دين الإسلام .. ملة إبراهيم .. سُنّة محمد(عليهم الصلاة والسلام).. ثم الشرعة والمنهاج .

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع شـاكـر
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

شـاكـر

New member
إنضم
22/02/2009
المشاركات
87
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
قال الله تبارك وتعالى:
(وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ) النساء:125
(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) الأنعام:161

جاء في الملل والنحل للشهرستاني رحمه الله

[frame="1 80"]ارباب الديانات والملل من المسلمين واهل الكتاب وممن له شبهه كتاب
نتكلم ههنا فى معنى
الدين والملل والشرعة والمنهاج والاسلام والحنيفية والسنة والجماعة
فانها عبارات وردت بالتنزيل ولكل واحدة منها معنى يخصها وحقيقة توافقها لغة واصطلاحا

وقد بين معنى الدين
انه الطاعة والانقياد وقد قال الله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وقد يرد معنى الجزاء يقال
كما تدين تدان
أي كما تفعل تجازى وقد يرد بمعنى الحساب يوم المعاد والتناد قال تعالى ذلك الدين القيم فالمتدين هو المسلم المطيع المقر بالجزاء والحساب يوم التناد والمعاد قال الله تعالى ورضيت لكم الاسلام دينا

ولما كان نوع الانسان محتاجا الى اجتماع مع اخر من بنى جنسه فى اقامة معاشه والاستعداد لمعاده وذلك لاجتماع يجب ان يكون على شكل يحصل به التمانع والتعاون حتى يحفظ بالتمانع ما هو اهله ويحصل بالتعاون ما ليس له فصورة الاجتماع هذه على الهيئة هى الملة
والطريق الخاص الذي يوصل الى هذه الهيئة هو المنهاج والشرعة والسنة
والاتفاق على تلك السنة هى الجماعة قال الله تعالى لكل جعلنا منكم شرعةا ومنهاجا

ولن يتصور وضع الملة وشرع الشرعة الا بواضع شارع يكون مخصوصا من عند الله بايات تدل على صدقة وربما تكون الاية مضمنة فى نفس الدعوى وقد تكون ملازمة وربما تكون متأخرة

ثم اعلم ان الملة الكبرى هى ملة ابراهيم الخليل عليه السلام وهي الحنيفية التى تقابل الصبوة تقابل التضاد وسنذكر كيفية ذلك ان شاء الله تعالى قال الله تعالى ملة ابيكم ابراهيم

والشريعة ابتدأت من نوح عليه السلام قال الله تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا
والحدود والاحكام ابتدأت من ادم وشيث وادريس عليهم السلام
وختمت الشرائع والملل والمناهج والسنن بأكملها واتمها حسنا وجمالا بمحمد عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا

وقد قيل خص ادم بالاسماء
وخص نوح بمعانى تلك الاسماء
وخص ابراهيم بالجمع بينهما
ثم خص موسى بالتنزيل
وخص عيسى بالتأويل
وخص المصطفى صلوات الله عليهم اجمعين بالجمع بينهما على ملة ابيكم ابراهيم

ثم كيفية التقرير الاول والتكميل بالتقرير الثاني بحيث يكون مصدقا كل واحد ما بين يديه من الشرائع الماضية والسنن السالفة تقديرا للامر على الخلق وتوفيقا للدين على الفطرة فمن خاصية النبوة لا يشاركهم فيها غيرهم وقد قيل ان الله عز وجل اسس دينه على مثال خلقه ليستدل بخلقه على دينه وبدينه على خلقه .
(ج1 ص38/39)[/frame]

فهذا مجمل مختصر لمعاني تلك الكلمات ونطمع من أساتذتنا الأفاضل المزيد من التوضيح والإثراء لمعاني تلك الكلمات والفروق بينها لتعم الفائدة للجميع .

وسؤال آخر مهم وهو :
ما هي ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام التي أمر الله تعالى نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ باتباعها وذلك في قوله تعالى:
(ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) النحل:123
(وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) البقرة:130
 
وسؤال آخر مهم وهو :
ما هي ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام التي أمر الله تعالى نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ باتباعها وذلك في قوله تعالى:
(ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) النحل:123
(وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) البقرة:130

هي الإسلام ، كم هي الآية التي بعدها وهي وصيته لبنيه من بعده.
(إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)
 
جزاك الله خيرا
لكن الإسلام هو دين جميع الأنبياء منذ آدم إلى محمد ـ صلوات الله وسلامه عليهم جميعا ـ
ويبقى السؤال :
لماذا خص إبراهيم عليه السلام؟
ولماذا استعمل لفظ "الملة" بدلا من لفظ "الدين" ؟
 
جزاك الله خيرا
لكن الإسلام هو دين جميع الأنبياء منذ آدم إلى محمد ـ صلوات الله وسلامه عليهم جميعا ـ
ويبقى السؤال :
لماذا خص إبراهيم عليه السلام؟
ولماذا استعمل لفظ "الملة" بدلا من لفظ "الدين" ؟

خص إبراهيم عليه السلام لأنه جعله إماما يقتدى به ، ولأنه أبو الأنبياء من بعده فالنبوة كلها في ذرية إبراهيم.

أما لماذا استعمل لفظ الملة بدل من لفظ الدين؟
فأقول قد استعمل هذا وهذا في آية الأنعام التي ذكرتها أنت:
(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) الأنعام:161

وقال في سورة الشورى:
(شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ) سورة الشورى (13)

يقول بن عاشور رحمه الله تعالى في تفسيره:

"والملة بكسر الميم الدين والشريعة وهي مجموع عقائد وأعمال يلتزمها طائفة من الناس يتفقون عليها وتكون جامعة لهم كطريقة يتبعونها ، ويحتمل أنها مشتقة من أملَّ الكتاب فسميت الشريعة ملة لأن الرسول أو واضع الدين يعلمها للناس ويمللها عليهم كما سميت ديناً باعتبار قبول الأمة لها وطاعتهم وانقيادهم ."
 
أما لماذا استعمل لفظ الملة بدل من لفظ الدين؟
فأقول قد استعمل هذا وهذا في آية الأنعام التي ذكرتها أنت:
(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) الأنعام:161

أخي الحبيب محب القرآن
لاحظ ـ بارك الله فيك ـ قول الشهرستاني رحمه الله فيما نقلته في أول مشاركة :
(الدين والملل والشرعة والمنهاج والاسلام والحنيفية والسنة والجماعة
فانها عبارات وردت بالتنزيل ولكل واحدة منها معنى يخصها وحقيقة توافقها لغة واصطلاحا )

ففي الآية الكريمة التي ذكرتها أعلاه
(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) الأنعام:161

دينا قيما : عام وهو الإسلام
ملة إبراهيم : خاص .. فما هي ؟

ومثله قوله تعالى:
(وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) النساء:125


ويلاحظ ايضا التفريق بينهما في الأحاديث الشريفة مثل قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
قال ابن مردويه حدثنا محمد بن عبد الله بن حفص حدثنا أحمد بن عصام حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا شعبة أنبأنا سلمة بن كهيل سمعت ذر بن عبد الله الهمداني يحدث عن ابن أبزى عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح قال أصبحنا على ملة الإسلام وكلمة الإخلاص ودين نبينا محمد وملة أبينا إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين (تفسير ابن كثير)
(فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأوثق العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم، وخير السنن سنة محمد .. ) الجامع الصغير



يقول بن عاشور رحمه الله تعالى في تفسيره:

"والملة بكسر الميم الدين والشريعة وهي مجموع عقائد وأعمال يلتزمها طائفة من الناس يتفقون عليها وتكون جامعة لهم كطريقة يتبعونها ، ويحتمل أنها مشتقة من أملَّ الكتاب فسميت الشريعة ملة لأن الرسول أو واضع الدين يعلمها للناس ويمللها عليهم كما سميت ديناً باعتبار قبول الأمة لها وطاعتهم وانقيادهم ."


تفسير ابن عاشور رحمه الله مجمل وعام مع أنه يتضمن إجابة ـ إن شاء الله ـ لكنه يحتاج إلى تفصيل وتوضيح وبيان أكثر.

وخذ هذه المعلومة أخي محب القرآن فقد تفيد في الوصول للجواب.
(مَلَتَهَ) يَمْلِتُّه حَرَّكَهُ وزَعْزَعَه
(والأَماليتُ) الإبِلُ السِّراعُ وكسِكِيتٍ سِنْفُ المَرْخِ.
(القاموس المحيط)

ملت
ابن سيده : مَلَته يَمْلِته مَلْتاً كمَتَله أَي زَعْزَعَه أَو حَرَّكه . قال الأَزهري : لا أَحفظ لأَحد من الأَثمة في مَلَت شيئاً ؛ وقد قال ابن دريد في كتابه : مَلَتُّ الشيءَ مَلْتاً ، ومَتَلْتُه مَتْلاً إِذا زَعْزَعْته وحَرَّكته ؛ قال : ولا أَدري ما صحته . (محيط المحيط)
 
أخي الحبيب محب القرآن
لاحظ ـ بارك الله فيك ـ قول الشهرستاني رحمه الله فيما نقلته في أول مشاركة :
(الدين والملل والشرعة والمنهاج والاسلام والحنيفية والسنة والجماعة
فانها عبارات وردت بالتنزيل ولكل واحدة منها معنى يخصها وحقيقة توافقها لغة واصطلاحا )

ففي الآية الكريمة التي ذكرتها أعلاه
(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) الأنعام:161

دينا قيما : عام وهو الإسلام
ملة إبراهيم : خاص .. فما هي ؟
الأخ الفاضل لو تأملت ألاية لرأيت أن الله تعالى قد أمر نبيه أن يخبر أن الله هداه إلى صراط مستقيم هذا الصراط المستقيم هو الدين القيم هو ملة إبراهيم.
فهو شيء واحد عبر عنه بألفاظ مختلفة وإن كان لكل واحد منها في اللغة مدلول خاص يميزه عن غيره لكنه لايفصله عنه اصطلاحا.
 
ومثله قوله تعالى:
(وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) النساء:125

قال ‏ ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن جعفر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏سلمة بن كهيل ‏ ‏عن ‏ ‏ذر ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عبد الرحمن بن أبزى ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏
عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أنه قال ‏ ‏أصبحنا على ‏ ‏فطرة ‏ ‏الإسلام وعلى كلمة الإخلاص وعلى دين نبينا ‏ ‏محمد ‏ ‏صلى الله عليه وسلم‏وعلى ‏ ‏ ملة ‏ ‏أبينا ‏ ‏ إبراهيم ‏ ‏حنيفا ‏ ‏مسلما وما كان من المشركين (مسند أحمد)
(مسند المكيين)

دين إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ الإسلام وهو دين جميع الأنبياء.
ولإبراهيم "ملة" تكرر ذكرها على الخصوص في كتاب الله تعالى

أوحى تعالى لنبينا أن يتبعها
وسفّه من رغب عنها
وأثنى عليها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فما هي؟

لازال الباب مفتوحا للجميع للمشاركة!

والجواب أيها الإخوة والأخوات أسهل وأبسط مما يتخيل البعض،
وهو منصوص في كتاب الله تعالى !
ألم يقل تبارك وتعالى
(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ)
 
الأخوة الكرام،
1. الملاحظ أنه يصح أن نقول دين الله ولا يصح أن نقول مِلّة الله.
2. الملاحظ في اللغة أن إملاء الشيء يتم فيه التلقين، ويأخذه المُلقَّن من غير تغيير أو تبديل.
3. وعليه عندما يؤخذ الإيمان والسلوك بالتلقين، وتتناقله الأجيال وتسلك على أساسه يكون ملّة. وقد تكون ملة حق وقد تكون ملة باطل.
4. ملة إبراهيم عليه السلام: ما تم تناقله والتعاهد به بين الأجيال المؤمنة والتي كانت تقودها الأنبياء، مقتدية بإبراهيم عليه السلام.
5. وعليه يكون الأمر متعلق بثوابت العقيدة والأخلاق والسلوك، وما لم ينسخ في مسيرة النبوة من شرائع.
 
الأخ الفاضل أبا عمرو
ملاحظة جيدة جزاك الله خيرا
فليس من المألوف القول "ملة الله" بل دين الله عز وجل.
وكذلك جاء النص باتباع "ملة إبراهيم" وليس "دين إبراهيم"
وما تفضلت به على معنى الملة فهو وجه وأحد معاني الكلمة.


وهنا لا بد من البيان أولا أن "الدين" يدل على "الملة" والعكس صحيح فالملة أيضا تدل على الدين.
ولهذا نجد في كتب التفسير من يفسر أحيانا اللفظين بنفس المعنى. وهذا لا ينفي أن لكلا اللفظين معنى خاص به.

فالدين : هو الاعتقاد والخضوع والإذعان والطاعة والاستسلام والدينونة لله في كل ما يدين به العبد ربه.

والملة : هي الطريقة لممارسة الاعتقاد عمليا .. بمعنى آخر الحركة بما يعتقد وفق طريقة منظمة ومستمرة .
جاء في تفسير البغوي رحمه الله : " والملة الطريقة"
وجاء في لسان العرب : " وفي التنزيل: حتى تتبع ملتهم، قال أبو إسحق: الملة في اللغة سُنتهم وطريقهم."
وجاء في القاموس المحيط: (مَلَتَهَ) يَمْلِتُّه حَرَّكَهُ وزَعْزَعَه."
وتقدم قول الشهرستاني أعلاه : " ولما كان نوع الانسان محتاجا الى اجتماع مع اخر من بنى جنسه فى اقامة معاشه والاستعداد لمعاده وذلك لاجتماع يجب ان يكون على شكل يحصل به التمانع والتعاون حتى يحفظ بالتمانع ما هو اهله ويحصل بالتعاون ما ليس له فصورة الاجتماع هذه على الهيئة هى الملة
والطريق الخاص الذي يوصل الى هذه الهيئة هو المنهاج والشرعة والسنة"

والآن وقد تبين أن الملة هي الطريقة والحركة بما يعتقد،
فكيف كانت ملة إبراهيم أي طريقته وحركته بما يعتقد ـ عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم ـ .

فهل من مُشّمر يستخرجها لنا من كتاب الله تعالى ؟
!
 
والآن وقد تبين أن الملة هي الطريقة والحركة بما يعتقد،
فكيف كانت ملة إبراهيم أي طريقته وحركته بما يعتقد ـ عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم ـ .

فهل من مُشّمر يستخرجها لنا من كتاب الله تعالى ؟
!

يا أستأذ شاكر أنت بتفسر من عندك ؟

أنت سألت في أول موضوعك السؤال التالي:

" وسؤال آخر مهم وهو :
ما هي ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام التي أمر الله تعالى نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ باتباعها وذلك في قوله تعالى:
(ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) النحل:123
(وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) البقرة:130 "


وأجبناك أن ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام التي أمر الله تعالى نبينا صلى الله عليه وسلم باتباعها هي الإسلام بشهادة الآيات كلها التي أضيفت فيها الملة إلى إبراهيم وهي كالتالي:
(وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131)) سورة البقرة

(وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) سورة البقرة(135)

(قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) سورة آل عمران (95)

(وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ) سورة النساء(125)

(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)) سورة الأنعام

(ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) سورة النحل(123)

(وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) سورة الحج (78)

فمحاولة تفسير الواضحات من أشكل المشكلات.

ويقول الجرجاني في التعريفات:
الدين والملة
متحدات بالذات، ومختلفان بالاعتبار، فإن الشريعة من حيث إنها تطاع، تسمى: ديناً، ومن حيث إنها تجمع، تسمى: ملة، ومن حيث أنها يرجع إليها، تسمى: مذهباً، وقيل: الفرق بين الدين، والمللة، والمذهب: أن الدين منسوب إلى الله تعالى، والمللة منسوبة إلى الرسول، والمذهب منسوب إلى المجتهد.

وأما قولك:
"فالدين : هو الاعتقاد والخضوع والإذعان والطاعة والاستسلام والدينونة لله في كل ما يدين به العبد ربه.
والملة : هي الطريقة لممارسة الاعتقاد عمليا .. بمعنى آخر الحركة بما يعتقد وفق طريقة منظمة ومستمرة ."


فأقول هذه فلسفة لا حاجة إليها وقد سبق وقلت لك :

الأخ الفاضل لو تأملت ألاية لرأيت أن الله تعالى قد أمر نبيه أن يخبر أن الله هداه إلى صراط مستقيم هذا الصراط المستقيم هو الدين القيم هو ملة إبراهيم.
فهو شيء واحد عبر عنه بألفاظ مختلفة وإن كان لكل واحد منها في اللغة مدلول خاص يميزه عن غيره لكنه لايفصله عنه اصطلاحا.


فالدين وإن كان في اللغة له معاني متعددة إلا أنه هنا المراد به الإسلام بجميع تفصيلاته ، كما قال الله تعالى : " إن الدين عند الله الإسلام".
والملة وإن كان من معانيها في اللغة الطريقة فالمراد هنا بملة إبراهيم دين إبراهيم الذي هو دين الإسلام بجميع تفصيلاته.
 
ملة إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ باختصار.

ملة إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ باختصار.


(قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ) الممتحنة : 4

(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) الممتحنة:6

(فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تشركون) الأنعام:78

(فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ) التوبة:114

(قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ) الشعراء:75،76،78

(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ) الزخرف:28

(وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا) مريم:48

(فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ) مريم:49


(قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ) الأنبياء:60

(أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) الأنبياء:67

(فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ) الصافات:93

(وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ) الحج:78


(وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) العنكبوت:26

تتجلى ملة إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ
في الجانب العملي للتوحيد وذلك بتحقيق شهادة "لا إله إلا الله "
بركنيها النفي والإثبات : الكفر بالطاغوت والإيمان بالله.


أهم خصائص هذه الملة وطريقة تعاملها مع أهل الشرك :

* دعوة أهل الشرك بعلم وحكمة وموعظة حسنة
(يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا) مريم:43
(يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وليا) مريم:45
(فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ) التوبة:114
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ) الزخرف: 27

*فإن أصر أهل الشرك على شركهم ولم يستجيبوا فعندها :

- إظهار البراءة منهم ومن معبوداتهم الباطلة.
( إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ)


- وإعلان الكفر بهم وبآلهتهم وشرائعهم .
(كَفَرْنَا بِكُمْ)


- وإبداء العداوة والبغضاء لهم حتى يؤمنوا بالله وحده.
( وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ)


ـ إعتزالهم ومفاصلتهم، فلا مداهنة ولا ركون إليهم.
(وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ)


ـ فضح آلهتهم وعيب شرائعهم وتسفيه أحلامهم.
(قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ )
قال الطبري في التفسير:قال ابن جريج : يذكرهم يعيبهم . وقال أيضا: عن ابن إسحاق , قوله : { سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم } سمعناه يسبها ويعيبها ويستهزئ بها "
(أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)
قال الطبري رحمه الله: "وقوله : { أف لكم } يقول : قبحا لكم وللآلهة التي تعبدون من دون الله"


ـ استخدام القوة وتحطيم أصنامهم.
(فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ) الصافات:93
قال الطبري رحمه الله:" فمال على آلهة قومه ضربا لها باليمين بفأس في يده يكسرهن"
ـ جهادهم وهو أعلى مراحل هذه الملة.
(وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ) ومما يدخل في جهادهم الصدع بكلمة الحق دون الخوف من لومة لائم. نقل الطبري في التفسير عن ابن عباس رضي الله عنه "في قوله : { وجاهدوا في الله حق جهاده } لا تخافوا في الله لومة لائم . وقال آخرون : معنى ذلك : اعملوا بالحق حق عمله" وقال : "وقوله : { هو اجتباكم } يقول : هو اختاركم لدينه , واصطفاكم لحرب أعدائه والجهاد في سبيله"

ـ الهجرة ـ في حالة عدم القدرةـ من الأرض التي لا يستطيع فيها إظهار الدين.
(وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
قال الطبري رحمه الله: "وقال إبراهيم : إني مهاجر دار قومي إلى ربي إلى الشام."

قال الشيخ حمد بن عتيق في الدرر السنية عند كلامه على قوله تعالى: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه… )الممتحنة: 4 الآية، ومعنى قوله: {بدا} أي ظهر وبان والمراد التصريح باستمرار العداوة والبغضاء لمن يوحد ربّه، فمن حقق ذلك علماً وعملاً وصرح به حتى يعلمه منه أهل بلده لم تجب عليه الهجرة من أي بلد كان، وأما من لم يكن كذلك بل ظن أنه إذا تُرك يصلي ويصوم ويحج سقطت عنه الهجرة، فهذا من الجهل بالدين وغفول عن زبدة رسالة المرسلين…) اهـ. ص199 من جزء الجهاد

وقال أيضاً في الدرر السنية: (وإظهار الدين: تكفيرهم وعيب دينهم والطعن عليهم والبراءة منهم والتحفظ من موادتهم والركون إليهم واعتزالهم، وليس فعل الصلوات فقط إظهاراً للدين) أهـ. من جزء الجهاد ص196.

وقال الشيخ سليمان بن سحمان في ديوان عقود الجواهر المنضدة الحسان ص76، 77: -
إظهار هذا الدين تصريح لهـم *** بالكفر إذْْ هم معشر كفــار
وعداوة تبدو وبغض ظاهــر *** يا للعقول أما لكم أفكـــار
هـذا وليس القلب كاف بغضه *** والحـب منه وما هو المعيار
لكنما المعيار أن تأتي بـــه *** جهـراً وتصريحاً لهم وجهار

وقال أيضا:
نعم لو صدقت الله فيما زعمتـه *** لعاديت من باللـه ويحك يكفر
وواليت أهل الحق سراً وجهرة *** ولما تهاجيهـم وللـكفر تنصر
فما كل من قد قال ما قلت مسلم *** ولكن بأشــراط هنالك تذكر
مباينة الكفار في كل مـوطـن *** بذا جاءنا النص الصحيح المقرر
وتصدع بالتوحيد بين ظهورهـم *** وتدعوهموا سـراً لذاك وتجهر
فهذا هو الدين الحنيفي والهـدى*** وملة إبراهيم لـو كنـت تشعر


وقال عند آية الممتحنة أيضاً:
(فهذه هي ملة إبراهيم التي قال الله فيها: {ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه} [البقرة: 130]، فعلى المسلم أن يعادي أعداء الله ويظهر عداوتهم ويتباعد عنهم كل التباعد وأن لا يواليهم ولا يعاشرهم ولا يخالطهم...) أهـ ص221، جزء الجهاد - الدرر السنية.

فهذه ملة إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ وطريقته وحركته بهذا الدين لتحقيق التوحيد.( حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)

قال ابن القيم رحمه الله تعالى في إغاثة اللهفان:
(وما نجا من شرك هذا الشرك الأكبر إلا من جرد توحيده لله وعادى المشركين في الله وتقرب بمقتهم إلى الله)


ثم أوحى الله تعالى إلى نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يتبع ملة إبراهيم
(ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) النحل:123
فاتبعها صلى الله عليه وسلم وأتمها وأكملها أيما كمال حتى صارت سنته ومنهاجه.
قال ابن كثير رحمه الله في التفسير:
" وليس يلزم من كونه صلى الله عليه وسلم أمر باتباع ملة إبراهيم الحنيفية أن يكون إبراهيم أكمل منه فيها لأنه عليه السلام قام بها قياما عظيما وأكملت له إكمالا تاما لم يسبقه أحد إلى هذا الكمال ولهذا كان خاتم الأنبياء وسيد ولد آدم على الإطلاق وصاحب المقام المحمود الذي يرغب إليه الخلق حتى الخليل عليه السلام"

والآن من يستخرج لنا من كتاب الله تعالى وسيرة نبيه ـ وباختصار أيضا ـ كيف قام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهذه الملة العظيمة وله الأجر بإذن الله تعالى ؟
 
عودة
أعلى