عبدالرحمن الشهري
المشرف العام
- إنضم
- 29/03/2003
- المشاركات
- 19,335
- مستوى التفاعل
- 141
- النقاط
- 63
- الإقامة
- الرياض
- الموقع الالكتروني
- www.amshehri.com
بسم الله الرحمن الرحيم
في إحدى ليالي رمضان من عام 1426هـ سعدتُ بصحبة أخي الكريم الدكتور يحيى بن عبدالله الشهري ومجاورته في مكة خلال العشر الأواخر من ذلك الشهر ، وكنا نصلي الجماعة في مسجد الشيخ عبدالودود مقبول حنيف بالعزيزية إذا لم نصل في المسجد الحرام ، وذات ليلة رأيته يسلم على رجل بعد الصلاة وأنا أنتظره بعيداً ، فلما لقيته قال : هل تعرف هذا الرجل الذي كان واقفاً معي ؟ قلت : لا .
قال : هذا الأستاذ مجد مكي . وهو من طلبة العلم ، وأخبرني الآن أنه انتهى من كتابة تفسير مختصر للقرآن الكريم ودفع به للطباعة .
ومنذ ذلك الوقت وأنا أترقب صدور هذا التفسير . وقد سمعتُ بصدوره منذ عام 1427هـ لكنني لم أره إلا الأيام القريبة الماضية .
وقد صدر التفسير عن دار نور المكتبات للنشر والتوزيع بجدة - حي السلامة بجوار جامع الشعيبي هاتف 0096626838051 ، وطبعته الأولى بتاريخ 1427هـ .
وقد سماه مؤلفه :
يقع الكتاب في 606 صفحات من القطع الكبير ، والتفسير مطبوع على حواشي المصحف الجانبية والسفلية بحيث لا يزيد كثيراً عن جوانب صفحات مصحف المدينة النبوية .
وقد استهل تفسيره بمقدمة تحدث فيها عن أهمية تدبر القرآن ، ومعناه في اللغة والاصطلاح ، ثم تحدث عن الحاجة المتجددة لتصنيف تفسير للقرآن الكريم يلائم أهل العصر ولغتهم وأفهامهم .
ثم نقل كلاماً للشيخ عبدالوهاب خلاف رحمه الله المتوفى سنة 1375هـ من مقالة له بعنوان (واجبنا في خدمة القرآن) أنقل لكم هنا الجزء الذي نقله :
قال عبدالوهاب خلاف رحمه الله :(فأول واجب علينا في خدمة القرآن : وضع تفسير سهل العبارة ، حسن الأسلوب ، يلائم أساليب عصرنا وثقافتنا ، يستبين منه المسلم معاني المفردات والمراد من الآيات ، ويسترشد إلى ما في الآية من هدى ورحمة ، ومن دروس وعبر، ليس فيه طول ممل ، ولا إيجاز مخل ، ولا نحو ولا إعراب ، ولا إسرائيليات ولا اختلافات ، وجملة وصف هذا التفسير : أنه تفسير يبين هداية القرآن ، ويجعل القارئ والسامع متصلاً بمعانيه والمراد منه ، لا مجرد مردد للصوت بألفاظه ، وهذا التفسير موجود ، ولكنه مفرق ومبثوث في التفاسير ، والواجب أن نستخلصه منها ، ونحسن الصياغة والترتيب . ولقد سُئل بعض العلماء : ما خير التفاسير ؟ فقال : خير التفاسير مبثوث في التفاسير . وكثير ما سئل الواحد منا عن خير تفسير تفهم منه الآيات بسهولة ، وبدون احتمال عناء في الإعراب ، والخلافيات والإسرائليات ، فلا نستطيع الجواب عن هذا السؤال .
إن التفاسير التي بين أيدينا قيمة ونافعة ، ولكن لا ينتفع بها إلا خاصة الخاصة ، ولهذا تعذر على أكثرية المتعلمين من المسلمين أن يتصلوا بمعاني القرآن الكريم ، وأن يتعرفوا على ما اشتمل عليه ، والمقصود الأول من القرآن : هداه ونوره وما جاء به ) . (1)
ثم أشار المؤلف الأستاذ مجد مكي إلى توجهه لكتابة التفسير، وأنه قد بدأه في عام 1422هـ باختصاره لتفسير الخازن وقدمه للطباعة حينها ، ثم تراجع بعد ذلك لما رأى أن هذا الاختصار (لا يحقق الغاية المرجوة التي أطمح إليها ، ولا سيما فيما يحتاج إليه القارئ المعاصر من معاني جديدة ، وترجيحات سديدة ، وتوجيهات مفيدة ، ولغة تناسب العصر) .
وذكر أنه كان أثناء عمله في الكتاب كان يتابع ما يصدره الشيخ عبدالرحمن حبنكة الميداني رحمه الله من تفسيره (معارج التفكر ودقائق التدبر) وأنه كان يراجعه فيما يكتبه ، ويعجب بمنهجه وبما فتح الله عليه من فهم عميق ، وتدبر دقيق لكتاب الله ، فدفعه ذلك إلى إعادة النظر فيما كتبه من التفسير مستفيداً مرحلة بعد مرحلة مما كان يكتبه في تفسيره الذي اصدره تباعاً وفق مراحل النزول حتى انتهى من التنزيل المكي . (2)
ثم أشار إلى محاولته السير على منهج الميداني في تفسيره فقال :(ونظراً لطول الكتاب ، وكثرة مباحثه ، وسعة موضوعاته أولاً ، ولاقتصاره على مرحلة التنزيل المكي ثانياً ، أحببت أن أقدم للقارئ المعاصر خلاصة وافية مركزة لما كتبه الشيخ في (تفسيره التدبري) ليكون معيناً لمن أراد التعمق في التدبر بالرجوع إلى تفسيره ، واستجلاء المعاني الدقيقة منه ، وقد التمست خطى الشيخ فيما كتبه في تدبر السور المدينة ، مستنيراً ببعض (قواعد التدبر الأمثل) ومستفيداً مما دونه في بعض كتبه الأخرى مثل (ظاهرة النفاق) و (فقه الدعوة) و ( أمثال القرآن) و (الأخلاق الإسلامية) ... وكلها تدور حول التفسير الموضوعي الذي يتابع مراحل النزول ، ويجمع الآيات في موضوع واحد بتناسق وترابط) .
ثم ذكر مصادره في التفسير وهي أهم كتب التفسير المتقدمة والمعاصرة من المطولات والمختصرات ، والفئة التي استهدفها بتفسيره ، وأهم القواعد والضوابط التي التزمها في تفسيره . ثم أعقب هذه المقدمة باثنتي عشرة فقرة عنونها بـ (من أجل قراءة مؤثرة للقرآن الكريم) . ثم شرع في التفسير .
وقد تصفحت تفسيره لبعض السور فأعجبني ، وأنصحك أخي العزيز بالاطلاع على هذا التفسير والاستفادة منه فأرجو أن يكون من أجود التفاسير المختصرة المعاصرة . جزى الله مؤلفه خيراً وبارك في علمه .
الرياض في 11/5/1429هـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر المقالة بتمامها في مجلة كنوز الفرقان العدد الأول من السنة الرابعة عام 1371 وقد أرفقت العدد كاملاً مع هذه المشاركة للاطلاع على المقالة ، وتقع في ص 9 - ص 15
(2) انظر : التعريف بكتاب (معارج التفكر ودقائق التدبر) للشيخ عبدالرحمن حبنكة رحمه الله .
في إحدى ليالي رمضان من عام 1426هـ سعدتُ بصحبة أخي الكريم الدكتور يحيى بن عبدالله الشهري ومجاورته في مكة خلال العشر الأواخر من ذلك الشهر ، وكنا نصلي الجماعة في مسجد الشيخ عبدالودود مقبول حنيف بالعزيزية إذا لم نصل في المسجد الحرام ، وذات ليلة رأيته يسلم على رجل بعد الصلاة وأنا أنتظره بعيداً ، فلما لقيته قال : هل تعرف هذا الرجل الذي كان واقفاً معي ؟ قلت : لا .
قال : هذا الأستاذ مجد مكي . وهو من طلبة العلم ، وأخبرني الآن أنه انتهى من كتابة تفسير مختصر للقرآن الكريم ودفع به للطباعة .
ومنذ ذلك الوقت وأنا أترقب صدور هذا التفسير . وقد سمعتُ بصدوره منذ عام 1427هـ لكنني لم أره إلا الأيام القريبة الماضية .
وقد صدر التفسير عن دار نور المكتبات للنشر والتوزيع بجدة - حي السلامة بجوار جامع الشعيبي هاتف 0096626838051 ، وطبعته الأولى بتاريخ 1427هـ .
وقد سماه مؤلفه :
المُعين على تدبر الكتاب المبين
بقلم
مجد بن أحمد مكي
بقلم
مجد بن أحمد مكي
يقع الكتاب في 606 صفحات من القطع الكبير ، والتفسير مطبوع على حواشي المصحف الجانبية والسفلية بحيث لا يزيد كثيراً عن جوانب صفحات مصحف المدينة النبوية .
وقد استهل تفسيره بمقدمة تحدث فيها عن أهمية تدبر القرآن ، ومعناه في اللغة والاصطلاح ، ثم تحدث عن الحاجة المتجددة لتصنيف تفسير للقرآن الكريم يلائم أهل العصر ولغتهم وأفهامهم .
ثم نقل كلاماً للشيخ عبدالوهاب خلاف رحمه الله المتوفى سنة 1375هـ من مقالة له بعنوان (واجبنا في خدمة القرآن) أنقل لكم هنا الجزء الذي نقله :
قال عبدالوهاب خلاف رحمه الله :(فأول واجب علينا في خدمة القرآن : وضع تفسير سهل العبارة ، حسن الأسلوب ، يلائم أساليب عصرنا وثقافتنا ، يستبين منه المسلم معاني المفردات والمراد من الآيات ، ويسترشد إلى ما في الآية من هدى ورحمة ، ومن دروس وعبر، ليس فيه طول ممل ، ولا إيجاز مخل ، ولا نحو ولا إعراب ، ولا إسرائيليات ولا اختلافات ، وجملة وصف هذا التفسير : أنه تفسير يبين هداية القرآن ، ويجعل القارئ والسامع متصلاً بمعانيه والمراد منه ، لا مجرد مردد للصوت بألفاظه ، وهذا التفسير موجود ، ولكنه مفرق ومبثوث في التفاسير ، والواجب أن نستخلصه منها ، ونحسن الصياغة والترتيب . ولقد سُئل بعض العلماء : ما خير التفاسير ؟ فقال : خير التفاسير مبثوث في التفاسير . وكثير ما سئل الواحد منا عن خير تفسير تفهم منه الآيات بسهولة ، وبدون احتمال عناء في الإعراب ، والخلافيات والإسرائليات ، فلا نستطيع الجواب عن هذا السؤال .
إن التفاسير التي بين أيدينا قيمة ونافعة ، ولكن لا ينتفع بها إلا خاصة الخاصة ، ولهذا تعذر على أكثرية المتعلمين من المسلمين أن يتصلوا بمعاني القرآن الكريم ، وأن يتعرفوا على ما اشتمل عليه ، والمقصود الأول من القرآن : هداه ونوره وما جاء به ) . (1)
ثم أشار المؤلف الأستاذ مجد مكي إلى توجهه لكتابة التفسير، وأنه قد بدأه في عام 1422هـ باختصاره لتفسير الخازن وقدمه للطباعة حينها ، ثم تراجع بعد ذلك لما رأى أن هذا الاختصار (لا يحقق الغاية المرجوة التي أطمح إليها ، ولا سيما فيما يحتاج إليه القارئ المعاصر من معاني جديدة ، وترجيحات سديدة ، وتوجيهات مفيدة ، ولغة تناسب العصر) .
وذكر أنه كان أثناء عمله في الكتاب كان يتابع ما يصدره الشيخ عبدالرحمن حبنكة الميداني رحمه الله من تفسيره (معارج التفكر ودقائق التدبر) وأنه كان يراجعه فيما يكتبه ، ويعجب بمنهجه وبما فتح الله عليه من فهم عميق ، وتدبر دقيق لكتاب الله ، فدفعه ذلك إلى إعادة النظر فيما كتبه من التفسير مستفيداً مرحلة بعد مرحلة مما كان يكتبه في تفسيره الذي اصدره تباعاً وفق مراحل النزول حتى انتهى من التنزيل المكي . (2)
ثم أشار إلى محاولته السير على منهج الميداني في تفسيره فقال :(ونظراً لطول الكتاب ، وكثرة مباحثه ، وسعة موضوعاته أولاً ، ولاقتصاره على مرحلة التنزيل المكي ثانياً ، أحببت أن أقدم للقارئ المعاصر خلاصة وافية مركزة لما كتبه الشيخ في (تفسيره التدبري) ليكون معيناً لمن أراد التعمق في التدبر بالرجوع إلى تفسيره ، واستجلاء المعاني الدقيقة منه ، وقد التمست خطى الشيخ فيما كتبه في تدبر السور المدينة ، مستنيراً ببعض (قواعد التدبر الأمثل) ومستفيداً مما دونه في بعض كتبه الأخرى مثل (ظاهرة النفاق) و (فقه الدعوة) و ( أمثال القرآن) و (الأخلاق الإسلامية) ... وكلها تدور حول التفسير الموضوعي الذي يتابع مراحل النزول ، ويجمع الآيات في موضوع واحد بتناسق وترابط) .
ثم ذكر مصادره في التفسير وهي أهم كتب التفسير المتقدمة والمعاصرة من المطولات والمختصرات ، والفئة التي استهدفها بتفسيره ، وأهم القواعد والضوابط التي التزمها في تفسيره . ثم أعقب هذه المقدمة باثنتي عشرة فقرة عنونها بـ (من أجل قراءة مؤثرة للقرآن الكريم) . ثم شرع في التفسير .
وقد تصفحت تفسيره لبعض السور فأعجبني ، وأنصحك أخي العزيز بالاطلاع على هذا التفسير والاستفادة منه فأرجو أن يكون من أجود التفاسير المختصرة المعاصرة . جزى الله مؤلفه خيراً وبارك في علمه .
الرياض في 11/5/1429هـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر المقالة بتمامها في مجلة كنوز الفرقان العدد الأول من السنة الرابعة عام 1371 وقد أرفقت العدد كاملاً مع هذه المشاركة للاطلاع على المقالة ، وتقع في ص 9 - ص 15
(2) انظر : التعريف بكتاب (معارج التفكر ودقائق التدبر) للشيخ عبدالرحمن حبنكة رحمه الله .