هذا الرجل هو حر يكفر يعتقد ما يشاء
ولكنه ليس حرا في أن يتطاول على الله وعلى ملائكته ورسله أمام أنظارنا
الرجل سباب شتام وليس باحثا ولا محاورا
وهاهو قد انتقل من الاستهزاء بالله وجبريل ورسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى شتم محاوره ...وأرجو أن لا ينتصر الأخ محمود لنفسه الآن حين وصله الشتم ويغلق الحوار ..وإن كان غلقه واجبا على أهل المنتدى بل حذفه هو الصحيح.
وقبل كان ولا يزال يرى الاستهزاء بالله وآياته ورسوله صلى الله عليه وسلم على صفحات الملتقى.
أقول هذا الرجل حاقد على الإسلام وأهله ومن يجيد الإنجليزية فليرجع إلى بحثه الذي وضع رابطه على صفحة الملتقى ويرى كيف أن هذا الرجل يحرض الأمم الأوربية على الجاليات المسلمة.
الأخوة الكرام في هذا المنتدى الكريم :
لماذا يتشدق أمثال هؤلاء بحرية التعبير عندما - فقط - يتعلق الأمر بالتعدي على الله جل جلاله ، وعلى كتابه القرآن الكريم ؟
ألأنه ليس هناك قوة أو دولة تحمي حمى الإسلام وتدافع عن حرمات الله عز وجل ؟
أم لأن المسلمين أذلاء مهانين ، كالأيتام على موائد اللئام ؟
وكما قال جيل الأمة الأول رضي الله عنهم و رحمهم الله : {
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله } .
هذه مقالة أحببت أن تقرأوها ، وقد حذفت بعض الفقرات منها خشية الإطالة :
حرية التعبير في الغرب بين الواقع والمتخيَّل[1]
أصبحت حضارة الغرب تمس كافة وظائف ثقافتنا المحلية الحيوية، وأصبحت تنتشر على حسابها.. ونحن نرى في مشهدنا الثقافي مدى الفصل والقطيعة التي أخذت تعلنها لفائف من أبناء جيلنا، الذي أصبح يعتقد أن ثقافتنا الإسلامية جامدة وخاوية ولا حياة فيها، ومفتقدة للقيم الإنسانية الحيّة والعقلية والإبداعية، وأصبح يتطلع لقيم غربية اعتقد أنها غايته المنشودة.. مثل: الديمقراطية، المجتمع المدني، حرية التعبير.
****
فجرت محاكمة المفكر الفرنسي "روجيه جارودي" في فرنسا بسبب كتابه "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية" والحكم عليه بدفع مبلغ 20 آلف دولار غرامة طبقاً لقانون (فابيوس – جيسو) موجة من الغضب في أوساط المثقفين في العالم العربي والإسلامي.. وقد امتزج هذا الغضب بقدر كبير من الدهشة والاستغراب، إذ كيف يحاكم هذا المفكر الذي يعتبر من أعمدة الثقافة في بلاده في قضية ثقافية وفي بلد الثورة من أجل الحرية!
لقد أدت هذه المحاكمة إلى إثارة الكثير من الأسئلة حول مصداقية حرية الرأي والتعبير في الغرب، إذ كيف يحاكم ويسجن ويغرب مفكر بسبب رأيه فقط؟
هل كانت هذه الحادثة طلقة الرحمة أو العذاب التي دكت رأس خرافة الحرية المطلقة في الغرب؟
ولعل أفضل من يجسد حقيقة حرية الرأي في الغرب هو الكاتب البريطاني الكبير (جورج أورويل) الذي قال:
"الآراء التي ليس لها شعبية والحقائق التي لا يروق للبعض سماعها يتم إسكاتها دون حاجة إلى أي قرار رسمي يحظر التعبير عنها، في كل عصر وحين توجد مجموعة من الآراء التي يُفترض أن أصحاب العقول السليمة سيقبلونها بلا نقاش، وأي إنسان يحاول أن يتحدى هذه الآراء المقبولة سيجد نفسه مُخرساً بكفاءة تدعو للدهشة".
والحقيقة التي يجب أن نقولها هي: إن الحرية في الغرب تتمتع بمساحة ما، لكنها ناقصة ومشوهة ودون مستوى الشعارات البراقة التي ترفعها كثير من الدساتير الغربية وتنادي بها مواثيق حقوق الإنسان.
يقول الفيلسوف الفرنسي (ألكسيس دوتوكفيل) واصفاً المجتمع الأمريكي:
(لا أعرف مكاناً فيه استقلال العقل وحرية النقاش أقل من أمريكا)!!
استعراض موجز لبعض وقائع ((حرية التعبير)) في الغرب:
* ألمانيا:
- في عام 1991م قام (جنتر ديكيرت) زعيم الحزب الوطني الديمقراطي الألماني بعقد محاضرة استضاف فيها محاضرا أمريكيا ذكر خلال كلمته أن قتل اليهود بالغاز
لم يحدث مطلقا، وترتب على ذلك أن قدم ديكيرت للمحاكمة وعوقب طبقا للقانون!!
وفي شهر مارس 1994م حوكم "ديكيرت" مرة أخرى وحكم عليه بالسجن لمدة عام واحد مع وقف التنفيذ، بالإضافة إلى غرامة مالية ليست كبيرة، مما أدى إلى تعرض القضاة الذين حاكموا ديكيرت لموجة من الغضب والنقد من القضاة الآخرين بسبب ضآلة العقوبة التي حكموا بها، وقد أدت هذه الانتقادات التي تعرض لها القضاة إلى تدخل المحكمة الفيدرالية التي أبطلت الحكم وأمرت بإعادة المحاكمة مرة أخرى!!
وفي شهر أبريل عام 1994م أعلنت المحكمة الدستورية الألمانية أن
أي محاولة لإنكار حدوث الهولوكوست
لا تتمتع بحماية حق حرية التعبير التي يمنحها الدستور الألماني، مما دفع البرلمان الألماني أن يضع قانوناً
يجرم أي محاولة لإنكار وقوع الهولوكوست، ويوقع بمرتكب هذه الجريمة عقوبة قدرها السجن خمس سنوات، بصرف النظر عما إذا كان المتحدث يؤمن بما ينكره أم لا.
* النمسا:
- يعاقب الإنسان بالسجن إذا
أنكر وجود غرف الغاز التي أقامها النازيون أثناء الحرب العالمية الثانية، وفي عام 1992 قامت الحكومة النمساوية بتعديل القانون بصورة تجرم أي محاولة لإنكار أو التخفيف من شأن أو مدح أو تبرير أي من جرائم النازية، سواء بالكلمة المكتوبة أو المذاعة.
* اليابان:
- نشرت مجلة " ماركوبولو " في عددها الصادر في شهر فبراير 1995م مقالاً يدّعي عرض الحقيقة التاريخية الجديدة، ويوضح أن غرف الغاز التي أقيمت في الحرب العالمية الثانية ليس لها أساس تاريخيّ موثق.. وقد أدّى المقال إلى ردود فعل عنيفة وسريعة، حيث قامت
المؤسسات الصناعية الكبرى مثل "فولكس واجن" و"ميتسوبيشي" بإلغاء عقود الدعاية مع المجلة احتجاجاً على المقال، مما أدى بناشر المجلة إلى سحب كل أعداد المجلة من الأسواق وفصل كل أعضاء تحرير المجلة، بل وأغلق المجلة نفسها نهائيا.
* بريطانيا:
- لا يزال يعمل بالقانون الذي يمنع
سب المقدسات BIASPHEMY LAW في إنجلترا.. من أجل ذلك حينما أعلن مخرج دنمركي اعتزامه إخراج فيلم في إنجلترا عن "الحياة الجنسية" للمسيح، أدى ذلك إلى موجة غضب عارمة في المؤسسات الدينية الأوربية وعلى رأسها الفاتيكان وأسقفية كانتربرى، وقام رئيس الوزراء البريطاني في ذلك الوقت (جيمس كالاهان) بالتحذير من أن أي محاولة لإخراج مثل ذلك الفيلم في إنجلترا سوف تكون عرضة للمحاكمة تحت طائلة قانون سب المقدسات، مما أثنى المخرج فلم يتم إنتاج الفيلم.
- وقعت عدة محاولات لإنهاء العمل بقانون
سب المقدسات من خلال مجلس العموم البريطاني، إلا أن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل، حيث لم يقبل مجلس العموم ولا مجلس اللوردات أي مساس بذلك القانون، بالرغم من الانتقادات الكثيرة التي وجهت له من قبل بعض النواب، من أنه يحمي الديانة المسيحية فقط من السب ويهمل باقي الديانات الموجودة داخل بريطانيا، وأنه يعاقب على المساس بالمقدسات المسيحية دونما نظر أو مراعاة لقصد أو نية الشخص المتهم بسب المقدسات.. بعد ذلك تمت محاولات أخرى لتوسيع دائرة العمل بالقانون كي يعاقب على سب مقدسات الديانات الأخرى في إنجلترا ولكن كل تلك المحاولات باءت أيضا بالفشل.
- في عام 1988 بعد نشر كتاب "آيات شيطانية"، حاول المسلمون في بريطانيا استخدام قانون حظر سب المقدسات ضد المؤلف (سلمان رشدي) ولكنهم فشلوا في ذلك،
لأن القانون يعاقب على سب المقدسات المسيحية فقط، وبالتالي فإن (سلمان رشدي) لم يكن خارجا عن أية قوانين بريطانية حين
أهان المقدسات الإسلامية!!!
الطريف في الأمر أن بريطانيا التي سمحت بنشر وتداول الكتاب بدعوى حرية التعبير، قامت بعد ذلك بمنع دخول فيلم باكستاني يسخر من سلمان رشدي وكتابه!!
- عام 1989 قامت هيئة الرقابة على المصنفات الفنية البريطانية برفض عرض فيلم وثائقي عن الراهبة ( تيريزا ) ـ التي عاشت في بريطانيا في القرن السادس عشر ـ على شاشات التلفزيون البريطاني، بسبب محتوى الفيلم الذي
يمكن تأويله على أنه إهانة للدين المسيحي.
* فرنسا:
- عام 1990 أقر مجلس الشعب الفرنسي قانون "فابيوس ـ جيسو" الذي
يحظر مجرد مناقشة حقيقة وقوع الهولوكوست في الحرب العالمية الثانية.
- في يونيو 1995 تم تغريم "برنارد لويس" الأستاذ بجامعة برنستون الأمريكية مبلغا قدرة 10 آاف فرنك فرنسي (أي ما يقارب 2062 دولارا أمريكيا)، لأنة
أنكر أن ألأرمن تعرضوا لإبادة جماعيّة على يد الدولة العثمانية في بداية هذا القرن، فهو يؤكد أن كثيرا من الأرمن قد لقوا حتفهم بسبب "المرض أو الجوع أو الإرهاق أو البرد".. ولهذا السبب حين سألته صحيفة "لوموند" في نوفمبر عام 1993: "لماذا ترفض تركيا الاعتراف بأنها أبادت الأرمن؟"، قال: "أنت تقصد لماذا ترفض تركيا الاعتراف بوجهة النظر الأرمنية لما حدث".
وقد أدت تصريحات لويس هذه إلى عاصفة احتجاج من قبل الجالية الأرمنية في باريس، فقد قام 30 أستاذ جامعيا بكتابة خطاب مفتوح يتهمون فية لويس "بخيانة الحقيقة وإهانة ضحايا الوحشية التركية".. وقد حاولت الجالية الأرمينية في البداية تقديم لويس لمحكمة الجنايات طبقا لقانون جيسو الصادر 1990، ولكنها علمت فيما بعد أن هذا القانون
خاص فقط بإنكار الهولوكوست الذي حدث لليهود، ولا يمكن تطبيقه بخصوص أي جماعية أخرى!!
الجدير بالذكر أن برنارد لويس مؤرخ بارز، وتخصصه الدقيق هو تاريخ الدولة العثمانية، ويعد واحدا من أعلم المؤرخين بهذا التخصص.
- في يناير 1998، تمت محاكمة (روجيه جارودي) بسبب كتاب "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية" وتغريمه 20 ألف دولار.. ولكن الأمر لم يقتصر على هذا، فقد تلقى جارودى عدة مكالمات هاتفية تهدّده بالقتل، وتم الاعتداء على المكتبات التي تبيع كتبه حتى امتنعت عن ذلك.. كما اعتدي على ناشر الكتاب ونهبت مكتبته وألقيت قنابل مولوتوف على المكتبة التي يمتلكها بأثينا.. وتم الاعتداء على مجموعة من الصحفيين العرب والإيرانيين على عتبة المكتبة ثم طوردوا حتى مترو الأنفاق، حيث أصيبوا إصابات استلزمت نقلهم إلى المستشفى.. الأسوأ من ذلك كله أن الصحافة الفرنسية التي هاجمت جارودى وكتابه ومحاميه بكل قسوة، لم تنشر أي مقال أو خطاب فيه تأييد لجاروي.. حتى الخطاب الذي أرسله الأب بيير (الذي يحظى بشعبية هائلة في الشارع الفرنسي لدرجة اعتباره أكثر الأشخاص شعبية في فرنسا كلها) لجريدة لوموند تأييدا لجارودي لم ينشر.. وهكذا أعطت الصحافة الفرنسية انطباعا لدى الرأي العام أن جارودي لايؤيده أحد في العالم!!
*
سويسرا:
- مقاطعة دي تور السويسرية منعت كتاب "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية" من التداول, وحكمت محكمة على ناشر عرَضَ الكتاب بالسجن أربعة أشهر.
* الولايات المتحدة:
- تم منع عرض مجموعة من الأفلام الوثائقية التي قام بإعدادها الصحفي البريطاني البارز د. (روبرت فيسك)، لأنها أثارت غضب اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، والذي هدد شبكة التلفزيون بسحب الإعلانات منها.. والسبب وراء هذا الغضب الصهيونيّ، هو أن مجموعة الأفلام التي أعدها (روبرت فيسك) ـ والتي كان عنوانها "جذور غضب المسلمين" ـ اتهمت إسرائيل بأنها السبب الرئيسيّ وراء نقمة المسلمين على الغرب.. والجدير بالذكر هنا أن ننوّه إلى أن روبرت فيسك قد حصل على جائزة الصحافة البريطانية لعام 1995 كأحسن صحفي بريطانيّ قادر على عرض وتحليل الأخبار السياسية الدولية.
- الممثلة البريطانية الشهيرة (فانيسا ريد جريف) لم يسمح لها بأداء دورها في مسرحية كوميدية بريطانية أثناء عرضها في الولايات المتحدة، بسبب تصريحاتها المعادية للتدخل الأمريكي ضد العراق في حرب الخليج.. ومن الجدير بالذكر أن أعمالها الفنية كثيرا ما تتعرض للمقاطعة أو الإلغاء من العرض في الولايات المتحدة، بسبب آرائها المعادية للصهيونية وسياسات إسرائيل[2].
وبعد . . هل يستطيع الباحث الدكتور سامي عوض أن يحاول المساس بالمقدسات المسيحية ، أو أن يحاول إنكار " خرافة " الهولوكوست على الملأ ، وفي الصحف الأوروبية حيث يقيم في بلاد الحرية ؟ أتحداه أن يفعل ذلك .
________________________________________
[1] بقلم (صخرة الخلاص) الكاتب في الساحة العربية.
[2] لمزيد من تفاصيل تدخل اليهود في أمريكا ضد الحرّيّة، اقرإ المقال المعنون بـ "التغلغلُ اليهوديُّ في (أمريكا)، المقطع: "حرب بدون طلقات".