دلالة القرآن على بطلان بدعة حوار الأديان

إنضم
10/07/2003
المشاركات
29
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
[size=5][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
دلالة القرآن
على بطلان بدعة حوار الأديان[/align] [/size]

[size=4]الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه , أما بعد :
فإن حوار الأديان مفهوم مبتدع يمس أهم مقاصد التشريع الإسلامي ألا وهو حفظ الدين من الذوبان فيما سواه من الأديان الباطلة , ويناقض أعظم عقائد الإسلام وأوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله , إنه مفهوم ولد في بيئة غير إسلامية وتربى في الأديرة والكنائس ثم جاءنا في سياق الحرب على الإسلام ليسلب قلوبنا بغض أعداء الله , ويجعلها خاوية من مدافعة الهجمة الصليبية الحاقدة , مستسلمة للاستعمار الأجنبي الشامل , ليتم لهم السيطرة على الإنسان بعد أن تمكنوا من نهب الأوطان .
ولم أر ظلماً مثل ظلمٍ ينالنا ... يساء إلينا ثم نؤمر بالشكر
إن حوار الأديان ليس إلا لافتة دعائية جذابة جوهرها ولباب مقصودها الحديث عن (القواسم المشتركة بين الأديان ) والتعاون على إرسائها , والتعايش تحت ظلالها , ونشر الوئام والسلام بين أهل الأديان من خلال التحاب والتعاذر والانشغال بالمتفق عليه عن المختلف فيه , ثم ينتهي بهم الأمر إلى الحديث عن الأخوة الإيمانية العامة التي يشترك فيها –بزعمهم- أهل الأديان السماوية .
وفيما يلي تذكير بما في الكتاب والسنة من الأصول المضادة لهذه المقالة من كل وجه , أكتبها على جناح الاستعجال لكل من يهمه الأمر مكتفيا بالإشارة عن طويل العبارة :

الأصل الأول : إعلان كفر اليهود والنصارى :
قال تعالى " وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) "

الأصل الثاني :
مواجهتهم بالتكفير :
قال تعالى " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71)"
وقال تعالى " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99)"

الأصل الثالث : التصريح بتعرض شرائعهم للتحريف والافتراء , وكتمانهم لها وتوليهم عنها ونقضهم مواثيقهم مع الله تعالى :
قال تعالى " وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)"
وقال تعالى " وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187)"
وقال تعالى " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)"
وقال تعالى " وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12) فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14) "

الأصل الرابع : التصريح بعدم قبول الله لدياناتهم المنسوخة :
قال تعالى " وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)"

الأصل الخامس :
التصريح باستحقاقهم اللعنة والغضب واتصافهم بالضلال والشقاق وأنهم شرار الخلق عند الله تعالى :
قال تعالى " وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)"
وقال تعالى " لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78)"
وقال تعالى " قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137)"
وفي الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ ذَكَرَتَا كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِالْحَبَشَةِ فِيهَا تَصَاوِيرُ فَذَكَرَتَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ " إِنَّ أُولَئِكَ إِذَا كَانَ فِيهِمْ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ فَأُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"

الأصل السادس :فضح قبائح أقوالهم وأفعالهم والتشنيع عليهم :
قال تعالى " وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)"
وقال تعالى " لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182)"
وقال تعالى " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18)"
وقال تعالى " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) "

الأصل السابع : فضح شدة بغضهم للمسلمين وسعيهم في الإضرار بهم :
قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)"


الأصل الثامن :
فضح تمنيهم رد المسلمين عن دينهم ورغبتهم في إضلالهم :
قال تعالى " وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)"
وقال تعالى " وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69)"

الأصل التاسع :
فضح اشتغالهم بدعوة المسلمين إلى دياناتهم الباطلة :
قال تعالى " وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135)"

الأصل العاشر : بيان استخدامهم القوة في صد المسلمين عن دينهم :
قال تعالى " وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)"

الأصل الحادي عشر :
إخبار الله تعالى باستحالة تحقيق رضاهم إلا إذا اتبع المسلمون دياناتهم الباطلة :
قال تعالى " وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)"

الأصل الثاني عشر : إخبار الله عنهم أنهم يستخدمون الحيلة والنفاق والمداهنة مع المسلمين لتحقيق أغراضهم الخبيثة :
قال تعالى " وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)"


الأصل الثالث عشر: فضح الله إعتقادهم أن النجاة الأخروية مقصورة عليهم دون المسلمين :
قال تعالى "وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)"

الأصل الرابع عشر : أمر الله المؤمنين بإعلان المفاصلة لعموم الكفار :
قال تعالى "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) "

الأصل الخامس عشر : أمر الله المؤمنين ببغض الكفار وإعلان عداوتهم حتى يوحدوا الله تعالى :
قال تعالى " قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ "

الأصل السادس عشر : نهي المسلمين عن توليهم , وذكر طرف من الأسباب المهيجة على معاداتهم والبراءة منهم :
قال تعالى " لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28)"
وقال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)"
وقال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (58)"
وقال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2)"

الأصل السابع عشر : نهي المسلمين عن اتخاذهم بطانة :
قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118)"

الأصل الثامن عشر : نهي المسلمين عن طاعتهم والتحذير من فتنتهم :
قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100)"
وقال تعالى " وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50) "

الأصل التاسع عشر : نهي المسلمين عن التشبه بهم وأنه من علامات الساعة :
قال تعالى " وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)"
و عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ"
وفي الصحيحين عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ

الأصل العشرون :
أمر المسلمين بمخالفتهم في العبادات والهدي الظاهر تحقيقا للتمايز والمفاصلة :
ففي الصحيحين عن أَبيَ هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال َ"إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ فَخَالِفُوهُمْ"
وفي سنن أبي داود عن شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "خَالِفُوا الْيَهُودَ فَإِنَّهُمْ لَا يُصَلُّونَ فِي نِعَالِهِمْ وَلَا خِفَافِهِمْ"

الأصل الحادي والعشرون : نهي المسلمين عن تكريمهم والاحتفاء بهم :
ففي مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ

الأصل الثاني والعشرون :
نهي المسلمين عن الجبن والضعف أمامهم والاستكانة لهم :
قال تعالى " وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)"

الأصل الثالث والعشرون :
أمر المسلمين بإعداد العدة لهم لإرهابهم :
قال تعالى " وأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)"

الأصل الرابع والعشرون : أمر المسلمين بقتالهم عند الاستطاعة ليكون الدين كله لله :
قال تعالى " وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39)"
وقال تعالى " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)"

الأصل الخامس والعشرون : أمر المسلمين بدعوتهم بوضوح تام إلى التوحيد ونبذ الشرك :
قال تعالى " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)"

الأصل السادس والعشرون : إرشاد المسلمين إلى الاستعاذة بالله من الوقوع فيما وقعوا فيه من الضلال وموجبات الغضب :
قال تعالى " اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) "
وفي الترمذي من حديث عدي بن حاتم مرفوعا " فَإِنَّ الْيَهُودَ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِمْ وَإِنَّ النَّصَارَى ضُلَّالٌ "

الأصل السابع والعشرون : إرشاد المسلمين إلى لعنهم بالجملة :
قال تعالى " كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88)"
وفي الصحيحين أَنَّ عَائِشَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ قَالَا لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ " لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ", يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا .

الأصل الثامن والعشرون : نفي الله سبحانه وتعالى المساواة بين أهل الحق وأهل الباطل من كل الأصناف :
قال تعالى " قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (100) "
وقال تعالى " وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (58)"
وقال تعالى " لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20)"

الأصل التاسع والعشرون : إعلان إفلاس اليهود والنصارى وأنهم ليسوا على شيء حتى يدينوا بدين الحق :
قال تعالى "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68)"

الأصل الثلاثون :
نفي الصلة بين اليهود والنصارى -بعد انحرافهم عن منهج الأنبياء- وبين الملة الحنيفية , وبيان انقطاع نسبهم الديني بالأنبياء عليهم السلام :
قال تعالى " مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)"

هذا وفي الختام أنبه إلى أمرين في غاية الأهمية وهما ما يلي :

الأمر الأول : أن هذه الدعوة تضاد النصيحة لأهل الديانات المخالفة لدين الله وتنافي الشفقة عليهم مما هم فيه من ظلمة وضلال .

الأمر الثاني : أن هذه الدعوة تستلزم إقرار الكفار على ما هم عليه من المكفرات , والثناء على مذاهبهم الباطلة وتغرير المسلمين بهم , وهذا باب من أبواب الردة والعياذ بالله .
فحاصلها الغش للمسلمين والكفار ولبس الحق بالباطل والإفتراء على الله تعالى .

نسأل الله العلي القدير أن يخمد نار هذه الدعوة المضلة , وأن يقي المسلمين شرها وفتنتها إنه قريب مجيب , والحمد لله رب العالمين [/size]
وكتبه
الفقير إلى عفو ربه الكريم
حسين الخالدي
شمله الله برحمته
 
أخي الكريم حسين جزاك الله خيرا وبارك فيك
لست أدري من قال من أهل العلم إن الدعوة الي الحوار بين أهل االأديان بدعة ؟وهاهم خمسمائة من علماء الاسلام يجتمعون في مكة المكرمة ولمدة ثلاثة أيام يناقشون الحوار وضوابطه، وأطراف الحوار من أتباع الديانات السماوية، وأتباع الفلسفات كالهندوسية والبوذية، وكذلك مستقبل الحوار مع المسيحية، في ظل الإساءات المتكررة للإسلام .الخ
وهم يدركون ويفهمون الآيات التي أوردتها جيدا ويدركون أيضا أن من معالم المنهج القرآني في الدعوة {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }
"ومن الملاحظ على التعبير القرآني المعجز في الآية أنه اكتفى في الموعظة بأن تكون (حسنة)، ولكنه لم يكتف في الجدال إلا أن يكون بالتي هي (أحسن)؛ لأن الموعظة تكون مع الموافقين، أما الجدال فيكون مع المخالفين، لهذا وجب أن يكون بالتي هي أحسن، على معنى أنه لو كانت هناك للجدال والحوار طريقتان: طريقة حسنة وجيدة، وطريقة أحسن منها وأجود، كان المسلم الداعية مأمورًا أن يحاور مخالفيه بالطريقة التي هي أحسن وأجود.

ومن ذلك أن يختار أرق العبارات وأخف الأساليب في جداله مع المخالفين، حتى يؤنسهم ويقربهم منه، ولا يوغر صدورهم أو يثير عصبيتهم. وقد ضرب لنا القرآن أمثلة رائعة وبارزة في هذا المجال في حسن مجادلة المخالفين.

ومن ذلك قوله تعالى في جدال المشركين: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ . قُلْ لا تُسْأَلونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ} (سبأ: 24).

ففي هذا الأسلوب الرقيق الرفيق من إرخاء العنان، وتسكين الخصم وإرضاء غروره.. ما يهيئ نفسه للاقتناع أو الاقتراب منه إلى حد كبير. فهو يقول: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ } ولم يقل لهم: أنتم في ضلال مبين. ثم قال: {قُلْ لا تُسْأَلونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ} وكان مقتضى المقابلة أن يقول: {ولا نسأل عما تجرمون} ولكن لم يشأ أن يجيبهم بنسبة الإجرام إليهم، إيناسا وتقريبا وتأليفا لقلوبهم.

ومن الجدال بالتي هي أحسن: التركيز على الجوامع المشتركة بين المتحاورين، لا على نقاط الاختلاف والتمايز بينهما، فإن وجود أرض مشتركة بين الطرفين يساعد على جدية الحوار وجدواه، وإمكان الانتفاع به فيما هو متفق عليه بين الأطراف المتجادلة.

وهذا ما يشير إليه القرآن في الجدال مع أهل الكتاب، حيث يقول تعالى: { وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (العنكبوت: 46) فهو هنا يركز على العقائد التي تقرب المسلمين منهم، وهي أن المسلمين يؤمنون بكل ما أنزل الله من كتاب، كما يؤمنون بكل من بعث الله من رسول، وكذلك يؤمن الجميع بإله واحد. ومن هذه النقطة ينطلق اللقاء لمواجهة الملاحدة والجاحدين الذين لا يؤمنون إلا بالمادة وحدها ولا يعتقدون أن للكون إلها ولا أن في الإنسان روحا ولا أن وراء الدنيا آخرة.

ومن الجدال بالتي هي أحسن ما ذكره صاحب (الظلال) رحمه الله، وهو أن يكون حوارا رقيقا رفيقا بلا تحامل على المخالف ولا ترذيل له وتقبيح، حتى يطمئن إلى الداعي ويشعر أن ليس هدفه هو الغلبة في الجدل، ولكن الإقناع والوصول إلى الحق. فالنفس البشرية لها كبرياؤها وعنادها، وهي لا تنزل عن الرأي الذي تدافع عنه إلا بالرفق، حتى لا تشعر بالهزيمة. وسرعان ما تختلط على النفس قيمة الرأي وقيمتها هي عند الناس فتعتبر التنازل عن الرأي تنازلاً عن هيبتها واحترامها وكيانها. والجدل بالحسنى هو الذي يطامن من هذه الكبرياء الحساسة ويشعر المجادل أن ذاته مصونة وقيمته كريمة، وأن الداعي لا يقصد إلا كشف الحقيقة في ذاتها والاهتداء إليها. في سبيل الله، لا في سبيل ذاته ونصرة رأيه وهزيمة الرأي الآخر!

ولكي يطامن الداعية من حماسته واندفاعاته يشير النص القرآني إلى أن الله هو الأعلم بمن ضل عن سبيله وهو الأعلم بالمهتدين. فلا ضرورة للجاجة في الجدل إنما هو البيان والأمر بعد ذلك لله"
أما إن كنت تقصد ازالة الفوارق بين ألأديان أو ما يسمي بالعالمية وتوحيد الاديان الخ فأوافقك عليه ورحم الله الشيخ العلامة بكر بن عبد الله ابو زيد فقد كفي وشفي .في إبطالها وبيان تاريخها وآثارها
 
هذا النوع من الاستدلال مثال آخر على آفة (الوثوقية) في تبديع الآخرين بدل محاولة فهم الآخرين، واستسهال الحكم على العمل ببطلانه.

ولعل ما يساعد في التحاكم في مثل هذه المواقف الخلافية: أن نبحث عن سبب الوصول إلى نتائج متناقضة ، رغم التحاكم إلى نفس النصوص:
- فهل تكمن المشكلة في فهم النص القرآني؟
- أم في دلالته؟
- أم في استنباط الحكم منه؟
- أم في ربط النصوص بعضها ببعض؟
- أم في تنزيل النص على واقعة من الوقائع؟

وهذا الأمر لا يمنع أيضا إمكانية أن يكون السبب عائدا إلى وضع الرجل نتيجة من النتائج (حسب ميله الشخصي) ثم يتخير من المقدمات ما يوصله إلى النتيجة التي حددها سلفا، فيظن سلامة منهجه في الاستدلال.
 
جزى الله الأحبة { أ. حسين الخالدي، د.يسري، أ. محمد } خيرا على الإيضاح لقضية شائكة كقضية حوار الأديان التي بموجبها اجتمعوا ممثلين لليهودية والنصرانية، مع الإسلام في أرضه بمصر، وعندما وصلوا مرحلة التوقيع على البيان الختامي المشترك فروا وما عقبوا، غير معترفين لا بإسلام ولا بقرآن وكذلك يفعلون.
ومن وجهة نظري الشخصية يجب تحديد وتحجيم المصطلح فـ " حوار الأديان " كلمة مطاطة تحكي ما يوقع البعض في الخلط كما حصل في حديث الباب، والذي أوجب الإيضاح مرتين، وكل ما أورده الأخ حسين من عين صدق القرآن وآياته التي لن تتأثر سلباً بحوارات ناجعة أو فاشلة؛ لأنها تنزيل من حكيم حميد، لتبقى الأيات هي الآيات، ونبقى نحن الذين نقوم بوضعها في مكانها اللائق بها دلالة ومناسبة أو لا.
وفي الختام لي سؤال مؤداه: هل توجد كلمة دين في القرآن الكريم أو في السنة المطهرة بصيغة الجمع " أديان" ؟، وما دلالة ذلك إن لم نجد؟؟؟؟!!!وإني لعلى شوق...
 
جزى الله الأحبة { أ. حسين الخالدي، د.يسري، أ. محمد } خيرا على الإيضاح لقضية شائكة كقضية حوار الأديان التي بموجبها اجتمعوا ممثلين لليهودية والنصرانية، مع الإسلام في أرضه بمصر، وعندما وصلوا مرحلة التوقيع على البيان الختامي المشترك فروا وما عقبوا، غير معترفين لا بإسلام ولا بقرآن وكذلك يفعلون.
ومن وجهة نظري الشخصية يجب تحديد وتحجيم المصطلح فـ " حوار الأديان " كلمة مطاطة تحكي ما يوقع البعض في الخلط كما حصل في حديث الباب، والذي أوجب الإيضاح مرتين، وكل ما أورده الأخ حسين من عين صدق القرآن وآياته التي لن تتأثر سلباً بحوارات ناجعة أو فاشلة؛ لأنها تنزيل من حكيم حميد، لتبقى الأيات هي الآيات، ونبقى نحن الذين نقوم بوضعها في مكانها اللائق بها دلالة ومناسبة أو لا.
وفي الختام لي سؤال مؤداه: هل توجد كلمة دين في القرآن الكريم أو في السنة المطهرة بصيغة الجمع " أديان" ؟، وما دلالة ذلك إن لم نجد؟؟؟؟!!!وإني لعلى شوق...

في تقديري:
1- من الخطأ استعمال عبارة (حوار الأديان)، والأولى استعمال عبارة (حوار أهل الأديان).

2- استعمال لفظ (الدين) في القرآن والسنة، وعدم استعمال الجمع (أديان) دلالته الوحيدة أن المقصود في السياق الشرعي هو (الدين الحق). ولا يمنع ذلك من الحديث عن أديان. ولعل عبارة (أهل الكتاب) تشير إلى هذا المعنى، لأنها تعطي وصفا مشتركا للنصارى واليهود.
 
كلام جيد جزى الله صاحبه خيراً، ومن العدل أن نرطب مداخلاتنا بالدعاء للغير كما تم ذلك من غيرنا لأجلنا، والعلم يحسن بعد التمهيد المدخلي المشار إليه ، لضرورة الحوار بين أهل الملتقى قبل أن يكون بيننا وبين غيرنا فتدبر، فإن هذا صادرعن مودة وصدق نصح.
 
كلام جيد جزى الله صاحبه خيراً، ومن العدل أن نرطب مداخلاتنا بالدعاء للغير كما تم ذلك من غيرنا لأجلنا، والعلم يحسن بعد التمهيد المدخلي المشار إليه ، لضرورة الحوار بين أهل الملتقى قبل أن يكون بيننا وبين غيرنا فتدبر، فإن هذا صادرعن مودة وصدق نصح.

أحسن الله إليك يا د. خضر.
إن كنت تقصدني، فلك أن تعتب علي.
وإن فاتني أن أدعو لكل من أعقب عليه أو يعقب عليّ، فليس ذلك لمنقصة فيه أو لعدم رغبة في الدعاء، وإنما لسهو أو لعجلة في الرد، حيث يحصل لي أن أكتب ردي في ثوان معدودات أغتنمها في أثناء عملي على أشياء أخرى :)، تجاوبا مع ما أقرأ، وخشية من نسيان الرد.
يغفر الله ولكم وهو الغفور الرحيم.
 
ومن البحوث الجيدة حول هذا الموضوع :

الحوار بين الأديان : د. عبدالرحيم بن صمايل السلمي

وهذه نتائج البحث:

- أن عبارة (الحوار بين الأديان) عامة تتضمن صوراً وأشكالاً متعددة تختلف في مدلولها من معنى لآخر، ولهذا فإن أحكامها تختلف تبعا لذلك.
- أن (الحوار بين الأديان) بمعنى التداول للحديث والمناقشة والمجادلة فإنه يشمل ما دار بين الأنبياء و أهل الأديان من حوارات تدور حول الدعوة والمجادلة والمباهلة والبراءة.
- أن المعنى الاصطلاحي للحوار الآن مخالف لمناهج الأنبياء في حواراتهم لأقوامهم.
- أن الحوار بين الأديان الموجود متنوع منه حوار الدعوة والتعايش والتقارب والوحدة والتوحيد ولكل واحد خصائصه وأحكامه.
- أن حوار التعايش منه الحق والصواب وهو الموافق لمعنى البر والإحسان بضوابطه الشرعية ومنه الباطل الذي يتضمن موالاتهم وإنكار بعض الأحكام الشرعية مثل الجهاد وحد الردة وبغض الكافرين ونحوه.
- أن حوار التقارب يتضمن أمورا مخالفة ومناقضة لمنهج الأنبياء في الدعوة والحوار مثل اعتقاد إيمان الطرف الأخر و غيرها مما تقدم.
- أن حوار التوحيد والوحدة يتضمن أمور منافية لأصل الدين وهادمة له.
 
حوار الأديان مصطلح:

فمعناه إما أن تلك الأديان كلها صحيحة ، وهذا كفر صريح واضح.

فكل الأديان السابقة قد نسخت (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

فاليهودية دين باطل محرف وكذلك النصرانية.

وإما أن يكون معناها: أنكم يا أهل الإسلام لكم دينكم ، ولنا ديننا ، لا تحذروا منا ولا تقولوا ما لا يرضينا ، ونحن على حق كما أنتم كذلك.

وهذه دعوة لا يتبناها إلا أهل الكفر والزندقة والإلحاد ، أو أذناب المسلمين من المنافقين الذين ارتضوا بالمهانة والذلة والاتباع طريقاً.

قال الله تعالى عن هؤلاء الكفرة الظلمة:

(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169))

فهل طريقنا وطريقهم سواء؟

هل منهجنا ومنهجهم سواء؟

شتان بين اليزيدين في الورى.

قاتل الله أعداء هذا الدين من المنافقين ... وهذا هو وصفهم ذلك الحين عياناً بياناً وهذا هو وصفهم الأن عياناً بياناً واقعا مشاهداً.

قال تعالى :
[إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45) وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47)]
 
حوار الأديان مصطلح:

فمعناه إما أن تلك الأديان كلها صحيحة ، وهذا كفر صريح واضح.

وإما أن يكون معناها: أنكم يا أهل الإسلام لكم دينكم ، ولنا ديننا ، لا تحذروا منا ولا تقولوا ما لا يرضينا ، ونحن على حق كما أنتم كذلك.
هناك معنى ثالث أكرمكم الله حتى تكون قسمتكم سديدة وهو :
وإما أن كل ما عدا الإسلام من الأديان باطل ولكننا نتنزل معهم تدرجاً لدعوتهم إلى الإسلام وبيان فساد معتقداتهم وأديانهم ....
لقد بين أستاذنا العلامة الدكتور البوطي في مواضع مختلفة من كتبه أن مصطلح أديان سماوية هو مصطلح خاطئ لأنه لا توجد أديان سماوية وإنما هو دين واحد : إن الدين عند الله الإسلام ...
وبظني غالب من يدخل للحوار مع أهل الأديان من العلماء المسلمين هم يقصدون دعوة الآخرين وبيان محاسن دين الإسلام ، وما في غيره من الفساد والأوهام وإثبات نبوة سيدنا محمد عليه الاصلاة والسلام ... باستثناء بعض المنتفعين والمتكسبين من وراء هذه الدعوات والمشاركات ...
وقد أطلق القرآن الكريم كلمة دين حتى على الأديان الباطلة والفاسدة ...
لكم دينكم ولي دين ...
ليظهره على الدين كله
والله أعلم .... إلا أن المشكلة في الآليات الحوارية والإعداد الجيد والأهلية في المحاورين المسلمين .... وفهم مواطن القوة والضعف لدى الخصوم ..ومواطن التأثير والإثارة لدينا نحن ...
والله أعلم
 
[align=center]كلام الشيخ العلامة / عبدالرحمن بن ناصر البراك

وهو جواب لسؤال عرض عليه يطلب منه كلمة حول فساد كلمة (حوار الأديان).

فلنستمع لهذا المقطع...

[rams]http://www.saqer.ws/images/Al_BraaK1.rm[/rams][/align]
 
النظرة الشرعية للحوار بين الأديان
المجيب د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
عضو البحث العلمي بجامعة القصيم
التصنيف الفهرسة/ الدعوة الإسلامية/فقه الدعوة
التاريخ 25/12/1425هـ

السؤال
ما حكم الإسلام في الحوار بين الأديان الذي أقيم في أحد البلدان العربية؟ وكما هو معلوم أن المِلل تحارب الإسلام؟.

الجواب

هذه القضية لم تزل تتكرر منذ قرابة نصف قرن ، حين أطلق المجمع الفاتيكاني الثاني المنعقد في الفاتيكان في الفترة 1962-1965 الدعوة للتقارب بين الأديان ، وتلته مئات المؤتمرات والملتقيات والندوات تحت اسم (التقارب الإسلامي المسيحي) في حقبة السبعينيات والثمانينيات الميلادية ، ثم (الحوار الإسلامي المسيحي) ، وبعد اتفاقية (أوسلو) والسعي للتطبيع مع اليهود سميت (حوار الأديان الإبراهيمية) ، ثم في ظل العولمة وسع المدلول فقيل (حوار الأديان) أو (حوار الحضارات) ليتم إدراج الديانات الوثنية من هندوسية وبوذية وكونفوشية ، وغيرها.
وأياً كان الأمر فالعبرة بالمضمون ،
فإن كان المقصود من الحوار امتثال أمر الله تعالى في قوله: "قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله"، فنحن أسعد الناس بالحوار ، بل يجب أن نكون أصحاب المبادرة بالدعوة إليه، كما يدل قوله: "تعالوا" وقد حاور النبي صلى الله عليه وسلم اليهود في المدينة، وحاور نصارى نجران ، وكتب إلى ملوك الأرض يدعوهم إلى الإسلام ، وكذلك فعل أصحابه من بعده رضي الله عنهم، وسار على هذا النهج القرآني النبوي علماء الأمة في مناظراتهم ومحاجتهم لمخالفيهم بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن . فهذا اللون من الحوار هو حوار الدعوة) الذي جاء به المرسلون وهو وظيفة الأمة،
وأما الحوار الذي يتحاشى الدعوة إلى توحيد الله ونبذ الشرك واتخاذ الناس بعضهم بعضاً أرباباً من دون الله فهو حوار باطل ، يتضمن التلبيس على الناس في أمر دينهم فيظن السذج والجهال أن الأديان سواء ، وأنه يسوغ لأي أحد أن يتدين بما شاء ، وأن جميع الأديان موصلة إلى الله ، كما يقول بذلك زنادقة الصوفية، أو أن يشتغل المتحاورون بضروب من المجاملات والمداهنات تحت ستار البحث عن أوجه الاتفاق وإقصاء أوجه الافتراق !! فهذا ما لم يسلكه رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، ولا أهل الإسلام على مر القرون، ولا ينتج دعوة إلى اعتناق الإسلام،
بل إن بعض هؤلاء المتحاورين يعتبر الدعوة الصريحة إلى اعتناق الإسلام في هذه المؤتمرات خيانة لأدب الحوار!! خلاف مضمون الكلمة السواء التي بينتها الآية السابقة.
وأما الحوار المتعلق بالمصالح السياسية ، والاقتصادية ، ونحوها فهذا يلتحق بباب السياسة الشرعية للأمة كتوقيع العقود والاتفاقيات ،فهذا تفرضه طبيعة التعايش بين البشر ، وتقاطع المصالح ، ولا يلتبس بأمر الاعتقاد والدين، والولاء والبراء .ومن المؤسف أن معظم المؤتمرات المعقودة بين ممثلي الأديان لا يسلك المتحدثون باسم المسلمين فيها المسلك النبوي الصريح في الدعوة ، بل يشتغلون في أمور جانبية هامشية ، وسط تغطيات إعلامية تبرز الهدف المبيت لغير المسلمين من الظهور بمظهر (الزمالة) و(التآخي) مما يفقد دين الله الحق تميزه ، وجاذبيته بحشره جنباً إلى جنب مع اليهود والنصارى والذين لا يعلمون .وقد رصدت في كتابي (دعوة التقريب بين الأديان)(1) أكثر من ثلاثمائة مؤتمر على مدى أكثر من أربعة عقود لا تنحى المنحى الشرعي في الحوار والله المستعان.

-------------------
(1) مطبوع في أربع مجلدات وهو رسالة دكتوراه.
 
تكمن المشكلة فيما يتعلق بما يجري الآن سواء اصطلح عليه حوار الأديان أو حوار أهل الأديان في عدة أمور:-

1- العلماء الذين يقومون على هذا الحوار، ولا نشكك في نوايا أحد على الإطلاق، دائما يأخذون منهج المدافع، وهم بهذا يصرون على إبقاء الإسلام في قفص الاتهام الغربي، لكن قد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحوار بمبادرة اليهود والنصارى بما عندهم، ومثل ذلك ماورد سببا لنزول آية سورة الأنعام" وما قدروا الله حق قدره ... الآية" فقد ابتدر المصطفى صلى الله عليه وسلم الحبر اليهودي وألجمه بالحجة أن الله يبغض الحبر السمين وهذا الحبر هو الحبر السمين. أما علماؤنا الأفاضل ليست لديهم أجندة مبادرة وإنما دائما أجندة رد الفعل والدفاع، ومعلوم أن هذا أسلوب ضعيف جدا في نشر الدين إن لم يكن عقيما.
2- السياق الذي يتم فيه هذا الحوار يختاره الغربيون لتحقيق مصالحهم الخاصة وليس للعلماء المسلمين في اختياره حظ من قريب أو بعيد، بمعنى أنه سياق يفرض عليهم ولا يختاروه.
3- أكثر هؤلاء العلماء وإن كان ماهرا بعلمه الذي اختص به حاذقا لحرفته بالعربية، إلا أنه لايجيد اللغة الأجنبية المستخدمة في الحوار وهي في الغالب للغة الإنلجليزية.
4- يتم إدراج مصطلحات في الحوار تخالف العقيدة والشريعة الإسلامية ولا تقابل بتوضح من أي نوع من علماء الإسلام المشتركين في الحوار.

هذا إلى جوانب أخرى يضيق المقام عن ذكرها

والله الهادي إلى سبيل الرشاد
 
عودة
أعلى