كما أشار أخي سليم برهان فإن أفضل كتاب في القصص القرآني هو كتاب شيخنا العالم الجهبذ والمحرر المتقن الدكتور فضل حسن عباس قصص القرآن الكريم صدق حدث وسمو هدف، إرهاف حس وتهذيب نفس، وهذا الكتاب يختلف عن الكتاب الآخر الذي ألَّفه الشيخ قبل ربع قرن وهو قصص القرآن الكريم إيحاؤه ونفحاته، إذ يبحث في رد فكرة التكرار التي قال بها بعض القوم فيما يخص القصص القرآني، وكنت قد صنعت بحثاً بعنوان مناهج المؤلفين في قصص القرآن وتناولت أكثر من خمسين كتاباً، وجعلت البحث على مناهج متعددة منها المنهج الروائي والتحليلي والتاريخي والوعظي والجغرافي والتكاملي .. الخ، ولم أجد كتاباً يصلح أن يوصف بأنه صاحب المنهج التكاملي إلا كتاب قصص القرآن الكريم للدكتور فضل حسن عباس - رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته -، ويأتي بعده من حيث أخذ العبر والفوائد ما سطره العالم القانوني الأصولي الدكتور عبد الكريم زيدان في كتابه المستفاد من قصص القرآن، ونجد في هذا الكتاب الطريقة القانونية الأصولية في جعل الفوائد على شكل مواد متسلسلة.
أما كتاب شيخنا الألمعي الدكتور أحمد نوفل فلا علاقة له بما نحن فيه، إذ هو يبحث في مناهج التأليف في القصص القرآني لا في القصص القرآني، وكتابه الوحيد في القصص هو تفسير سورة يوسف دراسة تحليلية، وكتاب من جفرافية القصص القرآني لمحمود القاسم فيه أشياء غريبة وبعيدة كقوله: إن مصر التي في القرآن ليست مصر، وكتب القصص كثيرة جداً، وأحب أن أُنوه هنا إلى كتاب العلامة الحافظ ابن كثير الدمشقي قصص الأنبياء، فهذا الكتاب إنما هو جزء من كتابه الماتع الفريد البداية والنهاية، ولم يقم ابن كثير في الكتابة في قصص القرآن بشكل منفرد؛ ولذا يجب أن نلحظ أن الكتابة في هذا الكتاب كانت ذا طابع تاريخي لم تخضع لأصول التحقيق التي مارسها رحمه الله في تفسيره تفسير القرآن العظيم، والله أعلم.