دعوة جادة للتأمل في.."وقطعن أيديهن"..

فتحي صالح

New member
إنضم
12/05/2013
المشاركات
34
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
العمر
45
الإقامة
صنعاء - اليمن
يقول الله تعالى في قصة يوسف عليه السلام:
فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ [يوسف : 31]
ولا أحسب أن النسوة قد قمن ببتر أيديهن (يعني فصل أيديهن عن أجسادهن فصلا تاما) بل أعتقد أنهن جرحن أيديهن وهو المقصود بالقطع هنا. إلا إن كان هناك من يرى بأنهن بترن أيديهن بترا كاملا..
السؤال: في قوله تعالى:
وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [المائدة : 38]

يتم تفسير القطع هنا على أنه البتر (فصل اليد عن الجسد فصلا تاما)
هل يحق لنا أن نفرق بين لفظي "قطعن أيديهن" و"اقطعوا أيديهما" بالرغم من أن اللفظ واحد والقطع هو القط؟.
وبأي دليل جاز لنا أن نقول أن السارق والسارقة يقتضي القطع فيهما الفصل بينما النسوة لم يفصلن أيديهن؟؟ وهل يمكن لي بأن أستنبط أن قطع يد السارق ربما يكتفى فيها بترك جرح ذا علامة ليكون نكالا؟؟
هل يجوز للمستنبط من كتاب الله تفريق ذات اللفظ في ايتين وبأي حجة وتحت أي ظرف؟؟
 
هل يجوز للمستنبط من كتاب الله تفريق ذات اللفظ في ايتين وبأي حجة وتحت أي ظرف؟؟

نعم يجوز له حين يمتلك الآلة التي تمكنه من معرفة أصول الكلام، ودلالاته، وأثر القرائن عليه، وبغير ذلك لا يقوم علم معتبر ولا فهم صحيح.

أخي فتحي وفقه الله
نحن هنا إخوة قبل أي شيء، والأخوة تقتضي المناصحة، والفائدة من النقاش هي إظهار نقاط الضعف والقوة في موضوع الحوار حتى يستفيد الطرفان.
ومشاركاتك حتى الآن -كما ذكر الإخوة- تنمّ عن جهل واضح بأبجديات علم الاشتقاق، فضلا عما يتعلق بفقه اللغة وأسرار العربية.

نصيحتي لك -وفقك الله ونور قلبك- أن تبدأ بمجموعة من كتب النحو الاشتقاق والتصريف والبيان، ومعها قراءة موسعة في كتب العربية وأسرارها، قبل التفكير بالاجتهاد، فالقرآن ليس حقل تجارب، وأنت تملك الرغبة والمحبة للعربية والقرآن، وستجد بهذه الدراسة بإذن الله ما يضيء لك جوانب يضيق هذا النطاق عن شرحها.
 
أطلق عليه القطع مجازاً للمبالغة في شدته في الأولى وحقيقة في الزجر في الثانية

أطلق عليه القطع مجازاً للمبالغة في شدته في الأولى وحقيقة في الزجر في الثانية

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله
وآله وصحابته وكافة المرسلين وعباده الصالحين

بارك الله في كل الاخوة الأحباب الكرام وأقول بتوفيق من الله تعالى :

قال تعالى وهو أصدق القائلين ( فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَئاً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ ٱخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَـٰذَا بَشَراً إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ ) * ( قَالَتْ فَذٰلِكُنَّ ٱلَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَٱسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَآ آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّن ٱلصَّاغِرِينَ ) الآيتان

فتقطيع أيديهن كان من الذهول، أي أجرين السكاكين على أيديهن يحسبن أنهن يقطعن الفواكه ، وأريد بالقطع الجُرح، أطلق عليه القطع مجازاً للمبالغة في شدته حتى كأنه قَطْع قطعة من لحم اليد

عن أبـي سعيد الخدري عن النبـي صلى الله عليه وسلم أنه قال: رأيت يوسف ليلة المعراج كالقمر ليلة البدر ، وحكى أنه عليه السلام كان إذا سار في أزقة مصر تلألأ وجهه على الجدران كما يرى نور الشمس، وجاء عن الحسن أنه أعطى ثلث الحسن، وفي رواية عن أنس مرفوعاً أنه عليه السلام أعطى هو وأمه شطر الحسن وتقدم خبر أنه عليه السلام كان يشبه آدم عليه السلام يوم خلقه ربه ، ( وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ) أي جرحنها بما في أيديهن من السكاكين لفرط دهشتهن وخروج حركات جوارحهن عن منهاج الاختيار حتى لم يعلمن بما عملن ولم يشعرن بما ألم ما نالهن، وهذا كما تقول: كنت أقطع اللحم فقطعت يدي، وهو معنى حقيقي للتقطيع عند البعض ، وفي -الكشف- إنه معنى مجازي على الأصح، والتضعيف للتكثير إما بالنسبة لكثرة القاطعات، وإما بالنسبة لكثرة القطع في يد كل واحدة منهن ، وأخرج ابن المنذر وغيره عن مجاهد أنه فسر التقطيع بالإبانة، والمعنى الأول أسرع تبادراً إلى الذهن، وحمل الأيدي على الجوارح المعلومة مما لا يكاد يفهم خلافه، ومن العجيب ما روي عن عكرمة من أن المراد بها الأكمام، وأظن أن منشأ هذا محض استبعاد وقوع التقطيع على الأيدي بالمعنى المتبادر، وبفهم متسق نرى ملامح هذا التقطيع المجازي كما سيتضح من قوله تعالى ( وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً ) الآية وأعطت كل واحدة من هؤلاء النسوة سكينا ليقطعن به ما يأكلن من لحم وفاكهة.

ويؤخذ من هذه الآية الكريمة أن الحضارة المادية فى مصر فى ذلك الوقت كانت قد بلغت شأوا بعيدا، وأن الترف فى القصور كان عظيما، فإن استعمال السكاكين فى الأكل قبل هذه الآلاف من السنين له قيمته فى تصوير الترف والحضارة المادية .

وهنا نجد المرأة الجريئة الماكرة ، تقول ليوسف كما حكى القرآن عنها ( ٱخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ) وتعني ابرز لهن ، وادخل عليهن ، وهن على تلك الحالة من الأكل والاتكاء وتقطيع ما يحتاج إلى تقطيع الطعام

وهى ترمى من وراء خروجه عليهن إلى إطلاعهن عليه حتى يعذرنها فى حبها له وقد كان لهذه المفاجأة من يوسف لهن وهن مشغولات بما يقطعنه ويأكلنه، أثرها الشديد فى نفوسهن، وهذا ما حكاه القرآن الكريم فى قوله تعالى ( فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ للَّهِ مَا هَـٰذَا بَشَراً إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ ) الآية
أما الحكمة من قوله تعالى
( وَٱلسَّارِقُ وَٱلسَّارِقَةُ فَٱقْطَعُوۤاْ أَيْدِيَهُمَا جَزَآءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) * ( فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) * ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) الآيات

تتبين من قوله تعالى وقوله ( جَزَآءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ ٱللَّهِ ) فهي بيان لسبب هذه العقوبة وللحكمة التى من أجلها شرعت وتعني اقطعوا أيديهما حقيقة لا مجازا جزاء لهما بسبب فعلهما الخبيث ، وكسبهما السىء، وخيانتهما القبيحة، ولكى يكون هذا القطع لأيديهما ( نكالا ) وتعني عبرة وزجرا من الله تعالى لغيرهما حتى يكف الناس عن ارتكاب هذه الجريمة وتنمحي بذلك جرائم السرقة من المجتمع المسلم بهذا النهي الصارم من الله عز وجل .
فالحكمة العظيمة من هذا التشريع المحكم هي في أصلها رحمة بهذا المجتمع المسلم المتراحم المتكافل فيما بينه فتنمحي منه كل أنواع الجرائم
فيتوقون بذلك في عزم الى العدل والاحسان واعمار الأرض بما أمر الله تعالى
( فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ).
 
الأخ/ محمد العبادي

في هذا الموضوع بالذات لم أطرح أي رأي خاص ولم أجتهد أي اجتهاد وإنما سألت الاخرين ممن لديهم من العلم أسئلة وردت الى ذهني ولا دخل لجهلي بعلم الاشتقاق والصرف هنا حيث أني سألت ولم أجب.
ثانيا: لا أظن أنني على هذا القدر من الجهل. فأنا والحمد لله مهندس وأتعامل مع أعقد البرامج والدوائر الالكترونية وليس في فهم أدوات الصرف المتداولة حاليا ما يستحيل علي بإذن الله. إلا أنني لا أرضى بغير القران الكريم مرجعا. فهو مرجعي الحصري الوحيد في موضوع بيان القران الكريم.

الدكتور محيي الدين .. قرأت مقالتكم السابقة حول الموضوع ولكن لنفترض جدلا أن معنى قطعن أيديهن هو جرح أيديهن.. فكيف أفرق بين القطع هنا وبين القطع ليد السارق. في حقيقة السؤال أريد أن أعرف ماهي معايير اختيار معاني الألفاظ المتشابهة عند من يفكرون هنا وعلى ماذا يستندون تمهيدا لمواضيع أخرى مثل قوله تعالى: "سمعنى فتى يذكرهم يقال له ابراهيم" وتفسر على أن فتى هنا هي شاب صغير أما قوله تعالى: "فتياتكم المؤمنات" فتفسر أنها الجواري المشتريات أو المسبيات من الإماء. فأريد أن أعرف ماهي معايير انتقاء معاني مختلفة لنفس الألفاظ؟
 
هل وصلنا في الزمان إلى المسح بممحاة رصاص (أستيكة) عشرات الأدلة المستندة إلى نصوص الكتاب والسنة والإجماع، تدعمها مئات الشواهد التاريخية من السيرة وأفعال الصحابة والتابعين..
يا أخي:
الأصل حمل اللفظ على ظاهره ولا ينبغي العدول عنه إلى التأويل إلا بمسوغ مقبول.
هذه قاعدة اتفق عليها المفسرون، وينبغي على الجميع احترامها (كما يحترم مهندس البرمجيات قواعد تخصصه)
- تقطيع أيديهن: لا يمكن حمله على معناه الظاهر بقرينة عقلية: وهي أن فصل اليد عن الجسم مستحيل أن يكون بسكين عادية، وبخاصة إن كان بيد امرأة من المترفات.
- قطع يد السارق والسارقة: لا مسوغ أبداً لتأويله، لذا نُعمِل القاعدة: الأصل حمل اللفظ على ظاهره.
وكيف إن أيدته نصوص السنة وإجماع المسلمين والشواهد التاريخية منذ 14 قرناً إلى اليوم؟
 
الأخ فتحي
إن ورد في القرآن الكريم قطعن أيديهن، فقد ورد فيه لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف، وتهديد فرعون لا شك أنه يتضمن فصل الأعضاء البتة كما يفعله الفراعنة في كل مصر وعصر، فعلى المبدأ الذي تستند إليه (وإن كنت لست مقتنعا بذلك المبدأ بذلك التفصيل) يدل القرآن الكريم على فصل يد السارق وليس الجرح فقط.

الأخ الريسوني
هناك سؤال، هل جمال يوسف والذي كانت تتلألأ به أزقة مصر كما ذكر، كان خافيا على نسوة مصر، حتى علمن به بعدما خرج عليهن، وهل كان يعيش في مخبأ، خرج منه أول مرة أمام أعين نسوة مصر؟ أرجو الاطلاع على موضوع له صلة بالموضوع. http://vb.tafsir.net/tafsir27226/
 
الأستاذ عبدالرحمن الشريف
لا تمنعنا مئات الأدلة القديمة من التفكير في ماهو أفضل وأكمل خصوصا وأن هذه الأدلة فشلت حتى الان في تبرير الكثير مما يختص ببيان القران الكريم والمشكل في اعراب القران الكريم مثلا كثير. ناهيك عن فشل علماء الصرف حتى الان في تبرير الكثير من اشتقاقات القران الكريم. وفي قوله تعالى: "ثم إن علينا بيانه" إشارة ظاهرة إلى أن بيانه سيأتي مع الزمن. وفي قوله تعالى: "ولتعلمن نبأه بعد حين" إشارة إلى ذلك أيضا فلا ينبغي الاكتفاء بما تم و التسليم بأنه ليس في الإمكان أفضل مما كان.

الدكتور محيي الدين غازي.. عند مقارنة جذر كلمة القطع في القران الكريم والتي وردت في 33 اية وفي الاية الرابعة والثلاثين بصيغة فاعل: "ماكنت قاطعة أمرا حتى تشهدون" فيها مايدل على الفصل وفيها مالا يدل على ذلك مثل قوله تعالى: "ولا يقطعون واديا" فالظاهر أنه لا يتم فصل الوادي. فنريد دقة أفضل في تحديد مقاصد الكلمات والتفريق بينها وبين كلمات مثل فصل وفرق وبتر وما إليه. لكن هل يكفي دلالة اللفظة في احدى الايات على عدم الفصل لكي نقرر تعليق بتر يد السارق؟ فمثلا لو سرق لص شيئا زهيد الثمن مثلا هاتف جوال لا يتعدى سعره العشرة دولارات فهل صفة السارق تنطبق عليه.. وهل لا مجال إلا بتر يده كما فعل من يسمون بالقاعدة في احدى الدول ونزف السارق الى أن مات مستشهدين بهذه الاية؟؟
 
أخي فتحي
إنك في تسرعك، تهدم كثيرا مما تبني، وقد ظننتك أنك تقوم باستقراء شواهد القرآن وبناء عليه تحدد المعنى ثم تطبقه على ما اشتبه فيه الأمر، أما هنا، فقد سلكت مسلكا لا نعرفه نحن ولا أنت إلى أين يؤدي، فهذا يستدل بآية ويقول بالبتر، وذاك يستدل بآية أخرى فيقول بعدم البتر.

لا أنصحك أن تقرأ هذا وذاك.

ولكن هل لي أن أنصحك أن تتوقف عن إبداء آرائك وتعكف على القرآن الكريم بضع سنوات أخرى. فتخرج بآراء منورة بنور القرآن الكريم.
 
القطع أو التقطيع الذي يمارسه الإنسان والخاص بجسم الإنسان الوارد في القرآن الكريم ينقسم إلى قسمين :
أولا : القطع الذي يمارسه الإنسان على إنسان آخر :
يقول تعالى : {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }[المائدة:33]
ويقول تعالى : {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }[المائدة:38]
ويقول تعالى : {لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ } [ الأعراف:124]
فقطع اليد يعنى البتر وتقطيع الأيدي والأرجل من خلاف يعني بتر هذه الأعضاء وذلك كله بدليل الكتاب والسنة .
ثانيا : القطع الذي يمارسه الإنسان على نفسه :
يقول تعالى : {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ }[يوسف:31]
ويقول تعالى : {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ }[يوسف:50]
فهنا النسوة قطعن أيديهن : مارسن على أيديهن عملية التقطيع .
ماذا يعني ذلك ؟
إذا جمعنا الحيثيات التي رافقت هذا التقطيع ، يتبين أن :
امرأة العزيز تعتبر قول النساء مكرا ضدها ، لذلك جاءت بهن للتكفير عن هذا الفعل بواسطة عملية تقطيع الأيدي . هذه العملية التي اعتبرها يوسف كيدا ضده .
فالفاعل نساء مترفات لكل واحدة منهن متكئا . ووسيلة التقطيع سكين لكل واحدة منهن .
فكانت النتيجة : أن خدشن جلود أيديهن بإحداث جراحات بواسطة السكين تكفيرا لما صدر منهن تجاه امرأة العزيز .
وهي عملية اعتذار جماعية لنساء أذنبن في حق امرأة العزيز .
الخلاصة : عملية القطع أو التقطيع من إنسان على إنسان آخر فهي بتر للعضو .
أما عملية التقطيع من إنسان على نفسه فهي خدش للجلد وجرح له . لما يرافق هذه العملية من إحساس بالألم أثناء ذلك . ولا أحد يستطيع أن يقطّع أعضاءه كما يقطع أشياء خارجية .
والله أعلم وأحكم
 
عودة
أعلى