دفع الإشكال الوارد حول سجود الشمس !

عمر المقبل

New member
إنضم
6 يوليو 2003
المشاركات
805
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الحمد لله ،والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والااه ،وبعد :
فهذا جواب عن شبهة أوردها أحد الإخوة من دول المغرب العربي ،وبعث بسؤاله إلى موقع الإسلام اليوم ،وقد أحببت نشره في هذا الموقع لسببين :
السبب الأول :
أن لهذا علاقة بالقرآن الكريم بصورة لا أحتاج معها إلى الإيضاح.

السبب الثاني :
أنه هالني ما وقفت عليه في بعض المواقع على الشبكة من طعن في هذا الحديث ،بل بلغ الأمر ببعضهم ـ من ملاحدة العرب ومنافقيهم ـ إلى السخرية بهذا الحديث ،والطعن فيه ،ومن ثم الطعن في علمائنا المعاصرين وفتاواهم في هذا الباب ولهذا أطلت فيه ،والله المستعان.

السؤال :
في الصحيحين عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أتدري أين تذهب هذه الشمس إذا غربت؟ قلت: لا. قال: إنها تنتهي فتسجد تحت العرش، ثم تستأذن، فيوشك أن يقال لها: ارجعي من حيث جئت، وذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً".
أثار هذا الحديث في قلبي شبهة! إذ يفهم منه أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان يتكلم من منطلق أن الأرض مسطحة وثابتة، والشمس هي التي تدور حولها، تخرج من المشرق، وتغرب من المغرب، أرجو توضيح ذلك؟

الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأشكرك –أخي- على طرح مثل هذه الأسئلة، والبحث عن مخرج لما يقع في القلب من الشبه، فإن العبد إذا أهمل السؤال عن مثل هذه الأمور، ربما أدت به إلى نهايات خطيرة يدخل منها الشيطان على قلب العبد؛ فَيفسِدُ عليه دينه.
أما بالنسبة لما سألت عنه، فجوابه فيما يلي:
1- اعلم –وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه- أنه إذا صح الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يمكن أبدا أن يكون معارضاً لما هو كائن في الواقع، بل إما أن فهمنا للواقع غير صحيح، أو فهمنا للنص غير صحيح، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يخبر إلا بالحق، وأخبار الوحي –كتاباً وسنة- لا يمكن أن يدخلها الخطأ.
فيبقى الأمر –في حقنا- هو: وجوب النظر فيما يزيل هذا الإشكال الذي وقع في نفوسنا.
2- اعلم -وفقك الله- أن ظواهر الكتاب والسنة تكاد تصل إلى حد الصراحة -وأؤكد على كلمة ظواهر– في أن الحركة إنما تصدر من الشمس لا من الأرض، ومن ذلك هذا الحديث، ومنه –أيضاً- آيات كثيرة في كتاب الله تعالى، أذكرها الآن؛ ليتضح لك هذا المعنى بشكل جلي:
أ- قوله تعالى: "فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً" [الأنعام:78].
فنسب البزوغ لها.
ب- قوله تعالى -في قصة أصحاب الكهف-: "وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَال" [الكهف:17].
فهذه أربعة أفعال نسبت إلى الشمس: الطلوع، والغروب، والتزاور والقرض.
ج- وفي قصة ذي القرنين يقول تعالى: "حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ". إلى قوله "حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ". [الكهف:86-90].
فنسب الغروب والطلوع إليها.
د- ومن أصرح الأدلة قوله تعالى: "وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ" إلى قوله سبحانه: "لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" [يس:38-40].
فنسب الجري والإدراك للشمس.
هـ- وفي قصة سليمان عليه الصلاة والسلام، قال الله تعالى عنها: "حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ" [ص:32].
أي أن الشمس غربت، فنسب التواري إليها.
فأنت ترى –وفقك الله- أن نسبة هذه الأفعال كلها للشمس ظاهر في أنها تتحرك.
إذا علم ذلك، فاعلم أن القرآن لم ينف أن الأرض تتحرك ولم يثبت ذلك –أيضاً-، وعليه فلا تعارض بين القرآن والواقع العلمي الذي يثبت حركة الأرض، ويكون ما ذكر –من نسبة الأفعال إلى الشمس- هو باعتبار نظر العين لها.
3- فيما يخص سجود الشمس، وذهابها وسجودها تحت العرش. وكيفية تصوره مع أنها إنما تغرب عنا لتشرق على آخرين، فالجواب عنه سهل –بحمد الله- وذلك من وجهين:
الأول: إنه لا مانع أن تكون الشمس في حالة سجود دائم لربها –عز وجل-، وهذا ليس بغريب إذا تصورت أن كل ما في السماوات والأرض يسجد لله، وأن سجود كل شيء بحسبه، كما قال تعالى: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ" [الحج:18].
ومن المعلوم أن سجود الآدميين ليس كسجود السماوات والأرض وبقية هذه المخلوقات العظيمة التي ذكرها الله تعالى في هذه الآية، والفعل المضارع يفيد التجدد والاستمرار.
ولا عجب فالملائكة –وهم مخلوقون يتكلمون ويبصرون ويقومون بوظائف جليلة- يقول الله عنهم: "يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ" [الأنبياء:20]. فإذا كان هذا في حق هذه المخلوقات التي كلفت ببعض الوظائف فما ظنك بالجمادات؟! هي من باب أولى في ديمومة سجودها لله تعالى، ومنها الشمس، فهي في حالة سجود واستئذان دائمين في شروقها وغروبها.
فإن قلت: إن قوله في الحديث: "ثم تذهب تسجد" مشعر بأن هناك سجود غير السجود العام الذي دلّت عليه الآية؟!
فالجواب: هذا الذي ذُكر في الإيراد محتمل، والمخرج منه أن يقال:
إن مجرد غروب الشمس عن أعيننا في قطر من الأقطار هو في الوقت ذاته سجود لها، وإن كانت تظهر على آخرين، وهذا تصوره غير عسير –بحمد الله-، ونظيره ما يقال عن كسوف الشمس، فإنك تعلم –وفقك الله- أن الشمس قد تنكسف عن بلدٍ، بينما بلدان أخرى لا يحصل فيها كسوف، مع أن الأرض واحدة والشمس واحدة، فإذا كان هذا متصوراً في الأمور المحسوسة، فتصوره في الأمور الغيبية المعنوية من باب أولى.
الثاني: أن الشمس إنما هي –في هذا الكون العظيم- جرم صغير، فأينما سجدت فهي ساجدة تحت عرش الرب –عز وجل-.
هذا مبلغ علمي في هذه المسألة، وأرجو أن نتخلص بهذا الجواب –مع ما سأذكره لك لاحقاً- من هذا الإشكال، فإن انشرح صدرك لهذا الجواب فالحمد لله، وهذا هو المطلوب، وإلا فعلينا -جميعاً- أن نؤمن ونصدق وإن لم تدرك عقولنا الحقيقة، ونقول: صدق الله ورسوله، مبتعدين بذلك عن مسالك بعض الناس الذين جعلوا عقولهم حاكمة على النصوص، من أمثال المعتزلة أو من تأثر بمسلكهم، يطعنون في هذا الحديث بحجة أنه خبر آحاد!!
وما أعظم جناية هؤلاء على الشريعة! وإنني لأتعجب منهم هل أحاطت عقولهم بالغيب؟!
أليسوا يجهلون كنه وحقيقة الروح التي بين جنوبهم؟! فكيف يتصورون أنهم لابد أن يفهموا وجهة كل نص من النصوص التي تتحدث عن الأمور الغيبية سواء في الدنيا، أو في الآخرة؟!
وكم من الأحاديث التي تتحدث عن أمور غيبية لو حكمنا فيها عقولنا القاصرة لعجزنا عن إدراكها، ولكن معاذ الله أن نجعل عقولنا حاكمة على خبر الله ورسوله، بل نقول في باب الأخبار: آمنا وصدقنا. وفي باب الأحكام: سمعنا وأطعنا. وسيأتي في الفقرة التالية مزيد إيضاح لهذه المسألة العظيمة.
4- ثمة قاعدة تذكر في هذا الباب –أعني باب الإشكالات التي ترد في النصوص مع الواقع وغيره –وهي قاعدة تريح قلب المؤمن إذا أخذ بها، وهي: أنه إذا لم تزل عنك الشبهة -مع صحة النص الشرعي- فعليك بالتسليم والتصديق ولو لم تفهم، فإن هذه هي حقيقة العبودية، وقل –كما قال خيار هذه الأمة–: "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِن رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" [البقرة:285].
بل هذه طريقة الراسخين في العلم الذين أثنى الله عليهم بقوله: "هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأَوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ" [آل عمران:7-8].
ولقد ضرب الصحابة أروع الأمثلة في الانقياد والتسليم، وإن كان الأمر في أول وهلة على غير ما تهواه نفوسهم، أولم يفهموا الغرض منه، وإليك مثالاً واحداً يجلي هذه المعاني، ففي الصحيحين أن ظهير بن رافع، وهو عم رافع بن خديج –رضي الله عنهما- لما بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صورة معينة من صور المزارعة، قال: لقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمر كان لنا رافقاً –يعني فيه رفق بنا- قال رضي الله عنه: وطواعية الله ورسوله أنفع لنا. صحيح البخاري (2339)، وصحيح مسلم (1548).
ولما حدّث النبي صلى الله عليه وسلم بحديث الدجال، قال الصحابة –رضي الله عنهم-: وما لبثه في الأرض؟ قال: "أربعون يوماً: يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم". قلنا: يا رسول الله: فذلك اليوم الذي كسنةٍ أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: "لا، اقدروا له قدره". صحيح مسلم (2937).
فانظر إلى عمق علم الصحابة –رضي الله عنهم-، كيف لم يقولوا: كيف يكون اليوم كسنة، أو كشهر، أو كجمعة؟ لأنهم يعلمون أن من جعل اليوم (24ساعة)، قادر على جعله أسبوعاً (168ساعة)، وقادر على جعله شهراً (720 ساعة)، وهكذا، بل سألوا عما يخصهم، وهو أمر دينهم، سألوا عن صلاتهم! فرضي الله عنهم وأرضاهم، ما أعمق علمهم، وأقوى تصديقهم! نسأل الله تعالى أن يرزقنا السير على طريقتهم في العلم والعمل، وأن يجمعنا بهم في الجنة بحبنا إياهم، والله تعالى أعلم.

الرابط :
http://www.islamtoday.net/questions/....cfm?id=105133
 
الحديث دليل إعجاز وليس تساءل

الحديث دليل إعجاز وليس تساءل

بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله دكتورنا الفاضل فقد أجاد وأفاد وأحكم
وأحب أن أؤكد على أن المسلم لا بد له من الوقوف على التسليم المطلق لما قاله النبي ص إذ أنه ابتداء شهد شهادة الحق بصدق النبي ص وأنه رسول الله ص الذي أرسله ليكون مبلغًا عنه الناس . وأن شهادة المسلم بأنه لا إله إلا الله لم تكن لمجرد أنه سمع الناس يقولون قولاً فقاله ، بل أن شهادته حادثة بعلم أعجز أنه لا يكون إلا ذلك . من حقيقة الوجود وترابط الكائنات والهيمنة و....... إلى آخر ذلك .
وأن رب الكون له رسل بينه وبين الناس هذه الرسل معها المعجزات والدلائل التي بها يثبت لدي الناس أن المرسل رسول لله تعالى .
هذه المعجزات كثيرة مبينة في كتب الشمائل ولو تصورنا أننا عدنا إلى الوراء وكنا حضوراً لمبعث النبي ص ما الذي يثبت به لدينا صدقه إنها الآيات والإعجازات التي كانت معه ص يومئذ من كتاب محكم لا يأتيه الباطل متحدى به أن يأتوا بمثله فعجزوا و ..... مما ثبت به رسالة النبي ص
فبعد ذلك جاء هذا المسلم الذي ثبت بالدليل القطع لديه أن الرسول ص المبلغ له عن الله تعالى الذي يأمره بكذا وكذا من أوامر الشرع ولا بد من الطاعة ؟
أقول لما يأتي لهذا المسلم أمر يستغربه ( ولم يأت العلم الحديث بعد ) لابد له من التصديق المطلق وعدم الشك فقد قام الدليل السابق لديه بصدق النبي ص وجاءه ما لم يستوعبه فالدليل السابق جزم وما يتصوره هو بعقله لن يكون أبداً ناقضاً ولكن لا يستوعبه فما سبق من دليل لا بد له أن يؤمن بهذا الذي أخبر عنه النبي ص من غير شك ( وانظر إلى رواية تصديق أبي بكر لأمر الإسراء والمعراج والقول - بالمعنى الآن - : إن كان قاله فقد صدق فإني أصدقه في غير ذلك أصدقه في خبر السماء .
فالذي لا أتصوره ولن يكون ناقضاً أبداً مع ما أعجز البشر جمعاء من أدلة إعجاز كالقرآن والمعجزات التي أتى بها النبي ص تجعل المسلم يحمل ما يستغربه على اليقين بصدق النبي ص وأنه كما قال . ثم يجيء العلم الحديث لنعرف منه حقائق حول الشمس والأرض فهل العلم يكذب ما قاله النبي ص أم أنه زاد المؤمن بأن ما قاله النبي ص لم يخرج إلا من مشكاة النبوة ، جاء العلم الحديث بإثبات وتصديق وعدم تكذيب أعجز من هم خارج دائرة العرب فأسلموا ( انظر الإعجاز العلمي للقرآن والحديث ) .
فبعد ذلك وأنا الذي لم أحط علماً جاء ما استغربه ولم أحط به فهماً ، فهل كل هذه المعجزات يضرب بها عرض الحائط لأنني أستغرب حديثاً . لا يمكن ذلك فالمعجزات دليل قطع وما أتصوره أنا أو ذلك الرجل دليل ظن بل ليس بدليل إذ هذا المستغرب لن يقطع بكذب المخبر بل لم يقف على معناه . فليس ثم إلا أن المعجز قطع لا يشك فيه فالآخر لا بد من الجزم والإيمان به . والشك فيه مع صحة الخبر شك فيما يبلغه النبي ص عن رب العزة ، فيكون بالتالي شك في الله لا يصح إسلام أو إيمان به .
فالمستغرب مثل الإسراء والمعراج لا بد من الإيمان به كما يعلمه الله الذي صحت نبوة من أرسله ، وصدق الله وكذبت بطن أخيك . ثم يسأل هل أحاط أحد بذلك علماً ؟ فمن رحمة الله الذي يرينا آياته في الآفاق وفي أنفسنا أننا نجد من الآخرين البراهين .
وهنا ما المستغرب حقاً في الحديث ؟ وهل الحديث يدل دلالة جازمة على أن الأرض مسطحة وأنها لا تتحرك وأن الشمس هي التي تتحرك فقط دون الأرض .
ليس في الحديث إلا حقيقة أن الشمس تغرب فتسجد تحت العرش .
ليس أكثر ونحن الذي نؤمن بالمشاهد بقضية الفلك والصور الملتقطة للحركات الكائنة لما في الأفق .
أقول : إن السموات والأرض في العرش كحلقة في فلاة ( معنى حديث آخر ) - والله أعلى وأجل _
والشمس تغرب قطعاً بالنسبة لنا في المكان الذي نعيش قيه ، وهي إذ تغرب بالنسبة لنا تسجد تحت العرش .
وهذه الحقيقة المخبر عنها ستتحقق مع آخرين تغرب بالنسبة لهم الشمس عن بلدهم الكائنة من الأرض التي هي والشمس أساساً والسموات التي تعلوها ليسوا من العرش إلا كحلقة في فلاة .
أقول الشمس التي غربت من عند الآخرين ( لو تصورنا ما بين كل بلد والأخرى ثانية واحدة ) فهي أيضاً تسجد وهي إذ تسجد لن تسجد إلا تحت العرش . فهذا الحديث لا بد أن يقلب من حديث مستغرب عند البعض إلى حديث يدل على الإعجاز . وعند هذا أقف ليتكلم من لهم علم في الفلك .
 
عمر المقبل قال:
.
2- اعلم -وفقك الله- أن ظواهر الكتاب والسنة تكاد تصل إلى حد الصراحة -وأؤكد على كلمة ظواهر– في أن الحركة إنما تصدر من الشمس لا من الأرض، ومن ذلك هذا الحديث، ومنه –
شيخنا الفاضل قال الله عز وجل ( قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [البقرة : 258]

أليس هذا نصا قطعيا في أن الحركة من الشمس ، وإلا لم يكن هناك معنى للتحدي وبهتان الملك الكافر؟

وقد رأيتُ شيخكم العلامة ابن عثيمين تكلم على حديث أبي ذر في شرح التوحيد من البخاري بكلام جيد

لأن قولكم سلمكم الله في (سجود دائم ) يرده ظاهر الحديث ، في أن السجود لا يقع إلا عند الغروب ، وفي بعض الألفاظ أنها تخر ساجدة ، والقول بإن السجود وهي في موضعها لأنها أصلا تحت العرش فيه ضعف لأنه خلاف الظاهر ، لأن في الحديث (تذهب ) وتسجد تحته ، وتسـأذن في الطلوع ، ثم يقال لها ارجعي من حيث جئتِ

شيخنا الموقر الشمس في السماء بعيدة عننا ، وقد عجز العلم الحديث عن كشف حقيقة يأجوج ومأجوج على كثرتهم في الأرض ، فإنهم أكثر أهل الأرض عددا ، ويلزم من ذلك أن تكون لهم دوابا وأقواتا كثيرة يرتفقون منها ، ومع كثرتهم لم تستطع الأقمار الصناعية تصويرهم!!!
 
عودة
أعلى