دعوة الى النظر في منهج الملتقى والسكوت عن البدع المضلة

البهيجي

Well-known member
إنضم
16/10/2004
المشاركات
2,468
مستوى التفاعل
82
النقاط
48
العمر
65
الإقامة
العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين ورضي الله تعالى عن
صحابته الكرام...
الأخ الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري الأساتذة الكرام في إدارة الملتقى ...الاخوة الكرام والاخوات أعضاء الملتقى...
السلام عليكم....أتوصف أقوال الخلفاء الأربعة وعلماء الصحابة رضي الله تعالى عنهم بأنها أقوال باطلة متهافتة ولا ينبري
أحد منكم ليرد عن أولئك الاصحاب!!!
أيجري تسفيه قول علماء الامة ومفسريها بطريقة منكرة ولا يرد أحد منكم ....ماهذا النوم ...هل هذه حرية وديمقراطية!!!
يكتب احد أعضاء الملتقى ليرد مسألة وقوع النسخ في القرآن الكريم ...فلا يقبل بقول ابي بكر وعمر وعثمان وعلي...
من انت؟ أجئت في القرن الخامس عشر الهجري لتعلم المسلمين دينهم؟ هل انت اعلم من معاذ وأبي وعبدالله وابن عباس
وابن عمر وعائشة و..و...؟ ثم أليس هذا الملتقى هو على منهج اهل السنة والجماعة؟ فمن منهم من قال ان لا نسخ في
القرآن؟............رجاء ياكرام ليس هذا الامر بهين ...فراجعوا أنفسكم ..والله تعالى اعلم.
 
أخي الأستاذ البهيجي:
أرجو، وكما تعودت منك، أن يتسع صدرك لجزء من الملاحظات:

القسم المناسب لموضوعك هذا هو ملتقى الاقتراحات والملحوظات. وبهذا خالفت البند 7 من سياسات الملتقى (يجب التقيد بنشر المشاركات في أقسام الملتقى المناسبة).

في كلامك تشخيص فخالفت بهذا البند 13 (يَجبُ الالتزام بآداب الحوار وأخلاقه في الحوارات، والحرص على سعة الأفق في النقاش والحوار، وعدم التعرض لأي شخص).

أفهم من كلامك أنك تريد إقصاء بعض الأفكار من حظها في العرض والمناقشة والأخذ والرد، وبهذا تعاكس البند 9 (عدم التردد في مناقشة أي فكرة في الملتقى، أو موضوع له علاقة بالملتقى، شريطة الفهم، وحسن العرض، والأدب في العبارة، ومراقبة الله في ذلك).

خاطبت بكلامك الدكتور عبدالرحمن الشهري والأساتذة في إدارة الملتقى بما يشعر أنك تحمّلهم المسؤولية، وبهذا تجاوزت البند 1 ( البوابة الإلكترونية للتفسير (ويتبعها ملتقى أهل التفسير) تتخذ من منهج أهل السنة والجماعة منهجاً لها تعتمده في بحوثها ومقالاتها، وكل ما يخالف هذا المنهج فليس مقبولاً لديها، ولا يُسمَح بكتابتِه، وإن وجد شيء من ذلك فهو يُمثِّل رأي كاتبه) و البند 6 (جميع المشاركات والردود في الملتقى تُمثّلُ رأيَ أصحابها). هذا مع العلم أن الكلام عن النسخ (في القرآن وبالقرآن) والكلام عن الناسخ والمنسوخ (في القرآن) هو كلام علمي تفسيري لا علاقة له بالعقيدة؛ وحتى لو كان من باب العقيدة فإنه يجب التمييز بين الكلام التفسيري والتقرير العقدي؛ فراجع بارك الله فيك جواب الشيخ إبن باز عندما سئل عن التوفيق بين إثبات الصفات من خلال تمرير الظاهر من جهة والروايات التفسيرية التي تنسب للصحابة وعلى رأسهم إبن عباس من جهة أخرى - أو الشيخ العثيمين لم أعد أتذكر التسجيل؛ وكذلك جواب الإمام الألباني على سؤال مفاده (شيخ الإسلام ابن تيمية لا يثبت الساق لله عز وجل، فهل خالف "الأصول" ؟) إذ ميّز في جوابه بين التفسير وتقرير المعتقد..

هذا وقد قلت لك في مشاركة أخرى من (مطارحات في علوم القران [1]):
نحن في ملتقى علمي للتدارس والإستفادة والإفادة، وليس لإطلاق الأحكام وإتهام الناس في موقفهم من الصحابة و تفسيرات السلف.. هذا وقد يقول المشارك أحيانا ما تقتضيه طبيعة المناقشة لا الذي يأخذ به ويقول به، فالبحث أحيانا يجعلك تطرح ما يخالف قناعتك الشخصية.. وعندما نفهم هذه الحقيقة فسوف يعود الملتقى إلى بهائه وجماله الذي رافقه منذ نشأته.

إن كنت تبحث عن ملتقى دعوي أو تربوي توجيهي أو في فقه الفرق والردود أو ملتقى للفتاوى؛ فقد أخطأت في العنوان. ولا يجوز أن يزايد بعضنا على بعض ونظن أننا نحن فقط من يحترم العلماء ويوقر الصحابة، وهذا ملتقى علمي أكاديمي للبحث وإعمال النظر ومناقشة الأفكار، فيشارك معنا المسلم وغير المسلم والمنافق، كما يشارك معنا الشيعي والرافضي بشرط عدم التنقيص من الصحابة أو سبهم، فيخالف سياسة وتوجه الملتقى. كما يشارك هنا المتخصص والباحث والمهتم والمتابع إلى جانب الزائرين الذين وجهت إليهم رسالة قبل عامين تقريبا: أخي الزائر: لم لا تكتب ؟، وأين سيكتب إن لم يكتب هنا؟ أين تريد أن تتعرّف على بدعه أو ضلالاته أو سوء فهمه أو قلة معرفته لتتفاعل معها؟ في تلك المنتديات النشيطة -للأسف- التي لا رائحة فيها لمتخصص ولا باحث؟ هنا على الأقل يجد من يتفاعل معه يناقشه أو يوجهه أو يأخذ بيده أو يطرح عليه أسئلة تجعله يتراجع ويراجع فهمه بنفسه، وقد يقتنع وقد لا يقتنع، فإن لم يقتنع فما أنت عليه بمسيطر، لكن يقتنع غيره ومن خلال المناقشة يستفيد الآخر في موضوع شكّل له عقدة (معرفية) لسنوات.. ثم إن قولك "البِدع المُضلّة" جعلني أظن أنك لا تدري شيئا عن نقاشات ساخنة طرحت هنا، وتدور حول أشياء سأقول عنها إن كان إنكار النسخ بدعة مضلة فإن تلك الأشياء "أكفر من الكفريات"..

وعليه مفيهش تسفيه للعلماء الأئمة بل هم على رؤوسنا في نقل الدين، فننظر لنرى ونراجع ما تركوه في تفهيم الدين. وقد تساهلوا في أمور كثيرة إذ لو كانوا معنا الآن لأعادوا النظر في كثير من تفهيماتهم، كما كان يحدث أيام التعصب المذهبي، وفي عصرنا هذا نعيش تدافعا حقيقيا على نطاق واسع لا يمكن بتاتا مقارنته بجدلية التساهل والتشدد في إطار التدافع المذهبي الفقهي والكلامي (قارن مثلا بين الغماري و الالباني في تصحيح وتضعيف ما يرتبط بالتوجه السلفي والصوفي). هنا يجب أن تفهم أن الحركة الإعتزالية ظهرت في "جو جدلي" وإذا أردت أن تقارن بين بيئتهم أيام عز الإسلام وبيئتنا نحن وما نشهده من ضعف المسلمين، فكأنك تقارن بين البعوضة والفيل. وبالتالي لا يجوز الحكم على تلك الحركة أو لها بمعزل عن معرفة البيئة وتحدياتها.

أنت تدافع عن روايات في النسخ تنسب للسلف وهذا حقك وهذه طريقتك في الإلتزام بنهجهم، وغيرك يوقر السلف من خلال تنزيههم عن تمرير ما قد يطعن في الدين برمته. الطريقة الأولى سلفية، لكن الطريقة الثانية أيضا سلفية وتظهر بشكل جلي في تنزيه أم المومنين عائشة عليها السلام النبي صلى الله عليه وسلم عن أن يقول شيئا يخالف القرآن {ولا تزر وازرة وزر أخرى} ردا على (إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه)، حتى تبيّن لها الأمر وأنها توهمت الاختلاف بين القرءان والحديث، إذ لا يعقل أن يجتمع أكثر من صحابي جليل على رواية حديث ثم يخالف هذا الحديث القرءان. ونحن نتكلم عن حديث هنا ولا نتكلم عن تأويل الصحابة لآية قرءانية إستفادوا منها أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه؛ ولو كان الأمر كذلك لالتزمت رأيها - تأويلها - لأنها تعبد الله بعقلها وضميرها وقناعتها وليس بقناعة غيرها.. ثم يأتي بعد ذلك من يزيد على الوهم وهما ويقول تلك الآية التي فهم منها الصحابة أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ناسخة لـ {ولا تزر وازرة وزر أخرى} أو أن السنة تنسخ (تُبطِل) القرءان، وأن فهم الصحابة مقدّم على فهم صحابية، والأمر ليس كذلك ففي تفهيم الدين الدليل مقدّم على الأقوال أو بمعنى آخر قول آريوس في توحيد الله بالوحدانية مثلا مقدم على كل المجامع والإجماعات الكنسية وقول الجمهور وقول عامة أهل الكنيسة في توحيد الله بالتثليث لأن قوله حينها بأدلة يقبلها العقل السليم والتاريخ والتحليل العلمي للأناجيل، بينما كان قولهم بالإتفاق والوضع والإصطلاح والتقليد وما شابه وقارب..

إن الكلام في المسألة تلك كلام خطير ونحن نحترم مبدئيا فهومات السلف، فأين الرواية الصحيحة التي تثبت وجود الإبطال والإثبات أي الناسخ والمنسوخ (يعني التناقض بالعربي) في القرءان؟ لاحظ أن مرادهم بالنسخ أعم من المفهوم الإصطلاحي (المجمعي الجمهوري) المتأخر. ثم يأتي النسخ بمعنى الرفع وهو أخطر لأنه يتعلق بالتنزيل بينما يتعلق الأول بالتأويل.

وهنا أكرر الفكرة: ما يمس التنزيل لابد فيه من تواتر؛ والعثور على إثبات نبوي صريح صحيح للرفع مستحيل لأن المسألة بهذا الحجم من الخطورة لا تترك لإجماع السلف وهو إجماع لا وجود له، فلابد أن يحسم الأمر بتوجيه نبوي تجد صداه في روايات السنة والشيعة والإباضية وو.. ثم إن النسخ بهذا المعنى يخالف القرءان، فلنفترض مثلا ((الشيخ والشيخة..)) فأين البدل أم هناك نسخ بلا بدل؟ الذين قالوا بإمكانية النسخ بلا بدل، هم أنفسهم من أثبت مبدأ النسخ بآية قرءانية تلزمهم بالبدل. إنه تناقض صريح، وإحترامهم يكمن في رد تلك البضاعة إليهم فإنها لا تصلح إلا للبحث الذي يرمي إلى فهم أسباب مثل تلك الأوهام: هل إعتقادا منهم أن السنة لا تستقل بالتشريع؟ هل هو حصر للوحي في القرءان؟ هل هو فهم مغلوط لما يسمى الإجماع السكوتي؟ هل هو إطلاق لـ {وما ينطق عن الهوى}، فأين موقع {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} من الإعراب؟ هل هو شيء فطري يتمثل في "الفضول المعرفي"؟ هل هو تساهل في تصحيح الروايات ومن ثم توهم الإختلاف الذي لا يرفع إلا بإثبات الرفع؟ هل هو تقليد وحسن الظن بمن سبق، إذ يكفي أن يتوهم الواحد من المتقدمين وهما فيحصل مع التقليد على تأشيرة "قول عامة أهل كذا أو كذا"؟ وهل وهل ..

أما تساؤلك (.. ولا ينبري أحد منكم ليرد عن أولئك الاصحاب!!!) فأقول: لقد أجابوا وأفادوا، وما عليك إلا أن تنسخ روابط تلك المشاركات وتضعها في المواضيع التي تشير إليها، وهنا مثال:

عبدالرحمن الشهري يعلق على (لا نسخ في القرآن!! خطبة للدكتور عدنان إبراهيم): "موضوع إنكار النسخ بالكليَّة أو إنكار بعض مسائله من المسائل القديمة التي تعرَّض لها العلماء قديماً وحديثاً بالنقاش ، وقد كتبت في ذلك بحوث خاصة ، وهي من المطبوعات المتداولة . وقد نوقشت الكثير من مسائل النسخ في ملتقى أهل التفسير كثيراً ، ولم أسمع خطبة عدنان إبراهيم بالذات ، ولكنني سمعتُ الكثير من شبهاته ولم أجد في شبهاته إلا ترديداً للقديم ، بل إن عنوان خطبته هذه (لا نسخ في القرآن) هو عنوان كتاب مطبوع قديماً من تأليف الدكتور أحمد حجازي السقا طبع عام 1398هـ وناقشه الباحثون ولم يأت هو بجديد كذلك ، ومثله كثيرون قديماً وحديثاً ، ومن آخرها كتاب بين يدي الآن بعنوان (بالحجة والبرهان .. لا نسخ في القرآن) ..".

https://vb.tafsir.net/tafsir36299/#.WJxwXPLBYqJ


وأنا هنا أتفق مع العدنانين؛ أ. عدنان إبراهيم، و أ. عدنان الغامدي: لا نسخ في القرءان الكريم. وأضم صوتي لكل صوت ينكر النسخ. طبعا أنا أقصد صوت البحث والنقاش والتفكر والنظر، وليس قناعتي الشخصية التي تخصني أنا ولا أحد يتدخّل فيها ولا معنى لعرض القناعات الشخصية في المناقشات ..

الآن دورك أستاذنا البهيجي، حلّل وناقش بارك الله بك، وابتعد قدر ما تستطيع عن الشخصنة، ورمي الناس بتسفيه العلماء والصحابة. هذا، وأرجو أن تغض الطرف عن الأخطاء الأسلوبية واللغوية في مشاركتي، وتركز على مناقشة الأخطاء التصورية والمعرفية بأدلة صارمة وبتحليل جديد فنحن نعرف أدلة القائلين بالنسخ كما نعرف طبيعة وفحوى مناقشاتهم لمنكري النسخ.
 
للمعلومة :
الميرزا القادياني يرى ادعاءه بشأن أن الوحي يأتيه وبشكل ما ادعاءه للنبوة، يرى أنه منهج سلفي ومتطابق تماماً مع القرآن .

لا أظن أن الدجال الأعور سيعدم هذه الحجة أيضاً.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله تعالى الأستاذ شايب والاخ احمد....الأستاذ شايب ارجو من حضرتكم النظر بما
يلي:
1- ليس لي مانع ان يختلف معي احد الاخوة في مسألة معينة بشرط ان يحترم قولي
وانا أحترم رأيه...فأخي الكريم هل من الاحترام ان يقول لي ان قولك باطل ومتهافت!!! وانا لم أغضب لنفسي لكني غضبت لمن هم خير مني أصحاب رسول الله
اللهم صل عليه وآله وأرض يارب عن أصحابه.
2- ألست تتفق معه في الرأي فلماذا لم أغضب منك ....لانك تحترمني وتناقش بإسلوب
هادئ متريث .
3- أعتقد ان مسألة النسخ في القرآن فيها إجماع واضح لا لبس فيه واذا تريد الأدلة على
هذا الامر فسوف آتيك بها ان شاء الله تعالى.
4- كما اني مندهش انك تدافع عنه ولم أرك تدافع عن الصحابة الكرام.
5- قال الله تعالى:(وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً (115))النساء
قال ابن كثير :(وَقَوْلُهُ : ( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى ) أَيْ : وَمَنْ سَلَكَ غَيْرَ طَرِيقِ الشَّرِيعَةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَصَارَ فِي شِقٍّ وَالشَّرْعُ فِي شِقٍّ ، وَذَلِكَ عَنْ عَمْدٍ مِنْهُ بَعْدَمَا ظَهَرَ لَهُ الْحَقُّ وَتَبَيَّنَ لَهُ وَاتَّضَحَ لَهُ . وَقَوْلُهُ : ( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ) هَذَا مُلَازِمٌ لِلصِّفَةِ الْأُولَى ، وَلَكِنْ قَدْ تَكُونُ الْمُخَالَفَةُ لِنَصِّ الشَّارِعِ ، وَقَدْ تَكُونُ لِمَا أَجْمَعَتْ عَلَيْهِ الْأُمَّةُ الْمُحَمَّدِيَّةُ ، فِيمَا عُلِمَ اتِّفَاقُهُمْ عَلَيْهِ تَحْقِيقًا ، فَإِنَّهُ قَدْ ضُمِنَتْ لَهُمُ الْعِصْمَةُ فِي اجْتِمَاعِهِمْ مِنَ الْخَطَأِ ، تَشْرِيفًا لَهُمْ وَتَعْظِيمًا لِنَبِيِّهِمْ [ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ] . وَقَدْ وَرَدَتْ فِي ذَلِكَ أَحَادِيثُ صَحِيحَةٌ كَثِيرَةٌ ، قَدْ ذَكَرْنَا مِنْهَا طَرَفًا صَالِحًا فِي كِتَابِ " أَحَادِيثِ الْأُصُولِ " ، وَمِنِ الْعُلَمَاءِ مَنِ ادَّعَى تَوَاتُرَ مَعْنَاهَا ، وَالَّذِي عَوَّلَ عَلَيْهِ الشَّافِعِيُّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، فِي الِاحْتِجَاجِ عَلَى كَوْنِ الْإِجْمَاعِ حُجَّةً تَحْرُمُ مُخَالَفَتُهُ هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ ، بَعْدَ التَّرَوِّي وَالْفِكْرِ الطَّوِيلِ . وَهُوَ مِنْ أَحْسَنِ الِاسْتِنْبَاطَاتِ وَأَقْوَاهَا ، وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ قَدِ اسْتَشْكَلَ ذَلِكَ وَاسْتَبْعَدَ الدِّلَالَةَ مِنْهَا عَلَى ذَلِكَ)
أعتقد ان هذه الآية تشمل من يرى ان لا نسخ في القرآن...والله تعالى اعلم.


 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الأستاذ البهيجي:
ربما خفي علي ما بدا لك، والحق أقول لك أني لم أر طعنا في الصحابة؛ ولا أرى أن نفي العصمة عنهم من الطعن أو التنقيص. ثم إن الإنتصار للقرءان العظيم أولى من الدفاع عن أصحاب النبي وهذا من حيث التأصيل أي من الناحية النظرية أما في التطبيق فالدفاع عن الأصحاب وجه من أوجه الإنتصار لرسالة القرءان.

وتبقى مسألة الوهم والإيهام التي تحتاج إلى نظر ومناقشة، فأرى والله أعلم أن نبدأ بالرواية أولا وقبل كل شيء ثم الرواة بالترتيب ثم الأصحاب والآل آخرا؛ وليس العكس! وهناك أمثلة كثيرة وسأكتفي بآخر ما قرأت من كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل زينب أم المؤمنين عليها السلام في المسند الصحيح لمسلم (عن عائشة أم المومنين قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أَسْرَعُكُنَّ لَحَاقًا بِي أَطْوَلُكُنَّ يَدًا. قالت: فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا. قالت: فكانت أطولنا يدا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق).

قال شيخ الإسلام والمسلمين في شرحه لهذه الرواية: (معنى الحديث أنهن ظَنَنَّ أن المراد بطول اليد طول اليد الحقيقية، وهي الجارحة، فكن يذرعن أيديهن بقصبة، فكانت سودة أطولهن جارحة، وكانت زينب أطولهن يدا في الصدقة وفعل الخير، فماتت زينب أولهن، فعلموا أن المراد طول اليد في الصدقة والجود. قال أهل اللغة: يقال: فلان طويل اليد، وطويل الباع، إذا كان سمحا جوادا، وضده قصير اليد والباع، وجد الأنامل. وفيه معجزة باهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنقبة ظاهرة لزينب، ووقع هذا الحديث في كتاب الزكاة من البخاري بلفظ متعقد يُوهِمُ أن أسرعهن لحاقا سودة، وهذا الْوَهَمُ باطل بالإجماع).

والحديث المعقّد في صحيح البخاري هو (عن عائشة رضي الله عنها أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قلن للنبي صلى الله عليه وسلم: أينا أسرع بك لحوقا؟. قال: أَطْوَلُكُنَّ يَدًا. فأخذوا قصبة يذرعونها، فكانت سودة أطولهن يدا، فعلمنا بعد أنما كانت طول يدها الصدقة وكانت أسرعنا لحوقا به وكانت تحب الصدقة).

وقال شيخ الإسلام إبن حجر في شرحه لهذه الرواية: (.. وقال ابن الجوزي: هذا الحديث غلط من بعض الرواة، والعجب من البخاري، كيف لم ينبه عليه ولا أصحاب التعاليق، ولا علم بفساد ذلك الخطابي، فإنه فسره، وقال: لحوق سودة به من أعلام النبوة. وكل ذلك وهم...).

قلتُ: أرى والله أعلم أن نبدأ بالرواية أولا وقبل كل شيء ثم الرواة بالترتيب ثم الأصحاب والآل آخرا.

1. الرواية توهم عندما لا تكون قطعية الدلالة، فتوهم "أصحاب التعاليق"..
2. العجب من البخاري.
3. (غلط من بعض) الرواة بالترتيب أي الطبقة الأقرب فالأقرب.
4. فكن يذرعن أيديهن بقصبة /فأخذوا قصبة يذرعونها.

فالأصحاب والآل هم آخر من نرمي بالوهم، وإذا توهموا شيئا، فغيرهم أولى بالوهم؛ فلا نتسرع إلى إثبات الوهم لهم إلا في الحالة التي لا نقدر فيها على إثبات الوهم لغيرهم أو للنص.

والآن سنأتي إلى توهم النسخ لنعالجه قليلا من الناحية المنطقية، وسنتجاوز الجانب النظري إلى ما هو عملي. إثبات جواز النسخ مسألة لا تستحق كثيرا من العناء. إن الذي يهم هو وقوع النسخ، وعليه إن لم يقع النسخ فإن جوازه (العقلي) قضية تتمع بالثبوت الذهني ليس إلا، وهذا مقبول في الفلسفة لا في الشرعيات.

دعنا نفترض أنه وقع لكن وقع مع وقوع الإختلاف في (تحديد) مواقع النسخ، وهنا يلزمك أن تصف المحق بالتحقيق وأن ترمي المبطل بالوهم إلا أن تثبت تحقق الإجماع حول موقع واحد من تلك المواقع، وحينها لكل مقام مقال وسنقيل الوهم لصالح توظيف الخطأ في الإجتهاد.

ولقد ذكرت لك في المشاركة السابقة ما قاله الدكتور عبدالرحمن الشهري: "موضوع إنكار النسخ بالكليَّة أو إنكار بعض مسائله من المسائل القديمة التي تعرَّض لها العلماء قديماً وحديثاً بالنقاش، وقد كتبت في ذلك بحوث خاصة". نستفيد أن الشيخ يعرف ما قيل قديما وحديثا في النسخ، ويعرف "البدع المضلة" حسب تعبيرك والشبهات (حول النسخ) حسب تعبيره، وأقوى دليل عنده في إثبات وقوع الناسخ والمنسوخ في القرءان الكريم ينطلق فيه من الآية المنسوخة {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول} والناسخة {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا} [البقرة 240 و 234].

طبعا بحجة قال الجمهور، وهناك رواية في البخاري قد تؤكد قول الجمهور؛ لكن ما معنى قول الجمهور؟ نفترض عندنا قولين في تفسير آية ما: مفسر يقول بقول ثم يقلده العشرات أو المئات من المفسرين تقليدا حرفيا، أمام ثلاثة من المفسرين يقولون بالقول الثاني الذي توصلوا إليه من خلال مسالك متنوعة (تفسير القرءان بالقرءان، السياق، الروايات، اللغة، القراءات..)، فأي القولين هو قول الجمهور ؟ القول الثاني طبعا، لأن القول الأول مجرد إعادة في إنتاج نفس الكلام.

ومن ناحية أخرى ذكرت لك فيما سبق قاعدة منهجية أن النسخ لا يصار إليه إلا إذا تعذر الجمع، فلنفترض الآن كل أهل التفسير يقولون بأن الآية 240 نسختها الآية 234 في سورة البقرة، ومفسر واحد بيّن كيف الجمع بين الآيتين. فما قيمة قول الجمهور؟ لا قيمة علمية له مقارنة بقول أهل التحقيق إلا أن تأتي ببديل أقوى وأحسن من تلك القاعدة، أو تبين أنه لم يفلح في الجمع.

هذا، وقد قال شيخ الإسلام إبن عبدالبر الأندلسي أن النسخ في تلك الآيتين قد اجتمع عليه: ولفظة "الإجماع" عنده مثل عبارة "ومذهب السلف" عند شيخ الإسلام إبن تيمية. عندما تبدأ في البحث والتنقيب، يظهر لك أنه لا إجماع ولا يحزنون. وحتى لا نستغرق في الكلام، راجع هذه المناقشة: https://vb.tafsir.net/tafsir321/#.WJ3MpvLBYqJ

وأخيرا، الرواية في كتاب تفسير البقرة من صحيح البخاري: (قد نسختها الآية الأخرى فلم تكتبها أو تدعها قال يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه) فرواية مبهمة ومشكلة، وتوهم بأشياء، ولا تصلح للإعتماد عليها في إثبات الناسخ والمنسوخ ولا لإثبات تصرف عثمان رضي الله عنه في تحقيق المصحف أو "المدونة الكبرى" كما يحلو لهم.

وقال شيخ الإسلام إبن حجر في شرحها: (وكأن عبد الله بن الزبير ظن أن الذي ينسخ حكمه لا يكتب، فأجابه عثمان بأن ذلك ليس بلازم والمتبع فيه التوقف، وله فوائد: منها ثواب التلاوة، والامتثال على أن من السلف من ذهب إلى أنها ليست منسوخة وإنما خص من الحول بعضه وبقي البعض وصية لها إن شاءت أقامت كما في الباب عن مجاهد، لكن الجمهور على خلافه).

نقرأ: ظن أن الذي ينسخ حكمه لا يكتب، فلماذا لا نذهب إلى أصل الظن، ونقول: ظن أن فيه شيء إسمه ناسخ ومنسوخ في القرءان ؟ هذا إذا ثبت معنى النسخ هنا عند إبن الزبير رضي الله عنه. وما هي "الآية الأخرى"؟ الرواة يحفظون الحوار هذا ولا يتذكرون الآية الأخرى؟ ونقرأ: فأجابه عثمان بأن ذلك ليس بلازم والمتبع فيه التوقف، لكن ما علاقة التغيير بالنسخ؟ يُفترض مما نتوهمه من سؤال إبن الزير أن يكون الجواب في الحذف أو الإزالة أو الإسقاط لا "تغيير شيء من القرءان من مكانه". ونقرأ: والامتثال على أن من السلف من ذهب إلى أنها ليست منسوخة؛ فأين ذهب الإتفاق المزعوم؟ ونقرأ: الجمهور على خلافه، فأي جمهور وأين نجد قول جمهور السلف؟

للمزيد في مناقشة النص، راجع: https://vb.tafsir.net/tafsir14884/#.WJ3UmPLBYqJ


فأفسح لك المجال لتحلل وتناقش، وشكرا.
 
عودة
أعلى