دلالات كلمة ( إرم ) .. في سورة الفجر

إنضم
08/12/2003
المشاركات
6
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
بحثت عن دلالات كلمة إرم في سورة الفجر في تفسير ابن كثير فإذا به يشير للمعنى بقوله :

هؤلاء عاد الأولى وهم ولد عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح ..)

وسمعت الشعراوي رحمه الله يفسرها بالمدينة التي كانت عاد تسكنها ..

وهناك من قال هي مدينة في الاسكندرية وهناك من قال مدينة بالشام ومؤخرا قيل هي في الربع الخالي

فعلى ماذا تدل الكلمة إرم

هل هي مدينة أم اسم القبيلة أم أحد أجداد القلبيلة ....؟

واذا كانت تدل على مدينة عاد فأين هي ..؟
 
بسم الله

بين شيخ المفسرين الراجح في معنى إرم بعد أن ذكر أقوال المفسرين من السلف في معناها ؛ فقال :
( والصواب من القول في ذلك : أن يقال :
إن إرم إما بلدة كانت عاد تسكنها , فلذلك ردت على عاد للإتباع لها , ولم يجر من أجل ذلك.
وإما اسم قبيلة فلم يجر أيضا , كما لا يجرى أسماء القبائل , كتميم وبكر , وما أشبه ذلك إذا أرادوا به القبيلة.
وأما اسم عاد فلم يجر , إذ كان اسما أعجميا.
فأما ما ذكر عن مجاهد , أنه قال : عني بذلك القديمة , فقول لا معنى له , لأن ذلك لو كان معناه لكان مخفوضا بالتنوين , وفي ترك الإجراء الدليل على أنه ليس بنعت ولا صفة.
وأشبه الأقوال فيه بالصواب عندي : أنها اسم قبيلة من عاد , ولذلك جاءت القراءة بترك إضافة عاد إليها , وترك إجرائها. كما يقال : ألم تر ما فعل ربك بتميم نهشل ؟ فيترك إجراء نهشل , وهي قبيلة , فترك إجراؤها لذلك , وهي في موضع خفض بالرد على تميم,
ولو كانت إرم اسم بلدة ، أو اسم جد لعاد لجاءت القراءة بإضافة عاد إليها , كما يقال : هذا عمر وزبيد وحاتم طيئ وأعشى همدان , ولكنها اسم قبيلة منها , فيما أرى , كما قال قتادة , والله أعلم.
فلذلك أجمعت القراء فيها على ترك الإضافة , وترك الإجراء .)


تنبيه : المراد بـ ( الإجراء ) في كلام ابن جرير : الصرف ، ومعنى ترك الإجراء : المنع من الصرف .
 
تتمة

تتمة

يوجد كتاب جيد بعنوان : معجم الأمكنة الوارد ذكرها في القرآن الكريم . تأليف : سعد بن عبدالله بن جنيدل .
وقد صدرت الطبعة الأولى منه هذا العام : 1424 هـ ، ويقع في 434 صفحة .
رتب فيه المؤلف الأمكنة الواردة في القرآن حسب حروف المعجم ، ثم تكلم بالتفصيل عن كل من هذه الأماكن معتمداً على أقوال المفسرين وغيرهم ، وقد ذكر أنه اختار المراجع لهذا البحث من الكتب الموثوقة القديمة والحديثة في مختلف الفنون التي لها صلة بهذا البحث من كتب التفسير والحديث والسير والجغرافيا واللغة والأدب والأطالس الجغرافية والخرائط .
والكتاب في الجملة جيد ، وفريد في موضوعه .

وقد تكلم عن : إرم ذات العماد في كتابه هذا في حوالي 6 صفحات .
وقد نقل في بيانه لهذا المكان نقولاً كثيرة ، ثم قال : ( ويتضح فيما ذكرناه من أقوال العلماء الاختلاف في حقيقة إرم ذات العماد ، وصفها وموقعها ، وهل هي مدينة أو قبيلة ؟ غير أن ابن كثير استحسن قول قتادة والسدي : أن إرم ذات العماد بيت مملكة عاد ، والله أعلم .)
انظر الكتاب المشار إليه : ص36-42 .
 
جزاك الله خيراً أخي أبا مجاهد على جوابك المفصل ، وتنبيهك على مصطلحات الكوفيين التي يستخدمها ابن جرير الطبري رحمه الله ، مع علمي بكثرة أشغالك وفقك الله.
 
عودة
أعلى