دلالة مفردة " رب " في قصة يوسف عليه السلام

إنضم
16/11/2009
المشاركات
1,296
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
العمر
72
الإقامة
تارودانت-المغرب
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
رب يوسف واحد هو الله ، وهذا ما يتوافق مع روح القرآن الكريم ، يقول الله تعالى في سورة الفاتحة التي تلخص القرآن كله : {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الفاتحة2 ، كما أن كل الأنبياء والمرسلين جاءوا بكلمة التوحيد الخالصة : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }الأنبياء25 ، وإذا تتبعنا مفردة " رب " في قصة يوسف نجد ما يلي :
1 ـ تنبؤ يعقوب باستمرار النبوة بواسطة ابنه يوسف عليهما السلام : [وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{6}] يقول طنطاوي في تفسيره (الوسيط في تفسير القرآن) : "والمعنى: وكما اجتباك ربك واختارك لهذه الرؤيا الحسنة، فإنه - سبحانه - يجتبيك ويختارك لأمور عظام فى مستقبل الأيام، حيث يهبك من صدق الحسَّ، ونفاذ البصيرة، ما يجعلك تدرك الأحاديث إدراكا سليما، وتعبر الرؤى تعبيرا صحيحا صادقاً."
2 ـ الوحي من الله ليوسف عليه السلام : [فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ{15}] يقول الطبري : " وقوله: { وأوْحَيْنا إلَـيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بأمْرِهِمْ } يقول: وأوحينا إلـى يوسف لتـخبرنّ إخوتك بأمرهم هذا يقول: بفعلهم هذا الذي فعلوه بك. { وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } يقول: وهم لا يعلـمون ولا يدرون."
3ـ رعاية الله ليوسف في كل الأحوال والتمكين له في الأرض من قبل ومن بعد : [وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ{21}]
[فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ{54} قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ{55} وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ{56} وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ{57}]
4 ـ الدعاء لله والاستجابة من الله : [قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ{33} فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{34}]
5 ـ ممارسة الدعوة إلى الله داخل السجن : [قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ{37} وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ{38} يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ{39} مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ{40} يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ{41}]
6 ـ دلالة عدم الاستجابة إلى دعوة يوسف من طرف الفتى الناجي : [وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ{42}]
7 ـ المغايرة بين "ربي " و "ربك " تقتضي ، اختلاف العقيدة : [وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ{50}]
8 ـ دلالة استجابة امرأة العزيز للدعوة إلى الله : [ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ{52} وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ{53}] ، يقول طنطاوي : "ويبدو لنا - والله أعلم - أن هذا الكلام ما قالته امرأة العزيز، إلا بعد أن استقرت عقيدة الإِيمان التي آمن بها يوسف في قلبها، وبعد أن رأت فيه إنسانا يختلف فى استعصامه بالله وفى سمو نفسه، عن غيره من الناس الذين رأتهم."
9 ـ ذكر الله وإحسانه في جميع الأحوال : [وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ{23}]
[وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ{100}]
[رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ{101}]
10 ـ الاعتراف بإحسان الله وإكرامه : [قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ{90}]
الخلاصة : رب "الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم" هو الله الواحد الأحد . نبي الله الذي سار على نهج الأنبياء من قبله ، حيث اختاره الله للنبوة . يقول تعالى : {وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ }غافر34
وإذا كان الأمر كذلك فرب يوسف هو رب العالمين : الله ، هو ملاذه : يتعوذ به ، ويستنجد به ، ويذكره في جميع أحواله : [وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ{23}]
[وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ{24}]
والله أعلم وأحكم

 
السلام عليكم
إن فيما فسره كثير من المفسرين لكثر مما جاء فى قصة يوسف ما يحتاج للمراجعة .، وذلك لأنهم انطلقوا من نقطة خاطئة وهو أنه - عليه السلام - نبى منذ البداية ؛ والأمر ليس كذلك فهو ولد لنبى اتبع خطوات تعلم صحيحة من أجل أن يجتبيه ربه ... وهذا واضح من كلام أبيه له " وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ ....." فعندما كان يكلمه لم يكن قد اجتباه ربه بعد ...ولكى يُجتبى لابد وأن يتبع ماعلمه أبوه اياه ؛ ثم هناك علما آخر يحتاج إلى تمكين أولى "وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ ....."
أما التمكين ماقبل النبوة فقد كان فى نهاية القصة "وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ " وهو عند هذا لم يكن قد أُوتى علم النبوة والرسالة بعد ، ومبلغ علمه تأويل الأحاديث " رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ..." ولا شك أن النبوة أعلى من تأويل الأحاديث

وقد كان عند رجل من أهل مصر قد اشتراه .... فماذا نُسمى المُشترى والمشتَرَى ؟
كانوا يسمون المشترِى رب بدليل قوله هو نفسه لفتى السجن "
اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ "
إذن كلمة رب هنا تدل على مالك زمام أمره من الناس .
وإذا ما أراد أن يتكلم عن هذا المالك فسيقول " إنه ربى " والبديل " إنه سيدى " وكلاهما فيه نفس الاشكال
الرب الأعظم هو الله والسيد الأعظم هو الله ؛ فإذا تحرج من قول لمالكه " إنه ربى " فنفس الحرج موجود فى القول " إنه سيدى "

ولقد ظل زمام يوسف عند الذى اشتراه حتى استخلصه منه الملك
فكيف يكون نبياً وزمام أمره فى يد رجل من الناس ؟
إذن لم يكن نبيا إلا بعد أن مُكن فى الأرض وخلص أمره له من الذى اشتراه بعد أن استخلصه الملك منه .؛ وبعد أن دان المُلك له فحكم بشرع الله ودعا المصريين للتوحيد وأقام فيهم الشريعة ..

وإذا كان ذلك كذلك
فالوحى لم يكن له بل كان لأبيهم يعقوب النبى "
وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ " ؛
"
إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ " لامانع من دلالة كلمة ربى على الذى اشتراه
" وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا " هم بها ببشريته ككل البشر حيث لاعصمة حتى الآن
وكذلك " فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ " مقصود بها يوسف عندما تكلم إلى فتى السجن ... إذ لم تكن عنده عصمة النبوة بعد
والنبوة كانت بعد نهاية القصة
والله أعلم

 
الفاضل مصطفى سعيد ، أشكرك على التواصل :

يقول الله تعالى : { وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }يوسف6

أولا : يعقوب عليه السلام يؤول رؤيا يوسف اعتمادا على علم يقيني بأنه نبي ، تؤكده الآيات التالية من سورة يوسف :
[قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ{5}]
[قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ{13}]
[يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ{87}]
[وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ{94}]
[فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ{96}]

ثانيا : يقول الطبري في تفسيره : " كما أراك ربك الكواكب والشمس والقمر لك سجوداً، فكذلك يصطفـيك ربك."
الاجتباء : يقول الأصفهاني في المفردات : " واجتباء الله العبد تخصيصه إياه بفيض إلهي يتحصل له منه أنواع من النعم بلا سعي من العبد وذلك للأنبياء وبعض من يقاربهم من الصديقين والشهداء " ويقول الألوسي : وأصل الاجتباء من جبيت الشيء إذا حصلته لنفسك وفسره بالاختيار لأنه إنما يجتبي ما يختار.
اختار الله يوسف من بين إخوته لهذا الأمر العظيم ، ويعلمه من تأويل الأحاديث ، ويتم نعمته (عليه وعلى آل يعقوب).
ثالثا : فما هي النعمة : أليست هي النبوة ؟
جاء في كتاب التفسير للبخاري : باب : { وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ } ...عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ))
ويقول الطبري في تفسير سورة الضحى : "حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، عن أبي بشر، عن مجاهد، في قوله: { وَأمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } قال: بالنبوّة."

خلاصة : فالآية 6 من سورة يوسف هي محور القصة وعلى ضوئها تفسر كل الأحداث التي توالت حتى النهاية . فالله يقص علينا أحسن القصص ، إنها قصة نبي .

والله أعلم وأحكم
 
السلام عليكم
نعم .... إنها قصة نبى
وهل قلت أنا غير هذا !!
ولكن ماقبل النبوة
"وكذلك يجتبيك " ترتيب الاجتباء على أمر ما
قبل هذا لم يكن مجتبى ولم يكن نبيا
 
الفاضل : مصطفى سعيد جزاكم الله خيرا على تواصلكم
1 ـ النبوة والرسالة بينهما عموم وخصوص : النبي هو من أوحى الله إليه بشرع ولم يأمره بتبليغه بل يعمل به في نفسه دون إلزام بالتبليغ . والرسول هو من أوحى الله إليه بشرع وأمره بتبليغه والعمل به.
فكل رسول نبي ، وليس كل نبي رسولاً
.
2 ـ النبوة ليس لها سن خاص بها ، والدليل على ذلك :
ـ أن الله أخبر نبيه زكريا عليه السلام بنبوة ابنه يحيى قبل أن يولد : {فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ }آل عمران39
ـ وأن عيسى عليه السلام أعلن عن نبوته وهو في المهد : {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً }مريم30
3 ـ أن بعض دلائل نبوة يوسف عليه السلام تتجلى في المحطات التالية :
ـ الرؤيا الصالحة : {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ }يوسف4
جاء في صحيح الترمذي عن عائشة رضي الله عنها : " أول ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة حين أراد الله كرامته ورحمة العباد به أن لا يرى شيئا إلا جاءت كفلق الصبح فمكث على ذلك ما شاء الله أن يمكث وحبب إليه الخلوة فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلو"
ـ الوحي من الله ليوسف عليه السلام : {فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }يوسف15
ـ الحكم والعلم : {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }يوسف22
يقول الأصفهاني عن الفرق بين الحكم والحكمة : " والحكم أعم من الحكمة ، فكل حكمة حكم وليس كل حكم حكمة ، فإن الحكم أن يُقضى بشيء على شيء فيقول هو كذا أو ليس بكذا ."
والحكم والعلم يؤتيهما الله للنبي :
ـ {وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ }الأنبياء74
ـ {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ }الأنبياء79
ـ {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }القصص14
فالله يقص علينا قصة نبيه يوسف عليه السلام ، هذا النبي الكريم ، الذي تتجلى فيه خصائص النبوة في كل حركاته وسكناته كما بينها الحق سبحانه .
والله أعلم وأحكم
 
السلام عليكم
ـ
النبوة ليس لها سن خاص بها ، والدليل على ذلك :
ـ أن الله أخبر نبيه زكريا عليه السلام بنبوة ابنه يحيى قبل أن يولد : {فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ }آل عمران39
ـ وأن عيسى عليه السلام أعلن عن نبوته وهو في المهد : {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً }مريم30
حياك الله أخى الكريم
فى الآيات التى استشهدت بها أن زكريا عليه السلام بُشر بنبوة بحيى ، ويفهم من كلامك بناءا على هذا أن يحيى عليه السلام نُبأ فى الصغر ،فهل تقول أنه كان سيداً منذ الصغر ،وحصوراً من الصغر ؟
وكذلك عيسى عليه السلام هل أُوتى الانجيل فى الصغر ؟
وأُزيدك أن ابراهيم عليه السلام بُشر باسحق نبيا ... فهل جُعل نبيا فى الصغر ؟
 
عودة
أعلى