دعاء أعجبني

إنضم
23/01/2007
المشاركات
1,211
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
الإقامة
كندا
الموقع الالكتروني
www.muslimdiversity.net
كثيرة هي الأدعية التي اطلعت عليها واعتنيت بجمعها. ومن الصيغ التي أعجبتني للإحساس المرهف الذي تستبطنه، دعاء للدكتور سلمان بن فهد العودة:
(اللَّهُمَّ، كُلُّ مَنْ جَازَ فِي دِينِكَ وَشَرْعِكَ أَنْ يُدْعَى لَهُ بِخَيْرٍ وَمَغْفِرَةٍ وَرَحَمْةٍ مِنْ عِبَادِكَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّنِي أَدْعُوكَ لَهُ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَهَذَا الْمَوْقِفِ أَنْ تَغْفِرَ لَهُ وَتَرْحَمَهُ).
آمين.
وأرجو الله عز وجل أن يجعلني وإياكم منهم.

وسر إعجابي بهذا الدعاء أن عادة الإنسان جرت بالدعاء لمن يحبهم أو يظن فيهم الخير، لتواطئهم معه على نفس السلوك أو المذهب، أو العمل، وبالامتناع عن الدعاء لكل من يراه مخالفا له، تارة بحجة أنه من أهل البدع، وتارة بحجة أنه من العصاة أو الفاسقين، وتارة بحجة الخلاف معه إلى غير ذلك من الأسباب.
أما هذا الدعاء فهو لا يجعل للنفس حظا في تخير من ندعو له ومن لا ندعو له، وإنما يكل هذا الأمر لله عز وجل وحده، فهو الذي يعرف من يجوز له الدعاء بالخير والرحمة والمغفرة، ومن لا يجوز.
 
ومن الأدعية الجميلة أيضا، ما أثر عن أحمد بن حنبل:

" اللَّهُمَّ مَنْ كَانَ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى غَيْرِ الْحَقِّ وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ عَلَى الْحَقِّ فَرُدَّهُ إِلَى الْحَقِّ لِيَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْحَقِّ "
(نقله ابن كثير، البداية والنهاية: 10/363)

وذكر ابن الجوزي في كتابه (صفة الصفوة: 2/349) صيغة أخرى للدعاء:
عن أبي عيسى عبد الرحمن بن زاذان قال: صلّينا وأبو عبد اللَّه أحمد بن حنبل حاضر، فسمعته يقول:
"اللَّهُمَّ مَنْ كَانَ عَلَى هَوًى أَوْ عَلَى رَأْيٍ، وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ عَلَى الْحَقِّ وَلَيْسَ هُوَ الْحَقُّ، فَرُدَّهُ إِلَى الْحَقِّ حَتَّى لاَ يُضِلَّ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ أَحَدًا. اللَّهُمَّ لاَ تَشْغَلْ قُلُوبَنَا بِمَا تَكَفَّلْتَ لَنَا بِهِ، وَلاَ تَجْعَلْنَا فِي رِزْقِكَ خَوَلاً لِغَيْرِكَ، وَلاَ تَمْنَعْنَا خَيْرَ مَا عِنْدَكَ بِشَرِّ مَا عِنْدَنَا، وَلاَ تَرَنَا حَيْثُ نَهَيْتَنَا، وَلاَ تَفْقِدْنَا مِنْ حَيْثُ أَمَرْتَنَا. أَعِزَّنَا وَلاَ تُذِلَّنَا. أَعِزَّنَا بِالطَّاعَةِ، وَلاَ تُذِلَّنَا بِالمَعْصِيَةِ"

وهذا الدعاء يستبطن رحمة ورأفة بمن طلب الحق فأخطأه. وشتان بين هذا الخلق الكريم النابع من فهم عميق لروح الإسلام، وبين سلوك بعض المسلمين الذين يتبارون في كيل الشتائم لمن يرونهم من أهل القبلة على ضلال أو زيغ أو بدعة. بل إن بعضهم ينشئ المواقع على الإنترنت لفضح هؤلاء بحجة "الدفاع عن الحق" و"حراسة العقيدة".
 
ونقل ابن الجوزي (صيد الخاطر: 343) عن بعض السلف هذا الدعاء:
"اللَّهُمَّ أَرِنَا الأَشْيَاءَ كَمَا هِيَ"

ثم علّق عليه قائلا:
(هذا كلام حسن غاية. وأكثر النَّاس لا يرون الأشياء بعينها، فإنهم يرون الفاني كأنه باق، ولا يكادون يتخايلون زوال ما هم فيه، وإن علموا ذلك)
 
بارك الله فيكم
ليتكم تنقلون لنا ما جمعتم من هذه الأدعية المباركة لنستفيد منها فى هذا الشهر المبارك و خصوصا أئمة المساجد ..
 
ومن دعاء شرف الدين السعدي، من شعراء الهند:

"اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي حَسَنَ السِّيرَةِ، غَيْرَ مُتَكَلِّفٍ وَلاَ مُحِبٍّ لِلتَّظَاهُرِ، أُكِنُّ الْخَيْرَ مِنْ نَفْسِي"

(المصدر: الأعلام الخمسة للشعر الإسلامي - للأعظمي وشعلان: 262)
 
ومن دعاء بعض السلف:
"اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ الأَقَلِّينَ"

وقصة الدعاء:
ذكر الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب أنه سمع رجلا يقول: "اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ الأَقَلِّينَ". فقال: ما هذا؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إن الله قال: {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ}. وقال تعالى: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}. وقال: {إِلاَّ الذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ}. فقال عمر: صدقت.

(المصدر: عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين لابن القيم:96)

وهذا الدعاء اقتباس من القرآن الكريم، ونموذج جميل لتدبره.
 
مامعنى قوله تعالى = واجعلوبيوتكم قبله =
 
قيل يعني اتَّخذوها مساجدَ للعبادة إن خفتم كيد فرعونَ وبطشه بكم عند اجتماعكم في الكنائس.
وقيل يعني اجعلوا بيوتكم إلى القبلة .
وقيل يعني اجعلوها يقابل بعضها بعضاً.
وعلى القول الأول كثير من المفسرين.
 
ومن دعاء مطرف بن عبد الله بن الشخير (من التابعين الزهاد):

"اللَّهُمَّ ارْضَ عَنَّا، فَإِنْ لَمْ تَرْضَ عَنَّا فَاعْفُ عَنَّا، فَإِنَّ الْمَوْلَى قَدْ يَعْفُو عَنْ عَبْدِهِ وَهُوَ عَنْهُ غَيْرُ رَاضٍ"

(المصدر: حلية الأولياء - لأبي نعيم: 2/207)
 
من لطيف الأدعية ما ذكر من دعاء زين العابدين بن الحسين بن علي : ( اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في ظواهر العيون علانيتي ، وأن تقبح في خفايا العيون سريرتي )
وأعظم الأدعية : ( اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم ، وأستغفرك من الذنب الذي لا أعلم ) .
 
قال ابن الجوزي في (صيد الخاطر:200):
جَلَسْتُ يَوْمًا فَرَأَيْتُ حَوْلِي أَكْثَرَ مِنْ عَشْرَةِ آلاَفٍ مَا فِيهِمْ إِلاَّ مَنْ قَدْ رَقَّ قَلْبُهُ، أَوْ دَمِعَتْ عَيْنَاهُ. فَقُلْتُ لِنَفْسِي: كَيْفَ بِكِ إِنْ نَجَوْا وَهَلَكْتِ؟
فَصِحْتُ بِلِسَانِ وُجْدِي:
"إِلَهِي، وَسَيِّدِي، إِنْ قَضَيْتَ عَلَيَّ بِالْعَذَابِ غَدًا، فَلاَ تُعْلِمْهُمْ بِعَذَابِي، صِيَانَةً لِكَرَمِكَ لاَ لِأَجْلِي، لِئَلاَّ يَقُولُوا: عَذَّبَ مَنْ دَلَّ عَلَيْهِ"
===

أقول (أبو أحمد):
وهذا لسان حال كثير ممن يتصدرون المجالس لوعظ الناس وتعليمهم والخطابة والإمامة. نسأل الله العفو والعافية والستر يوم العرض.

===
وقريب من هذا الدعاء قول أحد الأعراب:
"الْحَمْدُ لِلَّهِ. وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أُذَكِّرَ بِهِ وَأَنْسَاهُ"

(المصدر: العقد الفريد - لابن عبد ربه: 4/17)
 
ومن دعاء أسد بن السماك (من أهل الزهد والتصوف، روى عن بعض التابعين):

"اللَّهُمَّ إِنِّي آمُرُ بِطَاعَتِكَ وَرُبَّمَا قَصَّرْتُ، وَأَنْهَى عَنْ مَعْصِيَتِكَ وَرُبَّمَا اقْتَرَفْتُ. وَقَدْ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا أَدُورُ عَلَى أَنْ أُعَظِّمَكَ فِي صُدُورِ خَلْقِكَ، فَارْحَمْنِي بِذَلِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ"

(المصدر: البصائر والذخائر، لأبي حيان التوحيدي:7/183)
 
ومن دعاء الفضل بن عيسى الرقاشي (من الأعراب):

"اللَّهُمَّ لاَ تُدْخِلْنَا النَّارَ بَعْدَ إِذْ أَسْكَنْتَ قُلُوبَنَا تَوْحِيدَكَ. وَإِنِّي لَأَرْجُو أَلاَّ تَفْعَلَ. وَلَئِنْ فَعَلْتَ لَتَجْمَعَنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ عَادَيْنَاهُمْ فِيكَ"

(المصدر: عيون الأخبار، ابن قتيبة:2/310)
 
ومما صاغه شعرا بالأوردو الشاعر الهندي (دبير)، على لسان أحد الموتى، في صورة فنية جميلة:

"يَا رَبِّ، إِنِّي أَتَيْتُ إِلَيْكَ طَامِعًا فِي رَحْمَتِكَ، وَجِئْتُ خَجِلاً، مُخْفِيًا وَجْهِي بِالْكَفَنِ. لَمْ يَتْرُكْنِي عِبْءُ الذُّنُوبِ لِأَسِيرَ عَلَى قَدَمِي، فَجِئْتُ مَحْمُولاً عَلَى أَكْتَافِ النَّاسِ فِي التَّابُوتِ"

(المصدر: الأعلام الخمسة للشعر الإسلامي، للأعظمي وشعلان:212)
 
ومن دعاء عبد الملك بن مروان:

"يَا رَبِّ، إِنَّ ذُنُوبِي عَظِيمَةٌ، وَإِنَّ قَلِيلَ عَفْوِكَ أَعْظَمُ مِنْهَا. اللَّهُمَّ فَامْحُ بِقَلِيلِ عَفْوِكَ عَظِيمَ ذُنُوبِي"

قال الأصمعي: فبلغ ذلك الحسن، فبكى وقال: (لو كان كلام يكتب بالذهب لكتب هذا الكلام).

(المصدر: البداية والنهاية، ابن كثير:9/81)

===

وفي رواية أخرى لنفس الدعاء:

"اللَّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِي قَدْ عَظُمَتْ وَجَلَّتْ أَنْ تُحْصَى، وَهِيَ صَغِيرَةٌ فِي جَنْبِ عَفْوِكَ، فَاعْفُ عَنِّي"

(المصدر: جمهرة خطب العرب، أحمد زكي صفوت:3/361)

===
وفي رواية ثالثة:

"اللَّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِي وَإِنْ كَثُرَتْ وَجَلَّتْ عَنِ الصِّفَةِ، فَإِنَّهَا صَغِيرَةٌ فِي جَنْبِ عَفْوِكَ فَاعْفُ عَنِّي"

(المصدر: المستطرف فِي كُلّ فن مستظرف – للأبشيهي: 2/533، وفيها: قال الأصمعي: حسدت عبد الملك على كلمة تكلم بها عند الموت وهي..]
 
ومن دعاء العماد المقدسي وهو يتعلق بالمشاركة الأولى : اللهم اغفر لأقسانا قلبا , وأكبرنا ذنبا , وأثقلنا ظهرا , وأعظمنا جرما .
 
ومن دعاء العماد المقدسي وهو يتعلق بالمشاركة الأولى : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَقْسَانَا قَلْبًا، وَأَكْبَرِنَا ذَنْبًا، وَأَثْقَلِنَا ظَهْرًا، وَأَعْظَمِنَا جُرْمًا .

أحسن الله إليك. والعماد المقدسي هو: عماد الدين إبراهيم بن عبد الواحد.
والدعاء مذكور في (سير أعلام النبلاء – للذهبي: 22/49)
 
ومن دعاء الحسن البصري:

"اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْنَا مِمَّنْ يَتَقَوَّى بِنِعْمَتِكَ عَلَى مَعْصِيَتِكَ"

(المصدر: كتاب الحيوان، للجاحظ: 1/225)
 
ومن أجمل ما سمعت :
" إلهنا أمرتنا فلم نأتمر ... وزجرتنا فلم ننزجر .... وها نحن بين يديك نعتذر ... " .
 
ومن دعاء عبد الرحمن بن عوف:

"اللَّهُمَّ قِنِي شُحَّ نَفْسِي"

عن أَبي الهياج الأسدي، قال: كنت أطوف بالبيت، فرأيت رجلا يقول: "اللَّهُمَّ قِنِي شُحَّ نَفْسِي"، لا يزيد على ذلك. فقلت له (أي سألته عن ذلك)، فقال: "إِنِّي إِذَا وُقِيتُ شُحَّ نَفْسِي لِمْ أَسْرِقْ، وَلَمْ أَزْنِ، وَلَمْ أَفْعَلْ شَيْئًا"، وإذا الرجل عبد الرحمن بن عوف.

(المصدر: تفسير "جامع البيان عن تأويل آي القرآن"، ابن جرير الطبري: 23/286)
 
دعا بعض العارفين بعرفة فقال : اللهم إن كنت لم تقبل حجي وتعبي ونصبي فلا تحرمني أجر المصيبة على تركك القبول مني.
( لطائف المعارف، ص:266)
 
ومن أدعية الشيخ كشك ـ رحمه الله تعالى ـ :

" اللهمَّ استُرنا بستركِ الجميلِ الذي سترتَ به نفسكَ فلا عينٌ تراكَ " .
 
ومن دعاء الراغب الأصفهاني:

"أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ لَنَا مِنْ أَنْوَارِهِ نُورًا يُرِينَا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ بِصُورَتَيْهِمَا، وَيُعَرِّفَنَا الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ بِحَقِيقَتَيْهِمَا، حَتَّى نَكُونَ مِمَّنْ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ، وَمِنَ الْمَوْصُوفِينَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} [الفتح:4]، وَبِقَوْلِهِ: {أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} [المجادلة:22]"

(المصدر: مفردات القرآن، الراغب الأصفهاني: 1/3)
 
ومن الدعاء الجميل، دعاء عبد القاهر الجرجاني:

"الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، حَمْدَ الشَّاكِرِينَ، نَحْمَدُهُ عَلَى عَظِيمِ نَعْمَائِهِ، وَجَمِيلِ بَلاَئِهِ، وَنَسْتَكْفِيهِ نَوَائِبَ الزَّمَانِ، وَنَوَازِلَ الْحَدَثَانِ، وَنَرْغَبُ إِلَيْهِ فِي التَّوْفِيقِ وَالْعِصْمَةِ، وَنَبْرَأُ إِلَيْهِ مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ، وَنَسْأَلُهُ يَقِينًا يَمْلَأُ الصُّدُورَ، وَيَعْمُرُ الْقَلْبَ، وَيَسْتَوْلِي عَلَى النَّفْسِ، حَتَّى يَكُفَّهَا إِذَا نَزَغَتْ، وَيَرُدَّهَا إِذَا تَطَلَّعَتْ، وَثِقَةً بِأَنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْوَزَرُ، والْكَالِئُ، وَالرَّاعِي، وَالْحَافِظُ، وَأَنَّ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ بِيَدِهِ، وَأَنَّ النِّعَمَ كُلَّهَا مِنْ عِنْدِهِ، وَأَنْ لاَ سُلْطَانَ لِأَحَدٍ مَعَ سُلْطَانِهِ.
نُوَجِّهُ رَغَبَاتِنَا إِلَيْهِ، وَنُخْلِصُ نِيَّاتِنَا فِي التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، وَأَنْ يَجْعَلَنَا مِمَّنْ هَمُّهُ الصِّدْقُ، وَبُغْيَتُهُ الْحَقُّ، وَغَرَضُهُ الصَّوَابُ، وَمَا تُصَحِّحُهُ الْعُقُولُ وَتَقْبَلُهُ الأَلْبَابُ.
وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ أَنْ نَدِّعِيَ الْعِلْمَ بِشَيْءٍ لاَ نَعْلَمُهُ، وَأَنْ نُسْدِيَ قَوْلاً لاَ نَلْحَمُهُ، وَأَنْ نَكُونَ مِمَّنْ يَغُرُّهُ الْكَاذِبُ مِنَ الثَّنَاءِ، وَيَنْخَدِعُ لِلْمُتَجَوِّزِ فِي الإِطْرَاءِ، وَأَنْ يَكُونَ سَبِيلُنَا سَبِيلَ مَنْ يُعْجِبُهُ أَنْ يُجَادِلَ بِالْبَاطِلِ، وَيُمَوِّهَ عَلَى السَّامِعِ، وَلاَ يُبَالِي إِذَا رَاجَ عَنْهُ الْقَوْلُ أَنْ يَكُونَ قَدْ خَلَطَ فِيهِ، وَلَمْ يُسَدَّدْ فِي مَعَانِيهِ.
وَنَسْتَأْنِفُ الرَّغْبَةَ إِلَيْهِ (عَزَّ وَجَلَّ) فِي الصَّلاَةِ عَلَى خَيْرِ خَلْقِهِ، وَالْمُصْطَفَى مِنْ بَرِيَّتِهِ، مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَعَلَى أَصْحَابِهِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، وَعَلَى آلِهِ الأَخْيَارِ مِنْ بَعْدِهِمْ أَجْمَعِينَ"

(الْوَزَرُ): الْمَلْجَأُ. وأَصل الوَزَرِ: الجبل المنيع. وكلُّ مَعْقِلٍ وَزَرٌ. (الْكَالِئُ): الحافظ والحارس. (لاَ نَلْحَمُهُ): بفتح الحاء وضمها: لا نُحكِمه. ولَحَمَ الأمرَ: أحكَمَه


(المصدر: دلائل الإعجاز، الجرجاني، مقدمة الكتاب)
 
ومن دعاء الشيخ إسماعيل حقي:

"نَسْأَلُ اللَّهَ سُبْحَانَهُ الرَّفِيقَ الأَعْلَى، وَالنَّظَرَ إِلَى وَجْهِهِ الأَبْهَى، وَجَمَالِهِ الأَسْنَى"

آمين.

(المصدر: تفسير "روح البيان"، إسماعيل حقي:5/128)
 
ومن دعاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب:

"أَحْمَدُ اللَّه سُبْحَانَهُ عَلَى حُلْوِ نِعَمِهِ وَمُرِّ بَلْوَاهِ"

(المصدر: الخطب المنبرية للشيخ محمد بن عبد الوهّاب:1/50، نسخة إلكترونية في المكتبة الشاملة)
 
ومن دعاء محمد إقبال في (قصيدة شكوى):

"لَمْ يَبْقَ لَنَا يَا رَبِّ مِنْ ثَرْوَةٍ سِوَى الْفَقْرِ، وَلاَ مِنْ قُوَّةٍ سِوَى الْعَجْزِ"

(المصدر: الأعلام الخمسة للشعر الإسلامي، الأعظمي وشعلان:109)
 
ومن دعاء د. يوسف القرضاوي:

"إِلَهِي، أَذْنَبْتُ فِي بَعْضِ الأَوْقَاتِ، وَآمَنْتُ بِكَ فِي كُلِّ الأَوْقَاتِ، فَكَيْفَ يَغْلِبُ بَعْضُ عُمْرِي مُذْنِبًا، جَمِيعَ عُمْرِي مُؤْمِنًا؟"

(المصدر: دعاء مسموع: شبكة إسلام أونلاين)
 
ومن دعاء أبي الربيع الغنوي (أحد الأعراب):

"أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ طُولَ الْعُمُرِ في الأَمْنِ وَالْعَافِيَةِ، وَالْحِلْمَ وَالْعِلْمَ وَالْحَزْمَ، وَالأَخْلاَقَ الْحَسَنَةَ، وَالأَفْعَالَ الْمَرْضِيَّةَ، وَالْيُسْرَ وَالتَّيْسِيرَ، وَالنَّمَاءَ وَالتَّثْمِيرَ، وَطِيبَ الذِّكْرِ وَحُسْنَ الأُحْدُوثَةِ، وَالْمَحَبَّةَ فِي الْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ، وَهَبْ لِي ثَبَاتَ الْحُجَّةِ، َوالتَّأْيِيدَ عِنْدَ الْمُنَازَعَةِ وَالْمُخَاصَمَةِ، وَبَارِكْ لِي فِي الْمَوْتِ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"

(المصدر: البيان والتبيين، الجاحظ: 1/523)
 
ومن دعاء أبي الفرج بن الجوزي:

"اللَّهُمَّ نَوِّرْ دُنْيَانَا بِنُورٍ مِنْ تَوْفِيقِكَ، وَاقْطَعْ أَيَّامَنَا فِي الاتِّصَالِ بِكَ، وَانْظُمْ شَتَاتَنَا فِي سِلْكِ طَاعَتِكَ، فَأَنْتَ أَعْلَمُ بِتَلْفِيقِ الْمُقْتَرِفِ. اللَّهُمَّ قَوِّ مِنَنَ أَطْفَالِ التَّوْبَةِ بِلُبَانِ الصَّبْرِ. ارْفُقْ بِمَرْضَى الْهَوَى فِي مَارِسْتَانِ الْبَلاَءِ. افْتَحْ مَسَامَّ الأَفْهَامِ لِقَبُولِ مَا يَنْفَعُ. سَلِّمْ سَيَّارَةَ الأَفْكَارِ مِنْ قَاطِعِ طَرِيقٍ. احْرُسْ طَلاَئِعِ الْمُجَاهَدَةِ مِنْ خَدِيعَةِ كَمِينٍ. احْفَظْ شُجْعَانَ الْعَزَائِمِ مِنْ شَرِّ هَزِيمَةٍ. وَقِّعْ عَلَى قِصَصِ الإِنَابَةِ بِقَلَمِ الْعَفْوِ. لاَ تُسَلِّطْ جَاهِلَ الطَّبْعِ عَلَى عَالِمِ الْقَلْبِ. لاَ تُبَدِّلْ نَعِيمَ عَيْشِ الرُّوحِ بِجَحِيمِ حَرِّ النَّفَسِ، لاَ تُمِتْ حَيَّ العِلْمِ فِي حَيِّ الْجَهْلِ. أَخْرِجْنَا إِلَى نُورِ الْيَقِينِ مِنْ هَذَا الظَّلاَمِ. لاَ تَجْعَلْنَا مِمَّنْ رَأَى الصُّبْحَ فَنَامَ. لاَ تُؤَاخِذْنَا بِقَدْرِ ذُنُوبِنَا، فَإِنَّكَ قُلْتَ: {لاَ تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}. وَاعَجَبًا لِمَنْ عَرَفَكَ ثُمَّ أَحَبَّ غَيْرَكَ، وَلِمَنْ سَمِعَ مُنَادِيَكَ ثُمَّ تَأَخَّرَ عَنْكَ"

(المصدر: المدهش، ابن الجوزي:415)
 
ما ورد عن الإمام أبي السعود العمادي...

ما ورد عن الإمام أبي السعود العمادي...

بسم الله...
جزاكم الله خيرا، وبارك في جهودكم؛ فهذه زاوية مميزة إذ تعرض الأدعية موثقة؛ كما جرت على لسان أصحابها.
مما وقفت عليه من هذه الأدعية الطيبة، ما ورد عن الإمام أبي السعود العمادي، في مقدمة تفسيره:
" فيا من توجَّهت وجوه الذُّل والابتهال نحو بابه المَنيع، ورُفِعت أيدي الضَّراعة والسؤال إلى جنابهِ الرَّفيع، أفِضْ علينا شوارق أنوار التوفيق، وأطلعنا على دقائقِ أسرار التَّحقيق، وثبِّت أقدامنا على مناهج هُداك، وأنطقنا بما فيه أمرك ورضاك، ولا تكِلنا إلى أنفسنا في لحظةٍ ولا آن، وخذ بناصِيتنا إلى الخير حيثُ كان، جئناك على جباه الاستكانة ضارعين، ولأبواب فيضك قارعين، أنت الملاذُ في كل أمر مُهم، وأنت المَعاذُ في كل خطب مُلم، لا رب غيرك ولا خير إلا خيرك، بيدك مقاليدُ الأمور، لك الخلقُ والأمرُ وإليك النشور"
 
ومن أدعية زين العابدين علي بن الحسين (من التابعين):

"اللَّهُمَّ وَفِّقْنِي إِذَا اشْتَكَلَتْ عَلَيَّ الأمُورُ لأِهْدَاهَا، وَإذَا تَشَابَهَتِ الأَعْمَالُ لِأَزْكَاهَا، وَإِذَا تَنَاقَضَتِ الْمِلَلُ لِأَرْضَاهَا"

المصدر: الصحيفة السجادية (دعاء مكارم الأخلاق)، علي بن الحسين: 131
 
ومن أدعية محمد متولي الشعراوي، رحمه الله:

"اللَّهُمَّ إِنَّ فِي سَتْرِكَ لِعُيُوبِنَا، وَفِي أَمْرِ عِبَادِكَ بِالسَّتْرِ عَلَيْنَا بِشَارَةً بِالْمَغْفِرَةِ. فَمَا كُنْتَ لِتَسْتُرَ فِي دَارِ الْفَنَاءِ لِتَفْضَحَ فِي دَارِ الْبَقَاءِ. وَحَتَّى لاَ نَزْهَدَ فِي حَسَنَاتِ مَنْ نَعْرِفُ لَهُ سَيِّئَةً، فَحَسْبُنَا جَزَاءً عَلَى سَتْرِ عُيُوبِ سِوَانَا أَنْ تَسْتُرَ غَيْرَنَا عَنْ عُيُوبِنَا"

"اللَّهُمَّ إِنِّي أَحْمَدُكَ عَلَى كُلِّ قَضَائِكَ وَجَمِيعِ قَدَرِكَ، حَمْدَ الرِّضَى بِحُكْمِكَ لِلْيَقِينِ بِحِكْمَتِكَ"



(المصدر: الشبكة الإخوانية، مجموعة أدعية بصوت الشعراوي)
 
ومن دعاء محمد عبد الخالق عضيمة:

"اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ التَّكَلُّفِ لِمَا لاَ نُحْسِنُ، كَمَا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعُجْبِ بِمَا نُحْسِنُ"

(المصدر: المقتضب، المبرّد - مقدمة المحقق: 7)
 
ومن التسابيح الجميلة الصادقة العميقة، ما قاله د. محمد عبد الله دراز:

"سُبْحَان مَنْ رَبَطَ الْمُسَبِّبَاتِ بِالأَسْبَابِ لِيَهْتَدِيَ الْعَامِلُونَ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا أَحْيَانًا لِيَتَّعِظَ الْعَارِفُونَ، تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّهُ هُوَ الْفَاعِلُ الْمُخْتَارُ، وَأَنَّ هَذِهِ الْحَوَادِثَ لَمْ تَكُنْ بِالطَّبْعِ وَلاَ بِالاضْطِرَارِ"

(المصدر: الميزان بين السنة والبدعة، دراز: 92)
 
وقال سعيد بن المسيب لصلة بن أشيم: ادع اللَّه لي. فقال:

"رَغَّبَكَ اللَّهُ فِيمَا يَبْقَى، وَزَهَّدَكَ فِيمَا يَفْنَى، وَوَهَبَ لَكَ الْيَقِينَ الَّذِي لاَ تَسْكُنُ النُّفُوسُ إِلاَّ إِلَيْهِ، وَلاَ يُعَوَّلُ فِي الدِّينِ إِلاَّ عَلَيْهِ"

(المصدر: بهجة المجالس وأنس المجالس، ابن عبد البر: 1/270)
 
ومن دعاء الإمام النووي (يحي بن شرف النووي):

"أَسْأَلُ اللَّهَ الْكَرِيمَ تَوْفِيقِي لِحُسْنِ النِّيَّاتِ، وَالإِعَانَةَ عَلَى جَمِيعِ أَنْوَاعِ الطَّاعَاتِ وَتَيْسِيرَهَا، وَالْهِدَايَةَ لَهَا دَائِمًا فِي ازْدِيَادٍ حَتَّى الْمَمَاتِ، وَأَسْأَلُهُ ذَلِكَ لِجَمِيعِ مَنْ أُحِبُّهُ وَيُحِبُّنِي لِلَّهِ تَعَالَى وَسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَنْ يَجْمَعَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فِي دَارِ كَرَامَتِهِ بِأَعْلَى الْمَقَامَاتِ، وَأَنْ يَرْزُقَنَا رِضَاهُ وَسَائِرَ وُجُوهِ الْخَيْرَاتِ"

(المصدر: بستان العارفين، النووي: 19)

ويشهد الله أنني ممن يحبون الإمام النووي.
 
ومن دعاء الإمام جار الله أبي القاسم الزمخشري:

"أَعُوذُ بِاللَّهِ مِن جُهْدِ الْبَلاَءِ، إِلاَّ بَلاَءً فِيهِ عَلاَءٌ"

(فِيهِ عَلاَء): أي علو منزلة عِنْد الله‏

(المصدر: أساس البلاغة، الزمخشري: 51)
 
ومن دعاء عبد القاهر الجرجاني:

"الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، حَمْدَ الشَّاكِرِينَ، نَحْمَدُهُ عَلَى عَظِيمِ نَعْمَائِهِ، وَجَمِيلِ بَلاَئِهِ، وَنَسْتَكْفِيهِ نَوَائِبَ الزَّمَانِ، وَنَوَازِلَ الْحَدَثَانِ، وَنَرْغَبُ إِلَيْهِ فِي التَّوْفِيقِ وَالْعِصْمَةِ، وَنَبْرَأُ إِلَيْهِ مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ، وَنَسْأَلُهُ يَقِينًا يَمْلَأُ الصُّدُورَ، وَيَعْمُرُ الْقَلْبَ، وَيَسْتَوْلِي عَلَى النَّفْسِ، حَتَّى يَكُفَّهَا إِذَا نَزَغَتْ، وَيَرُدَّهَا إِذَا تَطَلَّعَتْ، وَثِقَةً بِأَنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْوَزَرُ، والْكَالِئُ، وَالرَّاعِي، وَالْحَافِظُ، وَأَنَّ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ بِيَدِهِ، وَأَنَّ النِّعَمَ كُلَّهَا مِنْ عِنْدِهِ، وَأَنْ لاَ سُلْطَانَ لِأَحَدٍ مَعَ سُلْطَانِهِ. نُوَجِّهُ رَغَبَاتِنَا إِلَيْهِ، وَنُخْلِصُ نِيَّاتِنَا فِي التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، وَأَنْ يَجْعَلَنَا مِمَّنْ هَمُّهُ الصِّدْقُ، وَبُغْيَتُهُ الْحَقُّ، وَغَرَضُهُ الصَّوَابُ، وَمَا تُصَحِّحُهُ الْعُقُولُ وَتَقْبَلُهُ الأَلْبَابُ. وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ أَنْ نَدِّعِيَ الْعِلْمَ بِشَيْءٍ لاَ نَعْلَمُهُ، وَأَنْ نُسْدِيَ قَوْلاً لاَ نَلْحَمُهُ، وَأَنْ نَكُونَ مِمَّنْ يَغُرُّهُ الْكَاذِبُ مِنَ الثَّنَاءِ، وَيَنْخَدِعُ لِلْمُتَجَوِّزِ فِي الإِطْرَاءِ، وَأَنْ يَكُونَ سَبِيلُنَا سَبِيلَ مَنْ يُعْجِبُهُ أَنْ يُجَادِلَ بِالْبَاطِلِ، وَيُمَوِّهَ عَلَى السَّامِعِ، وَلاَ يُبَالِي إِذَا رَاجَ عَنْهُ الْقَوْلُ أَنْ يَكُونَ قَدْ خَلَطَ فِيهِ، وَلَمْ يُسَدَّدْ فِي مَعَانِيهِ. وَنَسْتَأْنِفُ الرَّغْبَةَ إِلَيْهِ (عَزَّ وَجَلَّ) فِي الصَّلاَةِ عَلَى خَيْرِ خَلْقِهِ، وَالْمُصْطَفَى مِنْ بَرِيَّتِهِ، مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَعَلَى أَصْحَابِهِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، وَعَلَى آلِهِ الأَخْيَارِ مِنْ بَعْدِهِمْ أَجْمَعِينَ"

(المصدر: دلائل الإعجاز، الجرجاني: 1/3)

(الْوَزَرُ): الْمَلْجَأُ. وأَصل الوَزَرِ: الجبل المنيع. وكلُّ مَعْقِلٍ وَزَرٌ. (الْكَالِئُ): الحافظ والحارس. (لاَ نَلْحَمُهُ): بفتح الحاء نلحَمه، وضمها نلحُمه: لا نُحكِمه. ولَحَمَ الأمرَ: أحكَمَه
 
وفقك الله

وفقك الله

الحمد لله ، وبعد ..

جزاك الله خيراً يا استاذ محمد ، جمع طيب ، والله أسأل أن ينفع به ويبارك .

كنت من قديم قد عنيت بجمع الأدعية النبوية المطلقة والمقيدة ، ثم وسعت الأمر اكثر ، فجمعت ادعية الصحابة مرتبة على العشرة ، ثم أهل بدر ... ، على وفق ترتيب من كتب في فضائل الصحابة ، وقد تكَّون عندي الكم الهائل منها .

فنسقتها وضبطها ورتبتها ، وخرجت ما يحتاج لتخريج أو توثيق ، ثم عمدت بنسخة خاصة لشيخنا العلامة أ.د عمر الأشقر حفظه الله وأطال في عمره ، ليقرأها ، وأفيد من علمه ونقده ومراجعته ومن ثم تقديمه .

ثم جاء النصح فقط بالاقتصار على ما ورد عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأما غيره فطريق اثبات صحة الدعاء ونسبته فيه عسر ، فاقتصرت على ما نُصحت .

وأحياناً تختلف المقولات والأدعية عنهم ، ويكون في أسانيدها من هو مظلم او رجل سوء او بدعة ، فكيف تثبت ذلك ؟

ومن مثال الاختلاف الحاصل بين روايتين متباينتين .. المشاركة رقم ( 7 ) في قصة دعاء عمر رضي الله عنه : فنقلتَ أن عمر رضي الله عنه قال : ( صدقت )
في حين لورجعت لمرجع غيره ، ستجده لا يقبل هذا الدعاء ويقول لصاحبه : ( عليك من الدعاء بما يُعرف !
انظر : البيان والتبيين ( 3 / 278 ) وغيرها كثير .

والأخطر من ذلك .. أن يحوي هذا الدعاء على محظور شرعي ، ولا يشك عاقل ألبتة أن العالم الذي نُسِب إليه الدعاء لا يتصوَّر صدور هذا الخطأ منه .
لذا أتمنى يا أستاذ محمد _ وقد جمعت جمعاً كبيراً من الأدعية أن تراجعها وتنظر فيها وتدقق فيها كثيراً ، وتنظر منهجاً صالحاً في كيفية اثبات صحة الدعاء من عدمه لقائله .

وسأهديك عملاً لأخيك ، قد تستفيد منه مما عملته سابقاً ، قسمت الكتاب إلى قسمين :

الأول : فإني قريب ( جامع الأدعية والأذكار الصحيحة ) كتاب ، وهو من مراجعة وتقديم شيخنا أ. د عمر بن سليمان الأشقر اطال الله في عمره ونفعنا به .
واخرجته باصدار صوتي بعنوان ( الورد النبوي في أذكار اليوم والليلة )
وهذه الأيام القلائل من هذا الأسبوع يصل من بيروت لدار النفائس _ الأردن ، وبحول الله أرفع منه نسخة مصورة ، اهداء لكم يا أستاذ محمد ، وحتى نستفيد من ملاحظاتكم ونقدكم .

الثاني : وهو أصل الكتاب السابق ، والموسوم : ( مدارج السائلين في مناجاة رب العالمين ) وهو في طور الجرح والتعديل ، والتوثيق والتنسيق ، ودراسة هذه الأدعية بما يصلح وما لا يصلح وفق منهج أرجو الله أن يكون صحيحاً .

والله يكلل العمل بالقبول ، ويكتب له النفع بين العباد ، وأن يدَّخره لي عنده يوم لقاه .

وجزاكم الله خيراً

أخوك الداعي لك بكل خير
 
حياك الله أخي أبا العالية،

أنا مقدّر تماما للملاحظة التي أبديتها. وتوثيق نسبة الأقوال إلى الرجال أمر يكاد يكون مستحيلا في ما يتعلق بما ورد في كتب التراث العربي والإسلامي.

والعبرة عندي في ما جمعت وأجمع ليس القائل بقدر ما هو صلاحية اللفظ والمعنى في صياغة الدعاء (أي: مطابقته للمعاني العقدية السليمة، وخلوه من التكلف اللفظي والمعاني المبهمة).

ويبقى الأمر اجتهاديا قد يختلف في تقديره.
 
ومن دعاء يحيى بن معاذ بن جعفر الرازي (من أهل الزهد والتصوف):

"إِلَهِي، إِنَّ إِبْلِيسَ لَكَ عَدُوٌّ، وَهُوَ لَنَا عَدُوٌّ، وَإِنَّكَ لاَ تُغِيظُه ُبِشَيْءٍ هُوَ أَنْكَأُ لَهُ مِنْ عَفْوِكَ، فَاعْفُ عَنَّا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ"

المصدر: صفة الصفوة، ابن الجوزي: 4/97
 
ومن دعاء أبي عمران الجوني (من أهل الزهد والتصوف):

"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا عِلْمَكَ فِينَا، فَإِنَّكَ تَعْلَمُ مِنَّا مَا لاَ يَعْلَمُهُ أَحَدٌ، وَكَفَى بِعِلْمِكَ فِينَا اسْتِكْمَالاً لِكُلِّ عُقُوبَةٍ، إِلاَّ مَا عَفَوْتَ وَرَحِمْتَ"

المصدر: حلية الأولياء، الأصفهاني: 2/312
 
ومن دعاء الأديب يحي حقي لابنته:

"دُعَاءٌ لِلمَوْلَى سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنْ يُسْعِدَكِ، وَأَنْ يَهَبَكِ صِحَّةَ البَدَنِ وَالرُّوحِ وَالعَقْلِ، وَأَنْ يَجْعَلَ مَحَبَّةَ النَّاسِ لاَ تَنْقَطِعُ، وَأَنْ يُجَنِّبَكِ شِرَارَ النَّاسِ وَأَرْذَالَهُمْ وَالذِينَ تَنْهَشُهُمْ الغَيْرَةُ وَحُبُّ النَّكَدِ، وَأَنْ يَجْعَلَ الْمَوْلَى جَيْبَكِ دَائِمًا عَمْرَانًا، وَيَدَكِ لاَ تَخْلُو مِنَ النُّقُودِ، وَأَنْ تَبْقَيْ مَعَ ذَلِكَ كَرِيمَةً عَلَى الفُقَرَاءِ (وَعَلَى وَالِدِكَ أَيْضًا)، وَأَنْ لاَ تُفَارِقَ الابْتِسَامَةُ ثَغْرَكِ، وَلاَ الدُّعَاءُ إِلَى اللَّهِ قَلْبَكِ، وَأَنْ تَرَيِ الدُّنْيَا حُلْوَةً فِي الصَّبَاحِ وَفِي الْمَسَاءِ، وَأَنْ لاَ تَشْعُرِي بِمَا لاَ طَاقَةَ لَكَ بِهِ مِنْ تَعَبٍ أَوْ إِرْهَاقٍ أَوْ مَلَلٍ أَوْ إِعْيَاءٍ، وَأَنْ تَبْلُغِي كُلَّ مَطَالِبِكَ، وَأَنْ تَسِيرِي الْهُوَيْنَا كَأَنَّكِ فِي نُزْهَةٍ، فَلاَ جَرْيَ وَاللِّسَانُ مُدَلْدَلٌ"

المصدر: خليها على الله، يحي حقي
 
ومن دعاء أحد شعراء الهند المجهولين:

"عِنْدَمَا أَقِفُ غَدًا لِلْحِسَابِ، وَأُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِي، أَقُولُ: يَا رَبِّي، امْنَحْنِي ثَوَابًا عَنْ ذُنُوبٍ كَثِيرَةٍ تَمَنَّيْتُهَا وَلَمْ أَفْعَلْهَا"

المصدر: الأعلام الخمسة للشعر الإسلامي، الأعظمي وشعلان: 226
 
ومن دعاء الأديب يحي حقي لابنته:

"دُعَاءٌ لِلمَوْلَى سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنْ يُسْعِدَكِ، وَأَنْ يَهَبَكِ صِحَّةَ البَدَنِ وَالرُّوحِ وَالعَقْلِ، وَأَنْ يَجْعَلَ مَحَبَّةَ النَّاسِ لاَ تَنْقَطِعُ، وَأَنْ يُجَنِّبَكِ شِرَارَ النَّاسِ وَأَرْذَالَهُمْ وَالذِينَ تَنْهَشُهُمْ الغَيْرَةُ وَحُبُّ النَّكَدِ، وَأَنْ يَجْعَلَ الْمَوْلَى جَيْبَكِ دَائِمًا عَمْرَانًا، وَيَدَكِ لاَ تَخْلُو مِنَ النُّقُودِ، وَأَنْ تَبْقَيْ مَعَ ذَلِكَ كَرِيمَةً عَلَى الفُقَرَاءِ (وَعَلَى وَالِدِكَ أَيْضًا)، وَأَنْ لاَ تُفَارِقَ الابْتِسَامَةُ ثَغْرَكِ، وَلاَ الدُّعَاءُ إِلَى اللَّهِ قَلْبَكِ، وَأَنْ تَرَيِ الدُّنْيَا حُلْوَةً فِي الصَّبَاحِ وَفِي الْمَسَاءِ، وَأَنْ لاَ تَشْعُرِي بِمَا لاَ طَاقَةَ لَكَ بِهِ مِنْ تَعَبٍ أَوْ إِرْهَاقٍ أَوْ مَلَلٍ أَوْ إِعْيَاءٍ، وَأَنْ تَبْلُغِي كُلَّ مَطَالِبِكَ، وَأَنْ تَسِيرِي الْهُوَيْنَا كَأَنَّكِ فِي نُزْهَةٍ، فَلاَ جَرْيَ وَاللِّسَانُ مُدَلْدَلٌ"

المصدر: خليها على الله، يحي حقي


سبحان الله !

مع بساطة هذا الدعاء وتلقائيته إلا انه مليء بالمعاني الأبوية الحانية والعميقة ..

رحم الله والدينا كما ربونا صغارا !
 
[align=center]

دعاء وابتهال
أبو حيان التوحيدي

اللهم إنا نسألك جداً مقروناً بالتوفيق ، وعلماً بريئاً من الجهل ، وعملاً عرياً من الرياء ، وقولاً موشحاً بالصواب ، وحالاً دائرة مع الحق ، وفطنة عقل مضروبة في سلامة صدر ، وراحة جسم راجعة إلى روح بال ، وسكون نفس موصولاً بثبات يقين ، وصحة حجة بعيدة من مرض شبهة.
اللهم واكفنا من اللسان فلتته ، ومن الهوى فتنته ، ومن الشر خطرته ، ومن الرأي غلطته ، ومن الظن خبطته ، ومن الطبع سورته ، ومن الأمر روعته ، ومن العدو سطوته ، وجنبنا معاندة الحق ، ومجانبة الصدق ، وشراسة الخُلُق ، ومذمَّة الخَلْق ، والقَحَة بالعلم ، والبَهْت بالجهل ، والاستعانة باللجاج ، والإخلاد إلى العاجلة ، والخفوق مع كل ريح ، واتباع كل ناعق.
فالشقي من لم تأخذ بيده ، ولم تؤمنه من غده ، والسعيد من آويته إلى كنف نعمتك ، ونقلته حميداً إلى منازل رحمتك ، غير مناقش له في الحساب ، ولا سائق له إلى العذاب ، أنت ولي النعمة ومانحها ، ومرسل الرحمة وفاتحها ، بيدك الخير ، وأنت على كل شيء قدير.[/align]
 
عودة
أعلى