دعوة أصحاب الإختصاص بالتفسير لبذل الجهد التعليمي

البهيجي

Well-known member
إنضم
16/10/2004
المشاركات
2,400
مستوى التفاعل
70
النقاط
48
العمر
65
الإقامة
العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين ورضي الله عن صحابته الكرام .
أما بعد فمن خلال تتبعي للمشاركات في هذا الملتقى المبارك بإذن الله تعالى أجد أن بعض الأعضاء بحاجة إلى الكثير
من الجهد ليصلوا إلى المستوى المقبول وأن عليهم أن يتعلموا العديد من المفردات التي تكون علوم القرآن من جهة وتلك
التي تكون علم التفسير من جهة أخرى وأرغب أن أدعو لجهد علمي بين أعضاء الملتقى ممن تمكنوا من التخصص في التفسير
وأولئك الذين لا يملكون زمام التخصص سواء منهم أولئك الذين لا يزالون طلبة علم أو من الناس الذين يقرأون ولا يدرسون
والفكرة هي أن يتولى كل متخصص التعامل مع خمسة من الطلبة أو ممن يقرأون فقط لكي يقوم بتوجيههم الوجهة الصحيحة
لتلقي علوم القرآن الكريم عموماً والتفسير خصوصاً .
يرجى بيان رأيكم يا كرام ويا كريمات والله تعالى أعلم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين أما بعد فمن الأمور التي أرى من الضروري أن يتعلمها طلبة العلم هو
كيف نقيم التفاسير ؟ وما هي الأسس التي نعتمدها لكي نحدد جودة التفسير من غير ذلك ؟
من المعلوم أن أفضل التفسير هو ذلك الذي يعتمد على تفسير القرآن بالقرآن ثم القرآن بالسنة
الصحيحة ، ثم التفسير بأقوال الصحابة رضي الله عنهم ثم التفسير بأقوال التابعين وأتباع التابعين
ثم التفسير بأقوال المفسرين الأوائل ثم التفسير بأقوال أهل العلم .
فالمقياس الأول الذي نقيم به أي تفسير هو هل يعتمد على الطريقة أعلاه ؟ أم لا .
فالتفسير الذي لا يعتمد على الطريقة أعلاه والتي تسمى بطريقة السلف في التفسير
سنجده يقع بأخطاء كبيرة في عمله وهذا الأمر يحتاج إلى أمثلة سأبينها لاحقا بعون الله تعالى
كما اني أدعو الجميع الى المشاركة معي في الكتابة وفقنا الله تعالى واياكم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
قلت سابقا أن التفسير الذي لا يعتمد على طريقة السلف سيقع بأخطاء عديدة وقلت أن هذا الأمر
يحتاج إلى أمثلة وسأوضحها لاحقا .
ولننظر كيف فسر الزمخشري قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) وهو من المعتزلة الذين لا يلتزمون بالسنة
في التفسير ، قال الزمخشري : ( ما كان الاستواء على العرش وهو سرير الملك مما يردف الملك، جعلوه كناية عن الملك فقالوا: استوى فلان على العرش يريدون ملك وإن لم يقعد على السرير البتة ) الكشاف : 3/ 52 ، بينما لننظر لتفسير ابن كثير رحمه الله تعالى وهو من مفسري السلف :
( وأما قوله تعالى: (ثم استوى على العرش) فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا، ليس هذا موضع بسطها، وإنما يسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح: مالك، والأوزاعي، والثوري، لليث بن سعد، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه وغيرهم، من أئمة المسلمين قديما وحديثا، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل. والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله، فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه، و ﴿ليس كمثله شيء وهو السميع البصير﴾ [الشورى: ١١] بل الأمر كما قال الأئمة -منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري -: "من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر". وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة، على الوجه الذي يليق بجلال الله تعالى، ونفى عن الله تعالى النقائص، فقد سلك سبيل الهدى) ابن كثير تفسير سورة الاعراف : 3/ 246 - 247 .
وما ذكره ابن كثير بحاجة إلى توضيح إن شاء الله تعالى لاحقا
 
أرجو المعذرة أخي لكن أظن أن ماتدعو إليه لا يناسب فكرة المنتدى فالمنتدة لنشر تحقيقات في دقائق الأمور فهو كالمجلة المحكمة أما ما تدعو إليه فيناسب المنصات التعليمية فما ينشر على الجرائد اليومية لا يناسب أن ينشر بالمجلات وما ينشر بالكتب لا يناسب أن ينشر بالمجلات فلكل مقام مقال.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستاذ الكريم ربما هذه التقسيمات تستخدم في الجامعات نحن هنا في ملتقى تعليمي بأي طريقة تنفع أن نعلم
أخوتنا ما لا يعلمون فهي مقبولة وعلينا أن نستخدمها ...
آخ كم أكرهك التعليمات الجامعية الغبية التي تحد من التفكير وتفرض على الباحث شروطاً ما أنزل الله تعالى بها
من سلطان ...دعوا الناس يكتبون كما يريدون فإنهم يتعلمون من أخطائهم وحسبنا الله ونعم الوكيل
 
آخ كم أكرهك التعليمات الجامعية الغبية التي تحد من التفكير وتفرض على الباحث شروطاً ما أنزل الله تعالى بها
من سلطان ...
فهمت قصدك وأشاطرك الرأي وإن كان هناك من وهم كثر سيخالفون هذا الرأي بالنظر من زاوية ايجابية لكن من جهتنا فنحن ننظر إلى الجانب المظلم من القمر.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله تعالى خيرا الاستاذ الكريم مقولتكم ( فنحن ننظر إلى الجانب المظلم من القمر) فهمتها أننا نرى أن بعض
التعليمات الجامعية غير مقبولة وهي لا تشجع على تبسيط العلوم لعامة الناس والله تعالى أعلم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
سبق لي أن كتبت حول قول ابن كثير رحمه الله تعالى ( أن مذهب السلف حول صفات الله سبحانه هو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله، فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه) المشبهون هم الذين يصفون الله تعالى بصفات خلقه
ولكن أهل السنة والجماعة يصفونه بما وصف نفسه فهو له يدين والمخالف يفسر اليدين بالقدرة والقوة لإننا إذا قلنا له يدين أصبح سبحانه يشبه خلقه
وهذا غير صحيح فهو له يدين ولكن ليست كيدي خلقه فهو سبحانه ليس كمثله شيء ، قال تعالى ( قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75)) ( خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ) فعلى المسلم أن يؤمن أن خالقه له يدين تليق بجلاله وعظمته ولا تشبه ما عند خلقه
والله تعالى أعلم .

 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين أما بعد ومن الأمور التي نعرف فيها جودة التفسير : كيف يتعامل المفسر مع الآية الكريمة ؟
وهذا الأمر يحتاج إلى دراية روائية ولغوية وفي الأخير عقلية ، فالدراية الروائية (كيف فسر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله
وسلم الآية) فإذا لم يجد ينتقل إلى ( كيف فسرها الصحابة رضي الله تعالى عنهم) فإذا لم يجد ينتقل إلى (كيف فسرها التابعون وخاصة تلاميذ عبد الله بن عباس رضي الله عنهما) فإذا لم يجد يرجى الإجابة ؟
 
خلاصة منهج التفسير الجامع بين التفسير بالمأثور والتأويل بالرأي المحمود

  • النظر إلى القراءات الواردة في الآية، إن وجدت؛ لأن ذلك يعين على فهم المراد من الآية.
  • النظر إلى الآيات الواردة في الموضوع، فالقرآن يفسر بعضه بعضا.
  • التفسير بما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، مع التحرز عن الضعيف والموضوع.
  • التفسير بما صح عن الصحابة رضوان الله عليهم، وينظر في تفسير الصحابي، فإن فسره من حيث اللغة، فهم أهل اللسان، فلا شك في اعتمادهم، وإن فسره بما شاهَده من أسباب النزول [1] ونحوها من القرائن مما لا مجال للرأي فيه فهو في حكم المرفوع، وحينئذ إن تعارضت أقوال جماعة من الصحابة، فإن أمكن الجمع فذاك، وإن تعذر قُدم ابن عباس رضي الله عنه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بشره بذلك حيث قال: «الَّلهُمَّ عَلِّمْهُ التَّأوِيلَ» [المستدرك على الصحيحين، للحاكم].
  • التفسير بما صح عن كبار التابعين، «إذا لم يرفعوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولا إلى أحد من الصحابة رضي الله عنهم، فإن اتفقوا أخذ بقولهم، ولا إشكال، وإن اختلفوا جاز الترجيح بين أقوالهم».
  • الأخذ بمطلق اللغة، مع الاحتراز عن صرف الآيات إلى ما لا يدل عليه الكثير من كلام العرب زمن التنزيل. فلا يصار إلى المجاز إلا إذا تعذرت الحقيقة.
  • الأخذ بما يقتضيه سياق الكلام، ويدل عليه قانون الشرع.
  • تفسير القرآن بالعلوم العصرية، على ألا يتوسع في ذلك توسعا مبالغا فيه. وألا يدعي أنه المراد وحده دون الظاهر، وأن يكون له شاهد شرعي يؤيده.


[1] لسبب النزول مدخل كبير في بيان المعنى المراد فينبغي ملاحظة سبب النزول إن وجد.
 
عودة
أعلى