ بِهِ أُصُولَ الْعِلْمِ.
قال القرطبي رَحِمَهُ اللهُ:قَالَ شَمِرٌ: تَثْوِيرُ الْقُرْآنِ قِرَاءَتُهُ وَمُفَاتَشَةُ الْعُلَمَاءِ بِهِ.
جاء في سُورَةِ العَلقِ وهي أوَّلُ ما نَزلَ مِن القُرآنِ :{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) }
جاء في تَفسيرِ القَاسِمي رَحِمَهُ اللهُ: لا يُوجَدُ بيانٌ أبرعَ وَلا دَليلٌ أقطعَ عَلَى فَضلِ القِراءةِ والكتابةِ والعلمِ بجميعِ أنواعهِ من افتتاحِ اللهِ كتابَه وابتدائِه الوحيَ بهذه الآياتِ الباهراتِ . فإن لم يَهتد الْمُسْلِمُونَ بهَذَا الهدى ، ولم يُنبههم النظرُ فيه إلى النُّهوضِ إلى تَمزيقِ تلكَ الحُجُبِ التي حَجَبت عَن أبصارِهم نورَ العلمِ ، وكسرِ تلك الأبوابِ الَّتي غّلقَها عَليهِم رؤساؤهُم وحبَسوهم بها في ظُلماتِ من الجهلِ ، وإن لم يسترشدوا بفاتحةِ هَذَا الكتابِ المبينِ ، ولم يَستَضيئوا بهَذَا الضِّياءِ السِّاطعِ ، فلا أرشَدَهُم اللهُ أَبَدَاً .
 
قالَ بَعضُ العُلَماءِ: إنَّه مِن بَينِ مِئاتِ القَضَايَا الهَامَّةِ الكَونيَّةِ مِنهَا والشَّرعيَّةِ ,اختارَ اللهُ أن يَبدَأ كِتابَه كُلَّه بكلمةِ { اقْرَأْ } ليعلَمَ الجَميعُ أنَّ مِفتَاحَ فَهمِ عُلومِ الدُّنيَا والدِّينِ مُتوقفٌ عَلَى هَذِه الكَلِمَةِ بِعَينِهَا , فلابُدَّ من القِراءةِ – العِلمِ – لاستيعَابِ الأَحدَاثِ وَفَهمِ الوَقَائِعِ وَاستِنبَاطِ المُعَالجَاتِ .فالأمَّةُ الَّتي تَقرَأُ هِيَ الَّتي تَبقَى وتبرزُ وهي التي تَصمُدُ وتَصعَدُ .
قال ابْنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ :
فَأَوَّلُ شَيْءٍ نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ هَذِهِ الْآيَاتُ الْكَرِيمَاتُ الْمُبَارَكَاتُ وهُنَّ أَوَّلُ رَحْمَةٍ رَحم اللَّهُ بِهَا الْعِبَادَ، وَأَوَّلُ نِعْمَةٍ أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْهِمْ. وَفِيهَا التَّنْبِيهُ عَلَى ابْتِدَاءِ خَلْقِ الْإِنْسَانِ مِنْ عَلَقَةٍ، وَأَنَّ مِنْ كَرَمه تَعَالَى أَنْ عَلّم الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ، فَشَرَّفَهُ وَكَرَّمَهُ بِالْعِلْمِ، وَهُوَ الْقَدْرُ الَّذِي امْتَازَ بِهِ أَبُو الْبَرِيَّةِ آدَمُ عَلَى الْمَلَائِكَةِ، وَالْعِلْمُ تَارَةً يَكُونُ فِي الْأَذْهَانِ، وَتَارَةً يَكُونُ فِي اللِّسَانِ، وَتَارَةً يَكُونُ فِي الْكِتَابَةِ بِالْبَنَانِ، ذِهْنِيٌّ وَلَفْظِيٌّ وَرَسْمِيٌّ، وَالرَّسْمِيُّ يَسْتَلْزِمُهُمَا مِنْ غَيْرِ عَكْسٍ، فَلِهَذَا قَالَ: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} وَفِي الْأَثَرِ: قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابَةِ . وَفِيهِ أَيْضًا: "مَنْ عَمِلِ بِمَا عَلِمَ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمَ مَا لَمْ يَكُنْ يَعْلَمْ .
قال الْقُرْطُبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ:: وَرَوَى سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: الْقَلَمُ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى عَظِيمَةٌ، لَوْلَا ذَلِكَ لَمْ يَقُمْ دِينٌ، وَلَمْ يَصْلُحْ عَيْشٌ. فَدَلَّ عَلَى كَمَالِ كَرَمِهِ سُبْحَانَهُ، بِأَنَّهُ عَلَّمَ عِبَادَهُ مَا لَمْ يَعْلَمُوا، وَنَقَلَهُمْ مِنْ ظُلْمَةِ الْجَهْلِ إِلَى نُورِ الْعِلْمِ، وَنَبَّهَ عَلَى فَضْلِ عِلْمِ الْكِتَابَةِ، لِمَا فِيهِ مِنَ الْمَنَافِعِ الْعَظِيمَةِ، الَّتِي لَا يُحِيطُ بِهَا إِلَّا هُوَ. وَمَا دُوِّنَتِ الْعُلُومُ، وَلَا قُيِّدَتِ الْحِكَمُ، وَلَا ضُبِطَتْ أَخْبَارُ الْأَوَّلِينَ وَمَقَالَاتُهُمْ، وَلَا كُتُبُ اللَّهِ الْمَنْزَلَةُ إِلَّا بِالْكِتَابَةِ، وَلَوْلَا هِيَ مَا اسْتَقَامَتْ أُمُورُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا.
 
وفي سُورَةِ الرَّحْمَنِ قَالَ تَعَالَى {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) }
قال في فَتْحِ الْقَدِيرِ: وَلَمَّا كَانَتْ هَذِهِ السُّورَةُ لِتَعْدَادِ نِعَمِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَى عِبَادِهِ قَدَّمَ النِّعْمَةَ الَّتِي هِيَ أَجْلُّهَا قَدْرًا، وَأَكْثَرُهَا نَفْعًا، وَأَتَمُّهَا فَائِدَةً، وَأَعْظَمُهَا عَائِدَةً، وَهِيَ نِعْمَةُ تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ، فَإِنَّهَا مَدَارُ سَعَادَةِ الدَّارَيْنِ، وَقُطْبُ رَحَى الْخَيْرَيْنِ، وَعِمَادُ الْأَمْرَيْنِ. ثُمَّ امْتَنَّ بَعْدَ هَذِهِ النِّعْمَةِ بِنِعْمَةِ الْخَلْقِ الَّتِي هِيَ مَنَاطُ كُلِّ الْأُمُورِ وَمَرْجِعُ جَمِيعِ الْأَشْيَاءِ فَقَالَ: خَلَقَ الْإِنْسانَ ثُمَّ امْتَنَّ ثَالِثًا بِتَعْلِيمِهِ الْبَيَانَ الَّذِي يَكُونُ بِهِ التَّفَاهُمُ، وَيَدُورُ عَلَيْهِ التَّخَاطُبُ، وَتَتَوَقَّفُ عَلَيْهِ مَصَالِحُ الْمَعَاشِ وَالْمَعَادِ لِأَنَّهُ لَا يُمْكِنُ إِبْرَازُ مَا فِي الضَّمَائِرِ وَلَا إِظْهَارُ مَا يَدُورُ فِي الْخَلَدِ إِلَّا بِهِ.
 
جاء في كتاب: القرآن وإعجازه العلمي/ لمحمد إسماعيل إبراهيم.
جاء في هذا الكتاب ..........
البابُ الثاني : قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ..
قال مؤلفه جزاه اللهُ خيرا :
وقبل الكلام عن الإعجاز العلمي للقرآن يجبُ أن نعرف أن المعجزة هي أمر خارق للعادة يُظهره الله على يد النبي تأييدا لنبوته، ومعجزات القرآن كثيرة ومتنوعة كان أبرزها عند نزولها الإعجاز البيانى الذى تحدى به العرب أهل الفصاحة والبلاغة أن يأتوا بشئ من مثله فعجزوا، وللقرآن إعجازات أخرى منها الإعجاز العلمي والإعجاز التشريعي والسياسى والحربي والنفسي وكلها شاهدة على روعة القرآن وعظمته وقدسيته وأنه كلامُ الله الحق.
وقد أجمع العلماءُ على أنه لا يجوز مطلقا أن نُخضع القرآن للتفسير العلمي لأن من نظريات العلم ما يتغير ويتطور ولا يثبُت على حال، وإذا اختلفت النظرة العلمية في وقت من الأوقات مع الآية القرآنية فيرجع ذلك إلى أن العلمَ الذى يتطور من وقت لآخر لم يصل بعد إلى مستوى مفهوم الآية، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) أي أن ما لم يتفق مع الآية القرآنية من النظريات العلمية فإنه سوف يظهر مستقبلا بعد طول الدرس وللبحث والتنقيب , لأن كلام الله لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ، ثم إنه سبحانه يقول عن القرآن: (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) أي أنه سوف يشرحه ويبين أسراره في مستقبل الأعصر والدهور.
ويجب ألا يغيبَ عن البال مُطلقا أن الله سبحانه وهو خالق السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ هو الذى أنزل القرآن مُبينا فيه علمَه القديم بكل حقائقه وأسراره وأحكامه وظواهره وخوافيه، ويكفى للدلالة على ذلك قوله تعالى في سورة الحج: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (70)).
 
جاء في هذا الكتاب ..........
البابُ الثالثُ ....قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ .......
قال مؤلفه جزاه اللهُ خيرا :
وقد أدرك الناسُ مكانةَ العلم في القرآن الذى هو دستور الإسلام، من أن أول ما نزل من وحى السماء على النبي صلى الله عليه وسلم هو قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) ثم إنه سبحانه أقسم بأداة العلم وهى القلم في قوله تعالى: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) فدين الإسلام وكتابه هو كنز العلوم التى حَثنا القرآن في آياته مرارا على النظر إلى صنع الله في مخلوقاته والتأمل فيها والتفكير في خواصها وأسرارها والعلم بها.
وإنه من الخطأ أن يتوهمَ الواهمون بأن العلمَ هو ما أتى به أهلُ الغرب، أو أنه علم العصور الذى يتطور من حين إلى حين، إذ الحقيقة أن علوم الدين الاسلامي هي نهاية العلم، وقد ثبتَ أن مبادئه وشرائعه منذ نزلت وإلى أن يرث اللهُ الارض ومن عليها هي خير المبادئ والشرائع لكل زمان ومكان.
وأن الإسلام دينٌ واحد لا يتعدد في نظمه ولا يتطور في أصوله، وليس هناك إسلام قديمٌ يناسب عصرَه وإسلامٌ جديد يتفق مع أهواء البشر وتقلباتهم.
ويجب أن يؤمن كلُ مسلم بأن ما يَجدُ في عصرنا من إدراك علمي لآيات القرآن ليس معناه أن حقائقَ القرآن تغيرت أو تطورت في ذاتها، وإنما الذى يتغيرُ ويتطور هو عقل الإنسان الذى يتسع إذا استنار فكره وإذا استقام مع كثرة البحث والدرس والتجريب فيبدو له القرآن على حقيقته الأصلية الخالدة.
وسار المؤلفُ جزاه الله خيرا في عَرضه للآية على هذا النحو ....
أولا : تَفسيرُ عُلماءِ الدين......
ثانيا : النَّظرةُ العِلميةُ.............:
واختار المؤلف فوقَ الثمانين آية – يستخرج منها على النحو السابق .
 
قال في التحرير والتنوير :
الْمُقَدِّمَةُ الْعَاشِرَةُ فِي إِعْجَازِ الْقُرْآنِ...........
وَإِعْجَازُ الْقُرْآنِ: مِنْهُ إِعْجَازٌ نَظْمِيٌّ وَمِنْهُ إِعْجَازٌ عِلْمِيٌّ، وَهُوَ فَنٌّ جَلِيلٌ مِنَ الْإِعْجَازِ .
وهي مقدمة وافية لمن أرادت مراجعتها ........
قالَ الشَّيْخُ مُحَمَّد رَشِيد رِضَا رَحِمَهُ اللَّهُ في تَفسيرِ المَنَارِ لَه :
أَمَا - وَسِرِّ الْقُرْآنِ - لَوْ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ اسْتَقَامُوا عَلَى تَدَبُّرِ الْقُرْآنِ وَالِاهْتِدَاءِ بِهِ فِي كُلِّ زَمَانٍ ، لَمَا فَسَدَتْ أَخْلَاقُهُمْ وَآدَابُهُمْ ، وَلَمَا ظَلَمَ وَاسْتَبَدَّ حُكَّامُهُمْ ، وَلَمَا زَالَ مُلْكُهُمْ وَسُلْطَانُهُمْ ، وَلَمَا صَارُوا عَالَةً فِي مَعَايِشِهِمْ وَأَسْبَابِهَا عَلَى سِوَاهُمْ .
قالَ الشَّيْخُ مُحَمَّد رَشِيد رِضَا رَحِمَهُ اللَّهُ في تَفسيرِ المَنَارِ لَه :
أَمَا وَسِرِّ الْحَقِّ لَوْلَا أَنَّ الْمُسْلِمِينَ لَبَّسُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِنَ الْقُرْآنِ مَا يَلْبَسُونَ ، وَحَكَّمُوا فِيهِ آرَاءَ مَنْ يُقَلِّدُونَ لَكَانَ نُورُ بَيَانِهِ مُشْرِقًا عَلَيْهِمْ وَعَلَى سَائِرِ النَّاسِ ، كَالشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ ، وَلَكِنَّهُمْ أَبَوْا إِلَّا أَنْ يَتَّبِعُوا سَنَنَ مَنْ قَبْلَهُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ ، وَيَضَعُوا كُتُبًا فِي الدِّينِ يَزْعُمُونَ أَنَّ بَيَانَهَا أَجْلَى ، وَالِاهْتِدَاءَ بِهَا أَوْلَى ; لِأَنَّهَا بِزَعْمِهِمْ أَبْيَنُ حُكْمًا ، وَأَقْرَبُ إِلَى الْأَذْهَانِ فَهْمًا .
 
قالَ الشَّيْخُ مُحَمَّد رَشِيد رِضَا رَحِمَهُ اللَّهُ في تَفسيرِ المَنَارِ لَه :
إِعْجَازُ الْقُرْآنِ بِتَحْقِيقِ مَسَائِلَ كَانَتْ مَجْهُولَةً لِلْبَشَرِ :
(الْوَجْهُ السَّابِعُ) : اشْتِمَالُ الْقُرْآنِ عَلَى تَحْقِيقِ كَثِيرٍ مِنَ الْمَسَائِلِ الْعِلْمِيَّةِ وَالتَّارِيخِيَّةِ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَعْرُوفَةً فِي عَصْرِ نُزُولِهِ ، ثُمَّ عُرِفَتْ بَعْدَ ذَلِكَ بِمَا انْكَشَفَ لِلْبَاحِثِينَ وَالْمُحَقِّقِينَ مِنْ طَبِيعَةِ الْكَوْنِ وَتَارِيخِ الْبَشَرِ وَسُنَنِ اللهِ فِي الْخَلْقِ ، وَهَذِهِ مَرْتَبَةٌ فَوْقَ مَا ذَكَرَهُ فِي الْوَجْهِ السَّادِسِ مِنْ عَدَمِ نَقْضِ الْعُلُومِ لِشَيْءٍ مِمَّا فِيهِ ، وَلَا تَدْخُلُ فِي الْمُرَادِ مِنْ أَخْبَارِ الْغَيْبِ الْمُبَيَّنَةِ فِي الْوَجْهِ الْخَامِسِ ، وَإِنْ كَانَ لِبَعْضِهَا اتِّصَالٌ بِقَصَصِ الرُّسُلِ - عَلَيْهِمُ السَّلَامُ - ، وَنَحْنُ نُنَبِّهُ عَلَى كُلِّ مَا عَلِمْنَاهُ مِنْ هَذَا النَّوْعِ فِي مَحَلِّهِ مِنْ تَفْسِيرِنَا هَذَا ، وَنُشِيرُ هُنَا إِلَى بَعْضِهِ . فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : (وَأَرْسَلَنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ) (15 : 22) كَانُوا يَقُولُونَ فِيهِ :إِنَّهُ تَشْبِيهٌ لِتَأْثِيرِ الرِّيَاحِ الْبَارِدَةِ فِي السَّحَابِ بِمَا يَكُونُ سَبَبًا لِنُزُولِ الْمَطَرِ بِتَلْقِيحِ ذُكُورِ الْحَيَوَانِ لِإِنَاثِهِ ، وَلَمَّا اهْتَدَى عُلَمَاءُ أُورُبَّةَ إِلَى هَذَا وَزَعَمُوا أَنَّهُ مِمَّا لَمْ يُسْبَقُوا إِلَيْهِ مِنَ الْعِلْمِ صَرَّحَ بَعْضُ الْمُطَّلِعِينَ عَلَى الْقُرْآنِ مِنْهُمْ بِسَبْقِ الْعَرَبِ إِلَيْهِ . قَالَ مِسْتَرْ (أَجْنِيرِي) الْمُسْتَشْرِقُ الَّذِي كَانَ أُسْتَاذًا لِلُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ فِي مَدْرَسَةِ أُكْسُفُورْدَ فِي الْقَرْنِ الْمَاضِي : إِنَّ أَصْحَابَ الْإِبِلِ قَدْ عَرَفُوا أَنَّ الرِّيحَ تُلَقِّحُ الْأَشْجَارَ وَالثِّمَارَ قَبْلَ أَنْ يَعْلَمَهَا أَهْلُ أُورُبَّةَ بِثَلَاثَةَ عَشَرَ قَرْنًا . ا هـ .
نَعَمْ إِنَّ أَهْلَ النَّخِيلِ مِنَ الْعَرَبِ كَانُوا يَعْرِفُونَ التَّلْقِيحَ إِذْ كَانُوا يَنْقُلُونَ بِأَيْدِيهِمُ اللَّقَاحَ مِنْ طَلْعِ ذُكُورِ النَّخْلِ إِلَى إِنَاثِهَا ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّ الرِّيَاحَ تَفْعَلُ ذَلِكَ ، وَلَمْ يَفْهَمِ الْمُفَسِّرُونَ هَذَا مِنَ الْآيَةِ بَلْ حَمَلُوهَا عَلَى الْمَجَازِ .
وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (أَوَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) (21 : 30) أَيْ أَكَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا مَادَّةً وَاحِدَةً فَفَتَقْنَاهُمَا وَخَلَقْنَا مِنْهَا هَذِهِ الْأَجْرَامَ السَّمَاوِيَّةَ الَّتِي تُظِلُّهُمْ ، وَهَذِهِ الْأَرْضَ الَّتِي تُقِلُّهُمْ ، وَهَذِهِ الْمَادَّةُ هِيَ الْمُبَيَّنَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) (41 : 11) إِلَخْ .
وَهَذَا شَيْءٌ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُهُ الْعَرَبُ وَلَا غَيْرُهُمْ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ . وَكَذَلِكَ خَلْقُ كُلِّ الْأَشْيَاءِ مِنَ الْمَاءِ وَهُوَ أَصْرَحُ فِي الْآيَةِ مِمَّا قَبْلَهُ .
وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ) (51 : 49) وَقَوْلُهُ : (وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) (13 : 3) وَهَذِهِ السُّنَّةُ الْإِلَهِيَّةُ فِي النَّبَاتِ أَصْلٌ لِسُنَّةِ التَّلْقِيحِ الْمَذْكُورَةِ آنِفًا فَإِنَّ الْمُرَادَ بِهَا أَنَّ الرِّيحَ تَنْقُلُ مَادَّةَ اللِّقَاحِ مِنَ الذَّكَرِ إِلَى الْأُنْثَى كَمَا تَقَدَّمَ ، وَفِي هَذَا الْمَعْنَى عِدَّةُ آيَاتٍ ، أَعَمُّهَا وَأَغْرَبُهَا وَأَعْجَبُهَا قَوْلُهُ تَعَالَى : (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ) (36 : 36) .
 
وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) (15 : 19) إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ هِيَ أَكْبَرُ مِثَالٍ لِلْعَجَبِ بِهَذَا التَّعْبِيرِ (مَوْزُونٍ) فَإِنَّ عُلَمَاءَ الْكَوْنِ الْأَخِصَّائِيِّينَ فِي عُلُومِ الْكِيمْيَاءِ وَالنَّبَاتِ قَدْ أَثْبَتُوا أَنَّ الْعَنَاصِرَ الَّتِي يَتَكَوَّنُ مِنْهَا النَّبَاتُ مُؤَلَّفَةٌ مِنْ مَقَادِيرَ مُعَيَّنَةٍ فِي كُلِّ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِهِ بِدِقَّةٍ غَرِيبَةٍ لَا يُمْكِنُ ضَبْطُهَا إِلَّا بِأَدَقِّ الْمَوَازِينِ الْمُقَدِّرَةِ مِنْ أَعْشَارِ الْغِرَامِ وَالْمِلِّيغِرَامِ ، وَكَذَلِكَ نِسْبَةُ بَعْضِهَا إِلَى بَعْضٍ فِي كُلِّ نَبَاتٍ . أَعْنِي أَنَّ هَذَا التَّعْبِيرَ بِلَفْظِ (كُلِّ) الْمُضَافِ إِلَى لَفْظِ (شَيْءٍ) الَّذِي هُوَ أَعَمُّ الْأَلْفَاظِ الْعَرَبِيَّةِ الْمَوْصُوفِ بِالْمَوْزُونِ - تَحْقِيقٌ لِمَسَائِلَ عِلْمِيَّةٍ فَنِّيَّةٍ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِنْهَا يَخْطُرُ بِبَالِ بَشَرٍ قَبْلَ هَذَا الْعَصْرِ ، وَلَا يُمْكِنُ بَيَانُ مَعْنَاهَا بِالتَّفْصِيلِ إِلَّا بِتَصْنِيفِ كِتَابٍ مُسْتَقِلٍّ .
وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ) (39 : 5) تَقُولُ الْعَرَبُ : كَارَ الْعِمَامَةَ عَلَى رَأْسِهِ إِذَا أَدَارَهَا وَلَفَّهَا ، وَكَوَّرَهَا بِالتَّشْدِيدِ صِيغَةُ مُبَالَغَةٍ وَتَكْثِيرٍ ، فَالتَّكْوِيرُ فِي اللُّغَةِ : إِدَارَةُ الشَّيْءِ عَلَى الْجِسْمِ الْمُسْتَدِيرِ كَالرَّأْسِ ، فَتَكْوِيرُ اللَّيْلِ عَلَى النَّهَارِ نَصٌّ صَرِيحٌ فِي كُرَوِيَّةِ الْأَرْضِ ، وَفِي بَيَانِ حَقِيقَةِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ عَلَى الْوَجْهِ الْمَعْرُوفِ فِي الْجُغْرَافِيَةِ الطَّبِيعِيَّةِ عِنْدَ أَهْلِهَا ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا) (7 : 54) .
وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا) - إِلَى قَوْلِهِ - (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (36 : 38 - 40) فَهُوَ مُوَافِقٌ لِمَا ثَبَتَ فِي الْهَيْئَةِ الْفَلَكِيَّةِ ، مُخَالِفٌ لِمَا كَانَ يَقُولُهُ الْمُتَقَدِّمُونَ .
وَمِنْهُ الْآيَاتُ الْمُتَعَدِّدَةُ الْوَارِدَةُ فِي خَرَابِ الْعَالِمِ عِنْدَ قِيَامِ السَّاعَةِ ، وَكَوْنِ ذَلِكَ يَحْصُلُ بِقَارِعَةٍ تَقْرَعُ الْأَرْضَ قَرْعًا ، وَتَصُخُّهَا فَتَرُجُّهَا رَجًّا ، وَتَبُسُّ جِبَالَهَا بَسًّا فَتَكُونُ هَبَاءً مُنْبَثًّا ، وَحِينَئِذٍ تَتَنَاثَرُ الْكَوَاكِبُ لِبُطْلَانِ مَا بَيْنَهَا مِنْ سُنَّةِ التَّجَاذُبِ وَالْآيَاتُ فِي هَذَا - وَفِيمَا قَبْلَهُ - تَدُلُّ دَلَالَةً صَرِيحَةً عَلَى بُطْلَانِ مَا كَانَ يَقُولُهُ عُلَمَاءُ الْيُونَانِ وَمُقَلِّدَتُهُمْ مِنْ عُلَمَاءِ الْعَرَبِ فِي الْأَفْلَاكِ وَالْكَوَاكِبِ وَالنُّجُومِ ، وَعَلَى إِثْبَاتِ مَا تَقَرَّرَ فِي الْهَيْئَةِ الْفَلَكِيَّةِ الْعَصْرِيَّةِ فِي ذَلِكَ ، وَفِي نِظَامِ الْجَاذِبِيَّةِ الْعَامَّةِ ، وَيَجِدُ الْقَارِئُ تَفْصِيلَ هَذَا فِي عِدَّةِ مَوَاضِعَ مِنْ هَذَا التَّفْسِيرِ .
فَهَذَا النَّوْعُ مِنَ الْمَعَارِفِ الَّتِي جَاءَتْ فِي سِيَاقِ بَيَانِ آيَاتِ اللهِ وَحِكَمِهِ كَانَتْ مَجْهُولَةً لِلْعَرَبِ أَوْ لِجَمِيعِ الْبَشَرِ فِي الْغَالِبِ ، حَتَّى إِنَّ الْمُسْلِمِينَ أَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَتَأَوَّلُونَهَا وَيُخْرِجُونَهَا عَنْ ظَوَاهِرِهَا ، لِتُوَافِقَ الْمَعْرُوفَ عِنْدَهُمْ فِي كُلِّ عَصْرٍ مِنْ ظَوَاهِرَ وَتَقَالِيدَ أَوْ مِنْ نَظَرِيَّاتِ الْعُلُومِ وَالْفُنُونِ الْبَاطِلَةِ ، فَإِظْهَارُ تَرَقِّي الْعِلْمِ لِحَقِيقَتِهَا الْمُبَيَّنَةِ فِيهِ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا مُوحًى بِهَا مِنَ اللهِ تَعَالَى .
هَذِهِ أَمِثْلَةٌ مِنْ مَسَائِلِ الْعُلُومِ الْكَوْنِيَّةِ وَالْفُنُونِ الطَّبِيعِيَّةِ الَّتِي خَطَرَتْ بِالْبَالِ عِنْدَ الْكِتَابَةِ مِنْ غَيْرِ تَفْكِيرٍ وَلَا مُرَاجَعَةٍ إِلَّا لِإِعْدَادِ الْآيَاتِ وَالسُّورِ ، وَلَا بُدَّ مِنْ تَعْزِيزِهَا بِبَعْضِ الْأَمِثْلَةِ الْخَاصَّةِ بِالتَّارِيخِ ، وَلَيْسَ التَّارِيخُ - مِنْ حَيْثُ هُوَ تَارِيخٌ وَاحِدٌ - مِنَ الْعُلُومِ الَّتِي تُطْلَبُ مِنَ الْكِتَابِ الْإِلَهِيِّ ، وَلَمْ يُذْكَرْ فِيهِ شَيْءٌ مِنْهُ بِقَصْدِ سَرْدِ حَوَادِثِ التَّارِيخِ ، وَإِنَّمَا جَاءَ مَا جَاءَ فِيهِ مِنْ ذِكْرِ أُمَمِ الرُّسُلِ لِلْعِظَةِ وَالِاعْتِبَارِ ، وَبَيَانِ سُنَنِ اللهِ تَعَالَى فِي الْأُمَمِ وَالْأَقْوَامِ ، وَتَثْبِيتِ قَلْبِ خَاتَمِ الرُّسُلِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - ، كَمَا أَنَّ ذِكْرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ، وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنَ الْمَوَالِيدِ الثَّلَاثَةِ لَمْ يُذْكَرْ شَيْءٌ مِنْهُ لِبَيَانِ حَقَائِقِ الْمَوْجُودَاتِ فِي أَنْفُسِهَا ، وَإِنَّمَا ذُكِرَتْ فِي سِيَاقِ آيَاتِ اللهِ تَعَالَى الدَّالَّةِ عَلَى عِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ وَحِكْمَتِهِ وَرَحْمَتِهِ وَفَضْلِهِ عَلَى عِبَادِهِ إِلَخْ .
 
قَالَ الْأُسْتَاذٌ أَبُو الْحَسَنِ النَّدَوي رَحِمَهُ اللهُ في رَائِعَتهِ - مَاذَا خَسِرَ الْعَالَمُ بِانْحِطَاطِ الْمُسْلِمِينَ؟ :
وَالقُرآنِ وَسِيرَةِ الرَّسُولِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُوَّتَانِ عَظِيمَتَانِ تَستَطِيَعانِ أنْ تُشْعِلا في الْعَالَمِ الْإِسْلَامِيِّ نارَ الحَمَاسَةِ وَالْإِيمَانُ ، وتُحدِثا في كلِّ وَقْتٍ ثَورَةً عَظِيمَةً على العَصْرِ الْجَاهِلِيِّ وتِجعِلا مِن أُمَّةٍ مُستَسلِمَةٍ مُنخَذِلَةٍ نَاعِسَةٍ ، أُمَّةً فَتيَّةً مُلتَهِبَةً حَمَاسَةً وغَيَّرَةً وَحَنَقَاً على الْجَاهِلِيَّةِ ، وسَخَطاً على النُّظُمِ الخَائِرَةِ .
جَاَءَ في كِتابِ - مَفَاهِيمُ يَجِبُ أنَّ تُصَحِّحَ - للأُستاذِ مُحَمد قُطب رِحِمَهُ اللهُ :
فَيَوْمَ كَانَتْ: { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ } عِبَادَةً,لم يَجرؤ أحدٌ عَلَى احْتِلَالِ أَرَاضِي الْمُسْلِمِينَ واستلابِ خَيراتِهم وَيَوْمَ كَانَ { وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا} عِبَادَةً, لم يَكُن هُناكَ تخلفٌ عِلميٌ، بَل كَانَت الأُمَّةُ المُسلِمةُ هِيَ أُمَّةَ العِلمِ، التي تَعَلَّمَت أُورُوبَّا في مَدارِسِهَا وجَامِعاتِها! وَيَوْمَ كَانَتْ { فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ } عِبَادَةً ، كَانَت الْمُجْتَمَعَاتِ الْإِسْلَامِيَّةِ أَغنَى مُجْتَمَعَاتِ الْأَرْضِ! وَيَوْمَ كَانَتْ :{ كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ } عِبَادَةً ، وَكَانَ وَليُّ الأَمرِ يَستَشعرُ أنَّه رَاعٍ وَمَسؤولٌ عَن رَعِيَّتِه، لم يَكُنْ للفقراءِ في الْمُجْتَمَعِ الْإِسْلَامِيِّ قَضيةٌ، لأنَّ العِلاجَ الرَّبَّانِيِّ لمشكِلةِ الفَقرِ كَانَ يُطبقُ في الْمُجْتَمَعِ الْإِسْلَامِيِّ عِبَادَةً للهِ!
وَيَوْمَ كَانَتْ { وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ } عِبَادةً، لم تكُنْ للمرأةِ المُسلِمةِ قَضيَّةُ، لأنَّ كُلَّ الحُقوقِ والضَمَانَاتِ التي أمَرَ اللهُ لها بها كَانَتْ تُؤدى إِلَيْهَا طَاعَةً للهِ، وعِبادةً للهِ! .
 
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ: أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْنُ تَيْمِيَّة في مجموع الفتاوى عن أهل السنة :
وَالْفَلَاسِفَةُ كُلُّهُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّهُ مَا قَرَعَ الْعَالِمُ نَامُوسَ أَعْظَمَ مِنْ النَّامُوسِ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأُمَّتُهُ أَكْمَلُ عَقْلًا وَدِينًا وَعِلْمًا بِاتِّفَاقِ الْفَلَاسِفَةِ، حَتَّى فَلَاسِفَةِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، فَإِنَّهُمْ لَا يَرْتَابُونَ فِي أَنَّ الْمُسْلِمِينَ أَفْضَلُ عَقْلًا وَدِينًا، وَإِنَّمَا يَمْكُثُ أَحَدُهُمْ عَلَى دِينِهِ، إمَّا اتِّبَاعًا لِهَوَاهُ وَرِعَايَةً لِمَصْلَحَةِ دُنْيَاهُ فِي زَعْمِهِ، وَإِمَّا ظَنًّا مِنْهُ أَنَّهُ يَجُوزُ التَّمَسُّكُ بِأَيِّ مِلَّةٍ كَانَتْ، وَإِنَّ الْمِلَلَ شَبِيهَةٌ بِالْمَذَاهِبِ الْإِسْلَامِيَّةِ، فَإِنَّ جُمْهُورَ الْفَلَاسِفَةِ مِنْ الْمُنَجِّمِينَ وَأَمْثَالِهِمْ يَقُولُونَ بِهَذَا، وَيَجْعَلُونَ الْمِلَلَ بِمَنْزِلَةِ الدُّوَلِ الصَّالِحَةِ، وَإِنْ كَانَ بَعْضُهَا أَفْضَلَ مِنْ بَعْضٍ.
 
قال تعالى في سورة فصلت وقد تعدد فيها الحديث عن آيات القرآن بنوعيها:
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)}
وقال تعالى :{قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101)}
جاء في سورة فصلت :
حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)
وفيها :
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26)
وفيها :
إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)
وفيها :
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52)
 
وفي الآيات الكونية :
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)
وفيها :
وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (38)
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)
قال بعدها :
{ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا .....}
وفيها :
إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47)}
قوله تعالى :{ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22)}
قوله تعالى :{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (21)}
 
كتب ومصادر في الإعجاز البياني والعلمي على اختلاف مشاربها ........
1- الكتاب: الإعجاز العلمي إلى أين؟ مقالات تقويمية للإعجاز العلمي.
المؤلف: د مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار
الناشر: دار ابن الجوزي
2- الكتاب: موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
المؤلف: محمد راتب النابلسي
3- الكتاب: قواعد تناول الإعجاز العلمي والطبي في السنة وضوابطه
المؤلف: الدكتور / عبد الله بن عبد العزيز المصلح
الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
4- الكتاب: عناية المسلمين بإبراز وجوه الإعجاز في القرآن الكريم
المؤلف: حسن عبد الفتاح أحمد
الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
5- الكتاب: عناية المسلمين بإبراز وجوه الإعجاز في القرآن الكريم
المؤلف: محمد السيد جبريل
الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
6- الكتاب: تقويم الأعمال التي تناولت الإعجاز العلمي والطبي في السنة النبوية
المؤلف: أحمد أبو الوفا عبد الآخر
الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
7- الكتاب : الإعجاز العلمي في لفظ الجنابة وحكمها الشرعي
المؤلف : د/ عبد البديع حمزة زللي
أستاذ علم التلوث والتسمم البيئي المشارك بجامعة طيبة بالمدينة المنورة
8- الكتاب: حول الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في العصر الحديث
المؤلف: محمد المهدي محمود علي
الناشر: الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة
9- الكتاب: معجزات القرآن العلمية
المؤلف: حامد حسين قدير
الناشر: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
في هذا الكتاب تناول مؤلفه الآية كالتالي :
أولا :التفسير القرآني للآية .......
ثانيا : الشرح العلمي...........
 
10- الكتاب: الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
المؤلف: مناهج جامعة المدينة العالمية
الناشر: جامعة المدينة العالمية
11- الكتاب: تجربتي مع الإعجاز العلمي في السنة النبوية
المؤلف: صالح بن أحمد رضا
الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
جاء في هذا الكتاب :
ذكر الكثيرُ من الباحثين وجوه الإعجاز في القرآن الكريم، في كتبهم، ومن ذلك:
"الإعجاز العلمي في القرآن والسنة" عبد الله بن عبد العزيز المصلح-" تأصيل الإعجاز العلمي"للشيخ عبد المجيد الزنداني- و "الإشارات العلمية في القرآن الكريم بين الدراسة والتطبيق " لكارم السيد غنيم ـ و"إعجاز القرآن" للسيد محمد الحكيم - و "البيان في إعجاز القرآن" لصلاح عبد الفتاح الخالدي- و " الإعجاز العلمي (وجوهه وأسراره) " لعبد الغني محمد سعد بركة - و"مباحث في إعجاز القرآن" لمصطفى مسلم- و"من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم"لحسن أبو العينين-و"إعجاز القرآن الكريم" لفضل حسن عباس وسناء فضل عباس- و " الإيجاز في آيات الإعجاز" للشيخ أبي اليسر عابدين ... إلى غير ذلك من الكتب التي ظهرت في عصرنا هذا.
12- الكتاب : روائع الإعجاز الطبي في القرآن والسنَّة
تأليف : عبد الدائم الكحيل
13- الكتاب : كنوز الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
المؤلف : عبد الدائم الكحيل
14- الكتاب: القرآن وإعجازه العلمي
المؤلف: محمد إسماعيل إبراهيم
الناشر: دار الفكر العربي - دار الثقافة العربية للطباعة
15- الكتاب : إعجاز القرآن.....
المؤلف : الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ.
16- الكتاب : الفرقان في بيان إعجاز القرآن
تأليف : الشيخ عبد الكريم بن صالح الحميد
17- الكتاب : من إعجاز القرآن العلمي
كتبه : طه حسين أبو على
18- الكتاب: مباحث في إعجاز القرآن
المؤلف: د مصطفى مسلم
الناشر: دار القلم – دمشق
19 - الكتاب: إعجاز القرآن في (وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ)
المؤلف: محمود محمد غريب: من علماء الأزهر الشريف والموجه الديني لشباب جامعة القاهرة
 
20- الكتاب: النكت في إعجاز القرآن
مطبوع ضمن: ثلاث رسائل في إعجاز القرآن -سلسلة: ذخائر العرب (16)..
المؤلف: علي بن عيسى بن علي بن عبد الله، أبو الحسن الرماني المعتزلي (المتوفى: 384هـ)
المحقق: محمد خلف الله، د. محمد زغلول سلام
21- الكتاب: بيان إعجاز القرآن
مطبوع ضمن: ثلاث رسائل في إعجاز القرآن -سلسلة: ذخائر العرب (16).
المؤلف: أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي المعروف بالخطابي (المتوفى: 388هـ)
22- الكتاب: إعجاز القرآن للباقلاني
المؤلف: أبو بكر الباقلاني محمد بن الطيب (المتوفى: 403هـ)
المحقق: السيد أحمد صقر
الناشر: دار المعارف – مصر
23- الكتاب: الإعجاز والإيجاز
المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)
الناشر: مكتبة القرآن – القاهرة
24- الكتاب: دلائل الإعجاز في علم المعاني
المؤلف: أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الفارسي الأصل، الجرجاني الدار (المتوفى: 471هـ)
المحقق: محمود محمد شاكر أبو فهر
الناشر: مطبعة المدني بالقاهرة - دار المدني بجدة
25- الكتاب: معترك الأقران في إعجاز القرآن، ويُسمَّى (إعجاز القرآن ومعترك الأقران)
المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)
دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت – لبنان
36- الكتاب: إعجاز القرآن والبلاغة النبوية
المؤلف: مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي (المتوفى: 1356هـ)
الناشر: دار الكتاب العربي – بيروت
27- الكتاب : مَدَاخِل إعْجَازِ القُرْآنِ
تأليف : أبُو فهر محمود محمّد شاكر
الناشِر : مطبَعَة المَدَنِي دار المدني
28- الكتاب: أبو بكر الباقلاني ومفهومه للإعجاز القرآني
المؤلف: أحمد جمال العمري
الناشر: الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة
29- الكتاب: الإعجاز البياني للقرآن ومسائل ابن الأزرق
المؤلف: عائشة محمد علي عبد الرحمن المعروفة ببنت الشاطئ (المتوفى: 1419هـ)
الناشر: دار المعارف
 
30- الكتاب: الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم
المرحلة: بكالوريوس
المؤلف: مناهج جامعة المدينة العالمية
الناشر: جامعة المدينة العالمية
31- الكتاب: القول المعتبر في بيان الإعجاز للحروف المقطعة من فواتح السور
المؤلف: إياس محمد حرب آل خطاب
الناشر: مطابع برنتك للطباعة والتغليف - السودان – الخرطوم
32- كتاب: القاضي عياض ومفهومه للإعجاز القرآني
المؤلف: أحمد جمال العمري
الناشر: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
33- الكتاب : إعجاز القرآن ونقض مطاعن عبدة الصلبان
تأليف : الشيخ وائل بن علي بن أحمد الدِّسُوقيّ
34- الكتاب : الإعجاز اللغوي والبياني في القرآن الكريم
جمع وإعداد : علي بن نايف الشحود
الباحث في القرآن والسنة.....
قال جامعه .............
هذا الكتاب قد جمعت فيه ما تناثر من إعجاز اللغوي والبياني مما كتب على النت وقد بلغت حوالي مائة وأربعين بحثا لعلماء أجلاء معاصرين فجزاهم الله عنه خير الجزاء .
بحيث تكون هذه الأبحاث إسهاما منهم في توضيح فكرة الإعجاز اللغوي والبياني في وقت أصبح فيه كثير من العرب - قبل العجم - لا يدركون معناها بسبب بعدهم عن جوهر دينهم وجوهر لغتهم .
35- الكتاب : الإعجاز البلاغي في قصة يوسف عليه السلام
تأليف : علي الطاهر عبد السلام
36- الكتاب : روضُ البيان في إِعجَاز القرآن
بقلم : فهد بن عبد الله الحزمي
37- الكتاب: معجزة القرآن
المؤلف: محمد متولي الشعراوي (المتوفى: 1418هـ)
الناشر: المختار الاسلامي للطباعة والنشر والتوزيع
38- الكتاب : معجزة القرآن في عصر المعلوماتية
بقلم : المهندس عبد الدائم الكحيل
 
39- الكتاب : معجزة الماء والرقية الشرعية
المؤلف : الدكتور/ دسوقي احمد محمد عبد الحليم
أستاذ مشارك التكنولوجيا الحيوية، قسم العلوم البيولوجية، كلية الآداب والعلوم، جامعة قطر
جاء في هذا الكتاب :
نسبُ الماء في الكائنات الحية..............
إحصائيا يشكل الماء 90% من مخ الإنسان و 70% من مكونات القلب و 86% من الرئتين والكبد، 83% من الكليتين، 75% من عضلات الجسم المختلفة و 83% من الدم. ويكون الماء حوالي 60-95% من أجسام الأحياء الراقية بما فيها الإنسان، كما يكون حوالي 90% من أجسام الكائنات الحية الدقيقة.
وفي عالم النبات نجد أن ثمار الطماطم تحتوي على 94% من وزنها ماء، والكرنب يحتوي على 93.5%، العنب 80%، البرتقال 85%، المانجو 86%، الزبيب 14.6%، الفول السوداني 9.2%، دقيق الشوفان 7.3%، الأرز 12.3%، الكرفس 94.5%، السبانخ 92.3%، الفراولة 90.4%، اللفت 98.6%، الخوخ 98.4%، الفول الأخضر98.2%، الجزر 88.2%، الخس 97.4%، التفاح 84.4%، البرقوق 87.4%، البطاطس 87.3%، الموز 75.3%. وفي الحيوانات نجد أن لحم الضأن يحتوي على 63% والكبد 70% والسمك 66% واللبن 87% وقنديل البحر 99% من وزنه ماء.
جاء في هذا الكتاب :
الماء والرقية الشرعية..........
إيموتو والعلاج النفسي بالماء............
نشرت صحيفة الشرق الأوسط الدولية في عددها الصادر بتاريخ الثاني من يونيو لعام 2005 تلخيصا لكتاب مهم أصدره العالم الياباني "ماسارو إيموتو" عن العلاج النفسي بالماء. حيث اكتشف أيموتو أن جزيئات الماء تتفاعل مع أفكار البشر وكلماتهم ومشاعرهم، وبذلك قاد ثورة علمية. فقد قام بقياس ذبذبات الماء إذا نزل فيه شخص حزين مكتئب أو سعيد مرح أو غيرها من الانفعالات. فاكتشف أن القياسات تختلف تماما تبعا لكل انفعال منها، وأنها ثابتة لكل انفعال، وكأن للماء رد فعل وانفعالات تبعاً لما «يستشعره» من انفعالات الغاطسين فيه.
دراسات عن أثر ترديد أسماء الله الحسني علي جسم الإنسان (لاحظ أن:70% من جسم الإنسان ماء)............
ولهؤلاء الماديين المتشككون في مقدرة كلام الله على الشفاء بإذن الله نورد لهم الدراسة التي أجراها العالم المصري العالمي الدكتور "إبراهيم كريم" مخترع علم البيوجيومتري وقد استخدم أسماء الله الحسني في علاج الأمراض العضوية وتم قياسها بواسطة أساليب القياس الدقيقة للتغيرات الفسيولوجية داخل جسم الإنسان وذلك للوصول إلى قياس تأثير تكرار كل اسم من أسماء الله عز وجل على أعضاء الجسم المختلفة وقد أجريت هذه التجارب على عدة مرضي وأحسوا بالتحسن المباشر.
وقد أُكتشف " أن لكل اسم من أسماء الله الحسنى طاقة تحفز جهاز المناعة للعمل بكفاءة مثلى في عضو معين واكتشف أن مجرد تكرار اسم معين من أسماء الله الحسنى يؤدي إلى تحسين مسارات الطاقة الحيوية وهذا النوع من الدراسة المعتمد على الصوت والذبذبات والرنين قد استعمله الفراعنة القدماء.
مما تقدم نخلص إلى أن علماء مسلمين وغير مسلمين أثبتوا إثباتاً مادياً محسوساً أن الماء يحس ويشعر كما لو كان كائنا حيا يتغير عند سماعة لكلمات المدح كما يتغير عند سماعه لكلمات الهجاء. وأثبتوا أيضا أن لسماع كلمات الله وأسمائه طاقة تشفي المريض من إمراض عضوية ونفسية وروحية مما يدعونا للاعتقاد بجدوى العلاج بالماء المقرأ عليه آيات القرآن خاصة إذا علمنا أن نسبة الماء في جسم الإنسان في متوسطها لا تقل عن 70% من وزن الجسم ككل وسبحان الله حين قال جل شأنه: (وَاذْكُرْ عبدنا أَيّوبَ إِذْ نَادَىَ رَبّهُ أَنّي مَسّنِيَ الشّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ) .
40- الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة أعداد وتأليف الدكتور الشيخ راتب النابلسي
 
41-. الإعجاز العلمي في السنة النبويَّة للدكتور زغلول النجار.
42- الكتاب: المعجزة الكبرى القرآن
المؤلف: محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بأبي زهرة (المتوفى: 1394هـ)
الناشر: دار الفكر العربي
43- الكتاب: المعجزة القرآنية حقائق علمية قاطعة
المؤلف: أحمد عمر أبو شوفة
الناشر: دار الكتب الوطنية – لييا
44- الكتاب: إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز
المؤلف: بديع الزمان سعيد النورسي (المتوفى: 1379هـ)
المحقق: إحسان قاسم الصالحي
45- اسم الكتاب: الطراز لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز
المؤلف: يحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم، الحسيني العلويّ الطالبي الملقب بالمؤيد باللَّه (المتوفى: 745هـ)
الناشر: المكتبة العنصرية – بيروت
46- الكتاب : مباحث في التجويد والقراءات والإعجاز
المؤلف : نخبة من العلماء
47- الكتاب: المعجزات والغيبيات بين بصائر التنزيل ودياجير الإنكار والتأويل
المؤلف: عبد الفتاح إبراهيم سلامة
الناشر: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
 
قوله تعالى :{ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)}
قال في التحرير والتنوير :
وَمِنْ دَقَائِقِ الْقُرْآنِ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَهِيَ عِبَارَةٌ لَمْ يَأْتِ مِثْلُهَا فِيمَا كُتِبَ مِنْ أَخْبَارٍ فِرْعَوْنَ، وَإِنَّهَا لَمِنَ الْإِعْجَازِ الْعِلْمِيِّ فِي
الْقُرْآنِ إِذْ كَانَتِ الْآيَةُ مُنْطَبِقَةً عَلَى الْوَاقِعِ التَّارِيخِيِّ. وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْأَمْوَاجَ أَلْقَتْ جُثَّتَهُ عَلَى السَّاحِلِ الْغَرْبِيِّ مِنَ الْبَحْرِ الْأَحْمَرِ فَعَثَرَ عَلَيْهِ الَّذِينَ خَرَجُوا يَتَقَصَّوْنَ آثَارَهُ مِمَّنْ بَقَوْا بَعْدَهُ بِمَدِينَةِ مصر لما استبطأوا رُجُوعَهُ وَرُجُوعَ جَيْشِهِ، فَرَفَعُوهُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَكَانَ عِبْرَة لَهُم.
 
قوله تعالى :{ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7)}
قال في التحرير والتنوير :
والصُّلْبِ: الْعَمُودُ الْعَظْمِيُّ الْكَائِنُ فِي وَسَطِ الظَّهْرِ، وَهُوَ ذُو الْفِقْرَاتِ.
والتَّرائِبِ: جَمْعُ تَرِيبَةٍ، وَيُقَالُ: تُرِيبٌ. وَمُحَرَّرُ أَقْوَالِ اللُّغَوِيِّينَ فِيهَا أَنَّهَا عِظَامُ الصَّدْرِ الَّتِي بَيْنَ الترقوتين والثّديين ووسموه بِأَنَّهُ مَوْضِعُ الْقِلَادَةِ مِنَ الْمَرْأَةِ.
وَالتَّرَائِبُ تُضَافُ إِلَى الرَّجُلِ وَإِلَى الْمَرْأَةِ، وَلَكِنَّ أَكْثَرَ وُقُوعِهَا فِي كَلَامِهِمْ فِي أَوْصَافِ النِّسَاءِ لِعَدَمِ احْتِيَاجِهِمْ إِلَى وَصْفِهَا فِي الرِّجَالِ.
وَقَوْلُهُ: يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ الضَّمِيرُ عَائِدٌ إِلَى ماءٍ دافِقٍ وَهُوَ الْمُتَبَادِرُ فَتَكُونُ جُمْلَةُ يَخْرُجُ حَالًا مِنْ ماءٍ دافِقٍ أَيْ يَمُرُّ ذَلِكَ الْمَاءُ بَعْدَ أَنْ يُفْرَزَ مِنْ بَيْنِ صُلْبِ الرَّجُلِ وَتَرَائِبِهِ. وَبِهَذَا قَالَ سُفْيَانُ وَالْحَسَنُ، أَيْ أَنَّ أَصْلَ تَكَوُّنِ ذَلِكَ الْمَاءِ وَتَنَقُّلِهِ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ، وَلَيْسَ الْمَعْنَى أَنَّهُ يَمُرُّ بَيْنَ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ إِذْ لَا يُتَصَوَّرُ مَمَرٌّ بَيْنَ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ لِأَنَّ الَّذِي بَيْنَهُمَا هُوَ مَا يَحْوِيهِ بَاطِنُ الصَّدْرِ وَالضُّلُوعِ مِنْ قَلْبٍ وَرِئَتَيْنِ.
فَجُعِلَ الْإِنْسَانُ مَخْلُوقًا مِنْ مَاءِ الرَّجُلِ لِأَنَّهُ لَا يَتَكَوَّنُ جِسْمُ الْإِنْسَانِ فِي رَحِمِ الْمَرْأَةِ إِلَّا بَعْدَ أَنْ يُخَالِطَهَا مَاءُ الرَّجُلِ فَإِذَا اخْتَلَطَ مَاءُ الرَّجُلِ بِمَا يُسَمَّى مَاءُ الْمَرْأَةِ وَهُوَ شَيْءٌ رَطْبٌ كَالْمَاءِ يَحْتَوِي عَلَى بُوَيْضَاتٍ دَقِيقَةٍ يَثْبُتُ مِنْهَا مَا يَتَكَوَّنُ مِنْهُ الْجَنِينُ وَيُطْرَحُ مَا عَدَاهُ.
وَهَذَا مُخَاطَبَةٌ لِلنَّاسِ بِمَا يَعْرِفُونَ يَوْمَئِذَ بِكَلَامٍ مُجْمَلٍ مَعَ التَّنْبِيهِ عَلَى أَنَّ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ مَاءِ الرَّجُلِ وَمَاءِ الْمَرْأَةِ بِذِكْرِ التَّرَائِبِ لِأَنَّ الْأَشْهُرَ أَنَّهَا لَا تُطْلَقُ إِلَّا عَلَى مَا بَيْنَ ثَدْيَيِ الْمَرْأَةِ.
وَلَا شَكَّ أَنَّ النَّسْلَ يَتَكَوَّنُ مِنَ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ فَيَتَكَوَّنُ مِنْ مَاءِ الرَّجُلِ وَهُوَ سَائِلٌ فِيهِ
أَجْسَامٌ صَغِيرَةٌ تُسَمَّى فِي الطِّبِّ الْحَيَوَانَاتُ الْمَنَوِيَّةُ، وَهِيَ خُيُوطٌ مُسْتَطِيلَةٌ مُؤَلَّفَةٌ مِنْ طَرَفٍ مُسَطَّحٍ بَيْضَوِيِّ الشَّكْلِ وَذَنَبٍ دَقِيقٍ كَخَيْطٍ، وَهَذِهِ الْخُيُوطُ يَكُونُ مِنْهَا تَلْقِيحُ النَّسْلِ فِي رَحِمِ الْمَرْأَةِ، وَمَقَرُّهَا الْأُنْثَيَانِ وَهُمَا الْخُصْيَتَانِ فَيَنْدَفِعُ إِلَى رَحِمِ الْمَرْأَةِ.
وَمِنْ مَاءٍ هُوَ لِلْمَرْأَةِ كَالْمَنِيِّ لِلرَّجُلِ وَيُسَمَّى مَاءَ الْمَرْأَةِ، وَهُوَ بُوَيْضَاتٌ دَقِيقَةٌ كَرَوِيَّةُ الشَّكْلِ تَكُونُ فِي سَائِلٍ مَقَرُّهُ حُوَيْصَلَةٌ مِنْ حُوَيْصِلَاتٍ يَشْتَمِلُ عَلَيْهَا مِبْيَضَانِ لِلْمَرْأَةِ وَهُمَا بِمَنْزِلَةِ الْأُنْثَيَيْنِ لِلرَّجُلِ فَهُمَا غُدَّتَانِ تَكُونَانِ فِي جَانِبَيْ رَحِمِ الْمَرْأَةِ، وَكُلُّ مِبْيَضٍ يَشْتَمِلُ عَلَى عَدَدٍ مِنَ الْحُوَيْصِلَاتِ يَتَرَاوَحُ مِنْ عَشْرٍ إِلَى عِشْرِينَ. وَخُرُوجُ الْبَيْضَةِ مِنَ الْحُوَيْصَلَةِ يَكُونُ عِنْدَ انْتِهَاءِ نُمُوِّ الْحُوَيْصِلَةِ فَإِذَا انْتَهَى نُمُوُّهَا انْفَجَرَتْ فَخَرَجَتِ الْبَيْضَةُ فِي قَنَاةٍ تَبْلُغُ بِهَا إِلَى تَجْوِيفِ الرَّحِمِ، وَإِنَّمَا يَتِمُّ بُلُوغُ الْبَيْضَةِ النُّمُوَّ وَخُرُوجُهَا مِنَ الْحُوَيْصَلَةِ فِي وَقْتِ حَيْضِ الْمَرْأَةِ فَلِذَلِكَ يَكْثُرُ الْعُلُوقُ إِذَا بَاشَرَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ بِقُرْبِ انْتِهَاءِ حَيْضِهَا.
وَأَصْلُ مَادَّةِ كِلَا الْمَاءَيْنِ مَادَّةٌ دَمَوِيَّةٌ تَنْفَصِلُ عَنِ الدِّمَاغِ وَتَنْزِلُ فِي عِرْقَيْنِ خَلْفَ الْأُذُنَيْنِ، فَأَمَّا فِي الرَّجُلِ فَيَتَّصِلُ الْعِرْقَانِ بِالنُّخَاعِ، وَهُوَ الصُّلْبُ ثُمَّ يَنْتَهِي إِلَى عِرْقٍ يُسَمَّى الْحَبْلَ الْمَنَوِيَّ مُؤَلَّفٍ مِنْ شَرَايِينَ وَأَوْرِدَةٍ وَأَعْصَابٍ وَيَنْتَهِي إِلَى الْأُنْثَيَيْنِ وَهُمَا الْغُدَّتَانِ اللَّتَانِ تُفْرِزَانِ الْمَنِيَّ فَيَتَكَوَّنُ هُنَالِكَ بِكَيْفِيَّةٍ دُهْنِيَّةٍ وَتَبْقَى مُنْتَشِرَةً فِي الْأُنْثَيَيْنِ إِلَى أَنْ تُفْرِزَهَا الْأُنْثَيَانِ مَادَّةً دُهْنِيَّةً شَحْمِيَّةً وَذَلِكَ عِنْدَ دَغْدَغَةِ وَلَذْعِ الْقَضِيبِ الْمُتَّصِلِ بِالْأُنْثَيَيْنِ فَيَنْدَفِقُ فِي رَحِمِ الْمَرْأَةِ.
وَأَمَّا بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمَرْأَةِ فَالْعِرْقَانِ اللَّذَانِ خَلْفَ الْأُذُنَيْنِ يَمُرَّانِ بِأَعْلَى صَدْرِ الْمَرْأَةِ وَهُوَ التَّرَائِبُ لِأَن فِيهِ مَوضِع الثَّدْيَيْنِ وَهُمَا مِنَ الْأَعْضَاءِ الْمُتَّصِلَةِ بِالْعُرُوقِ الَّتِي يَسِيرُ فِيهَا دَمُ الْحَيْضِ الْحَامِلُ لِلْبُوَيْضَاتِ الَّتِي مِنْهَا النَّسْلُ، وَالْحَيْضُ يَسِيلُ مِنْ فُوَّهَاتِ عُرُوقٍ فِي الرَّحِمِ، وَهِيَ عُرُوقٌ تَنْفَتِحُ عِنْدَ حُلُولِ إِبَّانِ الْمَحِيضِ وَتَنْقَبِضُ عَقِبَ الطُّهْرِ. وَالرَّحِمُ يَأْتِيهَا عَصَبٌ مِنَ الدِّمَاغِ.
وَهَذَا مِنَ الْإِعْجَازِ الْعِلْمِيِّ فِي الْقُرْآنِ الَّذِي لَمْ يَكُنْ عِلْمٌ بِهِ لِلَّذِينَ نَزَلَ بَيْنَهُمْ، وَهُوَ إِشَارَةٌ مُجْمَلَةٌ وَقَدْ بَيَّنَهَا حَدِيثُ مُسْلِمٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَعَائِشَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ احْتِلَامِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ: تَغْتَسِلُ إِذَا أَبْصَرَتِ الْمَاءَ فَقِيلَ لَهُ: أَتَرَى الْمَرْأَةُ ذَلِكَ فَقَالَ: «وَهَلْ يَكُونُ الشَّبَهُ إِلَّا مِنْ قِبَلِ ذَلِكَ إِذَا عَلَا مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ أَشْبَهَ الْوَلَدُ أَخْوَالَهُ وَإِذَا عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَهَا أشبه أَعْمَامه» .
 
والموضوع واسع والنقل فيه طويل وجميل وجليل :
ولكن هل تأتي آية كهذه الآية العظيمة من أجل تحد لغوي أو من هدف تعبدي فقط ؟

قوله تعالى :{ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) }
أليس من هؤلاء المخدوعين رجل رشيد ؟
إن الناظر للآية بعلم وأدب يرى فيها كل شيء.
 
قَالَ تَعَالَى في سُورَةِ الْكَهْفِ:{ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)}
قال ابْنُ كَثِيرٍ رحِمَهُ اللهُ:يَقُولُ تَعَالَى: قُلْ يَا مُحَمَّدُ: لَوْ كَانَ مَاءُ الْبَحْرِ مِدَادًا لِلْقَلَمِ الَّذِي تُكْتَبُ بِهِ كَلِمَاتُ رَبِّى وَحِكَمُهُ وَآيَاتُهُ الدَّالَّةُ عَلَيْهِ، {لَنَفِدَ الْبَحْرُ} أَيْ: لَفَرَغَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ يُفْرَغَ مِنْ كِتَابَةِ ذَلِكَ {وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ} أَيْ: بِمِثْلِ الْبَحْرِ آخَرَ، ثُمَّ آخَرَ، وَهَلُمَّ جَرًّا، بُحُورٌ تَمُدُّهُ وَيُكْتَبُ بِهَا، لَمَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
قَالَ تَعَالَى في سُورَةِ لُقْمَانَ :{ لِلَّهِ مَا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26) وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)}
قال في الْمُحَرَّرِ الْوَجِيزِ: والغرضُ مِنها الإعلامُ بكثرةِ كلماتِ اللهِ تعالى وهي في نَفسِها غيرُ مُتناهيةٍ وإنَّما قرَّبَ الأمرَ على أفهامِ البشرِ بما يتناهى، لأنَّه غايةُ ما يَعهدُه البشرُ من الكثرةِ، وأيضا فإنَّ الآيةَ إنَّما تضمنت أنَّ كَلِماتُ اللَّهِ لم تكن لِتنفدَ، وليسَ مُقتضي الآيةِ أنَّها تنفدُ بأكثرَ من هذهِ –الأقلامِ- والبحورِ .
 
قوله تعالى :{ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)}

قال أبو السعود رحمه الله :
{ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } عطفٌ على يُطعمني ويسقين نُظم معهما في سلك الصِّلةِ لموصول واحدٍ لما أنَّ الصِّحَّةَ والمرض من متفرِّعاتِ الأكل والشُّرب غالباً.
أليس المرضُ تابعا في الغَالبِ للأكل والشربِ كما قال أبو السعود رحمه الله ؟
أليس هذا علما ؟
أقول : وأي فرق لدى العُقلاء في كون القرآن مُعجزا من جهة الغَيب عِلميا مُستقبلا وقد ثبُتَ يقينا صِحةُ اعتقادنا بأنه مُعجزٌ غَيبا من جِهة الماضي في نقله لأخبارٍ يَستحيلُ ضبطُها لولا القرآنُ الكريم .
 
عودة
أعلى