دموعٌ على أستار الكعبة..شعر الشيخ أبي المعاطي

إنضم
04/02/2006
المشاركات
389
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
57
الإقامة
مصر
الموقع الالكتروني
www.aldahereyah.net
بسم الله الرحمان الرحيم
هذه قصيدة : دموع على أستار الكعبة
كتبها في مكة والمدينة : الشيخ أبو المعاطي صاحب المسند الجامع، عام 1414هجرية.
كتب هذه القصيدة ذات مرة عندما كان بعض أصحابه ذاهبين إلى الحج ، وكان يودعهم ، وفجأه يقول :
يا راحلين خذوا نفسي تودعكم ***ثم اتركوني قليلا أنتشي معكم
فأنا المحبُّ وقد بعدت حبيبته ***فلترحموني عسى الرحمن يرحمكم
قد مزق الشوقُ أحشائي ومزقني ***فلتسألوا البيت كم أحببت يخبركم
وكم تساقط دمعي وَالِهًا لهفا ***واليوم سرتم وسار القلب يتبعكم
يبكي وليس البكا حزنا على ذهبٍ ***أو أن ليلى مع العير التي معكم
بل دمعه . عشقه. قد صار في حجرٍ ***أحلى من الشهد إن ذاق الهوى فمكم
في جانب البيت عند الباب موقعه ***فلتسرعوا المشي قلبي سوف يسبقكم
فلتذهب الآن ليلى نحو مغربها ***أو ترحل اليوم سُعدى فالحنين لكم
فلقد تركت هناك القلب معتكفاً ***والنفس صارت تنادى اليوم صحبتكم
فإذا لقيتم غريباً فى منىً وَِلهاً *** عند الجمار فلا ترموه جمرتكم
يبكي على عمره قد ضاع مغترباً***فلتعذروه فإن الله يعذركم
 
[align=center]وهذه كتبها ، وهم في أيام الحج :
دموعٌ على أستار الكعبة ...
يا مَنْ أتاه الناسُ كي يتطهروا ***وأتيتُ فيهم كي أعودَ مُطَهَّرا
لكنني دون العبادِ جَميعِهِم *** ذنبي عظيمٌ قد يَنُوءُ به الورى
فَطَمِعتُ فيكَ وجئتُ بيتك ضارعًا ***مُتضرعًا والعيبُ مني قد جرى
ناديتُ يا ألله فاقبل توبتي ***هَذِيْ صحيفةُ مَنْ تَجَنَّى وافترى
وخلعتُ ثوبيَ والحياةَ وما بها ***ولبستُ ثوبَ الفقرِ أشعثَ أغبرَا
أنا ما أتيتكُ بالصلاة فليس لي ***علمٌ ولا عملً ولا ما أذْكُرا
بل جئتُ بابكَ يا رحيمُ بِذَلَّتِي ***وبُكل هذا الدمعِ يجري أَنْهُرا
لبيك يا ألله فاقبلها إذًا ***مِنْ عائبٍ قد عابَ ثم استغفرا
وخطوتُ نحو البيتِ يسبقني فمي ***لِيُقَبِّلَ الحجرَ العتيقَ الأَنْورا
فلثمتُه وشفعتُها وأعدتُّها ***وكتبتُ في سِفر المحبة أسْطُرا
وبدأتُ أسعى حوله متثاقلاً ***فمعي ذنوبُ المشرقين وما ورا
فإذا رَمَلْتُ . أقضًّ ذنبي كاهلي *** وإذا مشيتُ . فَمَنْ سِوايَ مُقَصِّرا
يا وحشتي ، لا شيءَ أحمِلُه معي ***غيرَ الذي كتب الملاكُ وسَطَّرا
يا ربُّ ، إني قد أتيتكُ راكعًا ***عند المقام ، مُسَبِّحًا ومُكَبِّرا
فاغفر ذنوبًا لا يضُرُّك حَجْمُها ***واسْتُرْ على عبدٍ رجاك لِتَسْتُرا
يا ماءَ زمزم ، هل ستغسِلُ عاصيًا*** بالأمس عاش على الخطيئةِ وامترا
واليومَ قد جاء الكريمَ بذنبه ***يرجو من الرحمان عفوًا ظاهرا
وأنختُ رحلي عند أحجار الصفا *** والرَّحلُ فيه من المعاصي ما ترى
وهناك ألقيتُ الذنوبَ على الحصى ***فإذا ذنوبي تعتليه وأكثرا
فسعيتُ نحو الْمَرْوِ أبكي حالتي ***والكل يَسعى ضاحكًا مُسْتَبْشِرا
ورملتُ في بطن المسيل تأسيًا ***ودعوتُ مَنْ جعل الكتابَ بَصَائرا
فقضيتُ سبعًا ، والرجاءُ بخالقي ***أن يستر الذنبَ العظيمَ ويغفرا
يا راحلين إلى منًى . هذي منى ***هذي الجبالُ ، وتلك سُنَّةَ مَنْ سَرَى
صَلُّوا بها خمسًا كما فعل الذي ***قد جاءكم بالنورِ حتى أزهرا
فإذا قضيتَ الفجرَ فيها فانتظر ***حتى الشروق لكي تَهُبَّ مُغَادِرا
وازحفْ مع الجمع العظيم ملبيًا ***واجمعْ من العرفاتِ خيرًا وافرا
وانزلْ بأرضٍ دَبَّ فيها المصطفى ***واحْلُلْ على وادٍ رآه وعَاصَرا
واسألْ صُخُورًا ها هنا عن رِفْقَةٍ ***حَجَّتْ مع المختارِ نُورًا أنورا
يا صَخْرَ نَمِرَةَ هل سَمِعْتَ خِطَابَهُ؟ ***أَسَمِعْتَ مَنْ رُزِقَ البَيَانَ فَعَبَّرَا
أَسَمِعْتَ : (هَلْ بَلَّغْتُ ؟) تُسْأَلُ أُمَّةٌ *** (قالوا : نعم) ، والدِّينُ أصبحَ ظَاهرا
أَسَمِعْتَ (اللهم فاشهد) حُجَّةً ***أرأيتَ و(القَصْواءُ) كانت مِنْبَرا
وأقامَ مبعوثُ السماءِ صلاَتَهُ *** جَمْعًا مع التقديمِ هَدْيًا خَيِّرا
هذا الحبيبُ أَحِبَّتِي مِن أجلنا ***قد جاء بالدين القويم مُيَسِّرا
فاتْبَعْ هُدَاهُ تَفُزْ بِخَيرِ شَفاعةٍ ***من خالفَ المختارَ يُحْشَرُ كَافِرا
عرفاتُ يا جبلَ الدعاء تحيةً ***من عاشقٍ لكَ في هواه تَحَيَّرَا
قد جاء يدعو ربَّهُ في ذِلَّةٍ ***والله يَقْبَلُ مَنْ يشاء وينصرا
يهواك ، يشهدُ دَمْعُه وأنينُه ***وَلْتَشْهَدِ الأحجارُ عندك والثَّرَى
قِفْ ها هنا ، واسترجع الذكرى معي *** واسأل جبالاً ، تَسْتَجِيبُ وتُخْبِرا
قِفْ ، ها هنا نزل الختامُ ، فَمِسْكُهُ ***﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ﴾ ، فَأَكْمَلَ مَنْ بَرَا
واقرَأْ : ﴿وَأَتْمَمْتُ﴾ ، فقد نَزَلَتْ هُنا ***فَأَقَرَّتِ الإسلامَ دِينًا آخِرَا
واقرَأْ : ﴿رَضِيتُ﴾ وقد تَبَاعَدَ عهْدُها ***وانظر ، فقد صار الكمالُ مُبَعْثَرا
وتَفَرَّقُوا . وتَمَذْهَبُوا . وتَشَرْذَمُوا ***والكل أصبح تائهًا أو حائرا
فتحول الإفكُ المبينُ إلى هدًى ***وتصدَّر الجهلُ الحياةَ وفسَّرا
عرفاتُ ، قد نسي الجميعُ ختَامَهم ***﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ﴾ ، وجئتُ مُقَرِّرا
أن الرسولَ هو الإمامُ لِمَنْ نَجَا ***حَمَلَ الرسالةَ مُنذرًا ومُبَشرا
يا ربُّ ، إني قد أتيتكُ بارئًا ***مِنْ كُلِّ نِدٍّ للعبادِ مُزَوَّرَا
فارحم عُبَيْدك يا رحيمُ برحمةٍ ***واجعله في عِلْمِ الشريعة مُبْصِرا
يا ربُّ ، إني قد رفعتُ يدي هنا ***فاقْبَلْ ، ولا تُرْجِعْ عُبَيْدَك خَاسِرا
واغفر لإخواني جميعًا ذنبَهم ***واستر عليهم يا حليم وَكَثِّرَا
عرفاتُ ، قد حان الوداعُ وقارَبَتْ *** ساعَاتُه والقلبُ فيكَ مُصَوَّرا
قد شاء ربُّ العالمين فراقَنا ***بعد الغروبِ لكي أعود القهقرى
وشددتُ رحلي نحو جَمْعٍ قاصدًا ***وِدْيَان جَمْعٍ للصلاة مع الكَرى
جمع النبيُّ بها الصلاةَ جماعةً ***والفجرَ قد أداه فيها مُبْكِرا
يا جَمْعُ ، قد فاضت دموعي حسرةً*** جاء الكسيرُ إلى العزيز لِيَجْبُرا
فأتيتُ مَشْعَرَها ألوذ بناصري ***ولِسانُ حالي قد أبان وعَبَّرا
فذكرتُ ربي عنده متمثلاً : *** ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ﴾ والهدايةَ أَشْكُرا
ثم انتهينا والرحيلُ إلى منًى ***قد حان قبل شُروقها أن تظهرا
يا راحلين إلى منًى ، هيا بنا ***هيا إليها بادئًا ومُكَرِّرا
فقصدتُ جمرتَها لأرمي سَبْعها ***ورفعتُ بالتكبير صوتًا هَادِرا
الله أكبر عند كل قذيفةٍ ***في وجه ذنبي كي أعود مُحَرَّرا
الله أكبر قد رميتُ خطيئتي ***الله أكبر والذنوبَ على الثرى
الله أكبر نَجِّنِي يا خالقي ***مِنْ خِزْي يومٍ خاب فيه مَنِ افترى
ومضيتُ أذبح ما تيسر مُقْتَدٍ ***بكتابِ ربِّي هاديًا ومُقَدِّرا
يا ربُّ ، هَذِي من عُبَيدك فِدْيَةٌ ***قَلَّتْ . وَقَلَّ البيعُ ، قَلَّ المُشْتَرَى
فاقبل من العبد الفقير سؤاله ***قد جاء بيتكَ ، هل سيرجع أفقرا
وحلقتُ بعد الذبح مقتديًا به ***تالله لا تسأل سواه مُفَسِّرا
فاليومَ يَسَّرَ للحجيج أمورَهُم ***لا حرج فيما قَدَّمُوا أو أُخِّرا
ورجعتُ نحو البيتِ يسبقني فمي*** فأنا المُتَيَّمُ مُقْبِلاً أو مُدْبِرا
واسأل دهورًا كم عَشِقْتُ خيالَه ***وملأت عيني منه حتى أُبْصِرا
وشربت كأسًا من هواه تيمنًا ***فَغَسَلْتُ كُلِّي منه طيبًا عَنْبَرا
فبدأت أسعى بالإفاضة طائفًا ***متذللاً . متضرعًا . مُستغفرا
ئم اتخذتُ من المقام صلاتَه ***قد جاء تنزيلُ الهداية آمرا
وشربتُ من ماء السقاية زمزمًا *** فغسلتُ نفسي حامدًا أو شَاكرا
ثم اتجهتُ إلى الصفا بدءًا به ***وختمتُ بالمرو العتيق شعائرا
يا ربُّ ، عند المَرْوِ أَختم حَجَّتي ***فاسْتُرْ عُبَيْدك بالهدايةِ إذْ عَرَى
واختم له بالحق عند مماته ***واجعل له من فيض جودك ناصرا
فأنا الصغيرُ ، فَقَدْتُ كُلَّ وسائلي ***ولقد هفوتُ وجئتُ بابك صاغِرا
وَشَرَعْتُ بالعَوْدِ الأخير إلى منّى ***لا حَرَج في يومين تَبْقَى ذاكرا
أو من أراد ثلاثة يَبْقَى بها ***فكتابُ ربِّك قد أجاز وخيَّرا
جاء الفُراقُ لأرضِ مَكَّةَ بعد ما ***كان اللقاءُ على القلوب مُؤَثِّرا
فذهبتُ للبيت العتيق مُوَدِّعًا ***فَاثَّاقَلَتْ رجلاي أَنَّى أَهْجُرا
وانْهَلَّ من تلك العيونِ سحائبٌ ***بالجمرِ يغلي هائجًا أو فائرا
فوضعت كفي فوق أحجارٍ بَدَتْ ***للبيتِ . هل يا بيتُ أَرْجِعُ زَائِرا
يا بيتُ ، هل هَذي نهايةُ عهدِنا ؟ ***يا بيتُ وَدِّعَ بالسلامِ مُسَافِرا
طَوَّفْتُه بالدمع سبعًا داعيًا ***عَوْدًا من الرحمان برًّا طاهرا
تلك المناسكُ قد جمعتُ صحيحها ***واسأل كتاب الحج ، واسأل جابرا[/align]
 
[align=center]
وشددتُ رحلي للمدينة زائرًا ***فهناك مَسجده(1) أقام وعَمَّرَا
وهنا المُهَاجَرُ والمُقَامُ وروضةٌ ***وهنا مشى ، وهنا أقام المنبرا
وهنا تربى خيرُ قرنٍ قد أتى ***وهنا خيارُ الناس كانوا ، والقِرى
مَنْ كَرَّمَ الوحيُ الكريمُ خِصالَهم ***في ﴿يُؤْثِرُونَ﴾ ، ومَنْ سواهم آثِرا
ودخلتُ من باب السلام مُسَلِّمًا ***ومشيتُ في وسط الزحام مُخاطرا
ووجدتُ عمري قد توقف ها هنا ***وتحولت طرفاتُ عينيَ أَشْهُرا
‍والله لولا قوله ﴿لا تقنطوا﴾ ***لرجعت من فرط الحياء تأثرا
وتتابعت لغةُ الدموعِ سخيةً ***فهنا البكاءُ هو الكلامُ مُعَبرا
وخرجتُ من هذا المكان يلُفُّني ***ثوبُ الحياء مُدَاريُا ومُدَثِّرا
فأنا الذى قد جئتُ أحمل عثرتي ***وأتيتُ للحرمين أشعثَ حاسرا
وطرقتُ بابًا ليس يطرد تائبًا ***ورجوتُ ربًا لم يُقَنِّط فاجِرا
يا ربُّ ، هذي دمعةٌ من مذنبٍ ***تَعِبَتْ قواه فصار وهنًا خائرا
وأتاك يخشى أن ترد رجاءه ***وأبان في تلك السطور مشاعرا
والظن فيك بأن عفوكَ لاحقي ***ولذا أتيتُ لكي أعود مطهرا
فطمعتُ فيك ، وجئتُ بابك ضارعًا ***متضرعًا والعيبُ مني قد جرى
وختمتُ قولي بالصلاة على الذي*** مَنْ زانه الرحمانُ لما صَوَّرا
يا ربُّ ، قد زِنْتَ الختامَ ببعثه ***فاجعل لي الإسلامَ ختمًا آخرا
ووجدت عمري قد توقف ها هنا ***وتحولت طرفات عيني أشهرا
فأنا هنا وأمام قبر محمد!! ***أين الحياء ومن أتى بك يا تُرى
ونسيت نفسك يا ظلوم وجئته ***هذا أمامك من أتاك وحذرا
والله لولا قوله ﴿لا تقنطوا﴾ ***لرجعت من فرط الحياء تأثرا
والله لولا أن ربي ساترٌ ***لفررت من هذا المكان مغادرا
وتتابعت لغة الدموع سخية ***فهنا الدموع هي الكلام معبرا
****************************************
(1)عند الذهاب إلى المدينة يقصد المسلم شد الرحال إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس إلى القبر ، حتى لا ينتهي به الأمر إلى أعمال الشرك ، والعياذ برب الفلق.[/align]
 
ومن اين جاء السيد الظاهري بان شد الرحال الى زيارة النبي صلى الله عليه وسلم في قبره من اعمال الشرك وقد جاء في بعض طبعات كتاب رياض الصالحين للامام النووي باب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم
هذا مجرد سؤال
 
السيد الدكتور:
لا يخفى عليكم حديث ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا )) وهو صحيح متواتر
قال الألباني في السلسلة الصحيحة :المراد : لا يسافر إلى موضع من المواضع الفاضلة التي تقصد لذاتها ابتغاء بركتها و فضل العبادة فيها إلا إلى ثلاثة مساجد . و هذا هو الذي يدل عليه فهم الصحابين المذكورين ، و ثبت مثله عن ابن عمر رضي الله عنه كما بينته في كتابي " أحكام الجنائز وبدعها " و هو الذي اختاره جماعة من العلماء كالقاضي عياض ، و الإمام الجويني و القاضي حسين ، فقالوا : " يحرم شد الرحل لغير المساجد الثلاثة كقبور الصالحين و المواضع الفاضلة " . ذكره المناوي في " الفيض " .
فليس هو رأي ابن تيمية وحده كما يظن بعض الجهلة و إن كان له فضل الدعوة إليه ، و الانتصار له بالسنة و أقوال السلف بما لا يعرف له مثيل ، فجزاه الله عنا خير الجزاء .
قصد القبر وشد الرحال إليه ذريعة إلى الشرك خصوصاً عند العامة ...)) أ.هـ كلامه رحمه الله
وكلام النووي إن خالف النصوص يرد فالنووى ليس بنبي وليس بمعصوم بل له أخطاء في الفقه والعقيدة .
وعموماً عدلت عبارتى إلى ((حتى لا ينتهي به الأمر إلى أعمال الشرك)) بدلاً من ((حتى لا يقع في أعمال الشرك))
وهذا أظنه يرضيك إلا إذا كنت ترى أن زيارة القبر الشريف وتعظيمه فضيلة وقربة !
وأربأ بمثلك عن ذلك .
 
انا يا شيخ ابا محمد لا اعظم القبور ولا ارى جواز هذا الفعل
لكن اذا جاءك رجل وقال انا اريد ان ازور النبي صلى الله عليه وسلم تقول له لا تفعل بل زر مسجده وهل المسجد النبوي اعظم من الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه اما الحديث فكونه متواترا فدعوى تحتاج الى دليل واما انه ينفي جواز زيارة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فهذه ايضا دعوى فلتتكرم وتدلني على وجه الاستدلال من هذا الحديث اذا تكرمت وشهد الله علي اني طالب علم في هذه المسالة وليس في ذهني مذهب اصرف حالي اليه
اما كون زيارة النبي صلى الله عليه وسلم ذريعة الى الشرك فهذا باب واسع كبير ومتى كانت عامة الناس تقيد الاحكام الشرعية بسوء فعالها انما المطلوب من العلماء بيان الحق لا اقفال الباب على هذه الصورة والله تعالى اعلم
 
التعديل الأخير:
فضيلة الدكتور جمال
( حديث " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد . . . " ) . صحيح متواتر . ... قال الألباني رحمه الله في إرواء الغليل :
( حديث " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد . . . " ) . صحيح متواتر ورد عن جماعة من الصحابة منهم أبو هريرة وأبو سعيد الخدري وأبو بصرة الغفاري وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وأبي الجعد الضمري وعلي .
1 - أما حديث أبي هريرة فله عنه طرق : الأولى : عن سعيد بن المسيب عنه أن رسول ( صلى الله عليه وسلم ) " قال : " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ومسجد الرسول ومسجد الأقصى أخرجه البخاري ( 1 / 299 ) ومسلم ( 4 / 126 ) وأبو نعيم في " مستخرجه " ( 21 / 187 / 1 ) وأبو داود ( 2033 ) والنسائي ( 1 / 114 ) وابن ماجه ( 1409 ) والطحاوي في ( المشكل ) ( 1 / 244 ) والبيهقي ( 5 / 244 ) وأحمد ( 2 / 234 ، 238 ، 278 ) والخطيب في " تاريخه " ( 9 / 222 ) كلهم عن الزهري عنه . ( 1 ) وهو من طبع المكتب الإسلامي
الثانية : عن سلمان الأغر أنه سمع أبا هريرة يخبر أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " إنما يسافر إلى ثلاثة مساجد : مسجد الكعبة ومسجدي ومسجد إيلياء ) . رواه مسلم وأبو نعيم في ( المستخرج ) والبيهقي . الثالثة : عن أبي سلمة عنه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " لا تشد الرحال . . . " الحديث . أخرجه الدارمي ( 1 / 330 ) والطحاوي ( 1 / 245 ) وأحمد ( 2 / 151 ) من طريق محمد بن عمرو عنه . قلت : وهذا سند حسن رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن محمد بن عمرو هذا أنما أخرجا له متابعة لكن تابعه يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة حدثني أبو هريرة قال : " لقيت أبا بصرة صاحب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال لي : من أين أقبلت ؟ قلت : من الطور حيث كلم الله موسى فقال : لو لقيتك قبل أن تذهب أخبرتك : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : " الحديث . أخرجه الطحاوي ( 1 / 244 ) بسند جيد . وتابعه الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن مقتصرا على المرفوع فقط . أخرجه الطحاوي بسند صحيح على شرط الشيخين . وتابعه محمد بن ابراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : ( أتيت الطور فوجدت ثم كعبا فمكثت أنا وهو يوما أحدثه عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ويحدثني عن التوراة فقلت له : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أهبط وفيه تبب عليه وفيه قبض وفيه تقوم الساعة ما على الأرض من دابة إلا وهي تصبح يوم الجمعة مصيخة حتى تطلع الشمس شفقا من الساعة إلا ابن آدم وفيه ساعة لا يصادفها مؤمن وهو في الصلاة يسأل الله فيها شيئا إلا أعطاه إياه فقال كعب ذلك يوم في كل سنة فقلت : بل هي في كل جمعة فقرأ كعب التوراة ثم قال : صدق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) هو في كل جمعة فخرجت فلقيت بصرة ابن أبي بصرة الغفاري فقال : من أين جئت ؟ قلت : من الطور قال : لو لقيتك من قبل أن تأتيه لم تأته قلت له : ولم ؟ قال : إني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد . . . ) الحديث . أخرجه مالك ( 1 / 108 - 109 / 16 ) والنسائي ( 1 / 210 ) بسند صحيح وكذا أحمد ( 6 / 7 ) وروى الطحاوي ( 1 / 242 ) موضع الشاهد المرفوع . وتابعه عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي أن أبا بصرة لقي أبا هريرة وهو جار فقال : من أين أقبلت ؟ قال : أقبلت من الطور صليت فيه قال : أما إني لو أدركتك لم تذهب إني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : " لا تشد الرحال . . . " . الحديث . أخرجه الطيالسي ( 1348 ، 2506 ) وأحمد ( 7 / 6 ) بسند صحيح . الرابعة : عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أنه قال : " أتيت الطور فصليت فيه فلقيت جميل بن بصرة الغفاري فقال : من أين جئت ؟ فأخبرته فقال : لو لقيتك قبل أن تأتيه ما جئته سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : لا تضرب المطايا إلا إلى ثلاثة مساجد . . . " الحديث . أخرجه الطحاوي ( 1 / 242 - 243 ، 243 ) وسنده صحيح . ورواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 114 / 2 ) من هذا الوجه لكنه قال : " عن سعيد بن أبي سعيد المقبري أن أبا بصرة جميل بن بصرة لقي أبا هريرة وهو مقبل من الطور . . . " . فجعله من مسند أبي بصرة فيما يظهر وقد جاء من طريق أخرى عنه من مسنده صراحة كما يأتي عند الكلام على حديثه إن شاء الله تعالى . الخامسة : عن خثيم بن مروان عن أبي هريرة مرفوعا به إلا أنه قال : " مسجد الخيف " بدل " مسجد الرسول " . وقال : ( لم يذكر مسجد الخيف إلا في هذا ) . قلت : وهو منكر لمخالفته لسائر الطرق والأحاديث وتفرد خثيم به . وهو ضعيف كما قال الأزدي وذكره العقيلي في " الضعفاء " ( 124 ) .
( تنبيه ) : تقدم في رواية التيمي تسمية أبي بصرة ب " بصرة بن أبي بصرة " وهو وهم . والصواب إنه " جميل بن بصرة " كما في رواية المقبري وكنيته " أبو بصرة " كما في رواية الآخرين وقد جمعت بينها وبين تسميته على الصواب رواية الطبراني عن سعيد المقبري .
2 - وأما حديث أبي سعيد فله عنه أربع طرق : الأولى : عن قزعة عنه بلفظ حديث أبي هريرة الأول . أخرجه البخاري ( 1 / 301 ، 466 ، 497 ) ومسلم ( 4 / 102 ) وأبو نعيم في مستخرجه ( 20 / 176 / 1 ) والترمذي ( 2 / 148 - شاكر ) وابن ماجه ( 1410 ) والطحاوي وأحمد ( 3 / 7 ، 34 ، 45 ، 51 - 52 ، 77 ) والخطيب ( 11 / 195 ) كلهم عنه باللفظ المشار إليه إلا مسلما فإنه قال : " لا تشدوا . . . " . وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . الثانية : عن مجالد : حدثني أبو الوداك عن أبي سعيد به . أحمد ( 3 / 53 ) وهذا سند جيد في المتابعات . الثالثة : عن عكرمة مولى زياد قال : سمعت أبا سعيد الخدري به أخرجه أحمد ( 3 / 71 ) ورجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة هذا فلم أعرفه ولم يورده الحافظ في ( التعجيل ) . 4 - عن شهر قال : لقينا أبا سعيد ونحن نريد الطور فقال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : ( لا تشد المطي إلا إلى ثلاثة مساجد . . . " الحديث . أخرجه أحمد ( 3 / 93 ) : ثنا أبو معاوية ثنا ليث عن شهر . وهذا سند لا بأس به في المتابعات والشواهد . ورواه عبد الحميد حدثني شهر به إلا أنه زاد في المتن زيادة منكرة . فقال : " لا ينبغي للمطي أن تشد رحاله إلى مسجد ينبغي فيه الصلاة غير المسجد الحرام . . . " . أخرجه أحمد ( 3 / 64 ) فقوله : " إلى مسجد " زيادة في الحديث لا أصل لها في شئ من طرق الحديث عن أبي سعيد ولا عن غيره فهي منكرة بل باطلة والآفة إما من شهر فإنه سئ الحفظ وإما من عبد الحميد وهو ابن بهرام فإن فيه كلاما وهذا هو الأقرب عندي فقد رواه ليث عن شهر بدون الزيادة كما سبق . 3
- وأما حديث أبي بصرة فيرويه عنه أبو هريرة كما تقدم في الطريق الثالثة عن أبي هريرة . وقد وجدت له عنه طريقا أخرى يرويه مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي بصرة الغفاري قال : " لقيت أبا هريرة وهو يسير إلى مسجد الطور ليصلى فيه قال : فقلت له : لو أدركتك قبل أن ترتحل ما ارتحلت قال : فقال : ولم ؟ قال : فقلت : إني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : " لا تشد الرحال . . . ) أخرجه أحمد ( 6 / 398 ) وسنده حسن
4 - وأما حديت ابن عمر فله عنه طريقان : الأولى عن قزعة أيضا قال : " أردت الخروج إلى الطور فسألت ابن عمرة فقال : أما علمت أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال : فذكر الحديث ؟ وقال : ودع عنك الطور فلا تأته " . أخرجه الأزرقي في " أخبار مكة " ( ص 304 ) باسناد صحيح ورجاله رجال الصحيح . الثانية : عن نافع عنه المرفوع فقط . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 114 / 1 ) من طريق علي بن سيابة ثنا علي بن يونس البلخي ثنا هشام بن الغاز عن نافع عن ابن عمر به . وقال : " تفرد به علما بن سيابة " . قلت : ولم أجد له ترجمة ولعله في ثقات ابن حبان فقد عزاه الهيثمي ( 4 / 4 ) الطبراني في " الكبير " أيضا وقال : ورجاله ثقات " . على أنه لم يتفرد به فقد أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 301 ) من طريق الفضل بن سهل قال : ثنا علما بن يونس البلخي به . ذكره في ترجمة البلخي هذا وقال : " ولا يتابع عليه وهو معروف بغير هذا الأسناد " . قلت : والبلخي هذا أورده ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 209 ) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا . وأما ابن حبان فذكره في " الثقات " كما يشعر به قول الهيثمي المتقدم وصرح بذلك في " اللسان "
5 - وأما حديث عبد الله بن عمرو فيرويه قزعة أيضا قرنه بإبي سعيد الخدري أخرجه ابن ماجه ( 1410 ) ورجاله ثقات .
6 - وأما حديث أبي الجعد . فيرويه عنه عبيدة بن سفيان ( 1 ) الحضرمي . أخرجه الطحاوي ( 1 / 244 ) بسند حسن ورواه الطبراني أيضا في " الأوسط " ( 1 / 114 / 1 ) 7 - وأما حديث علي فيرويه عنه حجية بن عدي مرفوعا . أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 98 ) و ( الأوسط ) ( 1 / 114 / 1 ) وقال : " تفرد به اسماعيل بن يحيى " . قلت : وهو متروك وأبوه يحيى ضعيف اتفاقا وحجية بن عدي قال أبو حاتم : " شيخ لا يحتج بحديثه شبه المجهول " . 8 و 9 - وأما حديث المقدام وأبي أمامة فيرويه عنهما شريح ابن عبيد . أخرجه أبو نعيم في ( الحلية ) ( 9 / 308 ) من طريق الطبراني ثنا موسى ثنا محمد بن المبارك ثنا اسماعيل بن عياش عن زيد بن زرعة عنه . قلت : وهذا سند رجاله ثقات غير موسى وهو ابن عيسى بن المنذر الحمصى قال النسائي : " لا أحدث عنه شيئا ليس هوشيئا " . 774 - ( حديث ابن عباس مرفوعا : " ولعن الله زوارات القبور " . رواه أصحاب السن ) . صحيح . وقد روي عن ابن عباس وأبي هريرة وحسان بن ثابت . 1 - أما حديث ابن عباس فمقدم الكلام عليه ( رقم 761 ) . 2 - وأما حديث أبي هريرة فقال أبو داود الطيالسي ( 2358 ) " حدثنا ( 1 ) الأصل ( شفيق ) وهو تصحيف .... الخ... راجع الإرواء
 
وبخصوص قولك
واما انه ينفي جواز زيارة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فهذه ايضا دعوى فلتتكرم وتدلني على وجه الاستدلال من هذا الحديث
جاء في أحكام الجنائز للمحدث الألباني رحمه الله:
في الحديث تحريم السفر إلي موضع من المواضع المباركة، مثل مقابر الانبباء والصالحين، وهي وإن كانت بلفظ النفي (لا تشد)، فالمراد النهي كما قال الحافظ، على وزن قوله تعالى: (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)، وهو كما قال الطيبي: (هو أبلغ من صريح النهي، كأنه قال: لا يستقيم أن يقصد بالزيارة إلا هذه البقاع لاختصاصها بما اختصت به).
قلت: ومما يشهد لكون النفي هنا بمعنى النهي رواية لمسلم في الحديث الثاني: (لا تشدوا).
ثم قال الحافظ: (قوله: (إلا إلى ثلاثة مساجد)، الاستثناء مفرغ، والتقدير لا تشد الرحال إلى موضع، ولازمه منع السفر إلى كل موضع غيرها، لان المستثنى منه في المفرغ مقدر بأعم العام، ولكن يمكن أن يكون المراد بالعموم هنا المخصوص، وهو المسجد).
قلت: وهذا الاحتمال ضعيف، والصواب التقدير الاول.
لما تقدم في حديث أبي بصرة وابن عمر من أنكار السفر إلى الطور.
ويأتى بيانه، ثم قال الحافظ:
(وفي هذا الحديث فضيلة هذه المساجد، ومزيتها على غيرها لكونها مساجد الانبياء، ولان الاول، قبلة الناس، وإليه حجهم، والثاني كان قبلة الامم السالفة، والثالث أسس على التقوى.
(قال: ) واختلف في شد الرحال إلى غيرها كالذهاب إلى زيارة الصالحين أحياء وأمواتا، وإلى المواضع الفاضلة، لقصد التبرك بها، والصلاة فيها، فقال الشيخ أبو محمد الجويني (يحرم شد الرحال إلى غيرها عملا بظاهر الحديث)، وأشار القاضي حسين إلى اختياره، وبه قال عياض وطائفة، ويدل عليه ما رواه أصحاب السنن من إنكار أبي بصرة الغفاري على أبي هريرة خروجه إلى الطور، وقال له: (لو أدركتك قبل أن تخرج ما خرجت)، واستدل بهذا الحديث، فدل على أنه يرى حمل الحديث على عمومه، ووافقه أبو هريرة........لا دليل يخصص الحديث بالمساجد، فالواجب البقاء على عمومه الذي ذهب إليه أبو محمد الجويني ومن ذكر معه.
وهو الحق.... أ.هـ كلام الألباني رحمه الله

*** أحكام الجنائز (1-220) حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص): (لا تتخذوا قبري عيدا.
ولا تجعلوا بيوتكم قبورا، وحيثما كنتم فصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني).
أخرجه أبو داود (1 / 319) وأحمد (2 / 367) بإسناد حسن، وهو على شرط مسلم، وهو صحيح مما له من طرق وشواهد.
فله طريق أخرى عن أبي هريرة، عند أبي نعيم في (الحلية) (6 / 283)
وله شاهد مرسل بإسناد قوي عن سهيل قال: (رآني الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عند القبر، فناداني وهو في بيت فاطمة يتعشى، فقال: هلم إلى العشاء، فقلت: لا أريده.
فقال: مالي رأيتك عند القبر؟ فقلت: سلمت على النبي (ص)، فقال: (إذا دخلت المسجد فسلم) ثم قال: إن رسول الله (ص) قال: (لا تتخذوا قبري عيدا، ولا تتخذوا بيوتكم قبورا، وصلوا علي، فإن صلاتكم
تبلغني حيثما كنتم، لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).
ما أنتم ومن بالاندلس إلا سواء.
رواه سعيد بن منصور كما في (الاقتضاء) لابن تيمية، وهو عند الشيخ اسماعيل بن اسحاق القاضي في (فضل الصلاة على النبي (ص)) (رقم 30) (1) دون قوله (لعن الله اليهود...) وكذا رواه ابن أبي شيبة (4 / 140) مقتصرا على المرفوع منه فقط.
وله شاهد آخر بنحو هذا من طريق علي بن الحسين عن أبيه عن جده مرفوعا.
أخرجه اسماعيل القاضي (رقم 20) وغيره.
انظر (تحذير الساجد) (98 - 99) والحديث دليل على تحريم اتخاذ قبور الانبياء والصالحين عيدا.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية في (الاقتضاء) (ص 155 - 156): (ووجه الدلالة أن قبر النبي (ص) أفضل قبر على وجه الارض وقد نهى عن اتخاذه عيدا، فقبر غيره أولى بالنهي كائنا من كان، ثم قرن ذلك بقوله (ص): ولا تتخذوا بيوتكم قبورا) أي لا تعطلوها عن الصلاة فيها والدعاء والقراءة، فتكون بمنزلة القبور فأمر بتحري العبادة في البيوت، ونهى عن تحريها عند القبور، عكس ما يفعله المشركون من النصارى ومن تشبه بهم.
قال: فهذا أفضل التابعين من أهل بيته علي بن الحسين رضي الله عنهم، نهى ذلك الرجل أن يتحرى الدعاء عند قبره (ص)، واستدل بالحديث الذي سمعه من أبيه الحسين عن جده علي.
وهو أعلم بمعناه من غيره، فتبين أن قصده أن يقصد الرجل القبر للسلام عليه ونحوه عند غير دخول المسجد، ورأى أن ذلك من الدعاء ونحوه اتخاذ له عيدا.
وكذلك ابن عمه حسن بن حسن شيخ أهل بيته كره اتخاذه عيدا.
فانظر هذه السنة كيف أن مخرجها من أهل المدينة وأهل البيت الذين لهم من رسول الله (ص) قرب النسب وقرب الدار لانهم إلى ذلك أحوج من غيرهم فكانوا له أضبط.
والعيد إذا جعل اسما للمكان فهو المكان الذي يقصد الاجتماع فيه وإتيانه للعبادة عنده أو لغير العبادة، كما أن المسجد الحرام ومنى ومزدلفة وعرفة جعلها الله عيدا مثابة للناس، يجتمعون فيها وينتابونها للدعاء والذكر والنسك.
وكان للمشركين أمكنة ينتابونها للاجتماع عندها، فلما جاء الاسلام محا الله ذلك كله.
وهذا النوع من الامكنة يدخل فيه قبور الانبياء والصالحين).
ثم قال الشيخ (ص 175 - 181): (ولهذا كره مالك رضي الله عنه وغيره من أهل العلم لاهل المدينة، كلما دخل أحدهم المسجد أن يجبئ فيسلم على قبر النبي (ص) وصاحبيه.
قال: وإنما يكون ذلك لاحدهم إذا قدم من سفر، أو أراد سفرا ونحو ذلك، ورخص بعضهم في السلام عليه إذا دخل المسجد للصلاة ونحوها، وأما قصده دائما للصلاة والسلام فما علمت أحدا رخص به، لان ذلك نوع من اتخاذه عيدا..مع أنه قد شرح لنا إذا دخلنا المسجد أن نقول (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته) كما نقول ذلك في آخر صلاتنا.
قال: فخاف مالك وغيره أن يكون فعل ذلك عند القبر كل ساعة نوعا من اتخاذ القبر.عيدا.
وأيضا فإن ذلك بدعة، فقد كان المهاجرون والانصار على عهد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم يجيئون إلى المسجد كل يوم لعلمهم رضي الله عنهم بما كان النبي (ص) يكرهه من ذلك وما نهاهم عنه، وانهم يسلمون عليه حين دخول المسجد والخروج منه، وفي التشهد كما كانوا يسلمون عليه كذلك في حياته، وما أحسن ما قال مالك: لن يصلح آخر هذه الامة إلا ما أصلح أولها، ولكن كلما ضعف تمسك الامم بعهود أنبيائهم، ونقص إيمانهم، عوضوا ذلك بما أحدثوه من إلبدع والشرك وغيره لهذا كرهت الامة استلام القبر وتقبيله.
وبنوه بناء منعوا الناس أن يصلوا إليه، قال: وقد ذكرنا عن أحمد وغيره أنه أمر من سلم على النبي وصاحبيه ثم أراد أن يدعو أن ينصرف فيستقبل القبلة، وكذلك أنكر ذلك من العلماء المتقدمين كما لك وغيره، ومن المتأخرين مثل أبي الوفاء بن عقيل وأبي الفرج ابن الجوزي، وما أحفظ لاعن صحابي ولا عن تابعي ولا عن إمام معروف أنه استحب قصد شئ من القبور للدعاء عنده، ولا روى أحد في ذلك شيئا، لا عن النبي (ص).
ولا عن أصحابه ولا عن أحد من الائمة المعروفين، وقد صنف الناس في الدعاء وأوقاته وأمكنته وذكروا فيه الاثار، فما ذكر أحد منهم في فضل الدعاء عندها شئ من القبور حرفا واحدا فيما أعلم، فكيف يجوز والحالة هذه أن يكون الدعاء عندها أجوب وأفضل، والسلف تنكره ولا تعرفه وتنهى عنه ولا تأمر به!؟ قال: وقد أوجب اعتقاد استجابة الدعاء عندها وفضله أن تنتاب لذلك وتقصد، وربما اجتمع عندها اجتماعات كثيرة في مواسم معينة.
وهذا بعينه هو الذي نهى عنه النبي (ص) بقوله: (لا تتخذوا قبري عيدا).
قال: حتي إن بعض القبور يجتمع عندها في يوم من السنة، ويسافر إليها إما في المحرم أو رجب أو شعبان أو ذي الحجة أو غيرها.
وبعضها يجتمع عندها في يوم عاشوراء، وبعضها في يوم عرفة، وبعضها في النصف من شعبان.
وبعضها في وقت آخر.
بحيث يكون لها يوم من السنة تقصد فيه.
ويجتمع عندها فيه.
كما تقصد عرفة ومزدلفة ومنى في أيام معلومة من السنة، وكما يقصد مصلى المصر يوم العيدين.
بل ربما كان الاهتمام بهذه الاجتماعات في الدين والدنيا أهم وأشد ومنها ما يسافر إليه من الامصار في وقت معين، أو وقت غير معين لقصد الدعاء عنده والعبادة هناك، كما يقصد بيت الله الحرام لذلك وهذا السفر لا أعلم بين المسلمين خلافا في النهي عنه.أ.هــ

*** وأعتذر عن متابعة الموضوع في الأيام القادمة لأني مسافر لأيام ....
وعند عودتى إن شاء الله إن كان في العمر بقية نستكمل المناقشة
** دمتم بخير....................
أرجو من سادتنا وشيوخنا الكرام أهل الإشراف نقل المشاركات من رقم 5 وما بعدها إلى موضوع جديد لعدم تعلقها بالموضوع الأصلى ... (ابتسامة)
 
جزاكم الله خيراً على هذه الأبيات الرائعة التى تحرك المشاعر ... والله أسأل أن يرزقنا وإياكم الحجة والعمرة وأن يتابع لنا وإياكم بين الحج والعمرة
 
جزاكم الله خيراً على هذه الأبيات الرائعة التى تحرك المشاعر ... والله أسأل أن يرزقنا وإياكم الحجة والعمرة وأن يتابع لنا وإياكم بين الحج والعمرة

آمين... وأسأل الله لنا وللجميع ذلك .
 
سبحان الله .. دموع تسيل دموعا تشعر معها بالصدق ..

حمل شريط رحلة حج مع شعر رائع صادق إن شاء الله... للشيخ (أبو المعاطي)
حمل من
http://www.archive.org/download/rehlat-haj/rehlat-haj.rm

هلا أعدتم لنا رفعه ، رفع الله قدركم ، فالرابط لا يعمل ..

وجزاكم الله خيرا على هذا النقل الطيب ، وكل عام أنتم بخير .
 
عودة
أعلى